ومما ورد في حب الله

ومما ورد في حب الله تعالى :

قال هرم بن حيان: المؤمن إذا عرف ربه عز وجل أحبه وإذا أحبه أقبل إليه، وإذا وجد حلاوة الإقبال إليه لم ينظر إلى الدنيا بعين الشهوة ولم ينظر إلى الآخرة بعين الفترة وهي تحسره في الدنيا وتروحه في الآخرة.

وقال يحيى بن معاذ: عفوه يستغرق الذنوب فكيف رضوانه؟ ورضوانه يستغرق الآمال فكيف حبه؟ وحبه يدهش العقول فكيف وده؟ ووده ينسى ما دونه فكيف لطفه؟.

وفي بعض الكتب: عبدي أنا -وحقك - لك محب فبحقي عليك كن لي محباً.وقال يحيى بن معاذ: مثقال خردلة من الحب أحب إلي من عبادة سبعين سنة بلا حب.

وقال يحيى بن معاذ:

إلهي إني مقيم بفنائك مشغول بثنائك، صغيراً أخذتني إليك وسربلتني بمعرفتك وأمكنتني من لطفك ونقلتني وقلبتني في الأعمال ستراً وتوبةً وزهداً وشوقاً ورضاً وحباً تسقيني من حياضك وتَهملني في رياضك ملازماً لأمرك ومشغوفاً بقولك، ولما طر شاربي ولاح طائري فكيف أنصرف اليوم عنك كبيراً وقد اعتدت هذا منك وأنا صغير، فلي ما بقيت حولك دندنة وبالضراعة إليك همهمة لأني محب وكل محب بحبيبه مشغوف وعن غير حبيبه مصروف.

وقد ورد في حب الله تعالى من الأخبار والآثار ما لا يدخل في حصر حاصر وذلك أمر ظاهر، وإنما الغموض في تحقيق معناه فلنشتغل به.


أحب الأعمال إلى الله

( أحب الأعمال إلى الله }
1 - أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل .
2- أحب الأعمال إلى الله الصلاة لوقتها ثم بر الوالدين ثم الجهاد في سبيل الله .
3 - أحب الأعمال إلى الله أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله .
4 - أحب الأعمال إلى الله إيمان بالله ثم صلة الرحم ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأبغض الأعمال إلى الله الإشراك بالله ثم قطيعة الرحم .
5- أحب الناس إلى الله أنفعهم وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور ٌ تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينًا أو تطرد عنه جوعًا ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلى من أن أعتكف في المسجد شهرًا ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظًا ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضيً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزول الأقدام وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل .
6- يا أيها الناس عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وإن أحب الأعمال إلى الله ما دووم عليه وإن قل .
{ هذه الأحاديث من تخريج السيوطي وتحقيق الألباني }

الاثنين، 29 أبريل 2013

همسة في أذن الداعية


إن الذين يتأوهون لما أصاب المسلمين ، ويتألمون لما يتوالى عليهم من أحداث ، ويتكالب عليهم من أعداء ، لن يفيدوا الإسلام بشيء .

وماذا عاد على الإسلام والمسلمين من حزن من سبقهم ؟

إن عدونا يقنع منا بذلك ؛ ففي الحزن امتصاص لما تعتصر عليه القلوب ، وتنطوي عليه النفوس ، طالما أنه لا يقترن بعمل يدفع كيد هذا العدو .

ولكن لابد من العمل وبذل الجهد مع المخلصين الثابتين الذين جربوا الطريق وطرقوا أوديته غير هيابين ، سلكوه مقتدين بسنة نبيهم وسيرة التابعين .

واليوم لا يحتاج الأمر إلى تجمعات تبدأ الطريق من جديد ، أو تجمعات دأبت على تشمير ثيابها بعيدا عن السياسة ، بعيدا عن الصدام مع الطغاة ، أو تجمعات كان من شأنها ومازال التعجل والتسرع ، الناشئ عن عدم التربية ، وعدم النتظيم ، وإن توفر لهم الإخلاص وسلامة القصد ، لكن ينقصهم الفهم والتربية وقوة التنظيم .

أعلم أنه لا أحد يحتكر ساحة الدعوة ، ولا يجوز له ...

ولكن ساحة الدعوة اليوم لا تحتمل التجارب لأن ساعة الحسم قد اقتربت ، والفقيه من يقف في المكان المناسب وهو يقترب من النصر ، ويجهز على العدو ...

الحرية والأمل

إن الساحة تنادي المؤمن الذي تحرر من شهواته ، وكسر قيود مطامعه ، ووضع حدا لآماله ، وحصرها في هدف واحد هو إقامة الإسلام .

وهو يسير في الطريق الشاق ذي الصعاب والأشواك ، يحدوه الأمل بالنصر ، ويصحبه الوعد بالتمكين ، أمده القرآن بالأمل .. أمل النصر والتمكين ، وأمدته السنة . فهو يسير على هدى من ربه بهمة الرجال ، وعزيمة الأبطال ، يلتمس الأجر من الله وحده ، فهو على وعد من الله برضاه وبالحور العين وجنات نعيم في الآخرة ، وبالنصر والتمكين في الدنيا ، وإن هذا النصر لقريب ( ولتعلمن نبأه بعد حين ) .

الأربعاء، 24 أبريل 2013

استقيموا يرحمكم الله

استقيموا يرحمكم الله


أظن أن نصر هذا الدين لن يتنزل على حاملي دعوة الإسلام حتى تتمحص النفوس وتتميز الصفوف وتخلص لله .

أظن أن النصر لن يتنزل على الشعوب مجانا حتى يضحوا من أجله ويصبروا

وأظن أن النصر لن يتنزل على الشعوب الإسلامية حتى تطالب بالإسلام ليكون منهج حياتها .... ومادام أكثر الناس لا يهمه تحكيم الإسلام ... فلن يتنزل النصر والتمكين لأقوام لا يريدون هذا الأمر ولا يسعون إليه .

أظن أن النصر لن يتنزل على أيدي حملة الإسلام حتى يقيموه في أنفسهم أولا .

ولذلك أنا لا أستغرب أبدا ما يقوم به الزند وجبهة الخراب وغيرهم .... فإذا قلتم أنى هذا ؟ قل هو من عند أنفسكم !!!!!

منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ...

استقيموا يرحمكم الله ...........................

سدوا الخلل ................................

لا تجعلوا فرجة للشيطان ............................

شعبان شحاته

الخميس، 18 أبريل 2013

قراءة في سورة غافر

سورة غافر : الدعوة إلى الإيمان والمغفرة .


تبدأ السورة الكريمة بالحديث عن القرآن وأنه منزل من الله ذي الصفات الحسنى :

العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول والإنعام على العباد بشتى النعم .

لا إله إلا هو إليه إليه المصير ، فمرجع العباد كلهم إليه ؛ فينبغي أن يحذروه ؛ لأنه شديد العقاب ، لمن عاند وكفر .

والتهديد الوارد في السورة بذكر المصير الأليم للكافرين الغابرين السابقين ، المقصود منه ردع المعاندين وردهم إلى ساحة الإيمان .

إلا أنهم حولوا الدعوة إلى الإيمان والمغفرة إلى معركة حامية بين الحق والباطل ...بين الهدى والضلال .

وما قامت معركة بين الحق والباطل إلا وانتصر فيها الحق . وما قامت معركة بين الحق والباطل إلا وزهق فيها الباطل .

وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاء أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ{78} غافر .

وتختم السورة بمصارع المكذبين ، وهم في ذلة وهوان ، وصغار وخسران .

فهذا الكتاب منزل من الله العليم الذي يعلم مصالح العباد وما ينفعهم ، يدعو العباد ليغفر لهم ويتوب عليهم ، وهذا ما يريده الله لهم ؛ ولهذا كان اسم السورة ( غافر ).والملائكة المقربون يعلمون هذه الحقيقة ؛ فتراهم يتقربون إلى الله بالدعاء للمؤمنين أن يغفر لهم ويقيهم السيئات ، ويدخلهم الجنة مع أزواجهم وذرياتهم .

و معنى دعاء الملائكة : أنك يارب عندما تغفر وتصفح فأنت عزيز حكيم ، كما دعا العبد الصالح عيسى عليه السلام {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }المائدة118.

وكذلك قال الرجل المؤمن ( وأنا أدعوكم إ العزيز الغفار ) .

- ولماذا لا يؤمن الناس وهم غارقون في نعمه والله تعالى ذو الطول العظيم والإنعام الواسع .

- والآيات التي تناولت طول الله وإنعامه في السورة منها :

- هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ رِزْقاً وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ{13}.

- اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ{61} ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَّا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ{62} كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ{63} اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ{64}.

- اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ{79} وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ{80} وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ{81}.

- وأخرى تناولت : الدعوة إلى الإيمان وإخلاص العبادة لله وحده الذي إليه مصير العباد وحسابهم ؛ فينبغي أن يعبدوه ويتجهوا إليه وحده في كل شؤونهم ، وليحذروا يوم القيامة حيث المرجع والمصير إلى الله وحده ، يومٌ تشيب منه الولدان وتنفطر به السماء :

- فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ{14} رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ{15} يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ{16} الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ{17} وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ{18} يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ{19} وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ{20} .

فأما من آمن فقد نجا وتهيأ في الدنيا هنا وأعد لينال مغفرة الله وجنته ورضاه .

وأما من أصر وعاند فإن الله عزيز غالب على أمره شديد العقاب .

- وتراهم – بعد كل ذلك - يجادلون ليدحضوا الحق ويزيلوه ويزلقوه وما هو بزالق ولا زاهق .

- {مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ }غافر4.

- {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ }غافر5

- {الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ }غافر35 .

- {إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }غافر56 .

- {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ }غافر69 .

- فانظر كيف حال العباد مع الله ، الله يدعوهم ليغفر لهم ، وهم يشتطون ويبتعدون ، ويجادلون فتكون عاقبتهم الإغراق أو الإهلاك ثم العذاب والإحراق في جهنم وبئس المهاد .

- وهنا يبرز دور أصحاب الدعوة ، يجادلون بالحجة والبرهان ، ويواجهون البغي والطغيان ، بالترغيب والترهيب ، ويعرضون الآيات البينات لمن أراد أن يذكر أو يخشى :

- {وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ{27} وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ{28} يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ{29} وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ{30} مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعِبَادِ{31} وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ{32} يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ{33} وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ{34} الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ{35} وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ{36} أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِباً وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ{37} وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ{38} يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ{39} مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ{40} وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ{41} تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ{42} لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ{43} فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ{44} فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ{45}.

- ثم تعرض السورة بعض الآيات الكونية ، الشاهدة بعظمة الله ، الناطقة بوحدانيته وجلاله ، تلك الآيات التي لم يدَّع أحد في هذا الوجود أنها من صنع يده :

- اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ{61} ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَّا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ{62} كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ{63} اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ{64} هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{65} .

- اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ{79} وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ{80} وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ{81} .

- وتحدثت السورة عن بعض مشاهد الآخرة وأهوالها ، فإذا العباد واقفون للحساب ، بارزون أمام الملك الديان ، يغمرهم رهبة وخشوع ، وإذا القلوب لدى الحناجر كاظمين :{ يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شىء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار. اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب }

- وتضرب الآيات مثلا للمؤمن والكافر : بالبصير والأعمى ، فالمؤمن على نور من ربه وبصيرة وبيان ، والكافر مكب على وجهه يتخبط في الظلام [ وما يستوي الأعمى والبصير ، والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء قليلا ما تتذكرون ] .

- ألا يتعظ الكافرون بمن سبقهم : { أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ{82} .

- * وتختم السورة الكريمة بالحديث عن مصارع المكذبين ، والطغاة المتجبرين ، ومشهد العذاب الأليم يأخذهم وهم في غفلة يعمهون :

- فَلَمَّا جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون{83} فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ{84} فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ{85}.

- والدروس المستفاد من سياق السورة ومن قصة موسى والأنبياء عليهم السلام يأتي في الآيات الكريمة :

- إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ{51} يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ{52} وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ{53} هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ{54} فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ{55} إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ{56}.

1- فكما نصر الله الرسل ومكنهم في الأرض وأهلك عدوهم ، فسيكون لك ولأمتك النصر والغلبة والتمكين .

2 - وعدة الأمة وعتادها دوام العبادة والتوبة والاستغفار والتسبيح بالعشيي والإبكار.

- ولا يلقي المؤمن بالا بعد ذلك بالكافرين ومصيرهم ، فإن تابوا فإخوة في الدين ، وإن تمادوا في كفرهم واستمروا في غيهم ؛ فلهم اللعنة ولهم سوء الدار.

3 – الصبر : فاصبر يا ر سول الله كما صبر موسى والنبيون {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ }الأحقاف35 .

- فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ{77} وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاء أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ{78}غافر.

- وليصبر الدعاة - حملة الرسالة - كما صبر نبيهم والنبيون من قبله ، حتى يكتب لهم النصر والتمكين .

- فما من نبي إلا وقد أوذي وصبر وجاهد .. جاهد النفوس ليقيمها على الحق ، وجاهد الجيوش بالسيف والسنان لكي يردها إلى الهدى والإيمان ، وجاهد المنافقين بالصبر حتى انكشفت أوراقهم ، وانجلت نياتهم .

- وهذا الدين ينتصر بجهد البشر ، فإن اجتهدوا وشمروا كتب لهم النصر ، وإن عصوا وقصروا هزموا . فلا مهرب من الأخذ بأسباب النصر ، كما تعلمنا من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام ، وكما تعلمنا من قصة موسى والرجل المؤمن .

- فليس كون الإسلام دين الحق أن ينتظر الناس حتى ينتصر وحده ، بلا جهد منهم ولا مجاهدة :

- {... وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ }البقرة251 .

- فلابد من الصبر والجلد وطول النفس ، وتحمل المضايقات ومشاق الطريق ولابد من التضحية وبذل المال والجهد وكل ما في الوسع وكل ما في الطاقة وكل ماتتطلبه مرحلة الدعوة حتى يكتب النصر ، بعد هذا الصبر وتلك التضحية ، عن أنس – رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( النصر مع الصبر والفرج مع الكرب وإن مع العسر يسرًا ) في صحيح الجامع عند الألباني برقم 6806 .

- فقد تحتاج مرحلة الدعوة إلى المال فينفق ، وإلى الجهد فيبذل ، وإلى الرد على الشبهات ، وإزالة الغشاوات ، وقد تحتاج إلى الصبر على المدعوين وجهلهم ، وإلى الصبر على المنافقين ومكرهم ، والصبر على مواجهة الأعداء وكيدهم ، والصبر على مواجهة الطغاة وبطشهم ، وقد تحتاج الدعوة إلى الحركة بين الناس لتربية النفوس وتكثير الصفوف ، وقبل ذلك وبعده .. الصبر على جواذب القلوب وشهوات النفوس ، والصبر على تحصيل العيش الحلال ، والصبر على العبادة والمداومة على الطاعات ، والتزود بالقرب من الله ؛ ليكون زاده على الطريق ومعينه على الصعوبات .

- فالسورة في مجملها دعوة إلى الإيمان وقد حشدت لهذا الهدف آيات الله في الكون والآفاق وفي خلق الإنسان على السواء ، وعرضت نعم الله التي يغفل عنها المخاطبون ، وأنذرت بالعذاب الأليم الذي يلحق الكفار والمعاندين في الدنيا والآخرة .

- وتناولت ترغيب المؤمنين بالنصر والتمكين في الدنيا والجزاء العظيم في الآخرة :

- إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ{51} .

- ( .... وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ{40}.

- والحمد لله أولا وآخرًا .

الأحد، 14 أبريل 2013

كيف نحيا بالقرآن

كيف نحيا بالقرآن ؟


أنزل الله – عز وجل - القرآن الكريم ، ليتدبر الناس آياته .

وآيات القرآن : تعرفنا بالله عز وجل ، وتعطينا التصور الصحيح عنه سبحانه وتعالى وعن أسمائه وصفاته ، وعن الكون وما فيه من بديع الصنع والإحكام ، وعن كيفية عبادته ، وعن الرسل وما بذلوه من جهد وما قابلهم به أٌقوامهم من كفر أو إيمان ، وتعرفنا ببعض الغيبيبات كالغيب الماضي ، عن خلق آدم وعن بداية خلق الكون ، وعن تاريخ الرسل ، وعن غيب المستقبل وما فيه من أحداث الساعة والحساب ومصير الناس إلى الجنة أو إلى النار وغير ذلك من مواعظ وإرشاد ودعوة إلى الهداية .

والقرآن تلاوته عبادة وقربى إلى الله ، وهو أكبر مولد للإيمان .

ولكن كم من الناس يقرؤه بانتظام ليتزود منه ، وكم من القراء يتدبره ويتأثر به ، ويهتدي به ويعمل بأوامره وينتهي ينواهيه ؟ .

وما السبيل الأقوم إلى حسن التعامل مع القرآن ؟ .

فلننظر أولا كيف تعامل الرسول – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه الكرام والتابعون مع القرآن .

تأثر الرسول بالقرآن:

نردد دوما بأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا، وأسوتنا، وأنه النموذج الكامل الذي ينبغي أن نحتذي به {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }الأحزاب21 .

و لا نشك أبدا في حب المسلمين جميعا لرسولهم العظيم، ولكن هذا الحب لابد من إقامة الدليل عليه ، فالبينة على من ادعى .

وأكبر دليل على الحب:الطاعة و الاتباع ، وصدق من قال:"إن المحب لمن يحب مطيع" .

فهل تأسينا به – صلى الله عليه وسلم – في اهتمامه بالقرآن حيث كان يتلوه ويقوم الليل به ، وكان سلاحه في دعوته إلى الله ؟ .

فالرسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم مكانة القران عند ربه، وليس أدل على ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم (ما من كلام أعظم عند الله من كلامه ،وما رد العباد إلى الله كلاما أحب إليه من كلامه) رواه الدارمى ، وقوله (القران أحب إلى الله من السموات والأرض ومن فيهن) رواه الدارمى ، وقوله( من شغله قراة القران عن مسألتي وذكرى أعطيته أفضل ثواب السائلين. وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه) رواه الترمذى

لقد كان حبه صلى الله عليه وسلم واهتمامه بالقران لا يمكن وصفه فقد سيطر القران على عقله ومشاعره سيطرة تامة وبلغت قوة تأثيره عليه ان شيب شعره فقد دخل عليه يوما ابو بكر رضى الله عنه فقال له لقد شبت يا رسول الله قبل المشيب فقال : شيبتني هود وأخواتها) رواه الترمذى .

وفى يوم من الأيام قال لعبد الله بن مسعود اقرأ على القران فقال اقرأ عليك وعليك أنزل قال إنى أحب أن أسمعه من غيرى فقرأ عليه سورة النساء حتى اذا جاء إلى قوله تعالى : (فكيف إذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) قال حسبك فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان متفق عليه .

وفى ليلة من الليالي وبينما كان يسير صلى الله عليه وسلم فى طرقات المدينة سمع امرأة تقرأ(هل أتاك حديث الغاشية) فقال نعم قد أتاني وهو يبكى... لقد تشبع صلى الله صلى الله بالقران تشبعا تاماً وتأثر به تأثراً بالغا لدرجة أن الإمام الشافعي يعتبر أن السنة هي نضح القران على عقله صلى الله صلى الله وفهمه له.

نماذج من تأثر السلف بالقرآن :

) قال عبدالله بن عروة ببن الزبير : قلت لجدتي أسماء بنت أبي بكر كيف كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمعوا القرآن ؟ قالت : ( تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم كما نعتهم الله ) .

2) روى ابن أبي الدنيا من حديث عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، قال : سمعت عبدالله بن حنظلة يوما وهو على فراشه وعدته من علته ، فتلا رجل عنده هذه الآية { لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش } فبكى حتى ظننت أن نفسه ستخرج ، وقال : صاروا بين أطباق النار ثم قام على رجليه ، فقال قائل : يا أبا عبدالرحمن اقعد ، قال منعني القعود ذكر جهنم ولعلي أحدهم .

3) قال ابن أبي مليكة : صحبت ابن عباس في السفر ، فإذا نزل قام شطر الليل يرتل القرآن حرفا حرفا ويكثر من النشيج والنحيب .

4) ومن حديث أبي بكر بن عياش قال : صليت خلف الفضيل بن عياض صلاة المغرب وإلى جانبي علي بن فضيل فقرأ الفضيل { الهاكم التكاثر } فلما بلغ { لترون الجحيم } سقط علي مغشيا عليه ، وبقي الفضيل لا يقدر يجاوز الآية ، ثم صلى بنا صلاة خائف ، قال ثم رابطت علياً فما أفاق إلا في نصف الليل .

5) سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلا يتهجد في الليل ويقرأ سورة الطور فلما بلغ إلى قوله تعالى { إن عذاب ربك لواقع ، ما له من دافع } قال عمر : قسم ورب الكعبة حق، ثم رجع إلى منزله فمرض شهرا يعوده الناس لا يدرون ما مرضه !

6) قال محمد بن حجادة : قلت لأم ولد الحسن البصري ما رأيت منه - أي الحسن البصري - فقالت : رأيته فتح المصحف ، فرأيت عينيه تسيلان وشفتيه لا تتحركان .

7) قال قتادة : ( ما أكلت الكرات منذ قرأت القرآن) ، يريد تعظيما للقرآن . ) وكره أبو العالية : أن يقال سورة صغيرة أو قصيرة وقال لمن سمعه : ها أنت أصغر منها ، وأما القرآن فكله عظيم .

أصحاب النبي وحفظ القرآن

كان القرآن الكريم يكتب في عهد النبي – صلى الله عليه وسلم – في سعف النخيل , والعظام , والحجارة الملساء وغير ذلك .

وكتاب الوحي من الصحابة معروفون , رضي الله عنهم . ولكن كم من الصحابة أتم حفظ القرآن ؟ .

الواضح أن الصحابة الكرام معظمهم كان يحفظ من القرآن قدرً ا, لكنه لم يتم حفظه , هذا في الغالب .

أما الذين أتموا حفظ القرآن الكريم فكانوا قلة . فقد أخرج البخاري عن أنس – رضي الله عنه – قال : ( مات النبي – صلى الله عليه وسلم – ولم يجمع القرآن غير أربعة : أبوا الدرداء , ومعاذ بن جبل , وزيد بن ثابت , وأبو زيد . قال ونحن ورثناه )صحيح البخاري كتاب فضائل القرآن .

ويلاحظ أن الحفاظ الأربعة من الأنصار .وذكر البعض أن الحفاظ من الصحابة كانوا أكثر من ذلك وأوصل ( المازري ) العدد إلى خمسة عشر صحابيًا ( كتاب علوم القرآن د / محمد السيد جبريل ) .

وعندما جُمع القرآن في زمن الصديق رضي الله عنه , أُخذ من صدور المئات من الرجال , لكنهم لم يكونوا حفاظًا لكل القرآن بالضرورة .

إن المعنى الذي أريد أن أصل إليه هو : أن الصحابة الكرام كانوا يتسابقون في التأثر بالقرآن , والعمل به وتطبيق تعاليمه ؛ فكانوا مثلا عملية , ومشاعل مضيئة , وقرآنا يمشي على الأرض .

أحسنوا التعامل مع القرآن فأخرج منهم نماذج ناصعة لم يخرج مثلها التاريخ .

هذه النماذج التي خرجت من قلب الصحراء , أقام الله بها حضارة دانت لها الفرس والروم وقارات العالم , وأصغت لها مسامع الدنيا إلى يومنا هذا , سادت بقيمها , ومبادئها , وأخلاقها , وسلوكها , وليس بمجرد حفظ القرآن في الصدور .

وإذا كنا قد سمعنا عن العباد من التابعين من يصلى الفجر بوضوء العشاء لعدد من الأعوام المتوالية , وعن كثرة الحفاظ للقرآن والحديث الشريف وأبواب العلم . إلا أن الثابت والأكيد أن الصحابة الكرام كانوا أقوى إيمانا وأثقل ميزانا.

وعندما قال سيدنا أبو هريرة لبعض التابعين : إن هذه الذنوب التي يعتبرها بعضكم ذبابا وقع على وجهه , كان الصحابة يعتبرونها كالجبال ؛ فمعنى هذا أن الفرق بين الصحابة والتابعين , كالفرق بين حجم الذبابة وحجم الجبال !

وبين الله – عز وجل - أن الهدف من إنزال القرآن الكريم هو التدبر : {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }ص29.

وكم رأينا من الحفاظ من يجاهر بالمعصية , ويقصر في الفرائض , ويؤيد الظالمين , ويحل الحرام .

هل هذه دعوى لعدم الحفظ ؟ بالطبع لا , بل نريد من شبابنا أن يحفظ القرآن عن ظهر قلب ، وينشغل بالقرآن في حله وترحاله , ولكن ندعوه إلى تدبر القرآن ليتأثر به , ويترك القرآن يغير فيه ليعود نموذجا ربانيا جديدًا وروحا ا يسري في هذه الأمة فيحييها بالقرآن .

وإذا أردنا العودة إلى مجدنا التليد , وماضينا العريق ؛ فلا بد من العودة إلى مصدر الوحي الصافي : القرآن والسنة المطهرة .

إذا أردنا أن نقيم حضارتنا من جديد , ونمكن لشرع الله , ونزيل الشر والفساد من الأرض , حتى يعبد الله وحده , ونقضي على العوائق من طريق الدعوة إلى عبادة الله ( حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ) فلا بد من تطبيق تعاليم القرآن والسنة على مستوى الفرد والمجتمع .

ولنبدأ من تدبر القرآن , وليعتبر كلٌ منا أن القرآن يخاطبه هو وليوقن بقول الله تعالى : ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) .

وأن العاصي أيا كانت معاصيه , وأن المفسد أيا كان فساده ؛ فإن القرآن قادر على هدايته : ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ) .

وإذا اعترضنا سؤال هنا : لماذا لم يخرج جيل رباني عظيم كالجيل الأول من الصحابة والتابعين : مجاهدين وعلماء وعبادا ؟

والإجابة تجلي الغامض وتكشف المستور :

إنهم كانوا :

1- إذا دخلوا الإسلام خلعوا رداء الجاهلية كله ولبسوا رداء الإسلام كله . يخرجون من نظام الجاهلية كله إلى الإسلام كله .

2 - كانوا يقرؤون القرآن للعمل والتطبيق ، وليس لمجرد التأثر العابر . فعملوا به ونفذوا تعاليمه في كل شأن من شؤونهم تاركين كل ما كانوا عليه مما يخالف تعاليمه ويجافي هداياته ، طيبة بذلك نفوسهم ، طيعة أجسامهم ، سخية أيديهم وأرواحهم ، حتى صهرهم القرآن في بوتقته وأخرجهم للعالم خلقا آخر مستقيم العقيدة قويم العبادة طاهر العادة كريم الخلق نبيل المطمح .

3 - كانوا يعلمون أنهم مخاطبون بالقرآن ومكلفون بأوامره ونواهيه وأمناء عليه وعلى نشر تعاليمه ورسالته في ربوع الأرض ، فاستبسلوا في نشر القرآن والدفاع عنه وعن هدايته فأخلصوا له وصدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نحبه وهو مدافع عنه ، ومنهم من انتظر حتى أتاه الله اليقين وهو مجاهد في سبيله مُضحٍ بنفسه ونفيسه . ولقد بلغ الأمر إلى حد أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يرد من يتطوع بالجندية من الشباب لحداثة أسنانهم وكان الكثير من ذوي الأعذار يؤلمهم التخلف عن الغزو .

فكان هذا النجاح الباهر الذي أحرزه القرآن في هداية العالم في زمن قصير، واستمر هذا النجاح إلى يومنا هذا وإلى أن يشاء الله ؛ لأن ( هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) .

4 - تنافسهم في حفظه وقراءته في الصلاة وفي غير الصلاة ، حتى لقد طاب لهم أن يهجروا لذيذ منامهم من أجل تهجدهم به في الأسحار ، ومناجاتهم العزيز الغفار . وما كان هذا حالاً نادرا فيهم ، بل ورد أن المار على بيوت الصحابة بالليل كان يسمع لها دويا كدوي النحل بالقرآن .

وكان التفاضل بينهم بمقدار ما يحفظ أحدهم من القرآن . وكانت المرأة ترضى بل تغتبط أن يكون مهرها سورة يعلمها إياها زوجها من القرآن .

5 – كان الوحي ( بشقيه القرآن والسنة ) هومصدر ثقافتهم وبناء شخصيتهم ، وتذكر عندما قرأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه شيئا من التوراة في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم ... فقال له : لو كان موسى بن عمران حيا ما حق له إلا أن يتبعني .

فحصن النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بسياج الوحي حفظا من ثقافات العصر آنذاك : ثقافة الروم في مصر والشام والفرس والحبشة وغيرها .

من خصائص القرآن الكريم :

- إنه يخاطب العقل والقلب معا ، يخاطب الفكر والوجدان ، يقدم الأدلة والبرهان ، ويجذب القلوب بإبداع الله في صفحات الكون وجنبات النفس ، وبآياته البينات التي تسلك إلى القلوب فتصلها برب القلوب .

- يحول الحالة الإيمانية الموقتة إلى مقام دائم ، فيدوم صاحب القرآن على الإخلاص والإنفاق والتوبة والرهبة والرغبة ...

- كما أن القرآن يعالج كل مقامات الإيمان : الخوف والرجاء والثقة والتوكل واليقين بالله ... الخ .

- وهذه خصائص ينفرد بها القرآن عن سائر العبادات ، فثبت بذلك أنه أعظم مولد للإيمان ومثبت للطاعات .

قالوا عن القرآن :

يقول الإمام حسن البنا :

وإنما نزل القرآن في رمضان لأنه روحٌ من الله يجب أن تجهز لها الأرواح بهجران المادة والصوم عن الشهوات جملةً حتى يصادف وعاءً خاليًا فيتمكَّن، وتقع القلوب والأفئدة مبصرةً على ضوءٍ واضحٍ ساطعٍ من سناه فترقُّ وتتمعَّن، فكانت المناسبة بين القرآن ورمضان هذا الصوم الحسي الذي تتطهر به أرواح المؤمنين، فتسمو إلى عليين، أو أنه لهذا المعنى فُرض الصيام في رمضان تكريمًا لأيامه ولياليه التي أنزل فيها القرآن

ويقول : ألا وإنها الفتنة مخيَّمة بالناس في ظلمات المبادئ المادية الفاسدة والآراء الظالمة الجاحدة، ولا مخرجَ منها إلا كتاب الله، وأنتم- أيها المسلمون- حملته، وقلوبكم أوعيته؛ فهل آن لكم أن تتدبَّروه فتفقهوه فتقيموه فتَسعدُوا به وتُسعِدُوا معكم البشريةَ المعذبةَ، وترشدوا باتباعه وتُرشِدُوا القافلةَ الضالة، وتلك رسالتكم اليوم كما كانت رسالة أسلافكم بالأمس.. فهل أنتم لها مُقدِّرون؟ وفي سبيلها مجاهدون؟ نرجو أن يكون!

قال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ما معناه : من أحب القرآن فقد أحب الله .

((من لم يكن له علم وفهم وتقوى وتدبر، لم يدرك من لذة القرآان شيئاً))

[الزركشي،البرهان2 / 171]

((إني لأعجب ممن يقرأ القرآن ولم يعلم تأويله كيف يلتذ بقراءته))

[ابن جرير الطبري، معجم الأدباء ،18 /63 ]

المطلوب من القرآن هو فهم معانيه والعمل به ، فإن لم تكن هذه همة حافظه لم يكن من أهل العلم والدين )) [شيخ الإسلام ابن تيمية ، الفتاوى،23 /54]



((ياابن آدم كيف يرق قلبك وإنما همتك في آخر السورة ؟ !))

[ الحسن البصري، مختصر قيام الليل للمروزي ص 150]

إذا مر- متدبر القرآن بآية وهو محتاج إليها في شفاء قلبه كررها ولو مائة مرة ولو ليلة فقراءة آية بتفكر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم ، وأنفع للقلب ، وأدعى إلى حصول الإيمان وذوق حلاوة القرآن)).

[ ابن القيم ، مفتاح السعادة ، ص221]

قال الشيخ محمد الغزالي :

كان الأولون يقرؤون القرآن فيرتفعون إلى مستواه ، ونحن نقرأ القرآن فنشده إلى مستوانا !

لما فشلوا في تربية الرجال على القرآن ، استعاضوا عن ذلك ببناء مساجد ضخمة فيه رجال أقزام !

ويقول : إن هذا القرآن يبدئ ويعيد ، وإني لأقرأ القرآن فلا أستطيع إلا أن أتركه يفعل في نفسي ما يريد .

هناك آداب يجب مراعاتها :

وهذه الآداب منها ما هو واجب ومنها ما هو مستحب بالنص ، ومنها ما هو مرغب فيه عند بعض العلماء وليس فيه نص .. أولاً : آداب قلبية

1) أن يخلص لله في قراءته بأن يقصد بها رضى الله وثوابه ويستحضر عظمة منزل القرآن في القلب ،فكلما عظم الله في قلبك وخافه قلبك وأحبه كلما عظم القرآن لديك ، وأن يتنبه إلى أن ما يقرؤه ليس من كلام البشر وأن لا يطلب بالقرآن شرف المنزلة عند أبناء الدنيا . قال عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه : لا يسأل عبد عن نفسه إلا القرآن فإن كان يحب القرآن فإنه يحب الله ورسوله .

2) التوبة والابتعاد عن المعاصي عموما فهي تذهب بنور الإيمان في القلب والوجه وتوهن القلب وتمرضه وتضعفه ، فالقلب المريض أبعد الناس عن التأثر بالقرآن ، وعلى وجه الخصوص (القلب والسمع واللسان والبصر ) فاستخدام هذه الأدوات في الحرام يعرضها لعدم الانتفاع بها في الحق . ومن أخطر المعاصي وأعظمها صدا عن التأثر بالقرآن وتدبره ، الغيبة والنميمة ، والفحش في القول ، والسب والطعن في الناس ، والكبر والحقد ، والنظر إلى محارم الناس ، وسماع الغناء الذي يحرك الغرائز ويحض على الفاحشة والأفلام والمسلسلات والبرامج ذات الحوارات الفارغة التي لاجدوى تذكر من ورائها .

3) أن يحضر القلب ويطرد حديث النفس أثناء التلاوة ويصون يديه عن العبث وعينيه عن تفريق نظرهما من غير حاجة .

4) التدبر ومحاولة استيعاب المعنى لأنها أوامر رب العالمين التي يجب أن ينشط العبد إلى تنفيذها بعد تدبرها .

5) أن يتفاعل قلبه مع كل آية بما يليق بها فيتأمل في معاني أسماء الله وصفاته حسب فهم السلف ويتأسى بأحوال الأنبياء والصالحين ويعتبر بأحوال المكذين .

6) أن يستشعر القارئ بأن كل خطاب في القرآن موجه إليه شخصيا .

7) التأثر فيتجاوب مع كل آية يتلوها فعند الوعيد يتضاءل خيفة ، وعند الوعد يستبشر فرحا ، وعند ذكر الله وصفاته وأسمائه يتطأطأ خضوعا ، وعند ذكر الكفار وقلة أدبهم ودعاويهم يخفض صوته وينكسر في باطنه حياء من قبح مقالتهم ، ويرتعد من النار عند ذكرها .

ويشتاق للجنة عند وصفها .

8) أن يتبرأ من حوله وقوته إذ لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ويتحاشى النظر إلى نفسه بعين الرضا والتزكية .

9) أن يستحضر المعاني التي حصلها من التفسير عند تلاوة الآيات فهذا أدعى للتدبر والتأثر . وأن يتحاشي موانع الفهم كأن يصرف همه كله إلى تجويد الحروف دون النظر إلى المعنى .

10) مراعاة آداب التلاوة .

11) مداومة التلاوة والوقوف عند كل آية وتدبرها والانفعال معها .

12) تسجيل الخواطر والمعاني لحظة ورودها أو بعد الانتهاء من القراءة .

13) الاطلاع على تفسير مختصر لبيان ما يخفى عليه من المعاني والأحكام . مثل كتاب زبدة التفسير للشيخ محمد سليمان الأشقر ، أو تفسير الشيخ محمد حسنين مخلوف ، أوتفسير الجلالين ، أو ما شابه ذلك .

14) محاولة تطبيق كل آية في كتاب الله تمر أثناء القراءة في الواقع واستخراج العبر والعظات من قصص السابقين وتدوينها والرجوع إليها بعد الرجوع إلى التفاسير المعتمدة .

15) الحرص على حفظ الآيات في الصدر كما فعل سلفنا الصالح وكما كان يفعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يحفظ عشر آيات ولا ينتقل إلى غيرها حتى يطبقها وتكون واقعا عمليا في حياته .

16) الاطلاع على تفسير مطول يتوسع صاحبه في مباحثه ويستطرد في موضوعاته ويعرض ألوانا مختلفة من المعارف والثقافات مثل تفسير ابن كثير وتفسير الطبري وتفسير السعدي وأضواء البيان للشنقيطي .. وغيرها .

وأخيرًا أوصيك بأن :

o تدعو الله بإلحاح بأن يرزقك فهم القرآن وتدبر آياته, وذلك كل مرة .

o تفتح قلبك لكلام الله ليعمل التأثير المطلوب فينيره ويشرحه .

o تخصيص وقت معين يوميًا لورد القرآن .

o تقرأه في مكان هادئ بعيدًا عن الضوضاء والإزعاج .

o أن تقرأه بصوت مسموع .

o القراءة بالترتيل .

o أن تأخذ المعنى الإجمالي للآيات .

o أن تقف عند كل آية لتعطيك ما فيها من معنى .

o أن تكرر الآية التي تتأثر بها .

o أن تعتبر نفسك مخاطبًا بالقرآن .

















الاثنين، 8 أبريل 2013

الهمة في استغلال الوقت في العلم والعبادة


الوقت هو الحياة

هذا العنوان هو أعظم تعريف للوقت .

وتكمن الأهمية في أنه لا عوض له ، ولا مرد له ومن هنا كانت الخطورة ، فإذا كان المال يعود بعد فقده ، والصحة تعود بعد المرض ، والعلم يكتسب ، والمعارف تحصل ، فلا سبيل لرد الأعمار الماضية والأيام الخالية !!

ومن أعجب الأشياء أن يضن المرء بالمال وبما يمكن أن يعوضه ويحصله ، ويفرط فيما لا عوض له وهو الوقت .

إن ذلك يدل على الجهل والسفه والحمق وسوء التصرف ، ويترتب عليه سوء المنقلب ، وخسارة العاقبة ، والندم الشديد عند الموت{حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }المؤمنون 99 - 100 .

لعلي أعمل صالحا فيما تركت : فيما ضيعت من عمري ، كلا : أي لا رجوع ، إن كلمة ( رب ارجعون ) لا تعود عليه بفائدة ولا منفعة وقد مضى وقت الانتفاع بها !

والإنسان العاقل يغتنم الوقت في عمل الصالحات وصنوف العبادات قبل أن يداهمه الموت .

{وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ }المنافقون10

أما الندم يوم القيامة فأشد من ذلك {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً }الفرقان27 .

إن الأيام التي منحها الله للإنسان كي يعبد الله فيها بسائر القربات وصنوف الطاعات ، وأعمال الخيرات ، هذه الأيام هي رأس ماله ، وكنز كنوزه ، يحسبها الصالحون بالدقائق والثواني ، بل يحسبونها بالأنفاس !!

وكيف يهملونها والموت يطلبهم في كل مكان وفي كل زمان ، وقد قضى الله تعالى أن يكون موعد الموت مجهولا ؛ كي يظل المرء على وجل ، مستعدا للقاء ربه ، فيملأ تلك الأوقات بالزاد النافع الباقي الذي يقابل به ربه .

والله عز وجل أقسم به وبأجزاء معينة منه تنبيها على أهميته ، فقال سبحانه : ((وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ)) (العصر: 2، 1). ((وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى)) (الليل: 2، 1). ((وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى)) (الضحى: 2، 1). ((وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ)) (الفجر: 4، 1).

3- الأسئلة الأربعة التي يسأل عنها العبد يوم القيامة، اثنان منها تخص الوقت: ((لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه و عن شبابه فيما أبلاه وعن علمه ماذا عمل به وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه)) قال المنذري في الترغيب والترهيب: رواه البزار الطبراني بإسناد صحيح.

4- شعائر الإسلام تثبت قيمة الوقت: فالصلوات الخمس لها أوقات معينة لا تصح قبلها ولا بعدها ، وكذلك صوم رمضان وحج البيت والزكاة وغيرها.

والناس يتفاوتون في الهمة فمنهم من تراه يقضي سحابة يومه في تحصيل العلم والسعي على المعاش ودعوة الناس إلى الله وفي ليله يعلم أهل بيته ويربيهم ، ويقوم بين يدي ربه مصليا عابدا ساجدا راكعا يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه

ومنهم من يغفل عن الفرض والسنة وعن أهله وعن نفسه أيضا ، عن عبد الله بن عمر : يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنما الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة ) في صحيح الجامع عند الألباني .

أسباب التفريط في الوقت :

1 - الغفلة عن الآخرة والحساب: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ }الأنبياء1 .

{وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }البقرة281 .

والغفلة عن الخسارة الكبيرة والحسرة الأليمة التي تلم به في الآخرة ، عندما ينقسم الناس إلى فريقين ( فريق في الجنة وفريق في السعير ) الشورى 7.

2 - عدم وجود هدف يعمل له الإنسان ويسعى لتحقيقه .

3 - صحبة أهل البطالة الفارغين الذين لا هدف لهم في الحياة إلا المتع الرخيصة الزائلة .

4 - البيئة التي نشأ فيها الإنسان . فوجود الإنسان بين أسرة تضيع الوقت في غير فائدة ، يجعله يحتاج وقتا كبيرا لتغيير نمط حياته إلى الأفضل .

5 – فقدان القدوة : إن بعد الإنسان عن أصحاب الهمم العالية في استغلال الوقت يجعله غير مدرك لقيمته .

6 – عادات سيئة في عدم تنظيم وإدارة الوقت .

ثانياً: مظاهر إضاعة الوقت :

1- الإكثار من قراءة الصحف والمجلات بلا غرض حقيقي وكذلك قراءة الكتب غير المفيدة.

2- التنقل بين القنوات الفضائية لتتبع الأخبار والتحليلات ، والنأي عن الاقتصاد في الوقت والبعد عن الإيجاز فيما يسمع ويشاهد .

3- الإسراف في استخدام الهاتف .

4- الإطالة في الزيارة .

5- كثرة الحوارات والمناقشات التي لا جدوى من ورائها .

نماذج للذين أحسنوا الانتفاع بأوقاتهم :

نماذج من حياة الرسل صلوات الله عليهم .

سيدنا محمد - نوح – سيدنا إبراهيم – موسى – عيسي عليهم الصلاة والسلام .

كيف ملأوا أوقاتهم بدعوة الخلق نهارا ، وبطاعة الله والذكر والصلاة ليلا ؟!!

فعندما نزل الوحي على رسولنا صلى الله عليه وسلم ( يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا ) فقام صلى الله عليه وسلم ولم يركن ولم يسترح ، قام للدعوة ، لدعوة الناس إلى الله ، فاستغرق هذا الأمر كل حياته ، وكل مشاعره ، يقيم العدل ويمحو الظلم ، يؤسس للحرية ويقضي على العبودية ، يبني قيم الخير ، ويهدم صروح الشر ، وقال لأم المؤمنين خديجة : مضى عهد النوم يا خديجة !!

وتصدى له عتاة الكفر ، وأساطين الطغيان ولم يكن طريقه سهلا معبدا ، ولكنه شمر وسلكه باذلا كل جهده متوكلا على ربه ؛ حتى بلغ الرسالة وأدى الأمانة .

واستعرض – إن شئت – عمر الدعوة ( ثلاثة وعشرين عاما ) وانظر كيف أحسن صنعا في الأيام والساعات ، وأنشأ أمة خرجت من بطن الصحراء قادت العالم ، وفتحت في ثمانين عاما مالم تفتحه الإمبراطورية البيزنطية في خمسمئة عام ، رفعت فيها راية التوحيد في كل ربوع الدنيا ، ودكت حصون الفرس والروم واحتلت مكان الصدارة في العلوم المادية وفي القيم والأخلاق على السواء !

سيدنا معاذ بن جبل ، علم أهل اليمن ، حتى صاروا حكماء ...

سيدنا مصعب بن عمير ، أسلم على يده معظم أهل يثرب التي استقبلت الرسول والمهاجرين وصارت عاصمة الإسلام ومدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في جملتهم ، انطلقوا في بقاع الأرض ينشرون الإسلام ، ويمحون الباطل والجور والفساد ، الإسلام بمجهودهم من الصين شرقا إلى فرنسا والبرتغال وإسبانيا غربا !!

محمد الفاتح العثماني – رضي الله عنه – الذي تولى الخلافةالعثمانية وكان عمره واحدا وعشرين عاما ، فتح – بعون الله - مئتي مدينة في آسيا وأوربا ، منها القسطنطيبية عاصمة الدولة البيزنطية وسماها إسلام بول ( أي مدينة الإسلام ) وفتح ألبانيا والبلقان وكسوفا وفينا والمجر وأدخل العنصر الإسلامي في كل ربوع أوربا .

استغلال الوقت في تحصيل العلم :

تذكر أن أول ما نزل من القرآن الكريم ( اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ) سورة العلق.

وقوله تعالى : {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ }القلم1 . فأقسم بالقلم وهو رمز العلم .

في غزوة بدر الكبرى اشترط النبي صلى الله عليه وسلم لمن أراد أن يفدي نفسه من أسرى المشركين ، أن يعلم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة .

ودعا النبي – صلى الله عليه وسلم – بعض أصحابه لتعلم اللغة السريانية حتى يسهل الاتصال بالأمم الأخرى ، فتعلمها سيدنا زيد بن ثابت في خمسة عشر يوما وأتقنها !

ومعاذ بن جبل ، وعبد الله بن عباس ، وزيد بن ثابت ، وعبد الله بن مسعود ، وأبو هريرة - وكلهم من الشباب - قد ملأوا الدنيا علمًا وفقها .

واقرأ – إن شئت – عن البخاري ومسلم والنسائي والترمذي وابن ماجة والإمام أحمد وأبو حنيفة وصاحبيه محمد وأبي يوسف ، ومالك والشافعي ، وابن مالك وابن حجر ، والسيوطي ، كيف جابوا الأقطار وسافروا إلى البلاد لتحصيل العلم ؛ فنفع الله بهم العالم إلى يومنا هذا وسوف يستمر نفعهم – إن شاء الله – إلى يوم القيامة ، وهذا يرجع إلى حسن انتفاعهم بأوقاتهم ، وبإخلاصهم وجهدهم .

الانتفاع بالوقت في تحصيل العبادة :

كان عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – لا يترك قيام الليل أبدا ، منذ أن سمع من النبي – صلى الله عليه وسلم – قوله : ( نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل ) في صحيح الجامع عند الألباني .

وكان إذا فاتته صلاة الجماعة يتصدق ويصوم !!

وكان الصحابة والتابعون يحرصون على صلاة الجماعة فلا تفوتهم إلا لمرض أو مطر !

ومنهم من كان حريصا على الصدقة مثل أبي بكر الصديق وعبد الرحمن بن عوف وعمر الفاروق وطلحة بن عبيد الله وأبي الدحداح وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنهم جميعا .

ــ عن أم حبيبة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( من صلى في يوم و ليلة ثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة : أربعا قبل الظهر و ركعتين بعدها و ركعتين بعد المغرب و ركعتين بعد العشاء و ركعتين قبل صلاة الغداة ) . ‌في صحيح الجامع عند الألباني .

ــ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم . ‌في صحيح الجامع عند الألباني .

ــ عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خذوا جنتكم من النار قولوا : سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر فإنهن يأتين يوم القيامة مقدمات و معقبات و مجنبات و هن الباقيات الصالحات ) ‌في صحيح الجامع عند الألباني . ‌

والجُنة : الحماية والوقاية ، فإنهم يأتين يوم القيامة من أمامك ومن خلفك لحمايتك ، تجنبك النار .

عن عتبان بن مالك : قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الله تعالى قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) ‌في صحيح الجامع عند الألباني . ‌

عن أبي سعيد وأبي هريرة معا - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الله تعالى اصطفى من الكلام أربعا : سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر فمن قال : سبحان الله كتبت له عشرون حسنة و حطت عنه عشرون سيئة و من قال : الله أكبر مثل ذلك و من قال : لا إله إلا الله مثل ذلك و من قال : الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه كتبت له ثلاثون حسنة و حط عنه ثلاثون خطيئة . ‌‌في صحيح الجامع عند الألباني . ‌

البرنامج العملي لصاحب الهمة :

• أذكار الاستيقاظ من النوم – الدعاء والمناجاة وقت السحر - صلاة الفجر جماعة- الأذكار بعد الصلاة : سبحان الله ثلاثا وثلاثين مرة وكذلك الحمد لله والله أكبر وتختم بقولك لا إله إلا الله وحد لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ثم الدعاء – أذكار الصباح – ورد القرآن بتدبر – ورد التسبيح – صلاة الضحى - تناول الإفطار – تلاوة أذكار الطعام قبله وبعده – تلقي العلم وتحصيله – صلاة سنة الظهر ( أربع ركعات قبل الفريضة وركعتان بعد ها ) .

• القيلولة – الغداء – صلاة أربع ركعات قبل فريضة العصر ( بين الأذان والإقامة ) – تلقي العلم وتحصيله – أذكار المساء والدعاء والتسبيح – صلاة المغرب وصلاة ركعتين بعد الفريضة – تناول وجبة العشاء – ثم صلاة العشاء وصلاة ركعتين بعدها أو أكثر – المذاكرة وتحصيل العلم – صلاة أربع ركعات أو أكثر قبل النوم وصلاة الوتر – أذكار النوم .

• أذكار النظر في المرآة ، وأذكار الدخول والخروج من دورة المياه ، وأذكار ليس الثياب .

• وأذكار المطر والرعد والبرق ، ودخول القرية ، وأذكارالسفر .

• التوبة من الذنوب ، والتخلص من المعاصي بالاستغفار والندم وذلك كل يوم في الصلوات وغيرها .

• إخلاص النية في كل عمل لله عز وجل .

• تحويل العادات كالأكل والنوم والنزهة والراحة وغير ذلك إلى عبادة ، باعتبارها أشياء تقوي على طاعة الله عز وجل وتقوي على العمل والمعاش وتحصيل العلم .

• النظر في الكون : في السماء وأبراجها والأرض وفجاجها ، وفي النفس وما أبدع الله في الإنسان من عقل وإحساس ومشاعر ...

• صلة الأرحام وذلك بزيارتهم والاتصال بهم والاطمئنان عليهم وقضاء حوائجهم .

• زيارة الأصدقاء الصالحين .

• دعوة الناس إلى الله بالوسائل المختلفة ، بالدرس والموعظة ، وبإهداء الكتاب ، أو عن طريق وسائل الإنترنت المتعددة

• أن تتعرف على الله – سبحانه وتعالى – من خلال الكتاب المقروء ( القرآن الكريم ) ومن خلال الكتاب المنظور ( الكون ومظاهره ) .

• أن تحب الله الرحمن الرحيم ، حيث إن محبة الله هي الخطوة التالية للتعرف عليه سبحانه وتعالى ، فالمعرفة تقود إلى المحبة والمحبة تقود إلى الرضا والرضا يقود العبد إلى الشوق إلى الله خالقه وراحمه ومولاه ...

• ادع الله دائما أن تموت - بعد طول عمر وحسن عمل – وليس عليك حق للعباد ، أن يأتيك الموت وأنت مقيم على الطاعات ، وأنت محب لله وراض عنه ، وأنت مشتاق إليه ، تذلل إلى الله ألا يميتك إلا وهو راض عنك .. وهو سبحانه يجيب الدعاء ، ولا يخيب الرجاء

• اللهم اجعل أعمالنا كلها صالحة ولوجهك خالصة وتقبلها منا يا أرحم الراحمين ، يا مجيب الدعاء ، ولا تكلنا إلى نفوسنا فنضل ، ولا تكلنا إلى خلقك فنذل ، اللهم أعزنا بالقرب منك ، وأغننا بالافتقار إليك وحدك ، وأسعدنا بحبك ورضاك ، واجعل القرب منك أنس قلوبنا وراحة نفوسنا وسعادة أرواحنا ... يا أرحم الراحمين .

• والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين .