ومما ورد في حب الله

ومما ورد في حب الله تعالى :

قال هرم بن حيان: المؤمن إذا عرف ربه عز وجل أحبه وإذا أحبه أقبل إليه، وإذا وجد حلاوة الإقبال إليه لم ينظر إلى الدنيا بعين الشهوة ولم ينظر إلى الآخرة بعين الفترة وهي تحسره في الدنيا وتروحه في الآخرة.

وقال يحيى بن معاذ: عفوه يستغرق الذنوب فكيف رضوانه؟ ورضوانه يستغرق الآمال فكيف حبه؟ وحبه يدهش العقول فكيف وده؟ ووده ينسى ما دونه فكيف لطفه؟.

وفي بعض الكتب: عبدي أنا -وحقك - لك محب فبحقي عليك كن لي محباً.وقال يحيى بن معاذ: مثقال خردلة من الحب أحب إلي من عبادة سبعين سنة بلا حب.

وقال يحيى بن معاذ:

إلهي إني مقيم بفنائك مشغول بثنائك، صغيراً أخذتني إليك وسربلتني بمعرفتك وأمكنتني من لطفك ونقلتني وقلبتني في الأعمال ستراً وتوبةً وزهداً وشوقاً ورضاً وحباً تسقيني من حياضك وتَهملني في رياضك ملازماً لأمرك ومشغوفاً بقولك، ولما طر شاربي ولاح طائري فكيف أنصرف اليوم عنك كبيراً وقد اعتدت هذا منك وأنا صغير، فلي ما بقيت حولك دندنة وبالضراعة إليك همهمة لأني محب وكل محب بحبيبه مشغوف وعن غير حبيبه مصروف.

وقد ورد في حب الله تعالى من الأخبار والآثار ما لا يدخل في حصر حاصر وذلك أمر ظاهر، وإنما الغموض في تحقيق معناه فلنشتغل به.


أحب الأعمال إلى الله

( أحب الأعمال إلى الله }
1 - أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل .
2- أحب الأعمال إلى الله الصلاة لوقتها ثم بر الوالدين ثم الجهاد في سبيل الله .
3 - أحب الأعمال إلى الله أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله .
4 - أحب الأعمال إلى الله إيمان بالله ثم صلة الرحم ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأبغض الأعمال إلى الله الإشراك بالله ثم قطيعة الرحم .
5- أحب الناس إلى الله أنفعهم وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور ٌ تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينًا أو تطرد عنه جوعًا ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلى من أن أعتكف في المسجد شهرًا ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظًا ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضيً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزول الأقدام وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل .
6- يا أيها الناس عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وإن أحب الأعمال إلى الله ما دووم عليه وإن قل .
{ هذه الأحاديث من تخريج السيوطي وتحقيق الألباني }

الثلاثاء، 31 مارس 2009

مع الأولياء

من كلام الأولياء : الحلقة ولأولى

من كتاب طبقات الأولياء .

حرف الألف :

لا أدري إن كان يصلح أن أسمي هذه المقتطفات باسم :

كيف نتعامل مع الله تعالى . أو : تعلّم كيف تعامل الصالحون مع الله .

أو : تحيا القلوب بكلام القوم وأعمالهم لأنهم ليسوا أهل دعوى .

تقديم : هؤلاء رجال عاشوا عشرات السنين , لم يؤلفوا كتبا ولا علوما , ولم يؤثر عنهم كلام كثير

إنما أحصي لهم عمل كثير وقول قليل .وكان باطنهم مخبوءا ولم يظهر لنا منه إلا اليسير . آثروا به ربهم في خلواتهم , واستوحشوا من الخلق الفقراء ؛ لأنهم صاروا بالله أغنياء .

إبراهيم بن أدهم :161 هجرية .

" من شكا مصيبة نزلت به إلى غير الله لم يجد في قلبه حلاوة لطاعة الله " .

ومنه: " اذا أردت أن تكون فى راحة فكل ما أصبت، والبس ما وجدت، وارض بما قضى الله عليك " .

إبراهيم الخواص : 291 هجرية .

" دواء القلب خمسة: قراءة القرآن بالتدبر، وخلاء البطن، وقيام الليل، والتضرع عند السحر، ومجالسة الصالحين " .

وقال: " من لم تبك الدنيا عليه لم تضحك الآخرة إليه " .

وقال: " ليس العلم بكثرة الرواية، إنما العالم من اتبع العلم واستعمله، واقتدى بالسنن، وان كان قليل العلم " .

روى عنه أنه كان إذا دعى إلى دعوة فيها خبز بائت امسك يده، وقال: " هذا قد منع حق الله فيه، إذ بات ولم يخرج من يومه " .

إبراهيم بن شيبان القرميسينى

- 330 للهجرة . نسبة إلى مدينة قرميسين من جبال العراق.

ومن عباراته: " من ترك حرمة المشايخ ابتلى بالدعاوى الكاذبة، وافتضح بها. ومن تكلم فى الإخلاص، ولم يطالب نفسه بذلك، ابتلاه الله بهتك ستره عند أقرانه وإخوانه. والخلق محل الآفات، وأكثر منهم آفة من يأنس بهم، أو يسكن إليهم " .

وقال: " إن التوكل سر بين العبد وربه، فلا ينبغي أن يطلع على ذلك السر أحداً " .

وأوصى ابنه إسحاق، فقال: " تعلم العلم لآداب الظاهر، واستعمل الورع لآداب الباطن، وإياك أن يشغلك عن الله شاغل، فقل من أعرض عنه فأقبل عليه " .

وقال إسحاق: قلت لأبى: " بماذا أصل إلى الورع؟ " . قال: بأكل الحلال، وخدمة الفقراء " . فقلت: " من الفقراء؟ " فقال: " الخلق كلهم؛ فلا تميز بين من مكنك من خدمته، واعرف فضله عليك في ذلك " .

ومن كلامه: " التواضع من تصفية الباطن تلقى بركاته على الظاهر، والتكبر من كدورة الباطن تظهر ظلتمه على الظاهر " .

أبو القاسم النصر اباذى

؟ - 367 للهجرة

من كلامه: " مراعاة الأوقات من علامات التيقظ " .

وقال: " التصوف ملازمة الكتاب والسنة، وترك الأهواء والبدع، وتعظيم حرمات المشايخ، والملازمة على الأوراد، وترك ارتكاب الرخص والتأويلات " .

إبراهيم الرقي

؟ - 326 للهجرة

من كلامه: " أضعف الخلق من ضعف عن رد شهواته ؛ وأقوى الخلق من قوى على ردها " .

وقال: " علامة محبة الله ايثار طاعته ومتابعة نبيه " .

قال: " حسبك من الدنيا شيئان: صحبة فقير، وحرمة ولى " .

أحمد بن أبي الحواري

148 - 230 للهجرة

من كلامه: " من نظر إلى الدنيا نظر ارادة وحب لها أخرج الله نور اليقين والزهد من قلبه " .

وقال: " ما ابتلى الله عبداً بشىء أشد من الغفلة والقسوة " .

أغرق كتبه أو دفنها لأن فيها ماكتبه لداعي شهوة الحديث .

" من أنس بغير الله فهو فى وحشة أبداً " .

أحمد بن خضرويه البلخي

145 - 240 للهجرة

من كلامه: " لا نوم أثقل من الغفلة، ولا رق أملك من الشهوة؛ ولولا ثقل الغفلة ما ظفرت بك الشهوة " .

وقال: " من خدم الفقراء أكرم بثلاثة أشياء: بالتواضع، وحسن الأدب، وسخاوة النفس " .

وقال: " من أراد ان يكون الله معه فليلزم الصدق، فان الله مع الصادقين " .

؟ - 277 للهجرة

أبو سعيد أحمد بن عيسى الخراز البغدادي. صحب ذا النون وغيره، وكان من جملة مشايخ القوم.

مات سنة سبع وسبعين ومائتين. وقال السمعاني: " سنة ست وثمانين " .

من كلامه: " كل باطن يخالفه ظاهر فهو باطل " .

وقال: " مثل النفس مثل ماء واقف طاهر صاف، فان حركته ظهر ما تحته من الحمأة. وكذا النفس، تظهر عند المحن والفاقة والمخالفة. ومن لم يعرف ما في نفسه كيف يعرف ربه؟! " .

وقال: " ليس من طبع المؤمن قول: لا. وذلك أنه إذا نظر ما بينه وبين ربه من أحكام الكرم استحيى أن يقول: لا " .

مقال: " رأيت إبليس في النوم، وهو يمر عنى ناحية، فقلت: " تعال! " فقال: " أيش أعمل بكم ؟! أنتم طرحتم عن نفوسكم ما أخادع به الناس " قلت: " وما هو؟ " . قال: " الدنيا " .

وقال: " ورأيته مرة أخرى، وكان بين يدي عصا، فرفعتها حتى أضربه بها، فقال لى قائل : " هذا لا يفزع من العصا! " . فقلت له : " من أى شيء يفزع؟ " . قال: " من نور يكون فى القلب " .

وقال في قوله تعالى: )ولله خزائن السموات والأرض(: خزائنه في السماء الغيوب، وفى الأرض القلوب " .

وقال في معنى قوله عليه السلام: )جبلت القلوب على حب من أحسن إليها(: " واعجباً ممن لم ير محسناً غير الله، كيف لا يميل بكليته إليه؟! " .

وقال: " دخلت المسجد الحرام، فرأيت فقيراً عليه خرقتان يسأل شيئاً، فقلت في نفسي: " مثل هذا كل على الناس! " . فنظر إلى قال: )واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه(؛ قال: فاستغفرت في سرى، فناداني فقال: )وهو الذي يقبل التوبة عن عباده(.

وقال: " صحبت الصوفية ما صحبت، فما وقع بيني وبينهم خلاف " . قالوا: " لم؟ " . قال: " لأني كنت معهم على نفسي " .

وقال الجنيد: " لو طالبنا الله بحقيقة ما عليه أبو سعيد الخراز لهلكنا، فانه أقام كذا وكذا سنة يخرز , ما فاته الحق بين الخرزتين " .

ومن أصحاب أبى سعيد أبو الحسن بن بنان، من كبار مشايخ مصر.

ومن كلامه: علامة سكون القلب إلى الله تعالى أن يكون بما في يد الله تعالى أوثق منه بما في يده " .

وقال: " اجتنبوا دناءة الأخلاق كما تجتنبون الحرام " .

أحمد بن عاصم الأنطاكي

140 - 239 للهجرة

أبو على أحمد بن عاصم الأنطاكي، من أقران السرى وغيره. وكان الداراني يسميه " جاسوس القلوب " لحدة فراسته.

من كلامه: " إذا طلبت صلاح قلبك فاستعن بحفظ لسانك " .

وقال: " اليقين نور يجعله الله في قلب العبد، حتى يشاهد به أمور آخرته ، ويخرق بقوته كل حجاب بينه وبين ما في الآخرة، حتى يطالع أمور الآخرة كالمشاهد لها " .

وقال: " يسير اليقين يخرج كل الشك من القلب. ويسير الشك يخرج اليقين كله من القلب " .

وقال: " اذا جالستم أهل الصدق فجالسوهم بالصدق، فانهم جواسيس القلوب؛ يدخلون في قلوبكم، ويخرجون منها من حيث لا تحسون " .

وقال: " من كان بالله أعرف كان له أخوف " .

أبو جعفر بن سنان

؟ - 311 للهجرة

أبو جعفر أحمد بن حمدان بن على بن سنان، من كبار مشايخ نيسابور صحب أبا عثمان.

كتب وحدث وصنف " المسند " على صحيح مسلم.

وكان أحد الخائفين الورعين، حتى كان أبو عثمان

يقول: " من أحب أن ينظر إلى سبيل الخائفين فلينظر إلى أبى جعفر بن سنان " .

مات سنة احدى عشرة وثلثمائة.

ومن كلامه: " أنت تبغض العاصي بذنب واحد تظنه، ولا تبغض نفسك مع ما تتيقنه من ذنوبك " .

وقال: " من لزم العزلة والخلوة كان أقل لفضيحته في الدنيا، إلى أن يبلغ إلى فضيحة الآخرة " .

وقال: " ذمك لأخيك بعيوبه يوقعك في ما فوقه وشر منه " .

وقال: " علامة من انقطع إلى الله على الحقيقة ألا يرد عليه بما يشغله عنه " .

- 322 للهجرة

أبو على أحمد بن محمد الروذبارى البغدادي ثم المصري.

ومن كلامه: " من الاغترار أن تسيء فيحسن اليك، فتترك الإنابة والتوبة توهماً انك تسامح فى الهفوات، وترى أن ذلك من بسط الحق عليك " .

وقال: " لو تكلم أهل التوحيد بلسان التجريد ما بقى محب إلا مات " .

أبو العباس بن عطاء الأدمى

؟ - 309 للهجرة

أبو العباس أحمد بن محمد بن سهل بن عطاء الأدمى. صحب الجنيد، وابرهيم المارستاني، وغيرهما.

من كلامه: " من الزم نفسه آداب السنة نور الله قلبه بنور المعرفة. ولا أشرف من متابعة الحبيب صلى الله عليه وسلم فى أوامره، وأفعاله وأخلاقه، والتأدب بآدابه " .

وقال. " أعظم الغفلة غفلة العبد عن ربه، وعن أوامره، وعن آداب معاملته " .

وقال: " علامة الولي أربعة: صيانة سره فيما بينه وبين الله، وحفظ جوارحه فيما بينه وبين أمره، واحتمال الأذى فيما بينه وبين خلقه، ومداراته للخلق على تفاوت عقولهم " .

وسئل: " ما العبودية؟ " فقال: " ترك الاختيار، وملازمة الافتقار " .

أبو الحسين النورى

؟ - 295 للهجرة

أبو الحسين أحمد بن محمد النوري البغدادي. والنورى نسبة إلى " نور " ، بليدة بين بخاري وسمرقند؛ ويقال: لنور كان بوجهه فنسب اليه، وقيل: قيل له النوري لحسن وجهه.

ومن كلامه: " التصوف ترك كل حظ للنفس " .

وأنشد لنفسه:

إلى الله أشكو طول شوقي وحيرتي ... ووجدي بما طالت على مطالبه

ومن قد برى جسمى، وكدر عيشي ... ويمنعني الماء الذي أنا شاربه

فيا ليت شعري! ما الذي فيه راحتى؟! ... وما آخر الأمر الذي أنا طالبه؟!

وقال، في قوله تعالى: )وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم(: " أوفوا بعهدي في دار محبتي، على بساط خدمتى، بحفظ حرمتي، أوف بعهدكم في دار نعمتي، على بساط قربتي، بسرور رؤيتي " .

ودخل الماء ليغتسل، فجاء لص فأخذ ثيابه، فخرج فلم يجدها، فرجع إلى الماء. فلم يكن إلا قليلا حتى جاء بها، وقد جفت يده اليمنى، فلبسها وقال: " سيدي! قد رد ثيابي فرد عليه يده! " فردت ومضى.

" الحر عبد ما طمع، والحر حر ما قنع " .

وقال: " من أساء استوحش " .

وقال: " من كان يسره ما يضره متى يفلح؟ " .

و عبد الله بن الجلاء

؟ - 306 للهجرة

أحمد بن يحيى الجلاء، أبو عبد الله البغدادي، ثم الشافعي. أقام بالرملة، ومات بدمشق سنة ست وثلثمائة.

ومن كلامه: " من استوى عنده المدح والذم فهو زاهد، ومن حافظ على الفرائض في أول مواقيتها فهو عابد، ومن رأى الأفعال كلها من الله فهو موحد " .

التصوف رؤية الكون بعين النقص، بل غض الطرف عن كل ناقص بمشاهدة من تنزه عن كل نقص " .

بو العباس أحمد الرفاعي

500 - 578 للهجرة

وكان لا يقوم للرؤساء، ويقول: " النظر إلى وجوههم يقسي القلب " .

ولما مرض مرض الوفاة، قال له بعض أصحابه: " أوصنا! " فقال: " من عمل خيراً قدم عليه، ومن عمل شراً ندم عليه " .

بو الفتح أحمد الغزإلى

؟ - 520 للهجرة

أحمد بن محمد بن محمد أبو الفتح الغزالي الطوسي، أخو الغزالي حجة الإسلام أبى حامد

ومن كلامه: " من كان فى الله تلفه كان على الله خلفه " .

وقال - في قوله سبحانه في الحديث القدسي: )كذب من ادعى محبتي فإذا جنه الليل نام عنى( - : " لا تظن ان كل نوم حرام. الحرام نومك، لأنه غفلة في غفلة، إذا كان نومهم عن غلبة. فهم، ما داموا أحياء، يراقبونه؛ فإذا ناموا راقبهم، )إن الله كان عليكم رقيبا(.

أبو يعقوب النهر جورى

؟ - 330 للهجرة

إسحاق بن محمد النهرجورى أبو يعقوب. صحب الجنيد وغيره. مات بمكة مجاوراً، سنة ثلاثين وثلثمائة.

ومن كلامه: " الدنيا بحر، والآخرة ساحل؛ والمركب التقوى، والناس سفر " .

و قال: " من كان شبعه بالطعام لم يزل فقيراً، ومن قصد بحاجته الخلق لم يزل محروماً، ومن استعان على أمره بغير الله لم يزل مخذولا " .

وقال: " المتوكل - على الحقيقة - من رفع مئونته عن الخلق، وشكر من أعطاه، ولم يذم من منعه، لأنه يرى المنع والعطاء من الله " .

وقال: " رأيت رجلا فى الطواف بفرد عين ( بإحدى عينيه)، يقول: " أعوذ بك منك! " . فقلت: " ما هذا الدعاء؟! " . فقال: " نظرت إلى شخص فاستحسنته، فإذا لطمة وقعت على بصري، فسألت عيني، فسمعتُ: " لطمة بلحظة، ولو زدت لزدنا " .

أبو عمرو بن نجيد السلمي

292 - 365 للهجرة

أبو عمرو بن نجيد السلمي

292 - 365 للهجرة

إسماعيل بن نجيد بن أحمد بن يوسف السلمي أبو عمرو، جد الشيخ أبى عبد الرحمن السلمي. صحب أبا عثمان، وكان من أكابر أصحابه وآخر من مات منهم. ولقي الجنيد؛ وكان من أكبر مشايخ وقته.

مات سنة خمس - وقيل: ست - وستين وثلثمائة.

ومن كلامه: " من لم تهذبك رؤيته فاعلم أنه غير مهذب " .

وقال: " التصوف الصبر تحت الأمر والنهى، والتوكل أدناه حسن الظن بالله " .

وقال: " من أراد أن يعرف قدر معرفته بالله فلينظر قدر هيبته له وقت خدمته " .

وقال: " إذا أراد الله بعبد خيراً رزقه خدمة الصالحين والأخيار، ووفقه لقبول ما يشيرون به عليه، وسهل عليه سبل الخير " .

وقال: " من ضيع - في وقت من أوقاته - فريضة افترضها الله عليه في ذلك لوقت حرم لذة تلك الفريضة ولو بعد حين " .

و قال : " من قدر على إسقاط جاهه عند الخلق سهل عليه الإعراض عن الدنيا وأهلها " .

من كلام الأولياء ( الحلقة الثانية ) .

بشر الحافي

وقال: " غنيمة المؤمن غفلة الناس عنه، وإخفاء مكانه عنهم " .

وقال: " التكبر على المتكبر من التواضع " .

وقال: " من أراد عز الدنيا وشرف الآخرة فعليه بثلاث: لا يأكل طعام أحد، ولا يسأل أحداً حاجة، ولا يذكر إلا بخير " .

وقال: " يكون الرجل مرائياً في حياته، وبعد موته يحب أن يكثر الناس على جنازته! " .

وقال: " لو علمت أن أحداً يعطى لله لأخذت منه، ولكن يعطى بالليل ويحدث بالنهار " .

وقال: " يقول أحدهم: توكلت على الله! ويكذب، لأنه لو توكل على الله صادقاً لرضى بما يفعله به " .

و قال: " إذا أراد الله أن يتحف العبد سلط عليه من يؤذيه " .

و قال: " الصبر الجميل الذي لا شكوى فيه للناس " .

وقيل له: باى شئ آكل الخبز؟ " فقال: " اذكر العافية، واجعلها إداماً! " .

وقال، يوم ماتت أخته: " إن العبد إذا قصر في الطاعة سلب من يؤنسه " .

بندار بن الحسين الشيرازي

؟ - 353 للهجرة

أبو الحسين بندار بن الحسين الشيرازي. سكن أرجان. وكان كبير الشأن، عالماً بالأصول. صحب الشبلي.

مات بأرجان سنة ثلاث وخمسين وثلثمائة.

ومن كلامه: " صحبة أهل البدع تورث الإعراض عن الحق " .

وقال: " ليس من الأدب أن تسأل رفيقك: " إلى أين؟ " أو: " في أيش؟ " .

وقال: " من اقبل على الدنيا، وسكن لها، أحرقته بنيرانها، وصار رمادا ، لا قيمة له ولا قدر. ومن أقبل على الآخرة، وسكن اليها، أحرقته بنورها، وصار سبيكة من ذهب ينتفع به. ومن أقبل على الله أحرقه التوحيد، فصار جوهراً لا قيمة له ( لا يملك أحد أن يقومه " .

بنان الحمال

الذي ألقاه ابن طولون أمام الأسد

وروى أن رجلا كان له على رجل مائة دينار بوثيقة إلى أجل، فلما جاء الأجل طلب الوثيقة، فلم يجدها، فجاء إلى بنان، فسأله الدعاء، فقال له: " أنا رجل قد كبرت، وأنا أحب الحلوى، اذهب فأشتر لى رطل معقود، وجئني به أدعو لك! " . فذهب الرجل، فاشترى ما قال ثم جاء به، فقال له بنان: " افتح القرطاس! " ففتحه فإذا هو بالوثيقة، فقال لبنان: " هذه وثيقتي! " فقال: " خذ وثيقتك، وخذ المعقود، وأطعمه صبيانك " . فأخذه ومضى.

وروى أن قاضى مصر سعى به إلى أن ضرب سبع درر، فدعا عليه بنان، فقال: " حسبك الله بكل درة سنة! " . فأخذه ابن طولون وحبسه سبع سنين " .

قال أحمد بن مسروق: أنشدني بنان الحمال في المسجد الحرام، قال: أنشدني بعض أصحابنا وقد دعوته:

من دعانا فأبينا ... فله الفضل علينا

فإذا نحن أجبنا ... رجع الفضل إلينا

حرف الجيم

أبو القاسم الجنيد

؟ - 297 للهجرة

الجنيد بن محمد، الخراز القواريري أبو القاسم. شيخ وقته، ونسيج وحده. أصله نهاوند، ومولده ومنشؤه ببغداد.

صحب جماعة من المشايخ، واشتهر بصحبة خاله السري، والحارث المحاسبي. ودرس الفقه علي أبي ثور، وكان يفتي في حلقته - بحضرته - وهو ابن عشرين سنة.

قال: " كنت بين يدي سري ألعب، وأنا ابن سبع سنين، وبين يديه جماعة يتكلمون في الشكر؛ فقال لي: " يا غلام! ما الشكر؟ " قلت: " الشكر ألا تعصي الله بنعمه " . فقال لي: " أخشي أن يكون حظك من الله لسانك! " قال الجنيد: " فلا أزال أبكي علي هذه الكلمة التي قالها لي السري " .

وقال: " علامة الإعراض عن العبد أن يشغله بما لا يعنيه " .

وقال: " من لم يحفظ القرآن، ولم يكتب الحديث، لا يقتدي به في هذا الأمر، لأن علمنا مقيد بالكتاب والسنة " .

وقال: " من طلب عزاً بباطل أورثه الله ذلا بحق " .

وقال: " من هم بذنب لم يفعله ابتلي بهم لم يعرفه " .

وقال: " الصوفية أهل بيت واحد، لا يدخل فيهم غيرهم " .

وقال: " الأدب أدبان: أدب السر، و أدب العلانية. فالأول طهارة القلب من العيوب، والعلانية حفظ الجوارح من الذنوب " .

وقال له رجل: " علمني شيئاً يقربني إلي الله وإلي الناس " ، فقال: " أما الذي يقربك إلي الله فمسألته، وأما الثاني فترك مسألتهم " .

وقال: " لكل أمة صفوة، وصفوة هذه الأمة الصوفية " .

وسئل: " من العارف؟ " فقال: " من نطق عن سرك وأنت ساكت " .

ورؤى في يده يوماً سبحة، فقيل له: " أنت، مع تمكنك وشرفك، تأخذ بيدك سبحة؟! " فقال: " نعم! سبب وصلنا به إلي ما وصلنا لا نتركه أبداً " .

وصحبه علي بن بندار أبو الحسن الصيرفي، من جلة مشايخ نيسابور.

وقال: " إياك والخلاف على الخلق، فمن رضي الله به عبداً فارض به أخاً "

أبو محمد عبد الله بن محمد المرتعش النيسابوري

من كلامه: " سكون القلب إلي غير المولي تعجيل عقوبة من الله في الدنيا " .

قيل له: " إن فلاناً يمشي علي الماء! " . فقال: " عندي أن من مكنه الله من مخالفة هواه فهو أعظم من المشي علي الماء " .

وسئل: " بماذا ينال العبد المحبة؟ " . فقال: " بمولاة أولياء الله تعالي ومعاداة أعدائه " .

وقال: " العاجز من عجز عن سياسة نفسه " .

وقال: " إذا صح الافتقار إلي الله صح الغني به، لأنهما حالان لا يصح أحدهما إلا بصاحبه " .

وقال: " رأيت النبي صلي الله عليه وسلم في النوم، فقلت: " يا رسول الله! ادع الله ألا يميت قلبي " . قال: " قل - كل يوم أربعين مرة - : " يا حي! يا قيوم! لا إله إلا أنت! " فإنه لا يموت فلبك، ويكون قلبك حياً " .

وقال: " من حكم المريد أن يكون فيه ثلاثة أشياء: نومه غلبة، وأكله فاقة، وكلامه ضرورة " .

وقال: " من فقه قلبه أورثه ذلك الإعراض عن الدنيا وأبنائها، فان من جهل القلب متابعة سرور لا يدوم " .

وأنشد لنفسه:

ليتني مت فاسترحت، فإني ... كلما قلت: قدقربت! بعدت

الحارث المحاسبي :

وقال: " المحبة ميلك إلي المحبوب بكليتك، ثم أيثار له علي نفسك وزوجك ومالك، ثم موافقتك له سراَ وجهراَ، ثم علمك بتقصيرك في حبه "

حاتم الأصم

؟ - 227 للهجرة

حاتمُ الأصمُ، أبو عبد الرحمن، من مشايخ خُراسان. صحب شفيقَ أبن ابرهيم البلخي؛ وكان أستاذَ أحمد بن خَضَروَيه.

ولم يكن أصمَّ، وإنما جاءته أمرأةٌ تسأله مسألةً، فأتفق أن خرج منها ريحٌ، فخجلت؛ فقال حاتم: " أرفعي صوتك! " وأري من نفسه أنه أصمٌ، فسرت بذلك، وقالت: " أنه لم يسمع الصوتَ! " . فغلب عليه ذلك، حكاه أبو علي الدقاق من كلامه: " الزم خدمة مولاك، تأتك الدنيا راغمةً، والأخري راغبةً " .

وقال: " نعهد نفسك في ثلاثة مواضع: إذا عملت فأذكر نظر الله إليك، وإذا تكلمت فأذكر سمع الله إليك، وإذا سكتَ فأذكر علمَ الله فيك " .

وقال: " من ادعي ثلاثاً بغير ثلاث فهو كذاب: من أدعي حُبَ اللهِ من غير وَرَع من محارمه؛ ومن ادعي حبَ الجنةِ من غير إنفاق ماله؛ ومن ادعي محبةَ الرسول من غير محبة الفقراء " .

وقال له رجل: " ماتشتهي؟ " ، فقال: " أشتهي عافيةَ يوم إلي الليل! " فقيل له: " أليست الأيامُ كلها عافيةَ؟! " ، فقال: " أن عافيةَ يومي ألا أعصي اللهَ فيه! " .

وسُئِل: " علام بنيتَ أمرَكَ هذا في التوكل علي الله؟ " ، قال: " علي خصالِ أربع: علمتُ أن رزقي لا يأكله غيري، فاطمأنت به نفسي، وعلمتُ أن عملي لا يعملهُ غيري، فأنا مشغول به، وعلمتُ أن الموت يأتيني بغتةً، فأنا أبادره، وعلمتُ أني لا أخلو من عين الله حيث كنتُ، فأنا مستحٍ منه " .

وعلى الله قصد السبيل ومنه العون والتوفيق .
شعبان شحاته / الفيوم – سنورس – ترسا .
Hudahuda2007@yhaoo.com
http://tareek2008.blogspot.com

هناك تعليق واحد:

خدمات متميزة يقول...

نقدم لكم عملائنا الكرام افضل شركة تنظيف ومكافحة حشرات بالمنطقة الشرقية والتي من خلالها تستطيعون الحصول علي افضل خدمات التنظيف الشاملة لجميع اركان المنزل فمع شركة المثالية للتنظيف انتم دائما في امان فتعد شركة المثالية للتنظيف بالقطيف افضل شركة متخصصة في تنظيف المنازل والشقق والفلل والمجالس والبيوت والكنب والسجاد والمفروشات بالقطيف وكذلك بجميع مدن ومحافظات المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية , تعتمد شركة المثالية للتنظيف بالقطيف علي افضل واحدث اجهزة التنظيف المثالية والتي من خلالها نسنطيع نقديم افضل خدمات التنظيف الشاملة للمنازل والمجالس بافضل جودة ممكنة وبارخص الاسعار المثالية فعندما نبحث عن افضل شركة تنظيف بالمنطقة الشرقيو فنحن بحاجة الي شركة المثالية للتنظيف التي لديها الخبرة الكبيرة والامكانيات الكبيرة والقدرة الهائلة علي خدمة عملائها بالاستعانة بامهر العمالة ذات الخبرة الكبيرة في مجالات التنظيف منذ عشرات السنوات ولم تغفل شركة المثالية للتنظيف فروعها الاخري بل اننا نقدم افضل خدماتنا بالاحساء من خلال شركة المثالية للتنظيف بالاحساء التي تستطيع توفير كافة الامكانيات اللازمة لتنفيز خدمات النظافة الشاملة بالاحساء وكذلك مدن محافظات المنطقة الشرقية فكل هذا تستطيعون الحصول علية من خلال
شركة المثالية للتنظيف بالاحساء
كما ان شركة المثالية للتنظيف لم تغفل افضل الخدمات واكثرها اهمية لعملائها وهي خدمة مكافحة الحشرات فلدينا شركة المثالية لمكافحة الحشرات التي تسستطيع تقديم خدمة ابادة الحشرات الطائرة والزاحفة بجميع انواعها باستخدام افضل المبيدات الامنة والنظيفة ذات التاثير القوي والفعال علي الحشرات والتي من خلالها نضمن لعملاء شركة المثالية لمكافحة الحشرات بالاحساء العيش في منزل امن خالي من الحشرات بجميع انواعها فلدينا الخدمات الاتية
شركة المثالية لمكافحة الحشرات
شركة المثالية لمكافحة الحشرات بالاحساء
شركة المثالية لمكافحة الحشرات بالدمام