ومما ورد في حب الله

ومما ورد في حب الله تعالى :

قال هرم بن حيان: المؤمن إذا عرف ربه عز وجل أحبه وإذا أحبه أقبل إليه، وإذا وجد حلاوة الإقبال إليه لم ينظر إلى الدنيا بعين الشهوة ولم ينظر إلى الآخرة بعين الفترة وهي تحسره في الدنيا وتروحه في الآخرة.

وقال يحيى بن معاذ: عفوه يستغرق الذنوب فكيف رضوانه؟ ورضوانه يستغرق الآمال فكيف حبه؟ وحبه يدهش العقول فكيف وده؟ ووده ينسى ما دونه فكيف لطفه؟.

وفي بعض الكتب: عبدي أنا -وحقك - لك محب فبحقي عليك كن لي محباً.وقال يحيى بن معاذ: مثقال خردلة من الحب أحب إلي من عبادة سبعين سنة بلا حب.

وقال يحيى بن معاذ:

إلهي إني مقيم بفنائك مشغول بثنائك، صغيراً أخذتني إليك وسربلتني بمعرفتك وأمكنتني من لطفك ونقلتني وقلبتني في الأعمال ستراً وتوبةً وزهداً وشوقاً ورضاً وحباً تسقيني من حياضك وتَهملني في رياضك ملازماً لأمرك ومشغوفاً بقولك، ولما طر شاربي ولاح طائري فكيف أنصرف اليوم عنك كبيراً وقد اعتدت هذا منك وأنا صغير، فلي ما بقيت حولك دندنة وبالضراعة إليك همهمة لأني محب وكل محب بحبيبه مشغوف وعن غير حبيبه مصروف.

وقد ورد في حب الله تعالى من الأخبار والآثار ما لا يدخل في حصر حاصر وذلك أمر ظاهر، وإنما الغموض في تحقيق معناه فلنشتغل به.


أحب الأعمال إلى الله

( أحب الأعمال إلى الله }
1 - أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل .
2- أحب الأعمال إلى الله الصلاة لوقتها ثم بر الوالدين ثم الجهاد في سبيل الله .
3 - أحب الأعمال إلى الله أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله .
4 - أحب الأعمال إلى الله إيمان بالله ثم صلة الرحم ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأبغض الأعمال إلى الله الإشراك بالله ثم قطيعة الرحم .
5- أحب الناس إلى الله أنفعهم وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور ٌ تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينًا أو تطرد عنه جوعًا ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلى من أن أعتكف في المسجد شهرًا ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظًا ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضيً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزول الأقدام وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل .
6- يا أيها الناس عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وإن أحب الأعمال إلى الله ما دووم عليه وإن قل .
{ هذه الأحاديث من تخريج السيوطي وتحقيق الألباني }

الاثنين، 30 أبريل 2012

ثمن المواقف الأخلاقية للإخوان المسلمين في مصر

نقطة جوهرية إذا غابت غاب معها التقييم الحقيقي لمواقف "الإخوان" السياسية في العام المنقضي؛ وهي أنهم لا يتعاملون مع الأحداث باعتبارهم طرفًا في "صراع سياسي"، ولكن باعتبارهم صفًّا أماميًّا "مقاومًا للاستبداد ودولة العسكر"... وقد كان- وما زال- الملعب السياسي مفتوحًا على مصراعيه أمام "الإخوان" لينهلوا من مكاسبه، ولكنهم اختاروا الطريق الصعب... فما الفارق بين الموقفين؟
لو اختار "الإخوان" الملعب السياسي، لكانت المكاسب التي تنتظرهم كثيرة:
أولاً: سيتنازلون "للعسكري" عن الوزارات العشر التي يريدها، وسيحتفظون بالوزارات العشرين الباقية، ويمكنهم بذلك تأكيد شعبيتهم، ودوام سيطرتهم على الواقع السياسي، وسيشكلون مع "العسكر" قوة مهيمنة تتمثل في شعبية "الإخوان" وقوة "العسكر"، ولن يعترض الشعب على الصفقة؛ لأنه سيشعر باستقرار كاذب، بل وسيرى تقدمًا إيجابيًّا في حياته، ويومها لن تستطيع قوة سياسية جديدة منازعة "الإخوان" في مكانتها السياسية.
ثانيًا: إذا قبل "الإخوان" بإملاءات "العسكري" للنص على "النظام الرئاسي" في الدستور، كانوا سيحوزون الرضا العسكري السامي الذي سيشركهم في اختيار "رئيس" ينفذ عملية "ديمقراطية تحت التحكم"؛ عناصرها (استقرار شعبي – سيطرة عسكرية – مشاركة إخوانية)، وسيخرجون من صداع "نقض الوعد" و"التكويش"، وسيتركون الساحة للقوى السياسية والثورية لتمارس حقها الأبدي في التنافس والمعارضة والتظاهر إلى المدى الذي تحدده التقديرات المخابراتية، وإلا... فالأدوات جاهزة (القضاء المسيس – الإعلام الموجه – الشعب الجائع).
ثالثًا: إذا استجاب "الإخوان" للمطالب السياسية (المخلص منها والموجَّه) بسحب مرشحهم الرئاسي، فستلحق بهم كل أوصاف الشرف السياسي (كالمرونة، ونكران الذات، وعدم التمادي في الخطأ، والالتحام بالنسيج الوطني)، وسيتخففون تمامًا من المسئولية أمام النخبة، وأمام الشعب، ثم ينتظرون "رئيسًا" يواجه مطالب مؤيديه، وشعبه، والثوار، و.... "العسكري"، ومهما ألحق من أضرار بمسيرة الثورة، أو ساهم في وأدها مع "العسكري" فلن يتحمل "الإخوان" أي تبعة أمام أي أحد، وسيكتفون بمعارضته في "البرلمان"، ثم سيشاهدون (مع كل المتفرجين)، صراخ الجميع في وجه "الرئيس" العاجز عن تنفيذ وعوده البراقة، في ظل انتشار تماسيح البيروقراطية المؤتمرين بأمر "العسكري"، ثم التمكين لهذا "العسكري" الذي سينفرد "بشخص الرئيس" ليضعه أمام خيارين، إما الانضواء تحت مظلة "العسكر" تمامًا، أو تثبيت الوضع الدستوري لهم على النمط الباكستاني مع بقاء (الشكل) الديمقراطي... وتدخل الثورة المصرية في طابور الثورات المجهضة.
إذن... سيربح "الإخوان" أوضاعًا مريحة، وستخسر القوى الثورية جهود "الإخوان" في مقاومة "العسكر"، ويظل "الإخوان" في المنطقة الدافئة ذات الخصائص السحرية (سلطة مستقرة – بعد عن الصراعات – مسئولية محدودة).
أما الموقف الثاني: وهو الاختيار "الإخواني" بالإصرار على مطالب الثورة كاملة غير منقوصة... وبلا مساومة؛ والانتقال من دولة سلطوية بغطاء عسكري إلى دولة دستورية مدنية... فماذا كلفهم ذلك؟.
أولاً: خسروا كل المغانم السابق ذكرها!! التي كان يمكنهم أن يربحوها بالاتفاق مع "العسكر".
ثانيًا: يخوضون معركة انتخابية بدافع أخلاقي، يواجهون فيها حربًا شرسة وغير أخلاقية، لا تميز فيها المعارض الحقيقي من المعارض الرخيص.. إلا قليلاً، يتساند ضدهم فيها إعلام "مباركي" فلولي، من طائفة مصاصي الدماء وأكلة لحوم البشر، يضربون سهامهم في صدر "خيرت" التنظيمي المتجهم عاشق السرية الذي لا يمتلك الكاريزما!.. والتاجر الذي يريد زواج السلطة من الثروة مثل "أحمد عز"... هذا ما قالوه!!... فإذا جاء "مرسي" قالوا أين هذا من "خيرت" المبهر الكاريزماتي، الذي كان جديرًا بالمنصب لو ترشح له!!.
ثالثًا: يواجهون شعبًا مرهقًا، ما زال الجوع والمرض والتغييب العقلي ينهشون جسده، والمتعلم منه أسلم نفسه للفضائيات المخاتلة الخادعة، ولا وقت لديه ليتحرى الصواب من الخطأ، أو الرشد من الضلال، يوهمونه بكذب "الإخوان" عليه، ولم يكن "الإخوان إلا صادقين... وكانوا هم الكاذبين... ولكنها حرفة التخييل والتشهير... كل هذه العقبات ينبغي تجاوزها... ليعود الشعب إلى خياراته الحقيقية، مزيلاً الغشاوة عن عينيه وعقله، ولينتبه إلى "مطالبه" التي يعبث بها "العسكر" المؤيد بالفلول المتعافية من آثار الثورة، والتي اصطفت ملبية للتعليمات، لتبيع "الشعب" و"ثورته" في سوق النخاسة، والمشتري "الأمريكي" جاهز بالثمن.
رابعًا: يواجهون قوى سياسية تقليدية، تنتهز الفرصة لتلعب على كل الحبال؛ حبال الثورة وحبال المغانم، وقوى صديقة أغراها ذهب المعز، أو أخافها سيفه، وأقلام محبة تكتفي بالكتابة نقدًا أو تأييدًا في وقت ينبغي أن تلتئم باللقاءات والتشاور، وقوى ثورية مخلصة لكنها متشرذمة غاضبة دائمًا، تقطع حبل التواصل مع أول اختلاف، مرتابة وقلقة ومتوجسة، ولا يعالج هذا إلا (الوقت)... الذي يمر بلا هوادة؟!.
خامسًا: يواجهون تحدي الوقت ليضيفوا تأييد خمسين ألف مواطن يوميًّا لمرشحهم الرئاسي "د. مرسي"، ثم أمامهم معركة "لجنة الانتخابات" المفتقدة للثقة الشعبية، ثم المادة 28 التي ستحصن الحق أو الباطل... لم يعد أحد يدري ولا يثق.
على الصف الإخواني... وعلى أمتنا كلها أن تعلم... أن هذا ليس زمان الحسابات والصفقات السياسية، ولكنه زمن الصمود والمنافحة عن حقوق الشعب، وهو ليس وقتًا للاستمتاع وتلاوة آيات التمكين، بل هو وقت للكفاح واستدعاء تأييد السماء، واستلهام آيات المرابطة.. ذلك لمن اختاروا مواجهة الزيف، والانتصار للضعفاء، وكسر شوكة المستبدين.
ويجب على صفنا أن يعلم أن القلوب التي أظلمها التضليل المثابر، ستنيرها كلمات الحق الصابر... حتى لو خرجت من أفواهنا مبعثرة أو متعثرة، فقط نريدها مخلصة واثقة.
لم يعتد "الإخوان" خوض معارك سهلة، ولم يجرب "الإخوان" طعم الصفقات، وبمجرد ظهورهم على الأرض فقد أعلنوا عن قادم جديد لا ينشغل إلا بعظائم الأمور، ولا ينحني للعواصف ولا يعرف معنى الانكسار.
لقد عقدنا عزمنا على أداء رسالتنا لأمتنا... كاملة غير منقوصة، نوقن أننا على الرشد، ونجتهد أن نكون دائمًا على الحق، ولا ترجفنا دعاوى المبطلين، ولا تثبيط المتنطعين، جرَّبنا شعبنا، ونعلم كيف نطببه بطبنا، ليتعافي بدوائنا، وسيكون لكلماتنا الصادقة فعل السحر الحلال الذي سيبطل سحرهم الحرام، وسيعلم الجميع وقتها أن الرائد الإخواني لا يكذب أهله أبدًا.
 Mohamedkamal62@ymail.com بقلم: محمد كمال

السبت، 21 أبريل 2012

قراءة في الثورة والإخوان


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد :
قامت دعوة الإخوان المسلمين عقب إلغاء الخلافة الإسلامية بأربع سنوات سنة 1928م
وما كان لدعوة أن تستمر ثمانية عقود ، تمر خلالها بامتحانات وابتلاءات تنوء بحملها الجبال ، إلا إذا كانت هذه الدعوة قائمة على قواعد سليمة وأسس متينة ، وما كان لحملتها أن يصبروا إلا لأن أهدافهم نبيلة وغايتهم شريفة .
فهدفهم إقامة الخلافة العالمية واستئناف الحياة الإسلامية ، وتحرير الإنسان من عبودية الآخرين ومن عبودية شهواته وهواه ليكون محررا لربه ومولاه الذي خلقه وسواه .
والغاية هي رضا الله والجنة .
ومرجعيتهم القرآن والسنة وسيرة السلف الصالح .
ووسائلهم متجددة ومتعددة غير محصورة بشرط ألا تصطدم مع نصوص الشريعة .
ظل الإخوان يعملون في كل الأجواء السياسية وفي كل المراحل بلا انقطاع ، وخرجوا بدعوتهم إلى المحيط العالمي حتى وصلت دعوتهم إلى حوالي تسعين دولة في العالم !
راقب الإخوان الأحداث وتحينوا الفرص فاغتنموها ، فأصابوا وأخطأوا ، وأعدوا الرجال تلو الرجال في انتظار الوقت الموعود ، لتحقيق الأمل المنشود حتى حانت اللحظة ودقت ساعة الثورة ، فماذا كان ؟ .
أدرك الإخوان أحداث الثورة ، فماذا حدث منهم وماذا حدث لهم ، وكيف تعاملوا مع الشعب والمسؤولين  ، ومع السياسيين ، والثائرين ؟ .
-       الشعب قدر جهاد الإخوان على الرغم من التشويه والتخويف الذي تعرضوا له .
وقد قال الشاعر جلال الدين الرومي: "إن الناس يقدرون الربيع ولا يقدرون الشتاء، لكن لا يوجد ربيع دون شتاء ممهِّد له".
وقد منح الشعب ثقته للجماعة في الانتخابات البرلمانية، جزاءً لدورها المجيد في الشتاء العربي وفي الربيع العربي على حد السواء.
وهذا يرجع إلى بعض العوامل منها :
1 – ثبات الإخوان وصبرهم وجلدهم أمام طغيان الحكام المتعاقبين ، والذين كان هدفهم الأكبر تنحية الإسلام عن الحياة ، وليس مجرد حرب يشنونها على الإسلاميين .
2 – تمسكهم بثوابت الإسلام في كل مراحل الصراع بلا استثناء ، وبقضية الشريعة الإسلامية وضرورة العودة إلى منهج الله ونظامه .
3- وجودهم الفعلي في المجتمع – رغم التضييق الشديد – في المجال الاجتماعي المتمثل في أعمال البر والخير ، وفي الممارسة السياسية منذ عام 1984 حينما ترشحوا في مجلس الشعب .
4 - قامت جماعة الإخوان بدور مجيد في أيام العسرة من الثورة، وسخَّرت قدراتها التنظيمية والمالية والطبية، ودفعت بمئات الآلاف من شبابها إلى أتون المعركة، مما أسهم في حسم الخيار لصالح شعب مصر ضد الفرعون في فترة قياسية .
وليس من المغالاة أن يقال بأنه : ليس هناك فصيل سياسي ضحى مثلهم ، أو قدم أعدادا ضخمة صنعت زخما كبيرا للثورة مثلهم ، ومازالت ، بدليل أن أي فعاليات ومظاهرات يخلو منها الإخوان المسلمون إلا بدت ضعيفة غير مجدية .
5 – جماعة الإخوان تواجه قوى الثورة المضادة التي تملك جهاز الدولة ومالها وإعلامها ، ويتصدون للعسكر بألاعيبه المختلفة .
وتوفر هذه العوامل السابقة ترجع – في رأيي – إلى قوة الجماعة المستندة إلى دقة التنظيم وتماسكه من ناحية ، وسلامة المنهج التربوي للجماعة من ناحية أخرى .
فهناك أحداث مرت بها ( مصر الثورة )  اتخذت الجماعة فيها مواقف معينة ، هذه المواقف اختلف الناس بشأنها مع الإخوان اختلافا متفاوتا ، وذهب الظن ببعض المحللين السياسيين أن تحدث انشقاقات ضخمة في الجماعة بشأن تلك القرارات الصعبة .
 لكن الجماعة تقوم على نظام إسلامي عتيد ، عماده الشورى ، والفقه :فقه الواقع والأولويات ، والفقه السياسي ، والاعتماد على الله والتوكل عليه ، وإخلاص النية وتجرد الآراء ، والانحياز إلى الشرع وعدم التفريط في الثوابت ، مع المرونة وعدم الجمود في نفس الوقت .
-       فليس من المناسب طعنها في الظهر وهي تواجه كل هذه الأحداث  .
وإن كان ثمة نصيحة أو نقد  فمن باب  الغيرةً على ثورة مصر المجيدة، وعلى تاريخ جماعة يدين لها الملايين من الشباب العربي والمسلم على مستوى العالم :
أولا : هناك بعض السياسات الارتجالية التي يمكن أن تنتقد ، تنشأ من اجتهادات صائبة تواجه بمستجدات لم تكن في الحسبان ، أو أنهم يتعاملون مع بعض الجهات الحزبية أو الحكومية بحسن نية ولا يقدرون مدى خبثهم وتلاعبهم . لكننا نعلم أن لديهم مؤسسات شورية محترمة . فالأخطاء إذن غير متعمدة ، ولكن ينبغي التخلي عن الأخطاء تماما في مرحلة حاسمة من تاريخ مصر وتاريخ الجماعة والعمل الإسلامي الذي حملت هي عبأه الأكبر على مدى عقود .

ثانيا: من مصلحة مصر ألا تنقطع العلاقة بين الإخوان والجماعات الشبابية التي أشعلت الثورة . فرغم القلة العددية للمجموعات الشبابية الثورية، فإن قوتها المعنوية وجرأتهم العظيمة رأسمال سياسي مهم في مصر اليوم، ودرع حصين للإخوان في وجه قوى الثورة المضادة والمجلس العسكري على السواء .
 وهي التي وفرت للإخوان وجها وطنيا متعدد الأطراف لحراكهم السياسي، بعد أن نجح الاستبداد في عزلهم عن بقية النخب الوطنية مدة طويلة.
ومن المهم أن يكون المرشح الذي يدعمه الإخوان للرئاسة في النهاية وجها مقبولا لدى الحركات الشبابية الثورية ، إلا إذا كانوا سيقفون ضد المرشح الإسلامي ، وحينئذ لن يجامل الإخوان هؤلاء الثوار على حساب المرجعية الإسلامية . أما إذا تم التوافق على مرشح لا يقف ضد تطبيق الشريعة الإسلامية وهو لا ينتمي في نفس الوقت للتيارات الإسلامية فهنا تكون الفرصة أفضل .
ثالثا : من مصلحة الإخوان وحزب الحرية والعدالة أن يمدوا العلاقة بينهم وبين القوى الإسلامية الأخرى ، لأن ذلك سيصب في مصلحة المشروع الإسلامي والحياة الديمقراطية في مصر ، مع أنني أعلم أن هذا قد لا يكون بالأمر الهين إلا أنه مهم للغاية .
رابعا :
أحسن الإخوان وحزبهم عندما تخلوا عن إحراز الأغلبية في مجلس الشعب وكان ذلك ممكنا وبطريقة سهلة ، وذلك باتفاقهم مع حزب ما يتخطون به حاجز الخمسين بالمئة ، وذلك حتى ينقطع منتقدوهم عن حديث السيطرة والاستحواذ ، ولأن المرحلة ينبغي يكون فيها شيء من التوافق السياسي بين التيارات المختلفة خاصة أنها مرحلة انتقالية من استبداد مطلق إلى حرية مطلقة ، فلا بد أن يعبر الجميع عن رأيه في القضايا المختلفة ، وأن يكون للجميع دور في ترسيخ قواعد الحرية والديمقراطية ، وهي شؤون يسعى إليه الإخوان ويتفقون فيها مع كل الأطياف السياسية .
خامسا :
فهم الإخوان وحزبهم قصد المجلس العسكري من ترشيحات الرئاسة ، فهو يريد عمرو موسى في النهاية ، وهو يلعب بالأمور ، بأن يظهر نفسه كأنه استجاب لمطالب الجماهير فنحى عمر سليمان وقد ينحي أحمد شفيق أيضا عملا بقانون منع ترشيح الفلول ( إن أقروه ) ، كل ذلك ليكون ترشيح عمرو موسى مقبولا .
فواجهوه بترشيح شخصيات كبيرة لها وزنها ، شخصيات يقف وراءها قوى كبيرة : الجماعة ودوائرها ، والحزب وأنصاره ، فإذا أراد المجلس العسكري سد الطريق أمام الرئيس الجديد هبت الجماعة وحزبها هبة واحدة نصرة لرئيسها الذي يحمل مشروعها الذي عملت له سينين عددا ، وضحت من أجله التضحيات الجسام .
أما إذا كان المرشح شخصية وطنية بلا سند خلفه ، حينئذ قد يتعرض مثل هذا الرئيس لمطالب وضغوط الشارع أو لبعض القوى التي ساندته ، ومن ثم لا يكون معبرا عن روح الثورة ، ولا يؤسس لدولة مركزية ، ينتظرها دور إسلامي كبير في المنطقة والعالم .
كلمة أخيرة :
إن الذي يحرك كل هذه الأحداث ، ويصنع كل هذه المواقف التي تتقدم بها مصر للأمام تجاه الإسلام والحريات ، هو الله ، وما نحن في هذه المعركة إلا أجراء ، نستر القدرة ، ونأخذ الأجرة .
ونحن لا نملك من الأمر شيئا ، فلا نستطيع أن نغلب كل القوى على الساحة ، ولا نزحزح المفسدين من كل موقع في البلاد ، ولا ننزع الغل والحقد من قلوب الحانقين والحاقدين ، ولا نستطيع إرضاء المنتفعين .
من أجل ذلك لا بد أن نبتهل إلى الله ونتضرع إليه ، فمواجهة الابتلاء تكون بالتضرع إلى الله :
{وَلَقَدْ أَرْسَلنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ ...}الأنعام 42 – 43 .
والله تعالى يجيب دعوة المضطرين ، ويكشف عنهم الضر والسوء ويمكن لهم في الأرض :
{أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ }النمل62.
والحمد لله رب العالمين .


الجمعة، 20 أبريل 2012

ما يمكن أن يقدمه المسلمون للعالم اليوم

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين نحمدك اللهم حمد الشاكرين ، ونصلي ونسلم على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه أجمعين
وبعد ......
فإن المسلمين اليوم - وهم في طريقهم إلى التمكين لدين الله في الأرض – يُسألون : ماذا يمكن أن تقدموا للإنسانية  في هذا العصر ؟ .
لا يملك المسلمون أن يقدموا من العلوم المادية ما يساوي أو يفوق ما وصل إليه العالم اليوم ، إنما يشجعونه ويوظفونه لخدمة الإنسانية ، ويضيفون إليه القيم الأخلاقية والمبادئ الإسلامية . بدلا من توظيفه – كما هو الحال اليوم – في إهلاك الحرث والنسل .
ولكنهم يملكون شيئًا آخر ، وكنوزًا أخر  : يستطيعون أن يسعدوا بها البشرية :
-       تحرير الإنسان : من الخرافات والأساطير ، تحريره من عبادة غير الله وعبودية الله وحده ، فلا يذل لأحد ، ولا يخضع لمخلوق مثله ، يظلمه ويسلب كرامته .وتحريره من شهواته التي تنزلق به لحد البهيمية ، ومن نزواته التي قد تلجئه إلى التعدي على حرمات أخيه الإنسان ، وتضطره إلى اتباع هواه ، بلا ضابط ولا سلطان .
-       عرض منهج الله سبحانه وتعالى ، هذا المنهج فيه إنقاذ للبشرية مما تتخبط فيه اليوم ، من إهدار لقيمة الإنسان بقتله بالملايين وإهدار كرامة شعوب بأكملها ، ونهب ثروات أمم ، هذا المنهج  فيه إنقاذ للبشرية من التسيب الأخلاقي والفوضى الجنسية ، فيه إنقاذ للبشرية من التغول الرأسمالي والظلم الاشتراكي الشيوعي ، فلا تحريم للكسب والتملك ولا مصادرة لأملاك الناس لصالح الدولة التي تملك كل شيء ويصبح الإنسان فيها مجرد آلة ، مجرد شيء .
-       المنهج السياسي في الإسلام  يقوم على الشورى ، بمعنى اختيار الجماهير لمن يحكمهم ، وسلطة الشعوب فيمن يمثلهم .واحترام الحاكم للمحكومين ، ومحاسبتهم له : وانظر إلى خطبة خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم :
-       أما بعد أيها الناس ، فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم ، فإن أحسنت فأعينوني ؛ وإن أسأت فقوموني ؛ الصدق أمانة ، والكذب خيانة ، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله ، والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله ، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل ، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء ؛ أطيعوني ما أطعت الله ورسوله ، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم . قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله ،
-       ولم يخرج الخلفاء الراشدون من بعده عن هذا النهج .
-       النظام الاقتصادي : تحريم الربا ، فلا يتحكم الغني ، صاحب المال ، في الفقير المحتاج ، ولا يبقى المال دولة بين الأغنياء ، وفرض الزكاة وجعلها من أركان الدين وأساسه ، والصدقات ، وفلسفة هذا النظام تقوم على احترام المحتاج وحمل الصدقة لغاية بيته ، وفيها مشاركة نفسية من المنفق لأخيه المحتاج وهذا شعور يفوق قيمة الصدقة نفسها ، وفيها نزع الحقد والحسد من قلوب الفقراء ليحل محله الحب  ، ونزع البخل والكزازة من نفوس الأغنياء ليحل محلها الجود والسخاء والرحمة .
-       هذا هو دين الله ، وتلك هي فلسفة الإسلام ، {صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ }البقرة138 .
-       منع الفساد وقطع الطريق من أمام المفسدين ، وكفي بهذه فائدة : قيل إن النظام البائد في مصر هرّب / من 3 – 5 ترليون دولار ، ويا ليته هربها إلى الداخل ... فلو استطاع الحكام الجدد في مصر أيا كانوا  – منع الفساد ، فسوف تصبح مصر من أعظم دول العالم في فترة وجيزة .
-       النظام الاجتماعي : المساواة بين الناس فلا فرق بين أعجمي وعربي ، ولا بين أسود أو أبيض إلا بالتقوى .ويصبح التنافس بين الناس على هذا المعني وينتهي التنافس على المال والجاه والأعراض الزائلة .
-        وقد عاتب الله عز وجل نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم في أمر عبد الله بن أم مكتوم ، حيث انشغل بدعوة كبار القوم ، ولم يجب ابن أم مكتوب الذي جاء يسعى وهو يخشى ليؤمن ويزكى .
-       وقصة العربي الذي وسط سيدنا بلالا في أمر الزواج ، فما الذي رفع بلالا الحبشي ليكون شفيعا من قبل عربي الأرومة ، إلا لأنه رفيع المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما جاء القوم قال لهم : إن فلانا أرسلني إليكم ليخطب كريمتكم وإني لأعلم أنه ليس على خلق ، فإن أردتم أن تزوجوه وإلا فالأمر لكم . فكان ردهم : نحن نعلم أنه كذلك ولكنا لا نرد صاحب رسول الله !
-        وقصة دخول سيدنا أبي سفيان وسهيل بن عمرو ، وعمار بن ياسر ، وخباب على سيدنا عمر في خلافته ، فلما أذن لعمار وخباب وأخر أبا سفيان وسهيلا ، احمر أنف أبي سفيان ، فقال له سهيل : يا أبا سفيان إنهم دعوا إلى الإسلام فأسرعوا وأبطأنا ، فكيف بنا يوم القيامة إذا دعوا إلى الجنة فأسرعوا وأبطأنا ؟ . فلزم أبو سفيان وسهيل ثغور الشام يجاهدان في سبيل الله !
-       ولكن ...
-       من يعرض هذا المنهج وتلك المبادئ السامية التي أنشأت أعظم حضارة في تاريخ الدنيا ؟ .
-       من يتولى الفتح الإسلامي الذي كان فتح تمدين وحضارة ، وتحرير للإنسان ؟ .
-       لابد من دولة قوية سليمة البنيان ، صحيحة الأركان ، تتبنى الإسلام حياة ومنهجا ، وخلفها مجتمع مسلم يتبنى الإسلام حياة ومنهجا ، وتنطلق بدعوة الله إلى كل بقاع الأرض حتى لا تكون فتنه ويكون الدين كله لله .
-       وهذا هو جوهر الرسالة التي كلف الله بها أمة محمد صلى الله عليه وسلم .
-       استدراك :
-       رسالة موجهة إلى من يحاربون الإسلام في أجهزة الدولة والإعلام ويقفون عقبة في وجه الشعوب الساعية لنيل كرامتها وإزاحة غبار الظلم عن وجهها :
-       يامن تنفثون الحقد والسم ، وتظهرون غيظكم من الإسلام وحملة رسالته ، بكل الوسائل التي تتيحها لكم مواقعكم ، فمنكم من يهدر الوقود ، ويمنعه من الوصول إلى المواطن ، ومنكم من يثير الخوف وينشر الرعب ، وينفي الطمأنينة والأمن .
-       يا من امتطيتم ظهر الإعلام :  قد وصل الأمر إلى حد الاستفزاز ، استفزاز لكل مواطن ، بعد أن أصبح الدين هو السلعة البائرة ، والطعام المسموم ، أما غير الإسلام فهو وحده المقبول ، تحت أي اسم كان ، يساريا ،علمانيا ، لبراليا :
-       {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ }الزمر45.
-       {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ }محمد9 .
-       {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ }محمد26 .
-       أي قالوا للمشركين (سنطيعكم في بعض الأمر) أي المعاونة على عداوة النبي صلى الله عليه وسلم وتثبيط الناس عن الجهاد معه قالوا ذلك سرا فأظهره الله تعالى (والله يعلم إسرارهم) .
-       وهاهم أولاء يعينون كل من يعادي الفكرة الإسلامية ، ويقفون ضد حرية الشعوب التي تريد أن تعيش عزيزة كريمة .
-       والفكرة الإسلامية جوهرها أن يعود الناس إلى ربهم خالقهم وبارئهم ، يفيئون إلى منهجه ويصدرون عن شريعته ، لكن جهودهم ستذهب جفاء :  ( ... لن يضروا الله شيئا وسيحبط أعمالهم ) محمد32 .
-       والله عز وجل لا يترك المؤمنين في المعركة وحدهم ، إنما يقوي قلوبهم ويثبت أقدامهم ، ويعدهم بالنصر والتمكين في الدنيا وعظيم المثوبة في الآخرة ، ويحذرهم من الانحراف عن دينهم أو التفريط في قيمهم جراء سلام رخيص يتنازلون فيه عن ثوابت إسلامهم :
-       {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ }محمد35 .
-       وإذا سأل سائل عن إمكانية تحقيق الهدف الكبير الذي تسعى الأمة إلى إيجاده في واقع الناس  ، فإننا نرد بنصوص واضحة من القرآن الكريم ومن السنة المطهرة :
-       {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55 .
-       { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ }غافر51 .
-       وفي السنة :
( ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزا يعز الله به الإسلام وأهله وذلا يذل الله به الكفر )) رجاله رجال الصحيح ، الراوي: تميم الداري المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد 6/17 .
-       ( عَنْ اَبُي قَبِيلٍ؛ قَالَ :كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي ، وَسُئِلَ :اَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ اَوَّلًا : الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ اَوْ رُومِيَّةُ ؟ فَدَعَا عَبْدُ اللَّهِ بِصُنْدُوقٍ لَهُ حِلَقٌ ؛قَالَ : فَاَخْرَجَ مِنْهُ كِتَابًا([1])  قَالَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَكْتُبُ اِذْ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ اَوَّلًا قُسْطَنْطِينِيَّةُ اَوْ رُومِيَّةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ اَوَّلًا يَعْنِي قُسْطَنْطِينِيَّةَ‏.‏ ) مسند الإمام أحمد ، وسنن الدارمي .
-       ونحن على يقين لا يتزحزح ولا يلين ، بأن هذه الثورة التي انطلقت في العالم العربي لن تخبو جذوتها إلا في روما محققة نبوء محمد صلى الله عليه وسلم .
-       نسأل الله عز وجل أن يمن على البشرية بهذا الدين ، وأن يجعلنا جنودا في سبيله عاملين لإعلاء دينه  .
-       والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين والحمد لله رب العالمين .