ومما ورد في حب الله

ومما ورد في حب الله تعالى :

قال هرم بن حيان: المؤمن إذا عرف ربه عز وجل أحبه وإذا أحبه أقبل إليه، وإذا وجد حلاوة الإقبال إليه لم ينظر إلى الدنيا بعين الشهوة ولم ينظر إلى الآخرة بعين الفترة وهي تحسره في الدنيا وتروحه في الآخرة.

وقال يحيى بن معاذ: عفوه يستغرق الذنوب فكيف رضوانه؟ ورضوانه يستغرق الآمال فكيف حبه؟ وحبه يدهش العقول فكيف وده؟ ووده ينسى ما دونه فكيف لطفه؟.

وفي بعض الكتب: عبدي أنا -وحقك - لك محب فبحقي عليك كن لي محباً.وقال يحيى بن معاذ: مثقال خردلة من الحب أحب إلي من عبادة سبعين سنة بلا حب.

وقال يحيى بن معاذ:

إلهي إني مقيم بفنائك مشغول بثنائك، صغيراً أخذتني إليك وسربلتني بمعرفتك وأمكنتني من لطفك ونقلتني وقلبتني في الأعمال ستراً وتوبةً وزهداً وشوقاً ورضاً وحباً تسقيني من حياضك وتَهملني في رياضك ملازماً لأمرك ومشغوفاً بقولك، ولما طر شاربي ولاح طائري فكيف أنصرف اليوم عنك كبيراً وقد اعتدت هذا منك وأنا صغير، فلي ما بقيت حولك دندنة وبالضراعة إليك همهمة لأني محب وكل محب بحبيبه مشغوف وعن غير حبيبه مصروف.

وقد ورد في حب الله تعالى من الأخبار والآثار ما لا يدخل في حصر حاصر وذلك أمر ظاهر، وإنما الغموض في تحقيق معناه فلنشتغل به.


أحب الأعمال إلى الله

( أحب الأعمال إلى الله }
1 - أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل .
2- أحب الأعمال إلى الله الصلاة لوقتها ثم بر الوالدين ثم الجهاد في سبيل الله .
3 - أحب الأعمال إلى الله أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله .
4 - أحب الأعمال إلى الله إيمان بالله ثم صلة الرحم ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأبغض الأعمال إلى الله الإشراك بالله ثم قطيعة الرحم .
5- أحب الناس إلى الله أنفعهم وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور ٌ تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينًا أو تطرد عنه جوعًا ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلى من أن أعتكف في المسجد شهرًا ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظًا ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضيً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزول الأقدام وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل .
6- يا أيها الناس عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وإن أحب الأعمال إلى الله ما دووم عليه وإن قل .
{ هذه الأحاديث من تخريج السيوطي وتحقيق الألباني }

السبت، 22 سبتمبر 2012

حوار مع وزير التعليم الدكتور إبراهيم غنيم

إخوان أون لاين يحاور وزير التربية والتعليم

د. إبراهيم غنيم: مطالب المعلمين مشروعة لكن التوقيت غير مناسب

- سأتابع المدارس والإدارات بالفيديو الكونفراس أسبوعيًّا

- لا بد من توحيد جهود المجتمع المدني لخدمة التعليم

- نضع حاليًّا وثيقة لمعايير مناهج التعليم قبل الجامعي

- التاريخ الصحيح ينصف الجميع بمن فيهم حسن البنا

- وضعنا مجلسًا متطوعًا لإدارة المعاهد القومية لوقف الفساد

- نؤسس لهيئة قومية للتعليم الفني بمشاركة 7 وزراء



حوار- أحمد الجندي وأحمد مرسي:

عانت وزارة التربية والتعليم في العقود الماضية من فساد ممنهج طال كل أركان العملية التعليمية، وعلى رأسها "التلميذ" الذي كان هو المستهدف من المخطط الذي سعت له حكومات وأنظمة متعاقبة من قبل ثورة يوليو عام 1952، وحتى ثورة الخامس والعشرين من يناير المباركة.



كل الأسلحة كانت موجهةً ضد "التلميذ" لاغتيال شخصية المواطن المصري في مهدها والقضاء على أي محاولات لإنتاج مواطن صالح يخدم بلده؛ لذا نجد تهالك البنية التحتية للمدارس، وعدم تأهيل المعلم، ووضعه الاجتماعي المتردي، حتى لا يُسهم في تخريج مواطن صالح يعي ما يدور حوله، وبالتالي من الممكن أن يعارض أنظمة الفساد والاستبداد البائدة.



وأسهمت المناهج- التي شارك في وضعها خبراء ومستشارون في وضع المناهج من أعداء الأمة من الأمريكان وغيرهم- بدورها في الحرب على التلميذ المصري الذي هو لبنة بناء هذه الأمة، لينتج ذلك تخلفًا على كل المستويات العلمية والبحثية والسلوكية والأخلاقية وغيرها حتى أصبحنا في ذيل الأمم.



لهذا الأثر الكبير للتعليم في بناء وتكوين الأمم والشعوب، وتحقيق النهضة والريادة في كل المجالات، كان ينبغي على أول وزارة شرعية أتى بها أول رئيس منتخب في تاريخ جمهورية مصر العربية أن تعمل جاهدةً على تخليص التعليم المصري مما ألمَّ به من فساد استمر عشرات السنين، وتصلح ما أفسده الآخرون من أجل تحقيق النهضة المنشودة.



وللوقوف على خطة الحكومة الجديدة لتطوير التعليم ومحاربة الفساد في الوزارة؛ (إخوان أون لاين) التقى الدكتور إبراهيم غنيم وزير التربية والتعليم وأجرى معه الحوار التالي:



* بداية.. كيف ترى دعاوى الإضراب التي أثيرت قبل بدء العام الدراسي الحالي؟

** راهنت على وطنية المعلمين وحتى الآن كسبت الرهان وقلت للتلفزيون المصري لا يمكن أن نكذب على الشعب المصري، ونقول إنه ليس هناك إضراب وهو موجود.



ولقد زرتُ العديد من المدارس بنفسي خلال جولتي التفقدية مع بدء الدراسة، ووجدت نسبة الحضور في المدارس للمعلمين بلغت نسبة 100% وحتى بعض المدارس التي لم تسجل هذه النسبة كان نسبة عدم الوجود منذ بداية اليوم هو نسبة التأخير العادي.

* وكيف ترى مطالب الداعين للإضراب؟ ومَن يقف وراءهم؟

** لنكن رحماء بأنفسنا.. يمكن أن يأتي اليوم الذي لا يجد فيه الموظف مرتبه ويكون طامةً على الجميع، فمثلاً دولة اليونان خفضت المعاشات 25%.. ولا يوجد دولة في العالم حدثت فيها مضاعفة للأجور عقب ثورة، ولا أنظر إلى من يقف وراء الإضرابات، ولكن أنظر إلى المطالب هل هي مشروعة أم لا؟ وأرى أنها مشروعة ولكن التوقيت ليس مناسبًا، وأقف على مسافة واحدة من روابط المعلمين وأطيافهم وجلست مع كل أطياف المعلمين.



* وكيف سيتم التعامل مع المتجاوز في الإضراب؟

** أنت حر ما لم تضر والقانون يحكم الغياب، والمنقطع عن العمل لمدة 15 يومًا متتالية يُفصل، ولمدة 30 يوم متفرقة يُفصل أيضًا، وهناك فرق بين المعتصم والمنقطع عن العمل ولو استعرضنا آراء أولياء الأمور في المعلمين سنجدها سلبيةً لما يرونه من عدم أداء المعلم لواجبه وانشغاله بالدروس الخصوصية.

* قلتم إن تمويل الكادر من ميزانية الوزارة فكيف دبرتم تكاليف الزيادة المقررة؟

** مصادر تمويل الكادر من الوزارة هي الاستفادة من تعديل القرار رقم 155 حول من بلغ سن المعاش يخرج فورًا من الوزارة والثانوية العامة أصبحت عامًا واحدًا فوفرنا منها 1.5 مليار جنيه، كما أننا ليس لدينا مستشارون في الوزارة الآن.



* قمتَ بجولة ميدانية في المحافظات، فكيف تتعامل مع المخالفات التي ترصدها أثناء هذه الجولات؟

** عندما أجد أي مخالفة أتعامل معها على الفور، فمثلاً اليوم قمت بنقل مدير هيئة الأبنية التعليمية في الإسماعيلية بالتليفون، بسبب مخالفاته.



وأثناء جولتي في مدارس شمال سيناء وجدت مدرسة سُلِّمت إلى الإدارة وليس بها كهرباء ولا ماء فاتصلت بنفسي بوزير الكهرباء الذي استجاب على الفور وأيضًا وزير المرافق، ويجري الآن توصيل الكهرباء والمياه إلى المدرسة.



* وكيف ترى مشاركة المجتمع المدني للوزارة في تطوير الأبنية التعليمية؟

** يجب إنشاء وحدة للمجتمع المدني يصبُّ فيها العمل الأهلي والخيري لصيانة المدارس وتدريب المعلمين بعيدًا عن الحكومة، وتوجه إلى المناطق المحرومة من التعليم والمدارس الآيلة للسقوط، وأن تتعاون الجمعيات الأهلية لتعظيم جهودها ودورها.



وأرى أن توجيه الأموال الخيرية إلى التعليم وبناء المدارس يسبق بناء وتشييد المساجد في الأهمية، وهناك آراء فقهية منشورة تؤيد هذا المنحى.



* كيف ترى ما آل إليه وضع التعليم في مصر في ظل المطالبات برفع الرواتب؟

** جسم التعليم المصري ما زال بخير ولكنه يحتاج إلى جراحات عاجلة وعلاجات طويلة المدى، ولا يمكن أن نرفع الوضع المادي للمعلم دون أن نرفع من وضعه المهني، ويجب أن يتم ذلك بالتدريب، والإصلاح الآن يتمركز حول مدير المدرسة الذي لو أصبح مديرًا كفؤًا تصبح المنظومة متكاملة.



* مركزية القرارات أفسدت وزارة التعليم في العهد البائد فكيف ترون التعامل مع هذه المشكلة؟

** نحن ندير 46 ألف مدرسة و1.2 مليون معلم و8 آلاف موظف في ديوان الوزارة، فلا بد أن نغلب اللا مركزية ويستطيع مدير المديرية أن يأخذ قرارًا وحده، كما أنني أرجع الآن جميع المشكلات والشكاوى التي تصلني إلى المديريات في المحافظات لاتخاذ قرارات بشأنها، فلقد أجريت تجربة يوم السبت الماضي أجريت خلالها حوارًا عبر الفيديو كونفرانس مع أولياء الأمور أصحاب الشكاوى في وجود مديري المديريات والإدارات، وأترك المشكلة لمديري المديريات لحلها.



* وهل ستتكرر هذه التجربة مرةً أخرى أم أنها كانت مع بداية الدراسة فقط؟

** بالطبع ستتكرر، ففي كل سبت من كل أسبوع سيكون هناك عملية مماثلة لمتابعة سير العمل في المديريات المختلفة ومعرفة المشكلات التي تشغل أولياء الأمور والطلاب وحلها مع مديري الإدارات.



* وما رؤيتك لتطوير المناهج الدراسية؟

** نعد الآن وثيقة لمعايير المناهج من الأول الابتدائي وحتى الثالث الثانوي فيما يعرف بالتتابع والتوسع، ولدينا كم هائل من المواد والمعلومات التي تدرَّس، فمثلاً طالب أولى ابتدائي في كتاب اللغة العربية لديه 700 مفردة يجب عليه تعلمها، وكان الأمر في السابق يقتصر على 200 مفردة فقط، فالتعليم لدينا منذ وقت طويل من قبل ثورة 1952 وهو يخرج موظفين يأخذون الأوامر وينفذونها.

* هل هناك تجربة محددة ترى أنها أولى بالاقتداء بها؟

** لن نخترع العجلة مرةً أخرى، فلدينا مناهج عالمية نستطيع أن نأخذها وندرسها لأولادنا، وبالأخص فيما يخص العلوم التطبيقية، فالكيمياء والرياضيات والفيزياء مثلاً لا تختلف في مصر عن أمريكا عن أوروبا، ولدينا تجربة ماليزيا؛ حيث راهنت على التعليم ونجحت في تحقيق نهضتها من خلاله.



* تدريس التربية الإسلامية كيف تراه في مدارسنا؟

** الأسبوع القادم هناك زيارة لشيخ الأزهر، وكنت في زيارة لوزير الأوقاف وقلت له نريد علماء أزهريين مؤهلين يساهمون في تطوير مناهج التربية الإسلامية مع التركيز على أهمية السلوك فيما يُعرف بـ"المناهج الخفية".



* وما الآلية التي سيتم بها تأهيل مدرس التربية الإسلامية؟

** نطرح على عمداء كليات التربية إنشاء أقسام خاصة للتربية الإسلامية، فليس ضروريًّا أن يدرس التربية الإسلامية مدرس اللغة العربية، ولكن المهم أن يكون المعلم مدربًا ومهيئًا لتدريس المادة.

* وماذا عن مراقبة المدارس الخاصة من حيث الرسوم والمناهج التربوية؟

** بالنسبة للمدارس الخاصة هناك قرار وزاري ينظم موضوع الرسوم وأي مدرسة ستخالفه ستوضع تحت التوجيه المالي والإداري، ولدينا إشراف تربوي على المدارس الدولية.



* ما تقييمك لمستوى المعلم المهني واستخدامه للأدوات التعليمية؟

** المعلم يحب أن يعلم التلاميذ كما تعلَّم هو، أذكر المعلمين الذين كانوا يعلمون لنا وكيف كانوا يسطرون حتى السبورة حتى ننتظم في الكتابة بخط مستقيم ولا بد أن يقتنع المعلم أنه صاحب رسالة، وكنت في زيارة تفقدية لإحدى المدارس ووجدت معلمًا لا يُحسن استخدام السبورة، وهناك قمت بنفسي بتقسيم السبورة للمعلم وجعلتُ منه جزءًا للرسوم على الجانب الأيمن، وجزءًا للمفاهيم التي يريد المعلم توصيلها بحيث تكون ثابتة أمام التلميذ طوال الحصة، والجزء الأوسط لعمليات شرح الدرس.



فالمعلم لا يزال يحتاج إلى قدر من التدريب والتأهيل المهني لكي يستطيع أن يقوم بدوره على الوجه الأكمل، وأرى أن تأهيل المعلم أهم من تطوير المناهج فإذا وجدت أفضل مناهج في الدنيا ولم يوجد المعلم الكفء الذي يوصلها فلن تكون لها قيمة.



* البعض تحدث عن تشكيل لجنة في الوزارة لمحاربة الفساد ما حقيقة ذلك؟

** تشكيل اللجان يستغرق الوقت والجهد ويلفتنا عن مهمتنا الأساسية، ولكن يجب أن ننطلق في عملنا من أجل تطوير العملية التعليمية والارتقاء بها، وإذا وجد أي فساد نقوم بإزالته وتحويله إلى النيابة على الفور، فلا ينبغي أن ننتظر حتى يتم التطهير الكامل لنبدأ البناء ولكن نبني وإذا اعترضنا شيء نزيله، وهناك أكثر من قضية فساد في الوزارة تم تحويلها إلى النيابة وتجري التحقيقات فيها على قدمٍ وساق.



* البعض ينادي بضرورة إعادة هيكلة الوزارة.. كيف ترى هذه المطالب؟

** الهيكل الإداري في أي وزارة ينم عن طريقة عملها وإلى أي شيء تتوجه، وهناك إعادة هيكلة الهيكل الإداري في الديوان والميدان وتوحيد بعض الإدارات مثل إدارة الإحصاء وإدارة الوسائل التعليمية ونوحدها في إدارة واحدة نحن نتحدث عن 8 آلاف في ديوان عام الوزارة منها إدارة الوسائل التعليمية فيها 300 موظف لا تدري ماذا يفعلون، فنحن نريد هيكلة الوزارة ليكون كل شيء فيها موجه لخدمة التلميذ.

* وماذا عن المعاهد القومية؟

** الإدارة العامة للمعاهد القومية التي كان يتعلم فيها أبناء علية القوم في العهد البائد كانت أول جزئية تم تطهيرها؛ حيث قدم مجلس الإدارة مشكورًا استقالته بشكلٍ ودي، وشكلنا مجلس إدارة جديد متطوع لا يتقاضى مليمًا واحدًا ويمارسون عملهم منذ 10 أيام، واستطعنا بذلك تطهير المعاهد القومية من فاسدٍ ترزح تحت وطأته منذ زمن بعيدٍ، وهذه المدارس عددها 39 مدرسة هي مدارس البعثات الأجنبية قبل ثورة 1952 وبعدها، وكان بها فساد غير عادي.



* المراكز القومية للتعليم كانت مرتعًا للفساد.. كيف ترى تطهيرها؟

** لدينا ثلاث مراكز قومية؛ منها اثنان تم إنشاؤهما بقرارٍ جمهوري وهما المركز القومي لتطوير الامتحانات والمركز القومي للبحوث التربوية، أما مركز تطوير المناهج فجاء بقرارٍ وزاري ولدينا خطة لإعادة هيكلة المراكز الثلاثة تحت مظلة واحدة حتى يعظموا خدمة العملية التعليمة، فمثلاً مركز تطوير الامتحانات صرح كبير بالمقطم والمرء يحزن عندما يراه غير قائم بمهمته ومهمل رغم أنه مجهز.

وأتمنى أن يقوم هذا المركز بدوره في وضع الامتحانات بحيث تكون الامتحانات مستقلة عن الوزارة.

* كيف سيتم ذلك والمركز تابع للوزارة؟

** مركز تطوير الامتحانات هو الذي يضع الامتحانات ويُشرف عليها وهو تابع للوزير وليس تابعًا للوزارة، وله ميزانية مستقلة تأتي من وزارة المالية مباشرةً.

* متى سنجد في مناهج التعليم الحركات الوطنية والزعماء مثل حركة الإخوان المسلمين وحسن البنا الذي حقق إنجازات لم يحققها زعيم سياسي في مصر؟

** التاريخ في أي بلدٍ في العالم يُركِّز على الموضوعات وليس الأشخاص، وعندما يتحدث عن واقعةٍ بعينها يأتي في سياق الأحداث مَن يأتي يسار يمين، فالتاريخ هو رصد لحركة التاريخ على الجغرافيا، وإذا حدث ذلك سينصف الجميع بمن فيهم حسن البنا وحركة الإخوان.

وكل يأتي بحقه فلو هناك حادث عارض سيأخذ حقه من العرض بقدره، ولو كان هذا الحادث مستمرًّا سيحتل المكانة التي تليق باستمراره.

ولا أخفي أن مناهج التاريخ لدينا مشوهة وتحتاج إلى إعادة صياغة حقيقية منصفة، وهناك مثال على هذا التشويه موضوع الاحتلال العثماني، وقد لفت السفير التركي نظرنا إلى ذلك.

* تدريس الأنشطة والمجالات التطبيقية بعيدًا عن طبيعة تلك الأنشطة، كيف ترى تدريس المجالات المختلفة من صناعية وزراعية؟

** فعلاً المعلم في كثيرٍ من المدارس بعيد عن الأسلوب الأمثل في تعليم الطلاب في المجالات الصناعية والزراعية وغيرها، وكنت في جولة ووجدت مدرس مجال صناعي يدرس للطلاب حصةً داخل الفصل فكيف يكون ذلك؟ ولذلك لدي نية لإلغاء كتب الأنشطة واستبدال كتب المعلمين بها بكل أنواعها التي كان يصرف عليها أموال كثيرة.



* نرى حال اللغة العربية ومناهجها الضعيفة... كيف نرتقي مرةً أخرى باللغة العربية؟

** نحن نريد نماذج من المعلمين يشعون نورًا وقدوةً للآخرين، ونذكر كلمة الرسول "إذا فتح الهل عليكم مصر فاتخذوا منها جندا كثيفًًا"، فنريد أن نجيش الشعب حول فكرة التطوير والإنجاز، وإذا استطعنا أن نفعل ذلك نستطيع أن ننجز.



* التعليم الفني مهمل وليس له علاقة بالواقع كيف يوجه التعليم الفني للإنتاج ؟

** نعمل على مشروع طموح لتطوير التعليم من خلال إنشاء الهيئة القومية للتعليم الفني والتدريب المهني مع 7 وزارات حول ما تحتاجه الوزارات المختلفة ونوجهه في التعليم وبمجرد أن تنضج الفكرة نعرضها على مجلس الوزارء كل مدارس التعليم الفني من صناعية وزراعية وفندقية وغيرها.



الخميس، 20 سبتمبر 2012

فأتى الله بنيانهم من القواعد

{فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ }


2009م

الحمد لله رب العالمين ..

الحمد لله الذي أعزنا بنعمة الإسلام واصطفانا بدعوة الناس إليه ..

نحمد الله على ما نعلم , ونشكره – سبحانه – على مالا نعلم ..

له الحمد في الأولى والآخرة , عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.

والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ..

اللهم صل وسلم وبارك عليه , كما صليت وسلمت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم .

وبعد ..

يقول وحيد الدين خان في كتابه : ( الدين الكامل ) ص / 167 - تحت عنوان : من نحن :

( يقول الرئيس الأمريكي الثلاثون ( الذي حكم من 1923 إلى 1929: إن مهمة أمريكا هي التجارة .

ويعقب المؤلف قائلا : فجعلت أمريكا موضوع التجارة هدفها المنشود في حياتها , كما انصب جُل اهتمامها على التجارة , وكان النجاح حليفها إلى أبعد حد فقد سيطرت على عالم الاقتصاد حوالي خمس وعشرين سنة منذ الحرب العالمية الثانية .. .إلى أن قال : إلا أن بوادر التحول بدأت تلوح في سماء أمريكا بعد 1970, وأخذت الأزمة تتفاقم شيئا فشيئا إلى أن قرعت أبواب أمريكا سنة 1988 م .

وخلاصة القول أن خللا حدث في ميزان التجارة الأمريكية حيث قدر العجز المالي الأمريكي سنة 1988 م بنحو / 30 بليون دولار .) انتهي .

فلما ظلموا , وانتكست أخلاقهم , وارتكست جبلتهم , وساندوا العنصرية الإسرائيلية وغيرها من ألوان الاستعمار على مستوى العالم , وأذلوا الكثير من ا لشعوب , وأفسدوا عليهم معيشتهم , وعكروا صفوهم ؛ انتقم الله منهم شر انتقام , وأتى بنيانهم من القواعد , وأزال صرحهم من أساسه .

وأصبح في أمريكا وأوروبا جيوش من العاطلين , وأسراب من الناقمين , وآلاف من المصانع المعطلة , والشركات ذوات الفروع المتعددة في أنحاء العالم توصد أبوابها , وتندب أحوالها .

وأصبحنا نسمع عن جياع من الناس , وخيام تنصب في الشوارع , بعد أن باع بعضهم أثاث بيته ليقتات هو وأولاده , ولله في خلقه شؤون { قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } آل عمران26.

( فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون ) من حيث لا يحتسبون ولا يتوقعون ( ثم يوم القيامة يخزيهم )والخزي الأكبر يمثله دخول النار ( ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته )آل عمران 192.( ويقول أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم ) وفي قراءة ( تشاقوني ) كما قال الزمخشري في الكشاف .

وهذا يعني أن الله عز وجل يعتبر إيذاء المؤمنين مشاقة لله نفسه !

وذلك عين الشرف والتكريم للدعاة والمصلحين من المؤمنين .

ويقول صاحب الظلال :

{ قد مكر الذين من قبلهم } والتعبير يصور هذا المكر في صورة بناء ذي قواعد وأركان وسقف إشارة إلى دقته وإحكامه ومتانته وضخامتة . ولكن هذا كله لم يقف أمام قوة الله وتدبيره : { فأتى الله بنيانهم من القواعد ، فَخَرَّ عليهم السقف من فوقهم } وهو مشهد للتدمير الكامل الشامل ، يطبق عليهم من فوقهم ومن تحت أرجلهم ، فالقواعد التي تحمل البناء تحطمت وتهدمت من أساسها ، والسقف يخر عليهم من فوقهم فيطبق عليهم ويدفنهم { وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون } فإذا البناء الذي بنوه وأحكموه واعتمدوا على الاحتماء فيه . إذا هو مقبرتهم التي تحتويهم ، ومهلكتهم التي تأخذهم من فوقهم ومن أسفل منهم . وهو الذي اتخذوه للحماية ولم يفكروا أن يأتيهم الخطر من جهته!

إنه مشهد كامل للدمار والهلاك ، وللسخرية من مكر الماكرين وتدبير المدبرين ، الذين يقفون لدعوة الله ، ويحسبون مكرهم لا يرد ، وتدبيرهم لا يخيب ، والله من ورائهم محيط!

وهو مشهد مكرر في الزمان قبل قريش وبعدها . ودعوة الله ماضية في طريقها مهما يمكر الماكرون ، ومهما يدبر المدبرون . وبين الحين والحين يتلفت الناس فيذكرون ذلك المشهد المؤثر الذي رسمه القرآن الكريم : {قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ }النحل26.

فإذا تكلمنا عن الذين هم عون للمستعمر على مر التاريخ فسوف تجد أن الشعوب المقهورة المظلومة هي سندهم يقفون على رؤوسهم بأحذيتهم ويحكمونهم كما يريدون , ويجب عليهم أن يسبحوا بحمدهم ويهتفوا باسمهم في الغدو والرواح , والمساء والصباح .

وإذا حدث أن تكلم الحاكم عن الديمقراطية والحرية فعلى الشعوب الذكية أن تعلم أن المقصود بهذه الشعارات الذهبية , أن يكثروا من التصفيق , ويعلوا الصوت بالزعيق , ليطمئن الزعيم بالبقاء والتمكين .... حتى يأتيه اليقين .

ولكن ......

أتى الله بنيانهم من القواعد

هذه الشعوب التي ظنوا أنها غبية , وأنها ستظل مستنعجة ورضية ..

انتفضت وستواصل انتفاضتها حتى لا يصبح للزعيم ساق يقف عليها , ولا قاعدة يرتكن إليها .

وفي التاريخ أعظم شاهد لكل متأمل وفاهم .

هل سمعت عن الملك فاروق وحاشيته ؟ .

وعن رئيس الصومال محمد سياد بري وعترته ؟ .

وهل سمعت عن رئيس رومانيا / نيكولاي شاوشسكو / وزوجته ؟ .

ورئيس أندونيسيا سوهارتو , الذي اضطُر للتنحي بعد مظاهرات حاشدة ومستمرة من الجماهير , وكان ثمار ذلك أن نـُظمت في البلاد انتخابات ديمقراطية لأول مرة منذ خمسة وأربعين عامًا .

ومازال الشعب ينعم بحريته وكرامته .

.أما الظالمون فذهبوا إلى جزائهم المحتوم الذي لا يفرون منه ولا يهربون .

{ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ } يس31.

(قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل ) الروم42 .

إنها قضية يفهمها أدنى الناس عقلا , وأبسط الناس فكرًا .

ولكن ماذا تملك للذين طبع الله على قلوبهم وختم على حواسهم ؟ .

وصدق الله العظيم إذ يقول : (وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ }الفرقان20.

والصبر نصف الإيمان , والصبر ضياء , والصابرون لهم معية الله : ( إن الله مع الصابرين ) .

والعاقبة للمتقين .

والحمد لله رب العالمين .

شعبان شحاته

Hudahuda2007@yahoo.com

مدونة : الطريق إلى محبة الله: http://tareek2008.blogspot.com



السبت، 1 سبتمبر 2012

مدرسة جديدة للنقد السياسي.. من يبدؤها؟



بقلم: م محمد كمال

ما زالت مدرسة النقد السياسي المصرية بعد الثورة هي التي كانت في عهد مبارك

وبنفس تحزباتها؛ فالذين يتخذون الإعلام مجرد مهنة أو وظيفة يتكسبون منها عيشهم ما زالوا موجودين.

والذين يتخذون الإعلام سلمًا لإرضاء جهة سلطوية أو مالية ما زالوا موجودين.

والمستقلون الذين ينحازون للحقيقة ولا يصدقون إلا عقولهم ما زالوا موجودين.

كما أن أباطرة الحرب، وممثلي مراكز القوى في البلد أو (خارجها) ما زالوا موجودين.

ليس ذلك فحسب، ولكن الجميع ما زال محتفظًا بنفس مواقعه وآلياته ومنطلقاته ولغته.. وعليه، فالإعلام مرشح ليظل شوكة في جنب المشروع الوطني، ما لم يصله مبضع جراح من أهله، وسيظل يحصن خنادقه.... إما لحماية مصالح مجرمة قانونًا، أو لتعويق مشروع التقدم، لمجرد أن طليعته إسلامية، فلا يعارضون من منطلقات سياسية تنافس على رضا المواطن، ولكن المنافسة ستكون على إفشال المشروع الوطني وفض الجماهير من حوله.

فلم يحدث أي تطوير إذن

إلاَّ أن الجميع أدخل مفردة إعلامية جديدة اسمها (الثورة)، لمجرد ذر الرماد في العيون، ثم نراهم يتعاملون مع "الثورة" نفسها على أنها (حدث إعلامي).. نعم مجرد (حدث عابر)، ولا يُستثنى المستقلون ولا المتحزبون من المعادلة.

ونلفت النظر إلى أن المستقلين باعتبارهم المعارضة النزيهة للنظام البائد، قد واجهوا الاستبداد على مدار ثلاثين عامًا، فاكتسبوا لغة عدائية مستحقة لهذا النظام، وتركزت كل خبراتهم في إظهار عواره، وهذا مفهوم ومقدر، أما المشكل العملي أمامنا؛ فهو أن هؤلاء الكرام أيضًا لم يخرجوا من أجواء المعركة الضروس، وليس في مقدورهم- على ما يبدو- أن يتخذوا موقفًا مواليًا للحاكم العادل بمبررات عديدة تبدو مقنعة، لكن الحقيقة أن المسألة نفسية في جانبها الأهم، كما أنها نقلة حادة تحتاج وقفة فاصلة..... لكن الأحداث المتلاحقة لم تترك لأحد الفرصة ليأخذ قرارًا فرديًّا، بعد أن اجتهد الجميع (وأرهقوا) في بناء قرار جماعي لمناصرة "الثورة".. والحقيقة أن الثورة ستظل كيانًا وهميًّا ما لم تكن لدينا الشجاعة في إنزالها على الواقع في صورة (مشروع وطني).

لقد أصبح لدينا مؤسسة رئاسية تحظى بقبول عام، قدمت أوراق اعتمادها بسرعة هائلة، وبتوفيق مشهود، والمؤكد أن هذه قاعدة انطلاق جبارة تكفي للانتقال إلى تحقيق الحلم الوطني لثورة الشعب.

لا ينبغي- إذن- أن يستمر الفرقاء في السير امتدادًا لِما كان عليه الواقع قبل الثورة.

وفي تقديرنا أنه ينبغي علينا مواجهة هذا الواقع على محورين:

المحور الأول: محور المساندة فالأحرار والمستقلون كانوا دائمًا بعيدًا عن التحزب، والاستقلال كان دائمًا محلاًّ لتوقير صاحبه واحترامه، وكان المستقل الحقيقي قبل الثورة، هو الذي يتجرأ ويقول للمخطئ أخطأت، وأجرَؤهم من كان ينصف "الإخوان"؛ باعتبار حالة الرعب التي زرعها النظام السابق في التربة السياسية والإعلامية المصرية، وكان المستقلون أيضًا ينتقدون "الإخوان" ويعتقدون أن هذا النقد ترشيد لهم، وليس هجومًا عليهم كهجوم النظام وإعلامه، وكانت هذه نقطة خلاف لكنها لم تتحول أبد إلى شقاق.. لكن المشكلة أن هؤلاء المستقلين ما زالوا يقفون نفس الموقف السلبي من "الرئاسة" رغم الهجوم الكاسح من الآخرين عليها، بكل أطيافهم وأغراضهم، وما زال المخلصون يعتقدون أن النقد وإظهار مشاكل البلد، أفضل من ممالأة "الرئيس" وخير له وللوطن حتى لا يتحول إلى (فرعون) جديد.. هذا ما يقولونه! وبسبب ذلك ستقف "الرئاسة" عارية الظهر، منقطعة التواصل الإقناعي مع الجماهير، في وقت توسدت السلطة وهي ليست مسئولة عن الخراب الذي تواجهه، لكنها قبلت المهمة بشرط التعاون الجماعي، غير أنها لا تجد- حتى- من يفسر قراراتها للناس سوى بالنقد والتشويه، ولا يمكن مدح قرار إلاّ إذا كان عليه إجماع وطني من الكافة.. ولا تستطيع مؤسسة رئاسية في العالم كله أن تعيش بين مواطنيها دون صوت إعلامي رصين متفهم يتبنى حشد المواطنين لتدعيم المشروع الرئاسي، خاصة ونحن نتكلم عن حالة "ثورة" وإحلال نظام جديد محل نظام بائد، وهي أصعب لحظات الأوطان.. وإذا ظلت الأقلام المستقلة ساكنة في مدينة

(لا) كما اختارت بحق ضد الاستبداد، فكيف يمكن للرئاسة أن تدشن مشروعًا قوميًّا؟



هل بمجرد موافقة هذه الأقلام أو إبدائها للرأي وإسدائها للنصح ستكون قد أدّت ما عليها؟



لا نظن أن هذا كافٍ في ظل هذه التحديات الهائلة.. ومن هنا فإن الانتقال من مربع "الاستقلال" إلى "مربع" "المساندة" هو ما ينبغي أن يفكر فيه قادة الرأي الذين احترمناهم، ونحن نعلم أن لهذا ثمنًا من راحتهم ومن أوضاعهم المجتمعية، لكننا نظن أنه أصبح واجبًا وطنيًّا يستدعي هؤلاء لكي يغيروا لون الحبر في أقلامهم.



المحور الثاني: محور المواجهة

معسكر العداء للإسلاميين ما زال متكاتفًا، ومسيطرًا على خنادق المال والإعلام، ونتوقع أن يزداد ضراوة كلما تأكد من أجواء الحرية التي سينشرها النظام القائم، لا سيما أنهم لا يجيدون العمل النظيف، تمامًا كضباط أمن الدولة الذين مارسوا عملهم عبر سحق المواطن ولم يشغلوا أنفسهم بالترقي التكنولوجي أو المعرفة الأمنية التي تحمي الوطن والمواطن معًا.. فهم منطقيون مع أنفسهم لأنهم يخوضون معركة وجود، وهذا ما يجيدونه.... يجيدون تشويه "الإخوان" فينسحب هذا إلى تشويه "الرئاسة"، ويجيدون تشويه الإسلاميين فينسحب هذا إلى "الإخوان"

وإلى

"الإسلام"، ويجيدون اللعب على عقول الجماهير، وبالتالي فستظل سلعتهم رائجة، وستظهر آثارهم في كل موقف فاصل، سواء في الانتخابات أو المواقف الوطنية التي ستتخذها الرئاسة، وهؤلاء يستطيعون لي عنق الكلام حتى يظلوا في الصورة، وهم لا يهتمون بما يلحق من سمعتهم ولا يهمهم تناقض مواقفهم، فهم نجوم ويعيشون على الشهرة، وسخونة الأجواء حولهم تزيد من أسعارهم ولا تطفئ شموعهم.



ومن هنا فلا يمكن أبدًا ضبط إيقاع العملية الإعلامية، وإجبار هؤلاء على الانصياع لمواثيق الشرف الإعلامية، إلاّ إعلاميون مثلهم، لهم من الخبرة والاحترام ما يجعل كلمتهم أحدُّ من السيف، وأشدُّ من المطرقة، على رؤوس هؤلاء.. لِذا فإنه ينبغي تعديل موقف المستقلين وأصحاب الرسالة من مجرد "الاحتقار والتجاهل"

لهذه الفئة إلى "المواجهة والتصدي"، وتصدير (خطر) إعلاء المبادئ إلى هؤلاء!!

وتهديدهم بعودة الصدق والتجرد إلى العملية الإعلامية!! فأهل مكة أدرى بشعابها.

ولست مع الأصوات التي تطالب "الإخوان" بإعلام يواجه جبروت هذا الإعلام الساقط، ولكن الأقوم أن تكون حركة الإصلاح من الداخل، وعلى مستوى الدولة كلها، ثم بعد ذلك فليكن لكل فصيل إعلامه، أما أن نطلب من "الإخوان" مواجهة عشرات الفضائيات ومئات المذيعين المشاهير وقواعد وخبرات تقنية إعلامية بالآلاف، وأموالاً بعشرات الملايين وعشرات الصحف بكل كوادرها وكتابها.. فهذا ما لا يستطيعه "الإخوان"

، كما أنه ليس مهمتهم وحدهم، وسيظل الجميع يعيشون مجتمع ما قبل الثورة إذا ظللنا نفكر بهذه الطريقة العقيمة.

ولست هنا أطلب من المستقلين وأصحاب الكلمة الشريفة أن يدافعوا عن "الإخوان"، ولكن أطالبهم بالقيام بدورهم في ضبط عجلة الإعلام، أما موقف كل إعلامي سواء مع الجماعة وحزبها أم معارض لها فهو ملكه، والعملة الجيدة ستطرد العملة الرديئة في نهاية الأمر، والمتساقطون أمامنا نراهم واحدًا وراء الآخر... فكيف لو بدأت مدرسة النقد السياسي الجديدة على هذه الأسس الجديدة، لتأخذ طريقها في ضبط إيقاع الكلمة، وحشد الجماهير حول مشروع بناء الوطن، لتنطلق المسيرة بشرف، وتصيب أهدافها بوطنية، وتدوّي في آذان الجميع بصدق العمل؟!.

--------------------------

Mohamedkamal62@ymail.com