ومما ورد في حب الله

ومما ورد في حب الله تعالى :

قال هرم بن حيان: المؤمن إذا عرف ربه عز وجل أحبه وإذا أحبه أقبل إليه، وإذا وجد حلاوة الإقبال إليه لم ينظر إلى الدنيا بعين الشهوة ولم ينظر إلى الآخرة بعين الفترة وهي تحسره في الدنيا وتروحه في الآخرة.

وقال يحيى بن معاذ: عفوه يستغرق الذنوب فكيف رضوانه؟ ورضوانه يستغرق الآمال فكيف حبه؟ وحبه يدهش العقول فكيف وده؟ ووده ينسى ما دونه فكيف لطفه؟.

وفي بعض الكتب: عبدي أنا -وحقك - لك محب فبحقي عليك كن لي محباً.وقال يحيى بن معاذ: مثقال خردلة من الحب أحب إلي من عبادة سبعين سنة بلا حب.

وقال يحيى بن معاذ:

إلهي إني مقيم بفنائك مشغول بثنائك، صغيراً أخذتني إليك وسربلتني بمعرفتك وأمكنتني من لطفك ونقلتني وقلبتني في الأعمال ستراً وتوبةً وزهداً وشوقاً ورضاً وحباً تسقيني من حياضك وتَهملني في رياضك ملازماً لأمرك ومشغوفاً بقولك، ولما طر شاربي ولاح طائري فكيف أنصرف اليوم عنك كبيراً وقد اعتدت هذا منك وأنا صغير، فلي ما بقيت حولك دندنة وبالضراعة إليك همهمة لأني محب وكل محب بحبيبه مشغوف وعن غير حبيبه مصروف.

وقد ورد في حب الله تعالى من الأخبار والآثار ما لا يدخل في حصر حاصر وذلك أمر ظاهر، وإنما الغموض في تحقيق معناه فلنشتغل به.


أحب الأعمال إلى الله

( أحب الأعمال إلى الله }
1 - أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل .
2- أحب الأعمال إلى الله الصلاة لوقتها ثم بر الوالدين ثم الجهاد في سبيل الله .
3 - أحب الأعمال إلى الله أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله .
4 - أحب الأعمال إلى الله إيمان بالله ثم صلة الرحم ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأبغض الأعمال إلى الله الإشراك بالله ثم قطيعة الرحم .
5- أحب الناس إلى الله أنفعهم وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور ٌ تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينًا أو تطرد عنه جوعًا ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلى من أن أعتكف في المسجد شهرًا ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظًا ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضيً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزول الأقدام وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل .
6- يا أيها الناس عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وإن أحب الأعمال إلى الله ما دووم عليه وإن قل .
{ هذه الأحاديث من تخريج السيوطي وتحقيق الألباني }

الخميس، 29 مارس 2012

نعم.. يعي «الإخوان» درس التاريخ أيها «المجلس العسكري» المحترم!

قطع «المجلس العسكري» الذي يدير شؤون البلاد في مصر منذ زوال «مبارك» الشك باليقين، وبيَّن للرأي العام الخيط الأبيض من الخيط الأسود بشأن موقفه مما يجري من أحداث متلاحقة في مصر، بل كشف - لأول مرة - عن جبروت القوة العسكرية التي يمكن أن يلجأ إليها.. وهو أسلوب لم يلجأ إلى التلويح به مع سيل السباب والتجريح الذي امتلأت به شوارع القاهرة طوال عام مضى من تيارات علمانية وفوضوية، لكن عندما قرر نواب الإخوان في البرلمان استخدام حقهم الطبيعي في تشكيل الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور، وإصرارهم على سحب الثقة من حكومةٍ فشلت في تأمين أبسط الحاجات الضرورية للمواطن المصري؛ لم تعجب تلك المواقف «المجلس العسكري»، ودفعته للتهديد، مذكِّراً الإخوان المسلمين بأن «يعوا درس التاريخ»؛ أي يتذكَّروا المذابح التي اقترفها بحقهم الرئيس الراحل «جمال عبدالناصر» - طاغية العصر - في حملتي عام 1954 وعام 1965م، واللتين ارتكب خلالهما «عبدالناصر» وزبانيته كل ما يخطر على عقل البشر من انتهاكات بحقهم.. هذا ما أراد «المجلس العسكري» تذكير أو تهديد الإخوان المسلمين به، وهو التفسير الذي تواتر عبر معظم وسائل الإعلام.

وهو تذكير طربت له الفرقة الجنائزية العلمانية التي اكتشفت أن رصيدها لدى الشعب المصري فوق الصفر بقليل، وانقطع أملها في أن تمنحها الانتخابات الحرة مكاناً تحت شمس الديمقراطية؛ فباتت تترقب ساعة الصدام بين «المجلس العسكري» و«الإسلاميين»؛ فتخلُو لهم الساحة بالقوة والجبروت، بعد أن أزاحهم منها «صندوق الانتخابات»، مستذكرين الأيام الخوالي في عصرهم الذهبي.. عصر «عبدالناصر».. يوم كانوا يرقصون له على أجساد ضحايا الكبت والقتل والمشانق..!

ولِمَ لا يطرب هؤلاء بتهديد «المجلس العسكري» للإخوان؟ وقد قال المهندس «ممدوح حمزة» على الهواء مباشرة عبر قناة «التحرير»: «وجهتُ خطاباً لـ«سامي عنان»، نائب رئيس المجلس العسكري، أقول فيه: نحن معكم في الانقلاب العسكري ضد سيطرة التيارات الإسلامية».. لِمَ لا يطرب وقد تم إخلاء سبيله (الإثنين 26 مارس)، ورفع اسمه من قائمة الممنوعين من السفر في قضية الدعوة لإضراب دموي في الحادي عشر من فبراير الماضي؛ لشل الحياة في مصر؟! ومن نافلة القول: إن الصهاينة وواشنطن يطربون كثيراً لهذا التهديد، لا لأنهم يريدون التخلص من الإخوان فقط، ولكن لأنهم يريدون التخلص من مصر كلها.. فهي الخطر الأبدي عليهم!

نعم.. إن الإخوان يعون درس التاريخ جيداً، ويعلمون أن الملك «فاروق» حلَّ جماعتهم وسجن رجالهم؛ عقاباً لهم على الجهاد ضد الصهاينة على أرض فلسطين، ثم قَتَل مرشدهم (الإمام حسن البنا يرحمه الله) عام 1949م، وظن الطواغيت انتهاء تلك الجماعة، ولكنها بقيت، وما هي إلا ثلاث سنوات حتى بدَّد الله ملك «فاروق» وشتَّت شمله!!

نعم.. إن الإخوان يعون درس التاريخ جيداً، ويعلمون جيداً أن «عبدالناصر» كان يوماً بينهم، وبعد نجاح الثورة تنكَّر لهم، بل وصنع لهم مقصلة في كل سجون مصر؛ راح ضحيتها من رحل شهيداً بإذن الله، وظن الطاغية أنه لم يعد هناك إخوان ولا حتى مسلمون، ومات «عبدالناصر» ورجال عصره المغاوير، وبقيت جماعة الإخوان، بل انتشرت في أكثر من سبعين قُطراً!!

نعم.. إن الإخوان يعون درس التاريخ، فقد نصب «مبارك» لهم محاكمات عسكرية ظالمة، واحدة تلو الأخرى، وسجن واعتقل منهم أكثر من أربعين ألفاً، وذهب «مبارك» مشيَّعاً بلعنات المصريين، بعد أن خرَّب مصر، وبقي الإخوان، ويلتف حولهم الملايين.. واسألوا صناديق الانتخابات النزيهة!!

نعم.. إن الإخوان يعون أن خلاصة درس التاريخ هو الثبات على الحق مهما كلف من تضحيات، وأنه ما من طاغية إلا وكانت نهايته في مزابل التاريخ.. ويدركون ما قاله الشيخ البنا يرحمه الله: «الضعيف لا يظل ضعيفاً طوال حياته، والقوي لا تدوم قوته أبد الآبدين»، كما يدركون جيداً أن لغة البطش والقتل والسجن والكبت لابد يوماً أن تتبخر أمام قوة الإيمان بالله، وأن فوق كل طاغية جبار السماوات والأرض.

لكن.. ألا ينبغي أن يتأمل «المجلس العسكري» أيضاً درس التاريخ ويعيه؟!.. لقد سقط «مبارك» مخلوعاً من بين أيديكم بعد أن كان يرأس اجتماعاتكم قبل ساعات، وأودعتم «مبارك» ورموز حكمه جميعاً سجون مصر بأيديكم، لا برغبتكم ولكن تحت ضغط الثورة الشعبية المباركة.. أليس في ذلك أبلغ درس؟! لا أشك أنكم تتذكرون أن هناك قوة لا تُقهر؛ هي قوة الواحد الجبار.

كنت أتمنى أن تصدر عبارات التهديد هذه للصهاينة يوم قتلوا جنودنا على الحدود، وكنت أتمنى أن تقولوا لنا سبب إطلاقكم سراح الأمريكيين المتهمين فجأة!!

وعلى ذكر التذكرة ووعي الدرس.. هل يتذكر «المجلس العسكري» كلمة نابية وجهها الإخوان لذلك المجلس، أو لأي من التيارات العلمانية الهائجة بعد إفلاسها؟ بينما الكل تابع وسمع سباب وشتائم الآخرين في «محمد محمود»، و«قصر العيني»، وفي المسيرات والمؤتمرات، وواقعة «زياد العليمي» مازالت حاضرة.. ونأى الإخوان بأنفسهم عن تلك المسالك، حتى ظن الكثيرون أن هناك صفقة بينكم وبين الإخوان، ومازال النائب «أبو العز الحريري» وهو من بقايا اليسار الاشتراكي البائد يتحدث بكل «بجاحة» عن صفقة بين الإخوان والجيش و«فلول الحزب الوطني»!!

وأخيراً.. لا أجد أفضل من تلك الكلمات التي وجهها الثائر العظيم عبدالرحمن الكواكبي (1849 - 1903م) قبل قرن ونصف القرن في كتابه القيم «طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد» قائلاً: «إن الاستبداد يقلب الحقائق في الأذهان، فيسوق الناس إلى اعتقاد أن طالبَ الحقِّ فاجرٌ، وتاركَ حقّه مطيع، والمشتكي المتظلِّم مفسد، والنَّبيه المدقق ملحد، والخامل المسكين صالح أمين، ويُصبح - كذلك - النُّصْح فضولاً، والغيرة عداوة، والشّهامة عتواً، والحمية حماقة، والرحمة مَرَضاً، كما يعتبر أنَّ النِّفاق سياسة، والتحيُّل كياسة، والدناءة لطف، والنذالة دماثة..».
شعبان عبد الرحمن
Shaban1212@gmail.com

السبت، 24 مارس 2012

من هم الإخوان المسلمون؟ وما أهدافهم ووسائلهم ؟

الإخوان المسلمون- حسب ما جاء في لائحتهم العامة-:

هيئة إسلامية جامعة، تعمل لإقامة دين الله في الأرض، وتحقيق الأغراض التي جاء من أجلها الإسلام الحنيف، ومما يتصل بهذه الأغراض:

- تبليغ دعوة الإسلام إلى الناس جميعًا وإلى المسلمين خاصة، وشرحها شرحًا دقيقًا يوضحها ويردها إلى فطرتها وشمولها، ويدفع عنها الأباطيل والشبهات .

- جمع القلوب والنفوس على مبادئ الإسلام، وتجديد أثرها الكريم فيها، وتقريب وجهات النظر بين المذاهب الإسلامية.

- العمل على رفع مستوى المعيشة للأفراد، وتنمية ثروات الأمة وحمايتها.

تحقيق العدالة الاجتماعية والتأمين الاجتماعي لكل مواطن، ومكافحة الجهل والمرض والفقر والرذيلة، وتشجيع أعمال البر والخير.

- تحرير الوطن الإسلامي بكل أجزائه من كل سلطان غير إسلامي، ومساعدة الأقليات الإسلامية في كل مكان، والسعي إلى تجميع المسلمين حتى يصيروا أمة واحدة.

- قيام الدولة الإسلامية التي تنفِّذ أحكام الإسلام وتعاليمه عمليًّا، وتحرسها في الداخل، وتعمل على نشرها وتبليغها في الخارج.
- مناصرة التعاون العالمي مناصرة صادقة في ظل الشريعة الإسلامية التي تصون الحريات وتحفظ الحقوق، والمشاركة في بناء الحضارة الإنسانية على أساس جديد من تآزر الإيمان والمادة، كما كفلت ذلك نظم الإسلام الشاملة.

وما وسائلهم لتحقيق هذه الأغراض؟

يعتمد الإخوان المسلمون في تحقيق هذه الأغراض على الوسائل الآتية:

- الدعوة: بطرق النشر والإذاعة المختلفة، من الرسائل والنشرات والصحف والمجلات والكتب والمطبوعات، وتجهيز الوفود، والبعثات في الداخل والخارج.

- التربية: لتطبع أعضاء الجماعة على هذه المبادئ، وتعكس معنى التدين قولاً وعملاً في أنفسهم أفرادًا وبيوتًا، وتربيتهم تربية صالحة؛ عقيديًّا وفق الكتاب والسنة، وعقليًّا بالعلم، وروحيًّا بالعبادة، وخلقيًّا بالفضيلة، وبدنيًّا بالرياضة، وتثبيت معنى الأخوة الصادقة والتكامل التام والتعاون الحقيقي بينهم؛ حتى يتكون رأي إسلامي موحد، وينشأ جيل جديد يفهم الإسلام فهمًا صحيحًا، ويعمل بأحكامه، ويوجه النهضة إليه.

- التوجيه: بوضع المناهج الصالحة في كل شئون المجتمع من التربية والتعليم والتشريع والقضاء والإدارة والجندية والاقتصاد والصحة والحكم، والتقدم بها إلى الجهات المختصة، والوصول بها إلى الهيئات السياسية والتشريعية والتنفيذية والدولية؛ لتخرج من دور التفكير النظري إلى دور التنفيذ العملي، والعمل بجد على تنقية وسائل الإعلام مما فيها من شرور وسيئات، والاسترشاد بالتوجيه الإسلامي في ذلك كله.

- العمل: بإنشاء مؤسسات تربوية واجتماعية واقتصادية وعلمية، وتأسيس المساجد والمدارس والمستوصفات والملاجئ والنوادي، وتأليف اللجان لتنظيم الزكاة والصدقات وأعمال البر والإصلاح بين الأفراد والأسر، ومقاومة الآفات الاجتماعية والعادات الضارة والمخدرات والمسكرات والمقامرة، وإرشاد الشباب إلى طريق الاستقامة، وشغل الوقت بما يفيد وينفع، ويستعان على ذلك بإنشاء أقسام مستقلة طبقًا للوائح خاصة.

- إعداد الأمة: إعدادًا جهاديًّا؛ لتقف جبهة واحدة في وجه الغزاة والمتسلطين من أعداء الله، تمهيدًا لإقامة الدولة الإسلامية الراشدة.

وما الذي تتميز به هذه الدعوة عن بقية الدعوات؟

- تعتمد دعوة الإخوان المسلمين على الفهم العام الشامل للإسلام، لذا فإن فكرتهم تشمل كل نواحي الإصلاح في الأمة، ويلتقي عندها كل محبي الخير الذين عرفوها وفهموا مراميها.. فهم يطالبون بإصلاح الحكم، وتربية الشعب على العزة والكرامة، ويطالبون بجعل العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة.. ويعدون أنفسهم عقليًّا وروحيًّا وجسديًّا، اعتقادًا منهم بأن تكاليف الإسلام كلها لا يمكن أن يؤديها سوى مسلم قوي البدن مثقف الفكر.. وهم يعنون بتدبير المال وكسبه من وجهه الحلال، كما يعنون بأدواء المجتمعات الإسلامية، ويحاولون الوصول إلى طرق علاجها وشفاء الأمة منها.

من هم الإخوان المسلمون؟ وما أه

الإخوان المسلمون- حسب ما جاء في لائحتهم العامة-:

هيئة إسلامية جامعة، تعمل لإقامة دين الله في الأرض، وتحقيق الأغراض التي جاء من أجلها الإسلام الحنيف، ومما يتصل بهذه الأغراض:

- تبليغ دعوة الإسلام إلى الناس جميعًا وإلى المسلمين خاصة، وشرحها شرحًا دقيقًا يوضحها ويردها إلى فطرتها وشمولها، ويدفع عنها الأباطيل والشبهات .

- جمع القلوب والنفوس على مبادئ الإسلام، وتجديد أثرها الكريم فيها، وتقريب وجهات النظر بين المذاهب الإسلامية.

- العمل على رفع مستوى المعيشة للأفراد، وتنمية ثروات الأمة وحمايتها.

تحقيق العدالة الاجتماعية والتأمين الاجتماعي لكل مواطن، ومكافحة الجهل والمرض والفقر والرذيلة، وتشجيع أعمال البر والخير.

- تحرير الوطن الإسلامي بكل أجزائه من كل سلطان غير إسلامي، ومساعدة الأقليات الإسلامية في كل مكان، والسعي إلى تجميع المسلمين حتى يصيروا أمة واحدة.

- قيام الدولة الإسلامية التي تنفِّذ أحكام الإسلام وتعاليمه عمليًّا، وتحرسها في الداخل، وتعمل على نشرها وتبليغها في الخارج.
- مناصرة التعاون العالمي مناصرة صادقة في ظل الشريعة الإسلامية التي تصون الحريات وتحفظ الحقوق، والمشاركة في بناء الحضارة الإنسانية على أساس جديد من تآزر الإيمان والمادة، كما كفلت ذلك نظم الإسلام الشاملة.

وما وسائلهم لتحقيق هذه الأغراض؟

يعتمد الإخوان المسلمون في تحقيق هذه الأغراض على الوسائل الآتية:

- الدعوة: بطرق النشر والإذاعة المختلفة، من الرسائل والنشرات والصحف والمجلات والكتب والمطبوعات، وتجهيز الوفود، والبعثات في الداخل والخارج.

- التربية: لتطبع أعضاء الجماعة على هذه المبادئ، وتعكس معنى التدين قولاً وعملاً في أنفسهم أفرادًا وبيوتًا، وتربيتهم تربية صالحة؛ عقيديًّا وفق الكتاب والسنة، وعقليًّا بالعلم، وروحيًّا بالعبادة، وخلقيًّا بالفضيلة، وبدنيًّا بالرياضة، وتثبيت معنى الأخوة الصادقة والتكامل التام والتعاون الحقيقي بينهم؛ حتى يتكون رأي إسلامي موحد، وينشأ جيل جديد يفهم الإسلام فهمًا صحيحًا، ويعمل بأحكامه، ويوجه النهضة إليه.

- التوجيه: بوضع المناهج الصالحة في كل شئون المجتمع من التربية والتعليم والتشريع والقضاء والإدارة والجندية والاقتصاد والصحة والحكم، والتقدم بها إلى الجهات المختصة، والوصول بها إلى الهيئات السياسية والتشريعية والتنفيذية والدولية؛ لتخرج من دور التفكير النظري إلى دور التنفيذ العملي، والعمل بجد على تنقية وسائل الإعلام مما فيها من شرور وسيئات، والاسترشاد بالتوجيه الإسلامي في ذلك كله.

- العمل: بإنشاء مؤسسات تربوية واجتماعية واقتصادية وعلمية، وتأسيس المساجد والمدارس والمستوصفات والملاجئ والنوادي، وتأليف اللجان لتنظيم الزكاة والصدقات وأعمال البر والإصلاح بين الأفراد والأسر، ومقاومة الآفات الاجتماعية والعادات الضارة والمخدرات والمسكرات والمقامرة، وإرشاد الشباب إلى طريق الاستقامة، وشغل الوقت بما يفيد وينفع، ويستعان على ذلك بإنشاء أقسام مستقلة طبقًا للوائح خاصة.

- إعداد الأمة: إعدادًا جهاديًّا؛ لتقف جبهة واحدة في وجه الغزاة والمتسلطين من أعداء الله، تمهيدًا لإقامة الدولة الإسلامية الراشدة.

وما الذي تتميز به هذه الدعوة عن بقية الدعوات؟

- تعتمد دعوة الإخوان المسلمين على الفهم العام الشامل للإسلام، لذا فإن فكرتهم تشمل كل نواحي الإصلاح في الأمة، ويلتقي عندها كل محبي الخير الذين عرفوها وفهموا مراميها.. فهم يطالبون بإصلاح الحكم، وتربية الشعب على العزة والكرامة، ويطالبون بجعل العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة.. ويعدون أنفسهم عقليًّا وروحيًّا وجسديًّا، اعتقادًا منهم بأن تكاليف الإسلام كلها لا يمكن أن يؤديها سوى مسلم قوي البدن مثقف الفكر.. وهم يعنون بتدبير المال وكسبه من وجهه الحلال، كما يعنون بأدواء المجتمعات الإسلامية، ويحاولون الوصول إلى طرق علاجها وشفاء الأمة منها.

الأربعاء، 21 مارس 2012

22 مارس.. ذكرى تأسيس الجماعة الأم

في مثل هذا اليوم من عام 1928م، أُعلن عن قيام دعوة الإخوان المسلمين بمدينة الإسماعيلية، إذ زار الإمام الشهيد حسن البنا في ذلك اليوم ستة من إخوانه، وهم: حافظ عبد الحميد، أحمد الحصري، فؤاد إبراهيم، عبد الرحمن حسب الله، إسماعيل عز، وزكي المغربي- وهم ممن تأثروا بدروسه ومحاضراته، وقد جلسوا يتحدثون إليه وفي صوتهم قوة، وفي عيونهم بريق، وعلى وجوههم سنا الإيمان والعزم، وقالوا: ما الطرق العملية إلى عزة الإسلام وخير المسلمين؟! ونحن لا نملك إلا هذه الدماء تجري حارة بالعزة في عروقنا، وهذه الأرواح تسري مشرقة بالإيمان والكرامة مع أنفسنا، وهذه الدراهم القليلة من قوت أبنائنا، وكل الذي نريده أن نقول لك ما نملك؛ لنبرأ من التبعة بين يدي الله، وتكون أنت المسئول بين يديه عنا، وعما يجب أن نعمل.

وكان لهذا القول المخلص أثره البالغ في نفس الأستاذ البنا، ولم يستطع أن يتنصل من هذه التبعة، وقال في تأثر عميق: "شكر الله لكم، وبارك هذه النية الصالحة، ووفقنا إلى عمل صالح يرضي الله وينفع الناس، وعلينا العمل وعلى الله النجاح، فلنبايع الله على أن نكون لدعوة الإسلام جندًا، وفيها حياة الوطن وعزة الأمة.. وقال قائلهم: بِمَ نسمي أنفسنا؟ وهل نكوّن جمعية، أو ناديًا، أو طريقة، أو نقابة؛ حتى نأخذ الشكل الرسمي؟ فرد الأستاذ البنا قائلاً: لا هذا ولا ذاك، دعونا من الشكليات، ومن الرسميات، وليكن أول اجتماعنا وأساسه: الفكرة والمعنويات والعمليات، ونحن إخوة في خدمة الإسلام، فنحن إذًا "الإخوان المسلمون".

من هم الإخوان المسلمون؟ وما أغراضهم؟

الإخوان المسلمون- حسب ما جاء في لائحتهم العامة-:

هيئة إسلامية جامعة، تعمل لإقامة دين الله في الأرض، وتحقيق الأغراض التي جاء من أجلها الإسلام الحنيف، ومما يتصل بهذه الأغراض:

- تبليغ دعوة الإسلام إلى الناس جميعًا وإلى المسلمين خاصة، وشرحها شرحًا دقيقًا يوضحها ويردها إلى فطرتها وشمولها، ويدفع عنها الأباطيل والشبهات.

- جمع القلوب والنفوس على مبادئ الإسلام، وتجديد أثرها الكريم فيها، وتقريب وجهات النظر بين المذاهب الإسلامية.

- العمل على رفع مستوى المعيشة للأفراد، وتنمية ثروات الأمة وحمايتها.

تحقيق العدالة الاجتماعية والتأمين الاجتماعي لكل مواطن، ومكافحة الجهل والمرض والفقر والرذيلة، وتشجيع أعمال البر والخير.

- تحرير الوطن الإسلامي بكل أجزائه من كل سلطان غير إسلامي، ومساعدة الأقليات الإسلامية في كل مكان، والسعي إلى تجميع المسلمين حتى يصيروا أمة واحدة.

- قيام الدولة الإسلامية التي تنفِّذ أحكام الإسلام وتعاليمه عمليًّا، وتحرسها في الداخل، وتعمل على نشرها وتبليغها في الخارج.
-
مناصرة التعاون العالمي مناصرة صادقة في ظل الشريعة الإسلامية التي تصون الحريات وتحفظ الحقوق، والمشاركة في بناء الحضارة الإنسانية على أساس جديد من تآزر الإيمان والمادة، كما كفلت ذلك نظم الإسلام الشاملة.

وما وسائلهم لتحقيق هذه الأغراض؟

يعتمد الإخوان المسلمون في تحقيق هذه الأغراض على الوسائل الآتية:

- الدعوة: بطرق النشر والإذاعة المختلفة، من الرسائل والنشرات والصحف والمجلات والكتب والمطبوعات، وتجهيز الوفود، والبعثات في الداخل والخارج.

- التربية: لتطبع أعضاء الجماعة على هذه المبادئ، وتعكس معنى التدين قولاً وعملاً في أنفسهم أفرادًا وبيوتًا، وتربيتهم تربية صالحة؛ عقيديًّا وفق الكتاب والسنة، وعقليًّا بالعلم، وروحيًّا بالعبادة، وخلقيًّا بالفضيلة، وبدنيًّا بالرياضة، وتثبيت معنى الأخوة الصادقة والتكامل التام والتعاون الحقيقي بينهم؛ حتى يتكون رأي إسلامي موحد، وينشأ جيل جديد يفهم الإسلام فهمًا صحيحًا، ويعمل بأحكامه، ويوجه النهضة إليه.

- التوجيه: بوضع المناهج الصالحة في كل شئون المجتمع من التربية والتعليم والتشريع والقضاء والإدارة والجندية والاقتصاد والصحة والحكم، والتقدم بها إلى الجهات المختصة، والوصول بها إلى الهيئات السياسية والتشريعية والتنفيذية والدولية؛ لتخرج من دور التفكير النظري إلى دور التنفيذ العملي، والعمل بجد على تنقية وسائل الإعلام مما فيها من شرور وسيئات، والاسترشاد بالتوجيه الإسلامي في ذلك كله.

- العمل: بإنشاء مؤسسات تربوية واجتماعية واقتصادية وعلمية، وتأسيس المساجد والمدارس والمستوصفات والملاجئ والنوادي، وتأليف اللجان لتنظيم الزكاة والصدقات وأعمال البر والإصلاح بين الأفراد والأسر، ومقاومة الآفات الاجتماعية والعادات الضارة والمخدرات والمسكرات والمقامرة، وإرشاد الشباب إلى طريق الاستقامة، وشغل الوقت بما يفيد وينفع، ويستعان على ذلك بإنشاء أقسام مستقلة طبقًا للوائح خاصة.

- إعداد الأمة: إعدادًا جهاديًّا؛ لتقف جبهة واحدة في وجه الغزاة والمتسلطين من أعداء الله، تمهيدًا لإقامة الدولة الإسلامية الراشدة.

وما الذي تتميز به هذه الدعوة عن بقية الدعوات؟

- تعتمد دعوة الإخوان المسلمين على الفهم العام الشامل للإسلام، لذا فإن فكرتهم تشمل كل نواحي الإصلاح في الأمة، ويلتقي عندها كل محبي الخير الذين عرفوها وفهموا مراميها.. فهم يطالبون بإصلاح الحكم، وتربية الشعب على العزة والكرامة، ويطالبون بجعل العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة.. ويعدون أنفسهم عقليًّا وروحيًّا وجسديًّا، اعتقادًا منهم بأن تكاليف الإسلام كلها لا يمكن أن يؤديها سوى مسلم قوي البدن مثقف الفكر.. وهم يعنون بتدبير المال وكسبه من وجهه الحلال، كما يعنون بأدواء المجتمعات الإسلامية، ويحاولون الوصول إلى طرق علاجها وشفاء الأمة منها.

ويعتقد الإخوان المسلمون أن الاستقامة والفضيلة والعلم من أركان الإسلام، وأن المسلم مطالب بالعمل والكسب، وأنه مسئول عن أسرته، ومن واجبه إحياء مجد الإسلام بإنهاض شعوبه وإعادة تشريعه، كما يعتقدون أن المسلمين جميعًا أمة واحدة، تربطها العقيدة الإسلامية.. وأن السر في تخلفهم هو ابتعادهم عن دينهم.

وهم قوم ينتهجون الربانية في حياتهم الخاصة، وفي الوقت ذاته هم اجتماعيون "يختلطون بالمجتمعات كلها على اختلاف أنواعها، ينشرون دعوتهم ويروجون لفكرتهم.. ويجاهدون في إصلاح المجتمع الذي تنخر فيه الأمراض الاجتماعية، وتفتك به العلل الأخلاقية، ضاربين المثل بأنفسهم في البذل والتضحية".

والإخوان المسلمون كما قال مؤسسهم: "هم الغرباء الذين يصلحون عند فساد الناس، والعقل الجديد الذي يريد الله أن يفرق به للإنسانية بين الحق والباطل، في وقت التبس عليهم فيه الحق بالباطل، وهم دعاة الإسلام، وحملة القرآن، وصلة الأرض بالسماء، وورثة محمد صلى الله عليه وسلم وخلفاء صحابته من بعده.."

وهم ليسوا حزبًا سياسيًّا، وإن كانت السياسة على قواعد الإسلام من صميم فكرتهم، وليسوا جمعية خيرية إصلاحية، وإن كان عمل الخير والإصلاح من أعظم مقاصدهم، وليسوا فرقة رياضية، وإن كانت الرياضة البدنية والروحية من أهم وسائلهم.. ولكنهم: فكرة وعقيدة، ونظام ومنهاج، لا يحده موضع ولا يقيده جنس ولا يقف دونه حاجز جغرافي، ولا ينتهي بأمر حتى يرث الله الأرض ومن عليها؛ وذلك لأنه نظام رب العالمين، ومنهاج رسوله الأمين.

ما العوامل التي ساعدت على ظهور الجماعة؟

شهدت السنوات التي سبقت ظهور دعوة الإخوان عام 1928م، عددًا من المتغيرات، المحلية والعالمية، كانت سببًا في ظهور الجماعة، منها:

- ظهور دعوات التحرر الوطني.. فقد شهد مطلع القرن العشرين دعوات مخلصة ترنو إلى التحرر والاستقلال، بداية من الزعيم مصطفى كامل إلى ثورة 1919م، وما بعدها من حركات وطنية تصب في تيار العمل الوطني.

وفي وسط هذا الجو الملبد بالغيوم والأفكار المتضاربة، والدعوات متعددة الاتجاهات نشأ الإمام البنا- رضي الله عنه- وتفتحت عيناه، فأدرك أن بلده وأمته قد استولى عليها عدوها، واستبد بشئونها خصمها، فهي أمة تجاهد ما استطاعت في سبيل استرداد الحق السليب، والتراث المغصوب، والحرية الضائعة، والأمجاد الرفيعة، ولم يكن غريبًا أن يشارك في الثورة على الإنجليز عام 1919م، حين كان عمره ثلاثة عشر عامًا وهو طالب بالمدرسة الإعدادية بالمحمودية، وكان يردد مع الناس:

حب الأوطان من الإيمان

إن لم يجمعنا الاستقلال

وروح الله تنادينا

ففي الفردوس تلاقينا

- سقوط الخلافة عام 1924م.. وتحطم آمال الأمة الإسلامية على صخرة الخيانة الأتاتوركية، بعد إخراج آخر خليفة من تركيا، وتجريده وأهله من كل ما يملكون.. وقد هبت دعوات مخلصة لإنقاذ الخلافة، وضرورة وجود خليفة وإمام للمسلمين.

لقد كان سقوط الخلافة الإسلامية باعثًا لهمة الإمام الشهيد حسن البنا، ودفعه أن يتحرك من أجل إيقاظ الأمة وقيادتها نحو استعادة مجدها السليب، ومن ثم كان لاستعادة الخلافة الراشدة مكانة عظيمة في دائرة أهداف الجماعة التي أسسها؛ لتحمل راية الإسلام وتحفظ للأمة دينها وكيانها.

- تغلغل حركات التبشير في المجتمع المصري.. كانت تلك الحركات جزءًا من الخطة (الاستعمارية) عند غزو مصر وبقية البلاد الإسلامية، بهدف هدم العقيدة الإسلامية في قلوب المسلمين.. فقد انتشر المبشرون في أنحاء البلاد في الوجهين البحري والقبلي، وفي المدن والقرى المختلفة، تحت سمع المسئولين من الحكام وبصرهم، بل إن هؤلاء الحكام كانوا بحكم تعليمات رؤسائهم يسهلون للمبشرين وسائل دخول المدن والقرى، كما يسهلون لهم وسائل الاتصال بالأهالي وإجراء ما يشاءون من إجـراءات، وإقـامة ما يـشاءون من منشـآت، بل واختــطاف مَن يشـاءون من أطفال ونساء، في الوقت الذي يضربون فيه بيد من حديد كل من تسوّل له نفسه أن يعترض سبيل هؤلاء الغزاة ولو بكلمة، معتبرين ذلك اعتداء على الحكومة.

- ولقد كانت البلاد الإسلامية على حالة من الجهل المزري والفساد الكبير، على المستويات كافة॥ وكانت مصر على وجه الخصوص بحاجة ماسة إلى تلك الحركة التي قلبت الموازين وغيَّرت مجرى التاريخ॥ كانت البلاد تعاني الأمرّين من المحتل الإنجليزي الذي كان جاثمًا على صدر البلاد، وقد انتزع خيرها وكبّل أبناءها، وعمل على فرض هويته العلمانية على الناس، فلم يعد الإسلام هو أساس الهوية، بل صارت ثوابته عُرضة للتشكيك .


- اشتداد تيار التحلل.. في النفـوس وفي الآراء والأفـكار باسـم التـحرر العقلي، ثم في السلوك والأخلاق والأعمال باسم التحرر الشخصي، فكانت موجة إلحاد إباحية قوية جارفة طاغية، لا يثبت أمامها شيء.. وفي هذه الظروف زاد سفور المرأة واختلاطها بالرجال، وتم استيراد كثير من العادات والتقاليد الغربية التي تتعارض مع ديننا وآدابنا، فأشاعوا الملاهي والمراقص، وظهرت موجات عاتية من الرذيلة وسوء الخلق، ولقد أكد من عاصروا تلك الفترة أن القاهرة على سبيل المثال، تحولت إلى ماخور كبير، وخصوصًا الأزبكية والوسعة، حتى ضج الناس من زوارها الأجانب، ومن الأخلاق المتردية التي وصلت إليها البلاد.

بقلم: عامر شماخ