يكثر النقول عن الأئمة الأعلام في تاريخنا الإسلامي، فقد امتلأت كتب التراجم والسير والتاريخ والطبقات والمواعظ بسيرتهم الطيبة، وأقوالهم الزكية، وأعمالهم التربوية التي قامت عليها حضارة الإسلام وبها يقوم كل صلاح في هذه الأمة.
وقد أسعد في كثرة الكتب والطبعات لكتب الزهد والرقائق، والوعظ والتذكير بالآخرة، وسهولة تناولها في أيدي الخطباء ومع سروري بهذا كله، إلا أنه شغلني استشهاد كثير من الخطباء بأقوال أئمة السلف من غير حسن اختيار أو سوء تنزيل إلى واقع مغاير، فيعسر الخطيب حيث يجب أن يفرج ويبث الأمل ويدعو إلى السلبية بعزلة المجتمع والاختلاط به لأن الفساد انتشر في حين أنه يجب أن يدعو إلى الإيجابية ونصح الناس وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، ويثني على الزهد- ويعني به الفقر- وترك زينة الدنيا ويقصد بها التمدن، بدلاً من الدعوة إلى القوة والغنى واتخاذ كل الوسائل المشروعة لحل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وينسى قوله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف، واليد العليا خير من اليد السفلى".
ومن هنا أدعو كل خطيبٍ أن يُحسن في اختياره لموضوعاته، واستشهاداته من أقوال السلف ليناسب حال المدعوين وزمانهم واحتياجاتهم، ولأضرب لذلك مثلًا:
الإمام الثوري: الذي كان يعيش في زمن الخلافة الأموية والعباسية، حيث الخلافة الإسلامية الواسعة القوية، وسعة المال، وكثرت الفتن بالنساء والمال، يحكي تلميذه يحيى بن المتوكل: مررت مع سفيان برجل يبني بناءً، قد شيده فزوقه. فقال لي: لا تنظر إليه.
لت: لِمَ يا أبا عبد الله؟ قال: إن هذا إنما بناه لينظر إليه، ولو كان كل مَن يمر لم ينظر إليه، لم يبنِ هذا البناء".
فهذا القول في ظاهره كراهة البناء والتشييد، وعلى الناس الإعراض عن هذا، وهذا غير صحيح، بل نحن في حاجةٍ إلى تشييد البناء وإتقانه، ولكن قول الثوري في تحذيرٍ عن الافتتان به والانشغال به، ما هو واجب.
وكذلك قوله: إن هؤلاء الملوك قد تركوا لكم الآخرة، فاتركوا لهم الدنيا، وقوله: ما رأينا الإنسان شيئًا خيرًا له مَن أن يدخل حجرًا.. فهذه مواعظ مناسبة لزمنه وأحوال الناس؛ حيث ينتشر الخير ويجب التحذير من بسط الدنيا.
وأما في زماننا زمن الضعف والفقر فليستشهد من أقوال الأئمة ما يناسب العمل والنهوض في زماننا ونشر الحق بين الناس، سفيان هو القائل: لأن أخلف عشرة آلاف درهم يحاسبني الله عليها أحب إلى مََن أن احتاج إلى الناس، وقال أيضًا: "المال فيما مضى يكره، فأما اليوم فهو ترس المسلم"، وسنحرص بإذن الله تعالى على انتقاء روائع من أقوال العلماء في الوعظ، تعين الخطيب في خطبته، والداعية في دعوته سائلًا المولى أن يعم نفعها.
هو أبو عبد الله سفيان بن سعيد الثوري ولد سنة 97هـ بالكوفة، ووجهه والده إلى العلم وهو حدث، وقد نبغ وذاع صيته في وقت مبكر، وما ذلك إلا لفرط ذكائه وقوة حافظته، وقد قال عن نفسه: ما استودعت قلبي شيئًا قط فخانني، والأقوال في الثناء عليه يصعب حصرها، ولنذكر نذرًا منها. قال الإمام أحمد: أتدري مَن الإمام، الإمام سفيان الثوري لا يتقدمه أحد في قلبي.
وقال: قال لي ابن عيينة: لن ترى بعينيك مثل سفيان الثوري حتى تموت. وقال مؤمل: ما رأيت عالمًا يعمل بعلمه إلا سفيان، قلت: ويراد بذلك شدة تمسكه في تطبيق علمه، فقد قال سفيان: ما بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط إلا عملت به ولو مرة.
وقال الذهبي: هو شيخ الإسلام، إمام الحفاظ، سيد العلماء العاملين في زمانه بالمجتهد، وقال أيضًا: قد كان سفيان رأسًا في الزهد والتأله والخوف، رأسًا في الحفظ، رأسًا في معرفة الآثار، رأسًا في الفقه، لا يخاف في الله لومة لائم، من أئمة الدين".
موقفه من السلطة:
فهذا أمر يشغل حيزًا من أخباره، وهو الذي دفعه إلى مغادرة الكوفة مختفيًا، وسفيان لا يعادي السلطان لميوله السياسية في التشيع لجهةٍ ما، إنما كان موقفه ينبثق من رفعته للظلم وبغضه للظالمين، وقد عبَّر عن ذلك بقوله "إني لأدعو السلطان بالصلاح، ولكن لا أستطيع إلا أن أذكر ما فيهم"، وقال: والله ما يمنعني من إتيانهم أني لا أرى لهم طاعة، ولكن رجل أحب الطعام الطيب، فأخاف أن يفسدوني. والطعام الطيب هنا: الطعام الحلال الذي لا شبهةَ فيه، فهو يخاف أن يطمئن إليهم فيميلوا عليه بدنياهم فيصبح طعامه مخلوطًا بالشبه غير طيب، وقد بيَّن ذلك بقوله: "ليس أخاف ضربهم، ولكني أخاف أن يميلوا عليَّ بدنياهم، ثم لا أرى سيئتهم سيئة.
وإذن مشكلته مع السلطة هي نقده لما يراه من انحرافٍ، وأما النقد الذي يراه واجبًا عليه، فهو فرع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكما وصف كان لسانه يلهث بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقال عن نفسه: "إني لأرى المنكر فلا أتكلم، فأبول دمًا". توفى رحمه الله سنة (161 هـ) مستخفيًا بالبصرة قال عبد الرحمن بن مهدي: لما مات سفيان أردنا أن ندفنه ليلاً من أجل السلطان فأخرجناه فلم ننكر الليل من النهار.
وقال أبو داود: مات سفيان ودُفن ليلاً، ولم نشهد الصلاة عليه، وغدونا على قبره ومعنا جرير بن حازم وسلام بن مسكين، فتقدم جرير وصلى على قبره ثم بكى وقال:
إذا بكيت على ميت لمكرمة فابك الغداة على الثوري سفيانا
محاور الوعظ والتربية عند سفيان:
كان سفيان إمامًا في الحديث، وإمامًا في الفقه، وإمامًا في الزهد، وإمامًا في الورع وانصبت كل هذه الأمور من ميدان العلم إلى ميدان العمل، فكان الأمر بالمعروف والناهي عن المنكر ولكل عالم زمنه وبيئته، ولذلك اختلفت اهتمامات العلماء، فكل منهم كان يقدم الأولى في نظره، وتبرز في جملة اهتمامات الثوري ثلاثة أمور اشتد إلحاحه عليها وهي:
- اهتمامه بإصلاح العلماء وبيان صفات العالم الحق.
- اهتمامه بتصحيح معنى الزهد الذي بدأ زاوية الانحراف في زمنه.
- رفض الظلم والتنبيه عليه.
وهو ما نتناوله في جملة محاور الوعظ عند الثوري.
1- العمل على التزام الكتاب والسنة، فمن أقواله:
لا يستقيم قول إلا بعمل، ولا يستقيم قول وعمل إلا بنية، ولا يستقيم قول وعمل ونية إلا بموافقة السنة، ومن لوازم التزام السنة محاربة البدعة، وفي ذلك يقول: مَن أصغى سمعه إلى صاحب بدعة فقد خرج من عصمة الله تعالى.
2- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
يرى الثوري أنه وسيلة من الوسائل الفاعلة في إصلاح المجتمع، وعلى كل فرد أن يؤدي دوره في هذا الميدان، وقد قال ابن أبي غنية: ما رأيت أحدًا أصفق وجهًا في ذات الله من سفيان الثوري، والناس عنده سواء في هذا الأمر، الخليفة وبقية الناس وموعظة للخلفاء والأمراء مشهورة.
3- العلم والعلماء:
فتكلم عن العلم، وأن غايته العمل، وعلى أن علمه العالم، أن يكون مستغنيًا عن الناس وله من مصادر الدخل ما يغنيه عن الاحتياج إلى غيره، وكلامه مستفيض في هذا الباب.
4- محاربة الظلم:
فكان يقول: إياك والظلم، وأن تكون عونًا للظالم وأن تصحبه أو تواكله، أو تبتسم في وجهه أو تنال منه شيئًا، فتكون له عونًا، وقد لاقى من عناء مسلكه هذا العناء الكبير وسيرته مليئة بالمواقف والأقوال.
5- الزهد والعمل:
فصحح معاني الزهد فقال: ليس الزهد بأكل الغليظ، ولكنه قصر الأمل، وقال: الزهد في المنزلة مقدم على الزهد بالدنيا، وقال في العمل: عليك بعمل الأبطال والإنفاق على العيال. وقال أيضًا: اعملوا ولا تكونوا عالةً على الناس، وقال أيضًا: يا أخي عليك بالكسب الطيب وما تكسب بيدك، وإياك وأوساخ الناس.
6- نشر العلم: وهذا واضح في سيرته.
من مواعظ الإمام الثوري:
- الدنيا والآخرة: قال: "اعمل للدنيا بقدر بقائك فيها، وللآخرة بقدر بقائك فيها".
- موت القلوب: قال: كان يقال: يأتي على الناس زمان، تموت فيه القلوب، وتحيى الأبدان.
- تقويم النفس: وقال: ما عالجت شيئًا أشد على من نفسي، مرةً علي، ومرةً لي.
- اعملوا ولا تكونوا عالةً: وقال: قدمت البصرة فجلست إلى يوسف بن عبيد، فإذا فتيان كان على رءوسهم الطير، فقلت: يا معشر القراء: ارفعوا رءوسكم فقد وضح الطريق، واعملوا ولا تكونوا عالةً على الناس فرفع يوسف رأسه إليهم وقال: قوموا فلا أعلمن أحدًا منكم جالسني حتى يكسب معاشه من وجهه.
- صفات الآمر بالمعروف: وقال: "لا يأمر السلطانَ بالمعروف إلا رجل عالم بما يأمر، عالم بما ينهي، رفيق فيما يأمر رفيقًا فيما ينهي، عدل فيما يأمر، عدل فيما ينهي".
- قد تتأخر النية: وقال: طلبت العلم ولم تكن لي نية، ثم رزقني الله النية.
- الزهد والمال: قال بشر بن الحارث: قيل لسفيان: أيكون الرجل زاهدًا ويكون له مال، قال: نعم، إن كان إذا ابتلي صبر، وإن أُعطي شكر.
- الزهد والناس: قال الزهد في الدنيا هو الزهد في الناس، وأول الزهد في الناس زهدك في نفسك.
- احذر سخط الله: وقال: احذر سخط الله في ثلاث: احذر أن تقصر فيما أمرك، واحذر أن يراك وأنت لا ترضى بما قسم لك، وأن تطلب يئًا من الدنيا فلا تجده، أن تسخط على ربك".
- زينة العلم: وقال: زينوا العلم بأنفسكم، ولا تزينوا بالعلم.
- أول العلم وغايته: وقال: كان يقال: أول العلم الصمت، والثاني الاستماع له وحفظه، والثالث العمل به، والرابع نشره وتعليمه.
الصف الأخير: وقال: انظر درهمك مَن أين هو؟ وصل في الصف الأخير.
- العالم الطبيب: مثل العلماء مثل الطبيب لا يضع الدواء إلا على موضع الداء.
- النظر في المصحف: كان سفيان يديم النظر في المصحف، فيوم لا ينظر فيه فيأخذه فيضعه على صدره.
- الدنيا والآخرة: قال: خد من الدنيا لبدنك، وخذ من الآخرة لقلبك (1).
- خير دنياكم: خير دنياكم ما لم تبتلوا به، وخير ما ابتليتم به ما خرج من أيديكم (2).
- الصمت: لا تتكلم بلسانك ما تكسر به أسنانك.- مكافأة المعروف: وقال: إني لأريد شرب الماء، فيسبقني الرجل إلى الشربة فيسقينها، فكأنما دق ضلعًا من أضلاعي، لا أقدر له على مكافأة بفعله".
- تعلم النية: وقال: كانوا يتعلمون النية للعمل، كما تتعلمون العمل.
- عليك بثلاثة: قال: "عليك بالمراقبة ممن لا تخفي عليه خافية، وعليك بالرجاء ممن يملك الوفاء، وعليك بالحذر ممن يملك العقوبة.
- قدر الدنيا: قال: إذا أردت أن تعرف قدر الدنيا، فانظر عند من هي.
- المعصية والبدعة: وقال: البدعة أحب إلى إبليس من المعصية، المعصية يتاب منها، والبدعة لا يتاب منها.
- العلم للعمل: وقال: "إنما يراد العلم للعمل، لا تدع طلب العلم للعمل، ولا تدع العمل لطلب العلم.
- يصلي وحده: سئل سفيان: ما تقول في قصار (3) إذا كسب درهمًا كان فيه ما يقوته ويقوت عياله، ولم يدرك الصلاة في الجماعة، وإذا كسب أربعة دوانق أدرك الصلاة في جماعة، ولم يكن فيه ما يقوته، ويقوت عياله، أيهما أفضل؟ قال: يكسب الدرهم ويصلي وحده".
- الدعاء للظالم: وقال: مَن دعا لظالم بالبقاء، فقد أحب أن يعصي الله.
- بسط الدنيا: وقال: ما بسطت الدنيا على أحد إلا اغترارًا، وما زويت عنه إلا اختبارًا.
- الفاجر الراجي: وقال: الفاجر الراجي لرحمة الله، أقرب إلى الله من العابد الذي يرى أنه لا ينال ما عند الله إلا بعلمه".
- مجالس العلماء: قال أحمد بن عاصم: التقى سيان وفضيل بن عياض، فتذاكرا فبكيا، فقال سفيانك إني لأرجو أن يكون مجلسنا هذا أعظم مجلس جلسناه بركة، فقال له الفضيل: ترجو، لكني أخاف أن يكون أعظم مجلس جلسناه علينا شؤمًا، أليس نظرت إلى أحسن ما عندك، فتزينت به لي، وتزينت لك به، فبكى سفيان حتى علا نحيبه ثم قال: أحييتني أحياك الله.
- الذنوب نوعان: وقال: لأن تلقي الله تعالى بسبعين ذنبًا فيما بينك وبينه أهون عليه من أن تلقاه بذنب واحد فيما بينك وبين العباد.
- الاستعداد للموت: وقال: ما استعد للموت من ظن أنه يعيش غدًا، والطاعات تتفرع من ذكر الموت، والمعاصي تتفرع من نسيانه.
- الهرب من العجب: كان سفيان رحمه الله يقول: إذا رأى حلقه درسه قد كبرت، قام عجلاً مرعوبًا وقال: أخذنا والله ولم نشعر، قال: فتبعه الناس يومًا وقالوا له: مثلك لا يخاف من ذلك. قال: بلى، أنا أخوف الناس من ذلك. لما أعرفه من دناءة أخلاقي. ووالله لو رآني عمر بن الخطاب رضي الله عنه جالسًا في مثل هذا المجلس لضربين بالدرة وأقامني، وقال لي: أنت لا تصلح لمثل هذا.
- المعاش والمعاد: وقال: حفظك لما في يدك لتقضي به حاجتك، أولى من تصدقك به، وطلبك لما في يد غيرك، فإن العبد لا يزال بخير ما حفظ خصلتين: درهمه لمعاشه، ودينه لمعاده".
- ولنختم ببعض مواقفه في أمره ونهيه للسلطان.
سفيان الثوري وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر:
قال رحمه الله: إني لأرى الشيء يجب عليَّ أن أتكلم فيه، فلا أفعل فأبول دمًا.
وقال شجاع بن الوليد: كنت أحج مع سفيان، فما يكاد لسانه يفتر من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ذاهبًا وراجعًا.
قال عن محمد بن يزيد قال: قال رجل لسفيان الثوري كيف أصبحت يا أبا عبد الله... حلية (7/ 14)
وعنه قال: النظر إلى وجه الظالم خطيئة (حلية 7/ 46)، وقال: مَن دعا الظالم بالبقاء فقد أسخط الله(7/ 46)
ومن مواقفه:
عن محمد بن يزيد بن خنيس يقول: قال رجل لسفيان الثوري: كيف أصبحت يا أبا عبد الله؟ فقال: تسألني كيف أصبحت وقد والله تحيرت، اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد، تعز فيه وليك وتذل فيه عدوك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهي فيه عن المنكر، ثم تنفس سفيان وقال: كم من مؤمن رأيناه مات غيظًا.
عن يحيى بن يمان يقول سمعت أبي يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: قال لي المهدي أبا عبد الله: أصحبني حتى أسير فيكم سيرة العمرين، قال: قلت: أما وهؤلاء جلساؤك فلا، قال: فإنك تكتب إلينا في حوائجك فنقضيها، قال سفيان: والله ما كتبت إليك كتابًا قط، قال: وقال لي سفيان: إن اقتصرت على خبزك وبقلك لم يستعبدك هؤلاء.
عن أبي الحسن بن إبراهيم البياضي قال: أخبرت أن أمير المؤمنين هارون الرشيد قال لزبيدة: أتزوج عليك؟ قالت زبيدة: لا يحل لك أن تتزوج علي، قال: بلى، قالت زبيدة: بيني وبينك من شئت، قال: ترضين بسفيان الثوري؟ قالت: نعم، قال: فوجه إلى سفيان الثوري فقال: إن زبيدة تزعم أنه لا يحل لي أن أتزوج عليها، وقد قال الله تعالى: (فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ) (النساء: من الآية 3)، ثم سكت، فقال سفيان: تمم الآية، يريد أن يقرأ فَإِنْ (خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً) وأنت لا تعدل، قال فأمر لسفيان بعشرة آلاف درهم، فأبى أن يقبلها.
حدثنا أبو محمد ثنا محمد بن يحيى حدثني إبراهيم بن سعيد ثنا حيان قال: قال ابن المبارك: قيل لسفيان الثوري لو دخلت عليهم، قال: إني أخشى أن يسألني الله عن مقامي ما قلت فيه، قيل له: تقول وتتحفظ، قال: تأمروني أن أسبح في البحر ولا تبتل ثيابي، قال حيان وبلغني أنه قال: ليس أخاف ضربهم ولكني أخاف أن يميلوا علي بدنياهم ثم لا أرى سيئتهم سيئة.
عن عبد الله بن محمد قال: كتب إلى عبد الله بن حمدان ثنا محمد بن خلف العسقلاني ثنا المشرفي الزاهد، قال: سمعت سفيان الثوري يقول: والله ما يمنعني من إتيانهم أني لا أرى لهم طاعة، ولكني رجل أحب الطعام الطيب فأخاف أن يفسدوني.
عن أبي بكر الطلحي ثنا عبيد بن غنام ثنا محمد بن المثنى البزاز قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: سمعت يحيى بن يمان يقول: تقاوم سفيان وإبراهيم بن أدهم ليلة إلى الصبح فكانا يتذاكران، فقيل: يا أبا نصر في أي شيء؟ قال: في أمور المسلمين.
لَمَّا اسْتُخْلِفَ المَهْدِيُّ، بَعَثَ إِلَى سُفْيَانَ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ، خَلَعَ خَاتَمَهُ، فَرمَى بِهِ إِلَيْهِ، وَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! هَذَا خَاتَمِي، فَاعمَلْ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ.
فَأَخَذَ الخَاتَمَ بِيَدِهِ، وَقَالَ: تَأْذَنُ فِي الكَلاَمِ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ!
قُلْتُ لِعَطَاءٍ: قَالَ لَهُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ؟
قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: أَتَكَلَّمُ عَلَى أَنِّي آمِنٌ؟
قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: لاَ تَبعثْ إِلَيَّ حَتَّى آتِيَكَ، وَلاَ تُعْطِنِي حَتَّى أَسْأَلَكَ.
قَالَ: فَغَضِبَ، وَهَمَّ بِهِ، فَقَالَ لَهُ كَاتِبُهُ: أَلَيْسَ قَدْ آمَنْتَهُ؟
قَالَ: بَلَى.
فَلَمَّا خَرَجَ، حَفَّ بِهِ أَصْحَابُهُ، فَقَالُوا: مَا مَنَعَكَ وَقَدْ أَمَرَكَ أَنْ تَعْمَلَ فِي الأُمَّةِ بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ.
فَاسْتَصْغَرَ عُقُوْلَهُم، وَخَرَجَ هَاربًا إِلَى البَصْرَةِ.
وَعَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: لَيْسَ أَخَافُ إِهَانَتَهُم، إِنَّمَا أَخَافُ كَرَامَتَهُم، فَلاَ أَرَى سَيِّئَتَهُم سَيِّئَةً، لَمْ أَرَ لِلسُّلْطَانِ مِثْلًا، إِلاَّ مِثْلًا ضُرِبَ عَلَى لِسَانِ الثَّعْلَبِ.
قَالَ: عَرَفْتُ لِلْكَلْبِ نَيِّفًا وَسَبْعِيْنَ دُستَانًا، لَيْسَ مِنْهَا دُستَانٌ خَيْرًا مِنْ أَنْ لاَ أَرَى الكَلْبَ، وَلاَ يَرَانِي.
مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الفِرْيَابِيُّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: أُدْخِلْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ بِمِنَىً، فَقُلْتُ لَهُ: اتَّقِ اللهَ، فَإِنَّمَا أُنْزِلْتَ فِي هَذِهِ المَنْزِلَةِ وَصِرتَ فِي هَذَا المَوْضِعِ بِسُيُوْفِ المُهَاجِرِيْنَ وَالأَنْصَارِ، وَأَبْنَاؤُهُم يَمُوْتُوْنَ جُوعًا، حَجَّ عُمَرُ، فَمَا أَنفَقَ إِلاَّ خَمْسَةَ عَشَرَ دِيْنَارًا، وَكَانَ يَنْزِلُ تَحْتَ الشَّجرِ.
فَقَالَ: أَتُرِيْدُ أَنْ أَكُوْنَ مِثْلَكَ؟
قُلْتُ: لاَ، وَلَكِنْ دُوْنَ مَا أَنْتَ فِيْهِ، وَفَوْقَ مَا أَنَا فِيْهِ.
قَالَ: اخْرُجْ. (7/263)
قَالَ عِصَامُ بنُ يَزِيْدَ: لَمَّا أَرَادَ سُفْيَانُ أَنْ يُوَجِّهَنِي إِلَى المَهْدِيِّ، قُلْتُ لَهُ:
إِنِّيْ غُلاَمٌ جَبَلِيٌّ، لَعَلِّي أَسقُطُ بِشَيْءٍ، فَأَفضَحُكَ.
قَالَ: يَا نَاعِسُ! تَرَى هَؤُلاَءِ الَّذِيْنَ يَجِيْئُوْنِي، لَوْ قُلْتُ لأَحَدِهِم، لَظَنَّ أَنِّي قَدْ أَسدَيتُ إِلَيْهِ مَعْرُوْفًا، وَلَكِنْ قَدْ رَضِيْتُ بِكَ، قُلْ مَا تَعْلَمُ، وَلاَ تَقُلْ مَا لاَ تَعْلَمُ.
قَالَ: فَلَمَّا رَجَعتُ، قُلْتُ: لأَيِّ شَيْءٍ تَهرُبُ مِنْهُ، وَهُوَ يَقُوْلُ: لَوْ جَاءَ، لَخَرَجْتُ مَعَهُ إِلَى السُّوْقِ، فَأَمَرْنَا وَنَهَيْنَا؟.
فَقَالَ: يَا نَاعِسُ! حَتَّى يَعْمَلَ بِمَا يَعْلَمُ، فَإِذَا فَعَلَ لَمْ يَسعْنَا إِلاَّ أَنْ نَذهَبَ، فَنُعَلِّمَهُ مَا لاَ يَعْلَمُ.
قَالَ عِصَامٌ: فَكَتَبَ مَعِي سُفْيَانُ إِلَى المَهْدِيِّ، وَإِلَى وَزِيْرِه أَبِي عُبَيْدِ اللهِ.
قَالَ: وَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ، فَجَرَى كَلاَمِي، فَقَالَ: لَوْ جَاءنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ، لَوَضَعْنَا أَيْدِيَنَا فِي يَدِهِ، وَارْتَدَيْنَا بُرْدًا، وَاتَّزَرْنَا بِآخَرَ، وَخَرَجنَا إِلَى السُّوْقِ، وَأَمَرْنَا بِالمَعْرُوْفِ، وَنَهَيْنَا عَنِ المُنْكرِ، فَإِذَا تَوَارَى عَنَّا مِثْلُ أَبِي عَبْدِ اللهِ، لقَدْ جَاءنِي قُرَّاؤُكُمُ الَّذِيْنَ هُم قُرَّاؤُكُم، فَأَمَرُوْنِي، وَنَهَوْنِي، وَوَعَظُوْنِي، وَبَكَوْا -وَاللهِ- لِي، وَتَباكَيتُ لَهُم، ثُمَّ لَمْ يَفجَأْنِي مِنْ أَحَدِهِم إِلاَّ أَنْ أَخْرَجَ مِنْ كُمِّهِ رُقْعَةً: أَنِ افعَلْ بِي كَذَا، وَافعَلْ بِي كَذَا، فَفَعَلتُ وَمَقَتُّهُم.
قَالَ: وَإِنَّمَا كَتَبَ إِلَيْهِ، لأَنَّهُ طَالَ مَهْرَبُهُ، أَنْ يُعْطِيَهُ الأَمَانَ، فَأَتَيْتُهُ، فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ البَصْرَةَ بِالأَمَانِ، ثُمَّ مَرِضَ وَمَاتَ. (7/264)
أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ، سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ:
أَملَى عَلَيَّ سُفْيَانُ كِتَابَهُ إِلَى المَهْدِيِّ، فَقَالَ: اكْتُبْ مِنْ سُفْيَانَ بنِ سَعِيْدٍ، إِلَى مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ فَقُلْتُ: إِذَا كَتَبتَ هَذَا، لَمْ يَقرَأْهُ.
قَالَ: اكْتُبْ كَمَا تُرِيْدُ.
فَكَتَبتُ، ثُمَّ قَالَ: اكْتُبْ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ، تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَهُوَ لِلْحَمْدِ أَهْلٌ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٍ.
فَقُلْتُ: مَنْ كَانَ يَكْتُبُ هَذَا الصَّدْرَ؟
قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُوْرٌ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ: أَنَّهُ كَانَ يَكْتُبُهُ.
وَعَنْ إِبْرَاهِيْمَ الفَرَّاءِ، قَالَ: كَتبَ سُفْيَانُ إِلَى المَهْدِيِّ مَعَ عِصَامِ جَبْرٍ:
طَرَدْتَنِي، وَشَرَّدْتَنِي، وَخَوَّفْتَنِي، وَاللهُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَأَرْجُو أَنْ يَخِيْرَ اللهُ لِي قَبْلَ مَرْجُوْعِ الكِتَابِ.
فَرَجَعَ الكِتَابُ وَقَدْ مَاتَ.
عن محمد بن مسعود عن سفيان الثوري قال: أدخلت على المهدي بمنى، فلما سلمتُ عليه بالآمرة قال لي أيها الرجل طلبناك فأعجزتنا، فالحمد لله الذي جاء بك، فارفع إلينا حاجتك، فقلت: قد ملأت الأرض ظلمًا وجورًا فاتق الله وليكن منك في ذلك عبرة، قال: فطأطأ رأسه ثم رفعه، وقال: أرأيت إن لم أستطع رفعه؟ قلت: تخليه وغيرك، قال: فطأطأ رأسه، ثم قال ارفع إلينا حاجتك، قال: قلت أبناء المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان بالباب، فاتق الله وأوصل إليهم حقوقهم، قال: فطأطأ رأسه، فقال: أبو عبد الله أيها الرجل ارفع إلينا حاجتك، فقلت: وما أرفع؟ حدثني إسماعيل بن أبي خالد قال حج عمر بن الخطاب فقال لخازنه كم أنفقت؟ قال: بضعة عشر دينارًا وأرى هنا أمورًا لا تطيقها الجبال.
-------------
* الهوامش:
(1) والمعنى: خذ من الدنيا ما به قوام جسمك من طعام ولباس ومأوى، واجعل شغل قلبك بما يهمك من أمر الآخرة: فلا تشغله بأمر بدنك.
(2) والمعنى: ما خرج من أيديكم فأنفقوه في ميدان الخير، وفقًا لما جاء في الحديث "بقيت كلها إلا الذراع".
(3) القصار: هو الذي يصبغ الثياب، وصلاته في الجماعة تقتضي منه الوقوف عن عمله قبل كل صلاة، حتى يغير ثيابه ويغسل جسمه، الأمر الذي يستغرق وقتًا غير قصير.
جميع الحقوق محفوظة لإخوان أون لاين 2002-2011
ومما ورد في حب الله
ومما ورد في حب الله تعالى :
قال هرم بن حيان: المؤمن إذا عرف ربه عز وجل أحبه وإذا أحبه أقبل إليه، وإذا وجد حلاوة الإقبال إليه لم ينظر إلى الدنيا بعين الشهوة ولم ينظر إلى الآخرة بعين الفترة وهي تحسره في الدنيا وتروحه في الآخرة.
وقال يحيى بن معاذ: عفوه يستغرق الذنوب فكيف رضوانه؟ ورضوانه يستغرق الآمال فكيف حبه؟ وحبه يدهش العقول فكيف وده؟ ووده ينسى ما دونه فكيف لطفه؟.
وفي بعض الكتب: عبدي أنا -وحقك - لك محب فبحقي عليك كن لي محباً.وقال يحيى بن معاذ: مثقال خردلة من الحب أحب إلي من عبادة سبعين سنة بلا حب.
وقال يحيى بن معاذ:
إلهي إني مقيم بفنائك مشغول بثنائك، صغيراً أخذتني إليك وسربلتني بمعرفتك وأمكنتني من لطفك ونقلتني وقلبتني في الأعمال ستراً وتوبةً وزهداً وشوقاً ورضاً وحباً تسقيني من حياضك وتَهملني في رياضك ملازماً لأمرك ومشغوفاً بقولك، ولما طر شاربي ولاح طائري فكيف أنصرف اليوم عنك كبيراً وقد اعتدت هذا منك وأنا صغير، فلي ما بقيت حولك دندنة وبالضراعة إليك همهمة لأني محب وكل محب بحبيبه مشغوف وعن غير حبيبه مصروف.
وقد ورد في حب الله تعالى من الأخبار والآثار ما لا يدخل في حصر حاصر وذلك أمر ظاهر، وإنما الغموض في تحقيق معناه فلنشتغل به.
قال هرم بن حيان: المؤمن إذا عرف ربه عز وجل أحبه وإذا أحبه أقبل إليه، وإذا وجد حلاوة الإقبال إليه لم ينظر إلى الدنيا بعين الشهوة ولم ينظر إلى الآخرة بعين الفترة وهي تحسره في الدنيا وتروحه في الآخرة.
وقال يحيى بن معاذ: عفوه يستغرق الذنوب فكيف رضوانه؟ ورضوانه يستغرق الآمال فكيف حبه؟ وحبه يدهش العقول فكيف وده؟ ووده ينسى ما دونه فكيف لطفه؟.
وفي بعض الكتب: عبدي أنا -وحقك - لك محب فبحقي عليك كن لي محباً.وقال يحيى بن معاذ: مثقال خردلة من الحب أحب إلي من عبادة سبعين سنة بلا حب.
وقال يحيى بن معاذ:
إلهي إني مقيم بفنائك مشغول بثنائك، صغيراً أخذتني إليك وسربلتني بمعرفتك وأمكنتني من لطفك ونقلتني وقلبتني في الأعمال ستراً وتوبةً وزهداً وشوقاً ورضاً وحباً تسقيني من حياضك وتَهملني في رياضك ملازماً لأمرك ومشغوفاً بقولك، ولما طر شاربي ولاح طائري فكيف أنصرف اليوم عنك كبيراً وقد اعتدت هذا منك وأنا صغير، فلي ما بقيت حولك دندنة وبالضراعة إليك همهمة لأني محب وكل محب بحبيبه مشغوف وعن غير حبيبه مصروف.
وقد ورد في حب الله تعالى من الأخبار والآثار ما لا يدخل في حصر حاصر وذلك أمر ظاهر، وإنما الغموض في تحقيق معناه فلنشتغل به.
أحب الأعمال إلى الله
( أحب الأعمال إلى الله }
1 - أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل .
2- أحب الأعمال إلى الله الصلاة لوقتها ثم بر الوالدين ثم الجهاد في سبيل الله .
3 - أحب الأعمال إلى الله أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله .
4 - أحب الأعمال إلى الله إيمان بالله ثم صلة الرحم ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأبغض الأعمال إلى الله الإشراك بالله ثم قطيعة الرحم .
5- أحب الناس إلى الله أنفعهم وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور ٌ تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينًا أو تطرد عنه جوعًا ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلى من أن أعتكف في المسجد شهرًا ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظًا ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضيً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزول الأقدام وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل .
6- يا أيها الناس عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وإن أحب الأعمال إلى الله ما دووم عليه وإن قل .
{ هذه الأحاديث من تخريج السيوطي وتحقيق الألباني }
1 - أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل .
2- أحب الأعمال إلى الله الصلاة لوقتها ثم بر الوالدين ثم الجهاد في سبيل الله .
3 - أحب الأعمال إلى الله أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله .
4 - أحب الأعمال إلى الله إيمان بالله ثم صلة الرحم ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأبغض الأعمال إلى الله الإشراك بالله ثم قطيعة الرحم .
5- أحب الناس إلى الله أنفعهم وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور ٌ تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينًا أو تطرد عنه جوعًا ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلى من أن أعتكف في المسجد شهرًا ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظًا ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضيً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزول الأقدام وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل .
6- يا أيها الناس عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وإن أحب الأعمال إلى الله ما دووم عليه وإن قل .
{ هذه الأحاديث من تخريج السيوطي وتحقيق الألباني }
الأحد، 1 أبريل 2012
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق