أتوقع أن تعمل تركيا ومن يساندها على فتح معبر رفح بقرار دولي .
فهي فرصة لا ينبغي أن تفوتها تركيا في خضم هذه الإدانة الدولية ، والتعاطف العالمي مع قضية غزة وفلسطين .
وهي فرصة أيضا لتثبت تركيا قدرتها على عمل ما لم تستطع الدول فعله في عشرات السنين .
وبذلك تمكن تركيا لأقدامها في المنطقة كزعيمة للعالم الإسلامي ، يساعدها في ذلك تاريخها العظيم وإرثها القديم .
نعود ونقول - وقلوبنا تحترق – لولا الحصار المصري لغزة ، حصار الغذاء والدواء ومواد البناء ما حدث كل هذا .
ورب ضارة نافعة .
ولكن يبدون أن الأحداث سوف تتسارع تجاه إقصاء الكيان الصهيوني وتسوء وجوههم من كل شعوب الأرض .
كما أن الشعوب العربية والجماهير الإسلامية ستلفظ هذه الأنظمة التي تبسط أيديها بالإساءة إلى شعوبها ، وتمدها للمستعمر بالسؤال إلى بقائها .
إن هذا الحشد الإعلامي الضخم ضد الكيان الغاصب ومن يمالئه والذي يزداد يوما بعد يوم – سيصب في صالح الحرية والديمقراطية لشعوبنا ، وزحزحة هؤلاء المتغلبين عن حكم بلادنا , وسيذهبون إلى مصيرهم المقدر عند الله غير مأسوف عليهم .
وسيجد هذا العدو الغاصب نفسه ضعيفا بلا سند من الخلق ولا حبل من الناس ، خاصة وأن أمريكا تترنح بعد أن وهن اقتصادها ، وأفلست شركاتها ، وأغلق الكثير من بنوكها ، وتأتيها الكوارث الطبيعية والبيئية متوالية بعضها وراء بعض . ولله في خلقه شؤون !
وتكملة لما بدأت به : ماذا بعد أسطول الحرية ؟
أعتقد أن تركيا ستعمل في خطين متوازيين ، العمل على فتح المعبر وهذا له الأولوية ، والثاني الانتقام للشهداء الأتراك ولو تأخر قليلا ولكنه حق لن يموت بل يستغل للضغط على الكيان عالميا ومحليا .
والله أعلم .
مدونة الطريق إلى محبة الله / شعبان شحاته
ومما ورد في حب الله
ومما ورد في حب الله تعالى :
قال هرم بن حيان: المؤمن إذا عرف ربه عز وجل أحبه وإذا أحبه أقبل إليه، وإذا وجد حلاوة الإقبال إليه لم ينظر إلى الدنيا بعين الشهوة ولم ينظر إلى الآخرة بعين الفترة وهي تحسره في الدنيا وتروحه في الآخرة.
وقال يحيى بن معاذ: عفوه يستغرق الذنوب فكيف رضوانه؟ ورضوانه يستغرق الآمال فكيف حبه؟ وحبه يدهش العقول فكيف وده؟ ووده ينسى ما دونه فكيف لطفه؟.
وفي بعض الكتب: عبدي أنا -وحقك - لك محب فبحقي عليك كن لي محباً.وقال يحيى بن معاذ: مثقال خردلة من الحب أحب إلي من عبادة سبعين سنة بلا حب.
وقال يحيى بن معاذ:
إلهي إني مقيم بفنائك مشغول بثنائك، صغيراً أخذتني إليك وسربلتني بمعرفتك وأمكنتني من لطفك ونقلتني وقلبتني في الأعمال ستراً وتوبةً وزهداً وشوقاً ورضاً وحباً تسقيني من حياضك وتَهملني في رياضك ملازماً لأمرك ومشغوفاً بقولك، ولما طر شاربي ولاح طائري فكيف أنصرف اليوم عنك كبيراً وقد اعتدت هذا منك وأنا صغير، فلي ما بقيت حولك دندنة وبالضراعة إليك همهمة لأني محب وكل محب بحبيبه مشغوف وعن غير حبيبه مصروف.
وقد ورد في حب الله تعالى من الأخبار والآثار ما لا يدخل في حصر حاصر وذلك أمر ظاهر، وإنما الغموض في تحقيق معناه فلنشتغل به.
قال هرم بن حيان: المؤمن إذا عرف ربه عز وجل أحبه وإذا أحبه أقبل إليه، وإذا وجد حلاوة الإقبال إليه لم ينظر إلى الدنيا بعين الشهوة ولم ينظر إلى الآخرة بعين الفترة وهي تحسره في الدنيا وتروحه في الآخرة.
وقال يحيى بن معاذ: عفوه يستغرق الذنوب فكيف رضوانه؟ ورضوانه يستغرق الآمال فكيف حبه؟ وحبه يدهش العقول فكيف وده؟ ووده ينسى ما دونه فكيف لطفه؟.
وفي بعض الكتب: عبدي أنا -وحقك - لك محب فبحقي عليك كن لي محباً.وقال يحيى بن معاذ: مثقال خردلة من الحب أحب إلي من عبادة سبعين سنة بلا حب.
وقال يحيى بن معاذ:
إلهي إني مقيم بفنائك مشغول بثنائك، صغيراً أخذتني إليك وسربلتني بمعرفتك وأمكنتني من لطفك ونقلتني وقلبتني في الأعمال ستراً وتوبةً وزهداً وشوقاً ورضاً وحباً تسقيني من حياضك وتَهملني في رياضك ملازماً لأمرك ومشغوفاً بقولك، ولما طر شاربي ولاح طائري فكيف أنصرف اليوم عنك كبيراً وقد اعتدت هذا منك وأنا صغير، فلي ما بقيت حولك دندنة وبالضراعة إليك همهمة لأني محب وكل محب بحبيبه مشغوف وعن غير حبيبه مصروف.
وقد ورد في حب الله تعالى من الأخبار والآثار ما لا يدخل في حصر حاصر وذلك أمر ظاهر، وإنما الغموض في تحقيق معناه فلنشتغل به.
أحب الأعمال إلى الله
( أحب الأعمال إلى الله }
1 - أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل .
2- أحب الأعمال إلى الله الصلاة لوقتها ثم بر الوالدين ثم الجهاد في سبيل الله .
3 - أحب الأعمال إلى الله أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله .
4 - أحب الأعمال إلى الله إيمان بالله ثم صلة الرحم ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأبغض الأعمال إلى الله الإشراك بالله ثم قطيعة الرحم .
5- أحب الناس إلى الله أنفعهم وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور ٌ تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينًا أو تطرد عنه جوعًا ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلى من أن أعتكف في المسجد شهرًا ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظًا ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضيً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزول الأقدام وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل .
6- يا أيها الناس عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وإن أحب الأعمال إلى الله ما دووم عليه وإن قل .
{ هذه الأحاديث من تخريج السيوطي وتحقيق الألباني }
1 - أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل .
2- أحب الأعمال إلى الله الصلاة لوقتها ثم بر الوالدين ثم الجهاد في سبيل الله .
3 - أحب الأعمال إلى الله أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله .
4 - أحب الأعمال إلى الله إيمان بالله ثم صلة الرحم ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأبغض الأعمال إلى الله الإشراك بالله ثم قطيعة الرحم .
5- أحب الناس إلى الله أنفعهم وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور ٌ تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينًا أو تطرد عنه جوعًا ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلى من أن أعتكف في المسجد شهرًا ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظًا ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضيً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزول الأقدام وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل .
6- يا أيها الناس عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وإن أحب الأعمال إلى الله ما دووم عليه وإن قل .
{ هذه الأحاديث من تخريج السيوطي وتحقيق الألباني }
الاثنين، 31 مايو 2010
الأربعاء، 26 مايو 2010
قناة الجزيرة
منارة عالية تأخذ بيد التائهين ، وتهدي الحائرين إلى الرأي الحر الذي فقدناه في بلادنا في قنواتنا المحلية .
لقد أصبح الإعلام في بلادنا يتكلم عن شيء آخر ، عن رأي الحاكم المستبد في الحياة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا .
أما المجتمع فله شخصية أخرى لا يعبر عنها هذا الإعلام ولا تفصح عنه تلك الأبواق المزعجة الغريبة .
إن وسائل الإعلام عندنا لا تعبر عن رأيي ولا عما يدور في ذهن أولادي والمجتمع من حولي .
كنا نتمنى : متى نسمع رأيا في الإعلام يعترض على هذا الأسلوب في الحكم وفي التعليم وفي الاقتصاد وفي التخطيط .... إلخ .
وعندما من الله علينا بقناة الجزيرة فتح لنا باب واسع من الرأي الحر ، نسمعه كل يوم في برامج مختلفة وهو ما يعبر عن رأي المواطن العربي المحروم من وسائل الإعلام النزيهة .
وبدأ المواطن العربي يشارك في برامجها الحوارية وعلى موقعها على الإنترنت .
وقد لعبت هذه القناة دورا في نشأة قنوات أخرى وبرامج في قنوات متعددة .
ولا نغالي إذا قلنا إنها نقلت المواطن العربي نقلة كبيرة على طريق الحرية والكرامة .
وأحدثت ثقافة سياسية كبيرة لدينا .
كما لعبت قناة الجزيرة مباشر دورا كبيرا في نقل صوت المعارضة التي كانت تحجب أصواتها داخل الجدران إلى كل أنحاء المعمورة .
ولم أكن أتخيل أن وقفة من عشرين فردا في بلادنا يستطيعون أن ينقلوا صوتهم إلى أنحاء العالم حتى جاءت قناة الجزيرة والجزيرة مباشر .
وأذكر المشاهد الكريم بحرب أمريكا وحلفائها على أفغانستان وعلى العراق وحرب اليهود على غزة ، كيف نقلت قناة الجزيرة الحرب إلينا بالصوت والصورة ، ساعة بساعة .
نحن العرب نفخر بقناة الجزيرة لأنها الوحيدة في العالم العربي التي تمثل الرأي الحر ووجهة النظر النزيهة ، كما أنها من أكثر القنوات المشهورة في العالم .
جزى الله خيرا كل من ساهم في انطلاقها وحرص على استمرارها .
شعبان شحاته
مدونة الطريق إلى محبة الله
لقد أصبح الإعلام في بلادنا يتكلم عن شيء آخر ، عن رأي الحاكم المستبد في الحياة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا .
أما المجتمع فله شخصية أخرى لا يعبر عنها هذا الإعلام ولا تفصح عنه تلك الأبواق المزعجة الغريبة .
إن وسائل الإعلام عندنا لا تعبر عن رأيي ولا عما يدور في ذهن أولادي والمجتمع من حولي .
كنا نتمنى : متى نسمع رأيا في الإعلام يعترض على هذا الأسلوب في الحكم وفي التعليم وفي الاقتصاد وفي التخطيط .... إلخ .
وعندما من الله علينا بقناة الجزيرة فتح لنا باب واسع من الرأي الحر ، نسمعه كل يوم في برامج مختلفة وهو ما يعبر عن رأي المواطن العربي المحروم من وسائل الإعلام النزيهة .
وبدأ المواطن العربي يشارك في برامجها الحوارية وعلى موقعها على الإنترنت .
وقد لعبت هذه القناة دورا في نشأة قنوات أخرى وبرامج في قنوات متعددة .
ولا نغالي إذا قلنا إنها نقلت المواطن العربي نقلة كبيرة على طريق الحرية والكرامة .
وأحدثت ثقافة سياسية كبيرة لدينا .
كما لعبت قناة الجزيرة مباشر دورا كبيرا في نقل صوت المعارضة التي كانت تحجب أصواتها داخل الجدران إلى كل أنحاء المعمورة .
ولم أكن أتخيل أن وقفة من عشرين فردا في بلادنا يستطيعون أن ينقلوا صوتهم إلى أنحاء العالم حتى جاءت قناة الجزيرة والجزيرة مباشر .
وأذكر المشاهد الكريم بحرب أمريكا وحلفائها على أفغانستان وعلى العراق وحرب اليهود على غزة ، كيف نقلت قناة الجزيرة الحرب إلينا بالصوت والصورة ، ساعة بساعة .
نحن العرب نفخر بقناة الجزيرة لأنها الوحيدة في العالم العربي التي تمثل الرأي الحر ووجهة النظر النزيهة ، كما أنها من أكثر القنوات المشهورة في العالم .
جزى الله خيرا كل من ساهم في انطلاقها وحرص على استمرارها .
شعبان شحاته
مدونة الطريق إلى محبة الله
السبت، 15 مايو 2010
الانتحار العربي . أ / فهمي هويدي
التبلد العربي مقدمة للانتحار الجماعي!
ليست مشكلة غزة، لكنها مشكلة التبلد الذي ران على العالم العربي، بحيث صار يتذرع بالانقسام لينفض يده من القضية الفلسطينية وهي تصفى، ناسيا أنها إذا ضاعت ضعنا جميعا.
(1)
لماذا لا تسمح إسرائيل لسكان غزة باستيراد البقدونس؟ كان ذلك عنوانا لمقالة كتبتها صحفية محترمة هي أميرة هاس في صحيفة "هآرتس" يوم الجمعة الماضي 7/5. وعبرت فيما كتبته عن الدهشة والسخرية من قرار غريب أصدرته الحكومة الإسرائيلية بمنع إدخال البقدونس مع بعض المنتجات الأخرى إلى غزة (شملت القائمة الكزبرة والمربى والحلاوة والكمون واللحم الطازج والفاكهة المجففة. وسلعا أخرى مثل ألعاب الأطفال والدفاتر والصحف وشفرات الحلاقة).. وفى نفس العدد كتب جدعون ليفى منتقدا يهوديا شهيرا حائزا جائزة نوبل هو إيلى فيزيل، ومستغربا منه دعوته إلى استمرار احتلال الضفة الغربية، ومتمنيا عليه أن يطالب الرئيس أوباما بالتشدد مع الدولة العبرية، لا بالتراخي معها كما هي الحال الآن.
لم أجد فى صحفنا المصرية صدى للقرار الإسرائيلي الأخير بتوسيع نطاق الحصار لكي يشمل البقدونس والكزبرة والمربى... إلخ، لكن وجدت أن صحيفة "الأهرام" أبرزت على صفحتها الأولى يوم الاثنين 3/5 خبرا تحت عنوان يقول: حماس تبتكر ضرائب على زيارة المرضى والذهاب للبحر في غزة. وتحت العنوان تقرير تحدث عن قائمة الضرائب والرسوم التي فرضتها حكومة حماس على سكان القطاع ووصفت بأنها "إتاوات" و"غريبة". وختم بالإشارة إلى أن "هذه الإجراءات (جاءت) نتيجة للسيطرة على شبكات الأنفاق من الجانب المصري، ومواجهة المهربين الذين كانوا يستخدمون الأنفاق في تهريب الأموال والبضائع من مصر إلى قطاع غزة".
المقابلة بين الموقفين تكشف عن مفارقة محزنة ومخجلة، فما نشرته "هآرتس" يفضح الحصار ويدين الاحتلال، أما ما نشرته "الأهرام" فلا ذكر فيه للحصار والاحتلال، لكنه يعبر عن الشماتة بحكومة حماس التي اضطرت في العام الثالث للحصار إلى أن تفرض على الناس ضرائب جديدة لتسير عجلة الحياة في القطاع، وفي الوقت ذاته اعتبر التقرير أن هذه الضائقة بمثابة "إنجاز" تحقق جراء الجهد المصري لإغلاق الأنفاق (لم يشر إلى دور السور الفولاذي الذي أقيم باتفاق أميركي إسرائيلي).
يضاعف من الحزن والخجل أننا جميعا وقفنا متفرجين، في حين أن إحدى المنظمات الحقوقية الإسرائيلية هي التي تحركت، فتوجهت بطلب إلى المحكمة العليا احتجت فيه على قرار حظر إدخال السلع السابقة الذكر، وطلبت الاطلاع على المعايير التي يتم على أساسها اتخاذ قرارات من ذلك القبيل، لكن السلطات تذرعت في ردها بالأسباب الأمنية التي لم تشأ أن تفصح عنها (الحياة 8/5)، لكن صحيفة هآرتس نشرت تحقيقا صحفيا تحدث عن دراسة أجريت لتحديد الحد الأدنى المطلوب لكل فرد في القطاع، شملت قوائم بكمية الوحدات الحرارية والغرامات التي يصرح بها لكل مواطن وفقا للسن والجنس، وأغلب الظن أن هذه الدراسة تم الاعتماد عليها في تحديد كميات الأغذية التي يسمح بدخولها، بحيث يبقى الجميع عند حدود الكفاف، ولا يسمح لهم بأي نمو طبيعي.
(2)
الغريب أن كل ما تفعله إسرائيل في الفتك بالفلسطينيين وتصفية ملف القضية لم يعد يحرك شيئا في الدول العربية الرئيسية، فالحصار صار مقبولا ومؤيدا. في هذا الصدد لا أحد ينسى تلك الواقعة المشينة التي ذكرها أمير أورن المعلق العسكري لصحيفة هآرتس في تقرير أرسله من بروكسل ونشرته الطبعة العبرية للجريدة في 2/12/2008، وذكر فيها أن وزير خارجية لوكسمبرغ طلب من وزيرة الخارجية الإسرائيلية (وقتذاك) تسيبي ليفني بعد كلمة ألقتها أمام وزارة خارجية حلف الناتو رفع حصار غزة، وفتح المعابر الحدودية لأن الأوضاع الإنسانية في القطاع بالغة الصعوبة، فما كان من السيدة ليفني إلا أن طلبت من وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن يشرح للوزراء لماذا ينبغي أن يستمر معبر رفح مغلقا، وكانت المفاجأة أن الرجل أيد موقفها، وقال إن المعبر يجب أن يغلق "لدواع قانونية"، مشيرا إلى أن ذلك ما تفرضه اتفاقية المعابر الموقعة في عام 2005 بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل والاتحاد الأوروبي. المخجل (لاحظ أننا غارقون في الخجل طوال الوقت) أن مراسل الصحيفة أمير أورن ذكر أنه بينما قال أبو الغيط هذا الكلام، فإن ممثل الخضر في الاتحاد الأوروبي دانى كوين بنديت (يهودي) هو الذي ندد في الاجتماع بسياسة القمع الإسرائيلية ضد الأطفال الفلسطينيين.
أيضا لم يعد الاحتلال محلا للاستنكار ولا الحصار بطبيعة الحال. وعلى الملأ جرت عملية إقامة الجدار الفولاذي من حول غزة لإحكام الحصار، ولم يعد أحد يخجل من قيام الملحق العسكري الأميركي بتفقد عملية البناء، ولا من توجيه اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأميركية الذي تمثله منظمة إيباك التحية لمصر على قيامها بتلك الخطوة "الشجاعة". أما تهويد القدس والاستيلاء على بيوت العرب وهدم عشرات المنازل في حي الشيخ جراح واقتحام المسجد الأقصى، واستمرار الحفر الذي يهدد أساساته، هذه كلها أصبحت أخبارا عادية يقرؤها الناس بهدوء ولا مبالاة في صحف الصباح، مثلها في ذلك مثل أخبار التمدد الاستيطاني السرطاني وتهويد الضفة الغربية وإقامة السور العازل وسرقة الآثار الإسلامية وعمليات التصفية والاعتقال التي تتم بصفة دورية، وتضيف أعدادا جديدة إلى العشرة آلاف معتقل فلسطيني الموزعين على السجون الإسرائيلية.
هذه الممارسات التي تتواصل بصفة يومية، وتؤدي إلى تآكل القضية الفلسطينية وطمس معالمها، لم يكن لها أي صدى من جانب الأنظمة العربية، هذا إن استثنينا البيانات البلاغية والتصريحات الصحفية الخجولة التي تطلق بين الحين والآخر من باب ستر العورة وذر الرماد في العيون.
وبشكل عام، بوسعنا أن نقول إن الممارسات الإسرائيلية برغم ما اتسمت به من وحشية وفظاعة، لم تؤثر بالسلب على العلاقات القائمة بين إسرائيل والدول العربية، سواء كانت العلاقات رسمية ومعلنة أم سرية وغير معلنة، ومن المدهش أن تلك العلاقات بدأت تنمو وتتوسع، إذ فضلا عن التمدد الإسرائيلي في شمال أفريقيا والعراق، فقد اكتشفت أن ثمة زحفا إسرائيليا حثيثا على دول منطقة الخليج -فالأخبار متواترة عن وجود العشرات من الجنرالات الإسرائيليين السابقين، وضباط الموساد يقومون بالتدريب الأمني وإدارة بعض الشركات في عدة دول خليجية (هآرتس 18/9/2009) كما أنني سمعت ذات مرة من دبلوماسي أميركي تعبيره عن الأسف لقتل محمود المبحوح القيادي بحركة حماس في دبي، لا لشيء سوى أن العملية أثرت سلبا على "العلاقات الوثيقة" التي تربط بين إسرائيل ودولة الإمارات العربية.
وقد استوضحته حين فوجئت بكلامه، فأعاد الرجل العبارة على مسامعي، وبدا مستغربا لأنني لم أكن أعلم بذلك! -في الوقت ذاته فإن تلك الممارسات لم تحل دون أن يقوم بنيامين نتنياهو رئيس وزراء العدو بزيارة إلى مصر يلتقي خلالها مع الرئيس مبارك، ويقضى معه 90 دقيقة، وبعد العودة يصرح بنيامين إليعيزر وزير التجارة الذي رافقه لراديو إسرائيل بقوله إن الاجتماع كان "رائعا" وتصل به الوقاحة إلى حد وصف الرئيس المصري بأنه "كنز إسرائيل الإستراتيجي" وهو الوصف الذي تمنيت أن تحتج عليه مصر، لكن ذلك لم يحدث.
(3)
حين وضعت السلطات المصرية العديد من العقبات أمام قافلة "شريان الحياة" التي حملت المساعدات إلى قطاع غزة في آخر أيام شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، كان لتلك الأخبار وقع الصدمة على الأتراك، الذين كانوا مشاركين في الحملة بممثلين عن البرلمان والحكومة وفي زيارة أخيرة لتركيا وجدت أنهم يعدون لحملة إغاثة أخرى خلال الصيف تضم ثماني سفن وحدثني بعضهم عن دهشته وحيرته إزاء تفسير ما جرى في المرة الماضية، قائلين إنهم سيتجنبون المرور بالموانئ المصرية في المرة المقبلة حتى لا يتكرر ما حدث من قبل. وقالوا في هذا الصدد إن أعدادا غفيرة من الأتراك حين سمعوا بالعراقيل التي وضعتها السلطات المصرية أمام حملة شريان الحياة، خصوصا حين ذاعت بينهم أخبار عن تعرض الشرطة المصرية للمشاركين فيها، أحاطوا بالقنصلية المصرية في إسطنبول وهددوا باقتحامها إذا ما تعرضت عناصر الحملة للاعتداء.
مثل هذا الغضب المختلط والدهشة شائع في أوساط الناشطين في العالم الإسلامي، ولدي رسائل عديدة معبرة عن تلك المشاعر أتلقاها عبر البريد الإلكتروني من إندونيسيين وماليزيين وباكستانيين خصوصا ممن يدرسون في أوروبا. ومما يحير هؤلاء أيضا أن جهود الإغاثة ودعوات المقاطعة الأكاديمية والفنية أو مقاطعة منتجات المستوطنات الإسرائيلية نشطة وظاهرة في الدول الغربية، في حين أنها تتراجع وتخفت بمضي الوقت في العالم العربي.
الملاحظة المهمة الجديرة بالرصد في هذا السياق أن العالم العربي في السنوات الأخيرة يزداد ابتعادا عن القضية الفلسطينية واقترابا من إسرائيل، في حين أن الرأي العام الغربي والأوروبي بوجه أخص يزداد وعيا بحقائق القضية وابتعادا عن إسرائيل وقد ظهر ذلك بشكل واضح عقب العدوان الإسرائيلي على غزة الذي فضحه وأدانه تقرير القاضي غولدستون على الصعيد الدولي، في حين تستر عليه في حينه الرئيس الفلسطيني محمود عباس وساعد إسرائيل على الإفلات من الإدانة بسببه، كما لم تأخذه الحكومات العربية مأخذ الجد.
لم يقف الأمر عند حد تراجع أولوية القضية وتقدم مسيرة التطبيع باسم ذرائع مختلفة، وإنما بدا أن تفكيك القضية والتفريط في ثوابتها أصبح أمرا ميسورا ومقبولا فثمة شبه توافق الآن على إمكانية التنازل عن الأرض بدعوى تبادل الأراضي، بحيث تبقى المستوطنات كما هي وتستأثر إسرائيل بالأرض الزراعية ومصادر المياه، وتعطي السلطة الفلسطينية مساحات مقابلة لها في صحراء النقب. وثمة تركيز واهتمام بالسلطة والدولة أكثر من الاهتمام بالأرض التي هي جوهر النزاع وثمة إقرار بالتنازل عن حق العودة والحديث الآن جار حول المقابل والبديل. وثمة شبه إجماع بين الدول العربية ورجال السلطة في رام الله على إدانة المقاومة واتهامها (تلك مشكلة غزة الحقيقية) الأمر الذي أفرز وضعا غاية في الغرابة بمقتضاه تم التنسيق الأمني بين السلطة وبين إسرائيل لملاحقة المقاومة وإجهاض عملياتها.
(4)
الأعجب والأخطر مما سبق هو ذلك التغيير الذي تلوح بوادره في الأفق العربي، وبمقتضاه تختفي صورة العدو الإسرائيلي، لكي تصبح إيران هي العدو الجديد. صحيح أن إسرائيل ما برحت تروج لذلك الادعاء (وهو أمر طبيعي) لكن الغريب في الأمر أن بعض الأطراف العربية صدقته وصارت تروج له بدورها.
آية ذلك أنني قرأت في صحيفة "الشرق الأوسط" (عدد 13 أبريل/ نيسان الماضي) أن تجمعا عالميا شهدته العاصمة السعودية الرياض جدد التحذير من خطر برنامج التسلح الإيراني الذي تحيط أخطاره بالمنطقة بأسرها، وأخرجت التحذيرات تلك من خلال بحوث متخصصين في الطاقة النووية عددا من أوجه الأخطار النووية في ظل الأوضاع الراهنة التي تدور في المنطقة وأيد لقاؤهم وجود خطر واضح في البرنامج النووي الإيراني، الذي (يؤثر سلبا) على منطقة الخليج وتوازن القوى في المنطقة، وفقا لآراء المتخصصين وقد لاحظت أن هذه الندوة نظمها أحد مراكز البحوث السعودية بالتعاون مع مركز ستيمسون الأميركي.
ومن المصادفات أنني دعيت لمناقشة الموضوع في إحدى المحطات التليفزيونية المصرية، ولكنني اعتذرت وقلت لمعد البرنامج الذي اتصل بي إنني لا أمانع في المشاركة في حالة ما إذا بدأنا بالحديث عن السلاح النووي الإسرائيلي لسبب جوهري هو أن ما يخص إيران هو احتمال يشيعه الأميركيون والإسرائيليون، أما السلاح النووي الإسرائيلي فهو حقيقة مسكوت عليها.
حيث يطل المرء على الساحة العربية من علٍ، يجد أن العالم العربي يساق ذاهلا ومستسلما في طريق رسمه الأميركيون ليس فقط لتصفية القضية الفلسطينية وتمكين إسرائيل من تحقيق ابتلاع فلسطين ومحوها من الخريطة وإنما أيضا لينفتح الطريق بعد ذلك لإخضاع العالم العربي بأسره. وهى الجائزة الكبرى التي ينتظرها الطرفان على أحر من الجمر. إننا نساق إلى الانتحار بخطى حثيثة.
(1)
لماذا لا تسمح إسرائيل لسكان غزة باستيراد البقدونس؟ كان ذلك عنوانا لمقالة كتبتها صحفية محترمة هي أميرة هاس في صحيفة "هآرتس" يوم الجمعة الماضي 7/5. وعبرت فيما كتبته عن الدهشة والسخرية من قرار غريب أصدرته الحكومة الإسرائيلية بمنع إدخال البقدونس مع بعض المنتجات الأخرى إلى غزة (شملت القائمة الكزبرة والمربى والحلاوة والكمون واللحم الطازج والفاكهة المجففة. وسلعا أخرى مثل ألعاب الأطفال والدفاتر والصحف وشفرات الحلاقة).. وفى نفس العدد كتب جدعون ليفى منتقدا يهوديا شهيرا حائزا جائزة نوبل هو إيلى فيزيل، ومستغربا منه دعوته إلى استمرار احتلال الضفة الغربية، ومتمنيا عليه أن يطالب الرئيس أوباما بالتشدد مع الدولة العبرية، لا بالتراخي معها كما هي الحال الآن.
لم أجد فى صحفنا المصرية صدى للقرار الإسرائيلي الأخير بتوسيع نطاق الحصار لكي يشمل البقدونس والكزبرة والمربى... إلخ، لكن وجدت أن صحيفة "الأهرام" أبرزت على صفحتها الأولى يوم الاثنين 3/5 خبرا تحت عنوان يقول: حماس تبتكر ضرائب على زيارة المرضى والذهاب للبحر في غزة. وتحت العنوان تقرير تحدث عن قائمة الضرائب والرسوم التي فرضتها حكومة حماس على سكان القطاع ووصفت بأنها "إتاوات" و"غريبة". وختم بالإشارة إلى أن "هذه الإجراءات (جاءت) نتيجة للسيطرة على شبكات الأنفاق من الجانب المصري، ومواجهة المهربين الذين كانوا يستخدمون الأنفاق في تهريب الأموال والبضائع من مصر إلى قطاع غزة".
المقابلة بين الموقفين تكشف عن مفارقة محزنة ومخجلة، فما نشرته "هآرتس" يفضح الحصار ويدين الاحتلال، أما ما نشرته "الأهرام" فلا ذكر فيه للحصار والاحتلال، لكنه يعبر عن الشماتة بحكومة حماس التي اضطرت في العام الثالث للحصار إلى أن تفرض على الناس ضرائب جديدة لتسير عجلة الحياة في القطاع، وفي الوقت ذاته اعتبر التقرير أن هذه الضائقة بمثابة "إنجاز" تحقق جراء الجهد المصري لإغلاق الأنفاق (لم يشر إلى دور السور الفولاذي الذي أقيم باتفاق أميركي إسرائيلي).
يضاعف من الحزن والخجل أننا جميعا وقفنا متفرجين، في حين أن إحدى المنظمات الحقوقية الإسرائيلية هي التي تحركت، فتوجهت بطلب إلى المحكمة العليا احتجت فيه على قرار حظر إدخال السلع السابقة الذكر، وطلبت الاطلاع على المعايير التي يتم على أساسها اتخاذ قرارات من ذلك القبيل، لكن السلطات تذرعت في ردها بالأسباب الأمنية التي لم تشأ أن تفصح عنها (الحياة 8/5)، لكن صحيفة هآرتس نشرت تحقيقا صحفيا تحدث عن دراسة أجريت لتحديد الحد الأدنى المطلوب لكل فرد في القطاع، شملت قوائم بكمية الوحدات الحرارية والغرامات التي يصرح بها لكل مواطن وفقا للسن والجنس، وأغلب الظن أن هذه الدراسة تم الاعتماد عليها في تحديد كميات الأغذية التي يسمح بدخولها، بحيث يبقى الجميع عند حدود الكفاف، ولا يسمح لهم بأي نمو طبيعي.
(2)
الغريب أن كل ما تفعله إسرائيل في الفتك بالفلسطينيين وتصفية ملف القضية لم يعد يحرك شيئا في الدول العربية الرئيسية، فالحصار صار مقبولا ومؤيدا. في هذا الصدد لا أحد ينسى تلك الواقعة المشينة التي ذكرها أمير أورن المعلق العسكري لصحيفة هآرتس في تقرير أرسله من بروكسل ونشرته الطبعة العبرية للجريدة في 2/12/2008، وذكر فيها أن وزير خارجية لوكسمبرغ طلب من وزيرة الخارجية الإسرائيلية (وقتذاك) تسيبي ليفني بعد كلمة ألقتها أمام وزارة خارجية حلف الناتو رفع حصار غزة، وفتح المعابر الحدودية لأن الأوضاع الإنسانية في القطاع بالغة الصعوبة، فما كان من السيدة ليفني إلا أن طلبت من وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن يشرح للوزراء لماذا ينبغي أن يستمر معبر رفح مغلقا، وكانت المفاجأة أن الرجل أيد موقفها، وقال إن المعبر يجب أن يغلق "لدواع قانونية"، مشيرا إلى أن ذلك ما تفرضه اتفاقية المعابر الموقعة في عام 2005 بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل والاتحاد الأوروبي. المخجل (لاحظ أننا غارقون في الخجل طوال الوقت) أن مراسل الصحيفة أمير أورن ذكر أنه بينما قال أبو الغيط هذا الكلام، فإن ممثل الخضر في الاتحاد الأوروبي دانى كوين بنديت (يهودي) هو الذي ندد في الاجتماع بسياسة القمع الإسرائيلية ضد الأطفال الفلسطينيين.
أيضا لم يعد الاحتلال محلا للاستنكار ولا الحصار بطبيعة الحال. وعلى الملأ جرت عملية إقامة الجدار الفولاذي من حول غزة لإحكام الحصار، ولم يعد أحد يخجل من قيام الملحق العسكري الأميركي بتفقد عملية البناء، ولا من توجيه اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأميركية الذي تمثله منظمة إيباك التحية لمصر على قيامها بتلك الخطوة "الشجاعة". أما تهويد القدس والاستيلاء على بيوت العرب وهدم عشرات المنازل في حي الشيخ جراح واقتحام المسجد الأقصى، واستمرار الحفر الذي يهدد أساساته، هذه كلها أصبحت أخبارا عادية يقرؤها الناس بهدوء ولا مبالاة في صحف الصباح، مثلها في ذلك مثل أخبار التمدد الاستيطاني السرطاني وتهويد الضفة الغربية وإقامة السور العازل وسرقة الآثار الإسلامية وعمليات التصفية والاعتقال التي تتم بصفة دورية، وتضيف أعدادا جديدة إلى العشرة آلاف معتقل فلسطيني الموزعين على السجون الإسرائيلية.
هذه الممارسات التي تتواصل بصفة يومية، وتؤدي إلى تآكل القضية الفلسطينية وطمس معالمها، لم يكن لها أي صدى من جانب الأنظمة العربية، هذا إن استثنينا البيانات البلاغية والتصريحات الصحفية الخجولة التي تطلق بين الحين والآخر من باب ستر العورة وذر الرماد في العيون.
وبشكل عام، بوسعنا أن نقول إن الممارسات الإسرائيلية برغم ما اتسمت به من وحشية وفظاعة، لم تؤثر بالسلب على العلاقات القائمة بين إسرائيل والدول العربية، سواء كانت العلاقات رسمية ومعلنة أم سرية وغير معلنة، ومن المدهش أن تلك العلاقات بدأت تنمو وتتوسع، إذ فضلا عن التمدد الإسرائيلي في شمال أفريقيا والعراق، فقد اكتشفت أن ثمة زحفا إسرائيليا حثيثا على دول منطقة الخليج -فالأخبار متواترة عن وجود العشرات من الجنرالات الإسرائيليين السابقين، وضباط الموساد يقومون بالتدريب الأمني وإدارة بعض الشركات في عدة دول خليجية (هآرتس 18/9/2009) كما أنني سمعت ذات مرة من دبلوماسي أميركي تعبيره عن الأسف لقتل محمود المبحوح القيادي بحركة حماس في دبي، لا لشيء سوى أن العملية أثرت سلبا على "العلاقات الوثيقة" التي تربط بين إسرائيل ودولة الإمارات العربية.
وقد استوضحته حين فوجئت بكلامه، فأعاد الرجل العبارة على مسامعي، وبدا مستغربا لأنني لم أكن أعلم بذلك! -في الوقت ذاته فإن تلك الممارسات لم تحل دون أن يقوم بنيامين نتنياهو رئيس وزراء العدو بزيارة إلى مصر يلتقي خلالها مع الرئيس مبارك، ويقضى معه 90 دقيقة، وبعد العودة يصرح بنيامين إليعيزر وزير التجارة الذي رافقه لراديو إسرائيل بقوله إن الاجتماع كان "رائعا" وتصل به الوقاحة إلى حد وصف الرئيس المصري بأنه "كنز إسرائيل الإستراتيجي" وهو الوصف الذي تمنيت أن تحتج عليه مصر، لكن ذلك لم يحدث.
(3)
حين وضعت السلطات المصرية العديد من العقبات أمام قافلة "شريان الحياة" التي حملت المساعدات إلى قطاع غزة في آخر أيام شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، كان لتلك الأخبار وقع الصدمة على الأتراك، الذين كانوا مشاركين في الحملة بممثلين عن البرلمان والحكومة وفي زيارة أخيرة لتركيا وجدت أنهم يعدون لحملة إغاثة أخرى خلال الصيف تضم ثماني سفن وحدثني بعضهم عن دهشته وحيرته إزاء تفسير ما جرى في المرة الماضية، قائلين إنهم سيتجنبون المرور بالموانئ المصرية في المرة المقبلة حتى لا يتكرر ما حدث من قبل. وقالوا في هذا الصدد إن أعدادا غفيرة من الأتراك حين سمعوا بالعراقيل التي وضعتها السلطات المصرية أمام حملة شريان الحياة، خصوصا حين ذاعت بينهم أخبار عن تعرض الشرطة المصرية للمشاركين فيها، أحاطوا بالقنصلية المصرية في إسطنبول وهددوا باقتحامها إذا ما تعرضت عناصر الحملة للاعتداء.
مثل هذا الغضب المختلط والدهشة شائع في أوساط الناشطين في العالم الإسلامي، ولدي رسائل عديدة معبرة عن تلك المشاعر أتلقاها عبر البريد الإلكتروني من إندونيسيين وماليزيين وباكستانيين خصوصا ممن يدرسون في أوروبا. ومما يحير هؤلاء أيضا أن جهود الإغاثة ودعوات المقاطعة الأكاديمية والفنية أو مقاطعة منتجات المستوطنات الإسرائيلية نشطة وظاهرة في الدول الغربية، في حين أنها تتراجع وتخفت بمضي الوقت في العالم العربي.
الملاحظة المهمة الجديرة بالرصد في هذا السياق أن العالم العربي في السنوات الأخيرة يزداد ابتعادا عن القضية الفلسطينية واقترابا من إسرائيل، في حين أن الرأي العام الغربي والأوروبي بوجه أخص يزداد وعيا بحقائق القضية وابتعادا عن إسرائيل وقد ظهر ذلك بشكل واضح عقب العدوان الإسرائيلي على غزة الذي فضحه وأدانه تقرير القاضي غولدستون على الصعيد الدولي، في حين تستر عليه في حينه الرئيس الفلسطيني محمود عباس وساعد إسرائيل على الإفلات من الإدانة بسببه، كما لم تأخذه الحكومات العربية مأخذ الجد.
لم يقف الأمر عند حد تراجع أولوية القضية وتقدم مسيرة التطبيع باسم ذرائع مختلفة، وإنما بدا أن تفكيك القضية والتفريط في ثوابتها أصبح أمرا ميسورا ومقبولا فثمة شبه توافق الآن على إمكانية التنازل عن الأرض بدعوى تبادل الأراضي، بحيث تبقى المستوطنات كما هي وتستأثر إسرائيل بالأرض الزراعية ومصادر المياه، وتعطي السلطة الفلسطينية مساحات مقابلة لها في صحراء النقب. وثمة تركيز واهتمام بالسلطة والدولة أكثر من الاهتمام بالأرض التي هي جوهر النزاع وثمة إقرار بالتنازل عن حق العودة والحديث الآن جار حول المقابل والبديل. وثمة شبه إجماع بين الدول العربية ورجال السلطة في رام الله على إدانة المقاومة واتهامها (تلك مشكلة غزة الحقيقية) الأمر الذي أفرز وضعا غاية في الغرابة بمقتضاه تم التنسيق الأمني بين السلطة وبين إسرائيل لملاحقة المقاومة وإجهاض عملياتها.
(4)
الأعجب والأخطر مما سبق هو ذلك التغيير الذي تلوح بوادره في الأفق العربي، وبمقتضاه تختفي صورة العدو الإسرائيلي، لكي تصبح إيران هي العدو الجديد. صحيح أن إسرائيل ما برحت تروج لذلك الادعاء (وهو أمر طبيعي) لكن الغريب في الأمر أن بعض الأطراف العربية صدقته وصارت تروج له بدورها.
آية ذلك أنني قرأت في صحيفة "الشرق الأوسط" (عدد 13 أبريل/ نيسان الماضي) أن تجمعا عالميا شهدته العاصمة السعودية الرياض جدد التحذير من خطر برنامج التسلح الإيراني الذي تحيط أخطاره بالمنطقة بأسرها، وأخرجت التحذيرات تلك من خلال بحوث متخصصين في الطاقة النووية عددا من أوجه الأخطار النووية في ظل الأوضاع الراهنة التي تدور في المنطقة وأيد لقاؤهم وجود خطر واضح في البرنامج النووي الإيراني، الذي (يؤثر سلبا) على منطقة الخليج وتوازن القوى في المنطقة، وفقا لآراء المتخصصين وقد لاحظت أن هذه الندوة نظمها أحد مراكز البحوث السعودية بالتعاون مع مركز ستيمسون الأميركي.
ومن المصادفات أنني دعيت لمناقشة الموضوع في إحدى المحطات التليفزيونية المصرية، ولكنني اعتذرت وقلت لمعد البرنامج الذي اتصل بي إنني لا أمانع في المشاركة في حالة ما إذا بدأنا بالحديث عن السلاح النووي الإسرائيلي لسبب جوهري هو أن ما يخص إيران هو احتمال يشيعه الأميركيون والإسرائيليون، أما السلاح النووي الإسرائيلي فهو حقيقة مسكوت عليها.
حيث يطل المرء على الساحة العربية من علٍ، يجد أن العالم العربي يساق ذاهلا ومستسلما في طريق رسمه الأميركيون ليس فقط لتصفية القضية الفلسطينية وتمكين إسرائيل من تحقيق ابتلاع فلسطين ومحوها من الخريطة وإنما أيضا لينفتح الطريق بعد ذلك لإخضاع العالم العربي بأسره. وهى الجائزة الكبرى التي ينتظرها الطرفان على أحر من الجمر. إننا نساق إلى الانتحار بخطى حثيثة.
الثلاثاء، 11 مايو 2010
لا تلوث عزمك
( حديث إلى النفس ) .. . لا تلوث عزمك ... أرجوك
لا تبحث عن الشهرة والصيت .
لا تعجب بعملك .
لا تدع الناس إليك .
لا تحدثهم عن أعمالك ، عن أولادك ، عن مالك ، عن شهاداتك .
كن قويا عندما تدعوك نفسك إلى حب الرياء و المن .
لا تضعف أمام الباطل ، وقف له بالمرصاد بالوسائل المشروعة .
لا تكبر الدينا في عينيك ، ولا تضخمها في ناظريك .
لا تأكل حراما .
تنزه عن الشبهات .
ادع الناس إلى الله واعمل على إنقاذهم من أنفسهم ومن الطغاة والظالمين .
خذ بأيديهم من هذه الحياة السائبة ، واربطهم بالأهداف السامية التي فيها عزهم في الدنيا والآخرة .
حصن أفكارهم ومشاعرهم .
انتشلهم من الجبن والوضاعة ، وأقمهم على طريق العزة والكرامة .
ولا ترج منهم شيئا .
اربطهم بقرآن ربهم وسنة نبيهم وسيرة السلف الصالح ؛ فهذا هو الطريق المعبد الذي يوصل إلى الهدف المقصود .
اعمل على توحيد مصدر ثقافتهم حتى يسلم بناؤهم ويصلب عودهم ؛ ليحملوا منهج ربهم للعالمين ، غير عابئين بما يكلفهم من تضحيات ، وغير هيابين من البشر ، متوكلين على ربهم وحده سبحانه وتعالى .
إن تقوية الإيمان في القلوب هي الضمان الوحيد لإنقاذ الناس من ضعف نفوسهم أمام الشهوات ، وعجزها تجاه الباطل ، وصمتها أمام الطغيان
.
لا تصرف وقتك في غير مهمتك ، ولا تنفق جهدك في غير وظيفتك ، ولا تلتفت عن وجهتك .
اجعل غايتك في الحياة أن تعرف الناس بربهم ، وتحببهم إليه .
وجه الناس إلى رعاية الجسد في محيطه الطبيعي ، والروح إلى أفقه المطلوب .
اجعل حياتك وحياة الناس تحت إمرة القلوب ، لا تحت إمرة الأهواء .
ستهون عليك الدنيا بما فيها إذا ذقت لحظات القرب من الله ، لن تجد الدنيا مكانا في قلبك إذا أحببت جوار الله في الجنة ، حيث الخلود الأبدي والنعيم السرمدي ، سيكون شوقك إلى الله أعظم من شوقك إلى كل متاع الدنيا المنغص الفاني .
حلق في سماء القرآن ، واغترف من معينه الذي لاينضب .
تقرب بالفرائض ، وتحبب بالسنن الرواتب ، واسعد بقيام الليل بين يدي ربك والناس نيام ، وعالج أخطاءك واستغفر بالأسحار ، واطلب من ربك أن يرزقك حبه وينعم عليك بقربه ولا تفتر عن ذلك حتى يبزغ الفجر الموعود والقرآن المشهود .
عطر لسانك بالذكر قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ، وكل حين .
ارض عن ربك ، واقنع بما قسم لك ، ولا تعترض ولا تحسد واسأل الله من فضله.
قل : اللهم إنا نسألك عيشة هنية وميتة سوية ومردا غير مخز ولا فاضح . اللهم لا تمتنا وعلينا حق لأحد من عبادك .
اللهم لا سعادة إلا في ظل شريعة الإسلام ، اللهم حكم شرعك وكتابك وسنة نبيك ، وانصر عبادك الصالحين .
آمين .
لا تبحث عن الشهرة والصيت .
لا تعجب بعملك .
لا تدع الناس إليك .
لا تحدثهم عن أعمالك ، عن أولادك ، عن مالك ، عن شهاداتك .
كن قويا عندما تدعوك نفسك إلى حب الرياء و المن .
لا تضعف أمام الباطل ، وقف له بالمرصاد بالوسائل المشروعة .
لا تكبر الدينا في عينيك ، ولا تضخمها في ناظريك .
لا تأكل حراما .
تنزه عن الشبهات .
ادع الناس إلى الله واعمل على إنقاذهم من أنفسهم ومن الطغاة والظالمين .
خذ بأيديهم من هذه الحياة السائبة ، واربطهم بالأهداف السامية التي فيها عزهم في الدنيا والآخرة .
حصن أفكارهم ومشاعرهم .
انتشلهم من الجبن والوضاعة ، وأقمهم على طريق العزة والكرامة .
ولا ترج منهم شيئا .
اربطهم بقرآن ربهم وسنة نبيهم وسيرة السلف الصالح ؛ فهذا هو الطريق المعبد الذي يوصل إلى الهدف المقصود .
اعمل على توحيد مصدر ثقافتهم حتى يسلم بناؤهم ويصلب عودهم ؛ ليحملوا منهج ربهم للعالمين ، غير عابئين بما يكلفهم من تضحيات ، وغير هيابين من البشر ، متوكلين على ربهم وحده سبحانه وتعالى .
إن تقوية الإيمان في القلوب هي الضمان الوحيد لإنقاذ الناس من ضعف نفوسهم أمام الشهوات ، وعجزها تجاه الباطل ، وصمتها أمام الطغيان
.
لا تصرف وقتك في غير مهمتك ، ولا تنفق جهدك في غير وظيفتك ، ولا تلتفت عن وجهتك .
اجعل غايتك في الحياة أن تعرف الناس بربهم ، وتحببهم إليه .
وجه الناس إلى رعاية الجسد في محيطه الطبيعي ، والروح إلى أفقه المطلوب .
اجعل حياتك وحياة الناس تحت إمرة القلوب ، لا تحت إمرة الأهواء .
ستهون عليك الدنيا بما فيها إذا ذقت لحظات القرب من الله ، لن تجد الدنيا مكانا في قلبك إذا أحببت جوار الله في الجنة ، حيث الخلود الأبدي والنعيم السرمدي ، سيكون شوقك إلى الله أعظم من شوقك إلى كل متاع الدنيا المنغص الفاني .
حلق في سماء القرآن ، واغترف من معينه الذي لاينضب .
تقرب بالفرائض ، وتحبب بالسنن الرواتب ، واسعد بقيام الليل بين يدي ربك والناس نيام ، وعالج أخطاءك واستغفر بالأسحار ، واطلب من ربك أن يرزقك حبه وينعم عليك بقربه ولا تفتر عن ذلك حتى يبزغ الفجر الموعود والقرآن المشهود .
عطر لسانك بالذكر قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ، وكل حين .
ارض عن ربك ، واقنع بما قسم لك ، ولا تعترض ولا تحسد واسأل الله من فضله.
قل : اللهم إنا نسألك عيشة هنية وميتة سوية ومردا غير مخز ولا فاضح . اللهم لا تمتنا وعلينا حق لأحد من عبادك .
اللهم لا سعادة إلا في ظل شريعة الإسلام ، اللهم حكم شرعك وكتابك وسنة نبيك ، وانصر عبادك الصالحين .
آمين .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)