كل الأحرار في العالم يهنئون الشعب التونسي الشقيق بحصوله على عزته وانتزاعه لكرامته .
فالتفت – أخي العربي – إلى الحكام الآخرين الذين يكرسون كل شيء لأشخاصهم ولأولادهم من بعدهم ، وكأن الشعوب غير موجودة ، وكأنها ستصمت إلى الأبد !
وهذا هو الدرس .
وقد ابتسمت أكثر من مرة والرئيس ( السابق ) بن على يقول : أنا فهمت !!
الآن فقط أراد أن يفهم ، والآن فقط تواضع ، بعد أن جوع شعبه وأهان كرامته ، وأذل كبرياءه ، أعانه على ذلك مجموعة من المنتفعين الذين يلتفون كالذباب حول الحكام في كل بلادنا .
لقد ارتسمت الفرحة على وجوه كل من أشاهدهم ؛ لأنها مسألة إنسانية ؛ ولأننا نعاني مثل عانوا هم ، ونقاسي مثل ماقاسوا .
نعم لكل ظالم نهاية وتبقى الشعوب ويبقى الحق .
فلتفهم النظم الحاكمة ، ولتفهم الزمرة الفاسدة ، وإن تغابوا فإن سنة الله ستدركهم (فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (43) ) فاطر .
أما نحن فقد فهمنا ، فهمنا أن الشعوب لا تخشى الجلادين ، مهما قويت أنيابهم ، واشتد بطشهم .
وانظر إلى طائرة الدكتاتور التونسي وهي تطرق أبواب فرنسا وغيرها من الدول العربية والغربية فتوصد في وجهه الأبواب ، فيعود طريدا أسيفا .
ولقد ذكرني هذا المشهد بإخوانه الطغاة نيكولاي شاوشيسكو وزوجته ، وشاه إيران وأسرته . ولله في خلقه شؤون .
وقبل هذا الحادث العظيم بيوم واحد كانت وزيرة الخارجية الأمريكية قد صرحت بكلام خطير كأنها كانت تتوقع هذه النهاية ، وتحذر من خلاله الأنظمة العربية ، وإن كان في كلامها بعض المغالطات .
فإذا نصحك الشيطان وكان كلامه مقبولا ، فقل له صدقت وأنت الكذوب .
ونص التصريح :
دعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون الخميس فى افتتاح منتدى المستقبل فى الدوحة، قادة الدول العربية إلى الإصلاح محذرة من أن التطرف يمكن أن "يملأ الفراغ" !!.
وقالت كلينتون أمام المنتدى الذى يضم ممثلى الحكومات والمجتمع المدنى فى دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى جانب دول مجموعة الثمانى، إن شعوب المنطقة "سئموا من المؤسسات الفاسدة" والسياسات "الراكدة" مقابل تراجع الثروات المائية والنفطية.
وحذرت من أن "دولا قليلة جدا" فى المنطقة "لديها خطط" للتعامل من الرؤية المستقبلية القاتمة، معتبرة أن فى "أماكن كثيرة من المنطقة، تغرق الأسس فى الرمال"، منوهة بالنمو الاجتماعى والاقتصادى فى دول الخليج التى زارتها فى الأيام الأخيرة. وقالت إن الشرق الأوسط الجديد والديناميكى يجب أن يتعزز على أسس أصلب ويتجذر وينمو فى كل أنحاء المنطقة.
وأضافت أن "الذين يتمسكون بالوضع الراهن كما هو قد يتمكنون من الصمود أمام مجمل مشاكل بلدانهم لفترة قصيرة ولكن ليس للأبد"، مشيرة إلى أن "آخرين سيملأون الفراغ" إذا ما فشل القادة فى إعطاء رؤية ايجابية "للشباب وسبل حقيقية للمشاركة".
واعتبرت أن "العناصر المتطرفة والمجموعات الإرهابية والجهات الأخرى التى تتغذى من الفقر واليأس، موجودة على الأرض وتنافس على النفوذ لذا أنها لحظة دقيقة واختبار للقيادة بالنسبة لنا جميعا" !!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق