تواطؤ عربي ، وتآمر غربي
والضحية هي الشعوب .. الشعوب العربية .. ذات العقيدة الإسلامية .
الشعب الليبي يذبح بالآلاف والجرحى بالآلاف ، وآلاف الثكلى واليتامى .. ومازالت الجامعة العربية ساكتة ، وعن قراراتها صامتة ، وذكرني ذلك بالمرارة التي غصت بها حلوقنا ، وحيرت عقولنا ، أيام الحرب المجرمة على غزة .
وأسأل : ما فائدة هذه الجامعة إذن ؟ !
ألا يخجل عمرو موسى - وهو لم ينجز شيئا هو ولا الجامعة التي يمثلها – من تصدره للترشيح لرئاسة أكبر دولة عربية في المنطقة ؟ !
يقعد العرب ينظرون كيف يبني الغرب قواعد المجد وحده ؟ !
ينتظرون أن ينصر الغرب شعوبنا ويحمي مقدساتنا ، ويذود عن حرماتنا !
أنا أعلم أنه لن يكون لهذه الجامعة أي دور إلا بعد تمتع الشعوب العربية بالديمقراطية ، حينها سيعاد تنظيم لوائحها من جديد لتكون قوة لها حساب لدى الآخرين .
أما عن الدول التي تخشى شعوبها وتخاف من الديمقراطية مثل سوريا والجزائر ، فقد ثبت أنهما يساعدان الطاغية الليبي بالطيارين وبالأسلحة والمرتزقة ، وقد شوهدت الطائرات الجزائرية تحط في البريقة بالجنود المرتزقة ، والطيارون السوريون يشعلون أرض المعركة بالنار فوق رأس إخواننا وأبنائنا في ليبيا .
أما بالنسبة للدول الغربية وأمريكا على رأسها ، فقد سقطت أقنعتها جميعًا ، فلا حقوق للإنسان ؛ لأن الإنسان هنا عربي ، أو مسلم .
ولا اعتبار للشعوب التي تريد إسقاط النظام المنبطح الذي يمد يده بالمال إلى الغرب وبالإساءة إلى شعبه !
ثم إن هذه الثورات هي في الحقيقة ضد مصالح أمريكا والغرب ، وكل دولة تقع في براثن الديمقراطية هي كارثة ، لأن هذه الديمقراطية ستفرز إسلاميين ووطنيين ، وهي لا تريد هذا ولا ذاك .
لأن هذا في زعمهم سيقطع عنهم فوائد كثيرة .
وليس الغرب ولا أمريكا بمن يفكر بعقلانية ، فيقولون مثلا : نتعامل مع هذه الدول في ثوبها الجديد من منطلق المصلحة المشتركة - والعرب بالطبع سيقبلون هذا - ولكنهم لا يفكرون إلا بمنطق المستعمر المستعلي المحتل ، هكذا وجدوا آباءهم يفعلون !
ومن أفعالهم .. ومن أفعالهم يأتي العجب : يجتمعون منذ أكثر من أسبوعين ليأخذوا قرارًا بحظر الطيران ليشلوا قوة العقيد الباطشة ضد شعبه ثم ينفضون ، ثم يجتمعون وينفضون وتدور الطواحين ولا نجد غلة ولا دقيقًا .
وهناك تفسير لما يحدث : ليبيا بلد النفط ، والعقيد ينثر الملايين في جامعات بريطانيا وبنوك أمريكا ومشاريع إيطاليا .
ثم إن توالي سقوط الدول العربية في أيدي الشعوب معناه ديمقراطية وسيادة الحرية والمحاسبة للحكام والمسؤولين ، وفي هذا ضرر كبير يراه الغرب و أمريكا .
كما أن الحلقة ستتصل بين تونس ومصر وليبيا ، وسوف تمتد إلى غيرها بالضرورة .
أما بالنسبة لليمن فالوضع أخطر بكثير . لماذا ؟
أخطر بسبب موقها الاستراتيجي المتحكم في القرن الإفريقي عن طريق باب المندب .
وكذلك لوقوعها في عمق الجزيرة العربية من الغرب والجنوب معًا ؛ فإذا وقعت في يد الشعب فمصالح أمريكا في السعودية وسلطنة عمان وغيرها أصبحت في خطر شديد .
وماذا نقول عن الأخبار التي حدثت أن هناك سفينة ترفع العلم اليوناني تحمل أسلحة وصلت سواحل ليبيا يوم الجمعة 11 – 3 – 2011 م .
وثبت أيضًا أن الأموال مازالت تنهال على العقيد الطاغية في طرابلس .
وإليك هذا الدليل من ( الفاينايشل تايمز) :
فاينانشيال تايمز” عائدات النفط تتدفق على النظام الليبي
(( ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” الاقتصادية أمس، أنه على الرغم من العقوبات الغربية ضد ليبيا، فإن مئات الملايين من الدولارات من عائدات النفط لا تزال تصل إلى نظام العقيد معمر القذافي .
وأشار التقرير إلى أن البنك المركزي الليبي لا يزال يتحكم في الأموال القادمة للبلاد من صادرات النفط وأنه لا يزال تحت سيطرة القذافي . ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم إن السبب في ذلك يعود إلى أن عقوبات الأمم المتحدة والدول الأوروبية لا تستهدف البنك المركزي الليبي، فيما لم تؤثر العقوبات الأمريكية على المجموعات المملوكة لليبيا خارج البلاد.
ونقلت “فاينانشيال تايمز” عن تنفيذيين وسماسرة قولهم إن الصين والهند لا تزالان تشتريان النفط الخام الليبي . وإن ليبيا صدرت قرابة 570 ألف برميل نفط يومياً خلال الأسبوع الأخير من فبراير . وبلغت صادراتها الأسبوع الماضي نحو 400 ألف برميل يومياً . وتبلغ قيمة الصادرات خلال أسبوعين بالأسعار الحالية نحو 770 مليون دولار . (د .ب .أ) .
وليس أمامنا إلا ملجأ واحد وملاذ واحد لا يتخلى عن المظلوم أبدًا ، أنه الله الذي هو أغير منا جميعا على العباد ، وأحرص منا على البلاد- سبحانه وتعالى .
نسأل الله القوي العزيز أن يعز جنده ويذل عدوه ؛ إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير .
هناك تعليق واحد:
ان ما يحدث الان في ليبيا هو نفسه ما كان في البوسنة والهرسك فبعد ان يقعب اهل ليبيا من القتال او قل بعد ان تصل الايادي الى ثروة ليبيا ياتي الكبار لتقاسم ثروتها فلا يهمهم من ليبيا الا نفطها فلا شعوب الا شعوبهم
إرسال تعليق