العسكري وسياسة الأرض
المحروقة!!
بقلم: محمد السروجي
ما زلت على يقين أن العسكري لن يستسلم بسهولة،
نعم.. أقصد لفظ "يستسلم"؛ لأنه حوَّل الساحة السياسية إلى ساحة حرب،
استخدم فيها كل الأسلحة والأساليب غير الوطنية ولا المهنية ولا الديمقراطية بل ولا
الأخلاقية، تحولت الساحة السياسية إلى ميدان قتال بين الإخوة الفرقاء دون ميثاق
شرف أو معايير حاكمة.
العسكري مارس نفس نمط قائده الأعلى المخلوع
مبارك.. نمط التغول في كل المؤسسات وإرباك كل الحسابات وخلط كل الأوراق؛ ليسير من
أراد السير على الشوك والأرض المحروقة، الشواهد كثيرة والتداعيات خطيرة، والأمل لم
ولن ينقطع بعد.
شواهد ودلالات:
** ضياع أدلة الاتهام في محاكمة القرن الفضيحة وعن
عمد؛ ما أهدر دماء الشهداء وبرأ القتلة، بل وربما طالبوا بالتعويضات المالية
والأدبية من أموال الشعب؛ ليقتلونا مرةً ويسرقونا مرات.
** تعمُّد عدم التحقيق في القضايا المنسوبة لأحمد
شفيق مرشح العسكري.. قضايا الفساد والإفساد، موقعة الجمل، قتل الشهداء، بيع
الأراضي لأبناء مبارك، التخلص من أدلة الاتهام بالقتل والعنف خلال الثورة..
** تصريحات العسكري بخصوص الإعلان المكمل، وفيه
افتئات على صلاحيات مجلس الشعب، وإصرار على تغول السلطة التنفيذية نفس نمط إدارة
المخلوع.
** تحديد جلسة المحكمة الدستورية بخصوص قانوني
العزل ومباشرة الحقوق السياسية قبل الإعادة بيومين- التوقيت فيه إرباك للمشهد وسوء
نية- رغم وجود قضايا كثيرة معروضة على المحكمة نفسها منذ عشرات السنين لم يبت فيها.
** المحاولات اليائسة والفاشلة بغسل يد القتلة من
دماء الشهداء "راجع التصريحات الأمنية بتسليم تقارير للمجلس العسكري تكشف
فيها غموض اقتحام السجون وتهريب المساجين"، طبعًا تقارير بعد صدور حكم
البراءة وطبعًا تقارير تبحث عن شماعة وطرف ثالث في الغالب سيكون خارج حدود البلاد؛
حتى يضيع الحق كما ضاعت الأموال المنهوبة والمهربة.
** التسريبات الصادرة من النائب مصطفى بكري المتحدث
الرسمي للعسكري عن إيجاد مخرج قانوني لشفيق؛ ليخوض جولة الإعادة بالتزامن مع حل
مجلس الشعب؛ لنجد أنفسنا أمام كيان هلامي وليس دولة.. كيان هلامي يسيطر عليه
العسكري وبقايا النظام الذين خرجوا من الجحور ويتأهبون للانقضاض على بقايا الدولة
وإجهاض الثورة.
** الإصرار على تصدير الأزمات "الوقود-
السولار- البنزين- الخبز- الغاز-
القمامة"، فضلاً عن الانفلات والفوضى عقابا للشعب على خياره
الثوري وخياره الديمقراطي.
** الانحياز الواضح للمؤسسة العسكرية وأجهزتها
العميقة في قيادة حملة شفيق واستخدام نفس أساليب المعارك والملفات القذرة في بثِّ
الشائعات والفتن وتوظيف بعض الإعلام المعتوه والمشبوه.
** الترويج الإعلامي لتدهور صحة المخلوع مبارك؛ ما
يزيد التعاطف مع القاتل الفاسد، بل وتوظيف هذه الحالة لدعم مرشح العسكري أحمد شفيق.
نتائج وتداعيات:
** ترسيخ حالة اليأس والإحباط وفقدان الثقة فيما
تبقَّى من مؤسسات الدولة، خاصةً القضاء الذي يعاني ضغوطًا واضحةً وتسيئيسًا
ملحوظًا في ملف تهريب الأمريكان.. قضية تمويل المنظمات الأهلية.. وفي براءة الضباط
قتلة الثوار.
** توقع انتشار حالات من العنف كرد فعل من أهالي
الشهداء وذويهم ضد القتلة الذين برأتهم المحاكم بفعل فاعل وغياب أدلة الاتهام.
** استمرار حالة الاحتقان والتظاهر التي من المتوقع
أن تصاحبها حالات عنف واشتباك مفتعلة لتكرار نموذج محمد محمود وماسبيرو ومسرح
البالون، وأخيرًا ميدان العباسية "راجع تصريحات وتهديدات أحمد شفيق".
** استمرار مناخ الانفلات الأمني والقصف الإعلامي
المتعمَّد الذي قد يصل بنا إلى أجواء أكثر فوضى وانفلاتًا يدفع ثمنها الجميع دون
استثناء.
** تراجع مكان ومكانة المؤسسة القضائية مقصود
ومتعمد؛ لتكون طرفًا في الاشتباك الدائر وليست حكمًا، وهنا نكون قد وصلنا إلى حافة
الهاوية وانهيار الدولة، بفقدان الثقة في العسكري والشرطة والقضاء "مؤسسات
الدولة العميقة".
خلاصة الطرح:
سيناريو إجهاض الثورة وإعادة إنتاج النظام
المخلوع بصورة أكثر قبولاً وارد ومتوقع من مربع أعداء الثورة (أجهزة الأمن
والمخابرات العالمية)؛ حفاظًا على المصالح الأمريكية والصهيونية بمصر والمنطقة
لمثل هذه اللحظة؛ فهل لدى إخوة الوطن فرقاء السياسة مشروع مقاوم يحفظ الثورة
والوطن؟! هذه هي المسألة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق