إن الذين يتأوهون لما أصاب المسلمين ، ويتألمون لما يتوالى عليهم من أحداث ، ويتكالب عليهم من أعداء ، لن يفيدوا الإسلام بشيء .
وماذا عاد على الإسلام والمسلمين من حزن من سبقهم ؟
إن عدونا يقنع منا بذلك ؛ ففي الحزن امتصاص لما تعتصر عليه القلوب ، وتنطوي عليه النفوس ، طالما أنه لا يقترن بعمل يدفع كيد هذا العدو .
ولكن لابد من العمل وبذل الجهد مع المخلصين الثابتين الذين جربوا الطريق وطرقوا أوديته غير هيابين ، سلكوه مقتدين بسنة نبيهم وسيرة التابعين .
واليوم لا يحتاج الأمر إلى تجمعات تبدأ الطريق من جديد ، أو تجمعات دأبت على تشمير ثيابها بعيدا عن السياسة ، بعيدا عن الصدام مع الطغاة ، أو تجمعات كان من شأنها ومازال التعجل والتسرع ، الناشئ عن عدم التربية ، وعدم النتظيم ، وإن توفر لهم الإخلاص وسلامة القصد ، لكن ينقصهم الفهم والتربية وقوة التنظيم .
أعلم أنه لا أحد يحتكر ساحة الدعوة ، ولا يجوز له ...
ولكن ساحة الدعوة اليوم لا تحتمل التجارب لأن ساعة الحسم قد اقتربت ، والفقيه من يقف في المكان المناسب وهو يقترب من النصر ، ويجهز على العدو ...
الحرية والأمل
إن الساحة تنادي المؤمن الذي تحرر من شهواته ، وكسر قيود مطامعه ، ووضع حدا لآماله ، وحصرها في هدف واحد هو إقامة الإسلام .
وهو يسير في الطريق الشاق ذي الصعاب والأشواك ، يحدوه الأمل بالنصر ، ويصحبه الوعد بالتمكين ، أمده القرآن بالأمل .. أمل النصر والتمكين ، وأمدته السنة . فهو يسير على هدى من ربه بهمة الرجال ، وعزيمة الأبطال ، يلتمس الأجر من الله وحده ، فهو على وعد من الله برضاه وبالحور العين وجنات نعيم في الآخرة ، وبالنصر والتمكين في الدنيا ، وإن هذا النصر لقريب ( ولتعلمن نبأه بعد حين ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق