أعتقد
أن فرض الوقت الذي لا يحتمل أي تأخير أو تهاون الآن هو :
حث
الأمة الإسلامية كي ترفع أكفها لرب العالمين تطلب للإسلام التمكين ، وتدعو البشرية
كلها لتفيء إلى خالقها ، وتؤوب إلى بارئها ، وإن لم تفعل فما بلغت رسالة ربها
ووصية نبيها .
إن
الإسلام لا يمكن في الأرض حتى تجأر الأمة إلى ربها بتنزيل نصره ، وتمكين شريعته ،
وهذا أمر لابد من بنائه في عقلية الجماهير ، ووجدان الشعوب .
إن
واقع الأمة الذي ينبغي أن نقتنع به أن المسلمين ابتعدوا عن دينهم أو أبعدوا عنه على
مدى القرون الماضية ؛ بفعل الاحتلال تارة ، وبفعل الحكام الطغاة تارة أخرى ، مما
أدى إلى جهلهم بجوهر دينهم .
وإذا
كانت السحابة قد انجلت شيئا ما عن سمائنا ، وبدت حقيقة الإسلام في نفوس معتنقيه ،
فإن الذي وضح أمامنا اليوم ، أن شريحة من المسلمين لا تطالب بالإسلام وتحكيمه ،
ليس رفضا له ولكن غفلة عنه ، أو يظن بعضهم أنه يجوز اجتزاء الإسلام ، وحصره في
الشئون التعبدية أو بعض الشئون الاجتماعية ، أو حتى الاقتصادية ، وإقصاؤه عن شئون الحكم
والسياسة .
وهذا
ما لا يجوز في الدين ، لأن الحكم في الإسلام من مسائل العقيدة وليس من مسائل الفقه
.
بمعنى
أن المسألة مسألة كفر أو إيمان ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )
المائدة .
(
وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل
الله إليك ) المائدة .
(
فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم .. ) النساء .
وهذه
المهمة لا يكفي فيها مجهود الدعاة الفردي ، ولكن يحتاج جهودا ضخمة ووسائل دولة .. وتضافر
التعليم والإعلام والمسجد والثقافة العامة والأسرة لإنجاحها .
وعلى
الدعاة أن يتحدوا أو يتعاونوا ، ويكثفوا جهودهم ، ولا يفرطوا في ثوابت الإسلام ،
وأن يتخلوا عن المطامع ، لأن وصاية المسلم تضحية لا استفادة ، بمعنى أنه إذا صار
وصيا أو واليا يبذل ويعطي ويضحي ولا يبحث عن الفوائد الشخصية ، والمنح المادية .
أيها
الدعاة آن للأمة أن تعود لمجدها من جديد , وذلك بما تبذلون وتخلصون ، باتحادكم
وصبركم وثباتكم .
فمتى
يطالب المسلمون بتحيكم الإسلام ؟
يقول
الشيخ سيد قطب رحمه الله :
إن
الإسلام جاء ليعمل ، ولا يعمل حتى يحكم .
ولم
يأت ليكون حبيسا في المساجد ، أو مستورا في الضمائر .
والله
المستعان ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق