ما الهم الذي تحمله ؟ .
سبع يجري للعبد أجرهن
روى البزار في مسنده من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته : من عَلّم علماً, أو أجرى نهراً , أو حفر بئراً , أو غرس نخلاً , أو بنى مسجداً , أو ورّث مصحفاً , أو ترك ولداً يستغفر له بعد موته )) [ حسنه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع برقم :3596.
وقد ورد في الباب في معنى الحديث المتقدم مارواه ابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علمه ونشره , وولداً صالحاً تركه , ومصحفاً ورثه أو مسجداً بناه , أو بيتاً لابن السبيل بناه , أو نهراً أجراه , أو صدقةً أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته " [ حسنه الألباني رحمه الله في صحيح ابن ماجه برقم 198 ] وروى أحمد والطبراني عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم " أربعة تجري عليهم أجورهم بعد الموت : من مات مرابطاً في سبيل الله , ومن علّم علماً أجرى له عمله ما عمل به , ومن تصدق بصدقة فأجرها يجري له ما وجدت , ورجل ترك ولداً صالحاً فهو يدعو له " [ وانظر صحيح الجامع حديث رقم 890 ] . وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقةٍ جاريةٍ , أو علم ينتفع به أو ولدٍ صالح يدعو له " .
ما الهم الذي تحمله ؟
لا تفرق شملك , ولا تعكر صفوك . كن مع الله بكل قلبك .
الداعية الحي
إنه الداعية المتحرك في كل صوب ، المتقن لدعوته في كل ثوب ، إن كان في بيته فنعم العائل والمربي ، فإن نزل الشارع وخالط الناس ، وسعهم بدعوته إنه المبارك في حله وترحاله ، كالغيث أينما وقع نفع : فلا مزنه ودقت ودقها *** ولا أرضاً أبقلت أبقالهاقلب عامر وعقل يثابر ، تقي حفي ، نقي أبي ، نفعه متعد ، وخيره عام ، يتجذر هداه في كل أرض أقام فيها ، تنداح جحافل وعظه كالسيل العرم ، تذهب بكل سد منيع جاثم على قلوب الغافلين ، إذا قال أسمع ، وإذا وعظ أخضع ، دؤوب الخطو ، بدهي التصرف ، إذا اعترضته العوائق نظر إليها شزراً ، و لم تثنه عن طريفه أبدًا. إن مظهره متناسق مع وظيفته السرمدية ، هندام نظيف ومتواضع ، وهيئة تقية ، وإخبات غير متكلف ، إذا رآه الخلق ذكروا الله تعالى . وهو داعية متعال على السفاسف ، إنه لا يساوم الباعة ويلح في خفض الأسعار ، ولا يأنف من إماطة الأذى عن الطريق ، يبتسم في وجوه الناس أجمعين ، ويحفظ حشمته من نزق الطائشين ، وسمود العابثين .مستعد للدعوة في كل ميدان ، يحمل معه وسائل دعوية مختلفة يتواصل بها مع الناس . يعتمد الداعية الحيّ على كل الإمكانات المتاحة , ويستغل الظروف لصالحه . لا يلعن الظلام , ولكنه يشارك في إيقاد شمعة , إذا قصرت به وسيلة نزل إلى التي دونها , حتى لو لم يجد إلا لسانه أو الإشارة بيده متوكلاً على الله الهادي إلى صراطٍ مستقيم .زاده الإيماني :
- الربانية وضوابطها : التوحيد , الاتباع , الشمول , التنوع , اليسر والسعة , التوازن والاعتدال , الاستمرار
- القرآن- العمل الصالح ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ) . شرح الآية ...... فمن الناس من يحرز القرب والحب ومنهم المقل .
والناس مع الله تعالى أربعة عبيد : مكاتب, أو عبد للخدمة , أو تاجر , أو آبق . فلا تكن داعية آبقا يدخل الناس بك الجنة ولا تدخلها , والقاضي يكون آبقا والمعلم والمنفق . اللهم سلم سلم .
يفوت ضجيع الترهات طلابه ويدنو إلى الحاجات من بات ساعيًا
من كتاب مائة موقف من حياة المرشدين :
مواقف للإمام الصابر حسن الهضيبي
لا نعرف الغدر والخيانة :
أخلص الإخوان في نصحهم للثورة، ولكن رجالها خانوا الأمانة وغدروا وفجروا وبطشوا بالإخوان.
في هذه الظروف سارع أحد الإخوان المقربين من الأستاذ المرشد وفي الوقت ذاته يحظى بثقة رجال الثورة. سارع إلى الأستاذ المرشد، وأخبره أن رجال الثورة مجتمعون في مقر كذا، وأنه يريد الإجهاز عليهم والتخلص منهم، انتصاراً للدعوة، وكفاً للأذى عن الجماعة.
فاكفهر وجه المرشد غضباً، وقال له :
لأن يهلك الإخوان عن آخرهم – وللدعوة رب يحميها – خير من أن نبلغ قمة النصر عن طريق الغدر والخيانة.
إننا مسلمون قبل كل شيء، ولو ملكنا الدنيا بإهدار الخلق الإسلامي فنحن خاسرون.
وهذه الدماء من يتحملها يوم القيامة أمام الله ؟.
أكبر من الدنيا :
تقول الحاجة زينب الغزالي :
عندما اشتريت المنزل الذي أقيم فيه، ذهبت إلى الأستاذ الهضيبي لأخبره لأدخل السرور على قلبه.
فقال لي : نحن الآن يجب ألا نشتري بيتاً، ولا ننشغل بمثل هذه الأمور لأن آمالنا أكبر من هذا.
تقول الحاجة زينب الغزالي :
لقد كانت القضية الإسلامية هي شغله الشاغل ورجاءه وأمله، وكان يعتز بكل من يجد فيه عزماً وثباتاً...
معالم المنهج للصحوة الإسلامية : الغزالي : ( هموم داعية )
إن العالم الإسلامي لا يبيع دينه، ويؤثر أن يهلك دونه ولا يغض من موقفه نفر شذاذ من الخونة والجبناء، فقدوا الدين والشرف، ونشدوا العيش على أي حاجة وبأي ثمن!.
ولكي نحسن الوقوف أمام عدو الله وعدونا يجب أن تتوفر لجبهتنا العناصر الآتية :
أولاً: يعود الولاء للإسلام ويُستعلن الانتماء إليه، وفي حرب تعلن علينا باسم الدين لا مجال لإطفائها بالتنكر لديننا!.
لماذا يتقرر إبعاد الإسلام عن المعركة ؟ ولحساب من ؟ .
إن رفض الإسلام في هذه الساعة هو الانتحار، وطريق الدمار، بل هو قرة عين الاستعمار..
ثانيًا: الولاء الشكلي للإسلام مخادعة، ومن المستحيل أن نرتبط روحيًا ومنهجيًا بالماركسية أو بالصليبية أو بالعلمانية وفي الوقت نفسه ندّعي الإسلام..
يجب أن تعود الروح لعقائدنا وشعائرنا وشرائعنا، والمسلم الذي يستحي من الصلاة والدعوة إلى الله لا يمكن عده مسلمًا بينما يستعلن اليهودي بصلاته في أرقى العواصم!. ولن ننال ذرة من عناية الله إذا اتخذنا الدين لهوًا ولعبًا..
ثالثًا: يقصى من ميدان التدين العلماء الذين يوقدون البخور بين أيدي الساسة المنحرفين، ويزينون لهم مجونهم ونكوصهم..
والعلماء الذين يشغلون الناس بقضايا نظرية عفى عليها الزمن..أو خلافات فرعية لا يجوز أن تصدع الشمل أو تمزِّق الأهل..
إن المسلمين في المشارق والمغارب مهيأون ليقظة عامة تحمي كيانهم وتستبقي إسلامهم..
أطلب من عباد الله الصالحين أن يصيخوا السمع للنذير العريان..قبل أن يأخذنا الطوفان، فإن الأقدار تقتص من المستضعفين المفرطين، كما تقتص من المجرمين المعتدين.
وينبغي أن نزيد الأمر وضوحًا فيما يفعل اليهود، وفيما يراد منا فعله، فإن مسافة الخلف واسعة بين الموقفين، لقد تأملت في الأحداث المثيرة التي تقع فاليهود في فلسطين يقتلون فينا ويذبحون ويدوسون المقدسات وتجد أصولهم من أمريكا استراليا أو من أفريقيا أو آسيا !
إن الأخوة الدينية جمعت بين الأستراليين والأمريكيين لدعم "إسرائيل" وكذلك جمعت هذه الأخوة بين شرق أوروبا وغربها، وبين اليهود العرب في أفريقية وآسيا! وعد أولئك كلهم أولاد الأنبياء، ونسل يعقوب المبارك!.
والعالم المتحضر لا يرى في هذا الرباط شيئًا ينكر..الشيء الذي ينكر حقا هو الإخاء الديني بين المسلمين وحدهم وتحول هذا الإخاء إلى سياج يحمي عرب فلسطين من الهاجمين عليهم!!
ومن ثم يقولون إن قضية فلسطين عنصرية لا دينية، كما يصورها لنا الخادعون المخدوعون!
يبدو أن المراد هو تنويم الأمة المثخنة من الداخل والخارج حتى يتم الإجهاز الكامل عليها.. ..
إننا بحاجة إلى يقظة عامة تتناول أوضاعنا كلها حتى نحسن الدفاع عن وجودنا ورسالتنا في عالم لا يستمع إلا للأقوياء .
مهمة الحركة تجديد الإسلام ( القرضاوي : فقه االأولويات )
ماهي مهمة الحركة الإسلامية؟
إن الحركة الإسلامية إنما قامت لتجديد الإسلام والعودة به إلى قيادة الحياة من جديد، بعد إزالة العقبات من الطريق. و(تجديد الإسلام) ليس تعبيرا من عندي. إنه تعبير نبوي نطق به الحديث الذي رواه أبو داود والحاكم بإسناد صحيح عن أبي هريرة أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها دينها). ولقد كان اتجاه أغلب شرّاح هذا الحديث إلى أن كلمة "من" فيه تعني "فردا" واحدا معيناً يقوم بتجديد الدين, وحاولوا بالفعل تعيينه في الغالب من العلماء والأئمة الأعلام ممن تكون وفاته قريبة من رأس قرن مضى, مثل عمر بن عبد العزيز في القرن الأول (ت :105هـ) والشافعي في القرن الثاني (ت :204هـ) ثم اختلفوا كثيراً في مجدد المئة الثالثة وهكذا. بيد أن بعضهم نظر إلى أن "من" في الحديث تصلح للجمع كما تصلح للفرد، فيجوز أن يكون المجدد جماعة لا واحدا. وهذا ما رجحه ابن الأثير في كتابه «جامع الأصول » والحافظ الذهبي وغيرهما.. وأزيد على هذا أمراً أخر فأقول: ليس من الضروري أن يكون المجدد جماعة بمعنى عدد من الأفراد هم فلان وفلان وفلان … بل جماعة بمعنى مدرسة وحركة فكرية وعملية تقوم بتجديد الدين متضامنة. وهكذا ما أرجحه في فهم هذا الحديث الشريف, وتطبيقه على قرننا هذا الذي ودعناه لنسقبل قرناً جديداً, نسأل الله أن يجعل يومنا فيه خيراً من أمسنا, وغدنا خيراً من يومنا
بماذا يكون التجديد المنشود؟
والتجديد الذي يجب أن تقوم به الحركة الإسلامية ينبغي أن يتجسد في ثلاثة أمور: الأول: تكوين طليعة إسلامية, قادرة - بالتكامل والتعاون - على قيادة المجتمع المعاصر بالإسلام, دون تقوقع ولا تحلل, وقادرة على علاج أدواء المسلمين من صيدلية الإسلام نفسه، طليعة يجمع بين أفرادها: الإيمان العميق، والفقه الدقيق, والترابط الوثيق .
والثاني: تكوين رأي عام إسلامي يمثل القاعد ة الجماهيرية العريضة التي تقف وراء الدعاة إلى الإسلام, تحبهم وتساندهم، وتشد أزرهم, بعد أن وعت مجمل أهدافهم، ووثقت بإخلاصهم وقدرتهم، ونفضت عنها غبار التشويش والتشويه للإسلام ورجاله وحركاته.
والثالث: تهيئة مناخ عام عالمي كذلك يتقبل وجود الأمة الإسلامية، حين يفهم حقيقة الرسالة الإسلامية , والحضارة الإسلامية, ويحرر من العقد الخبيثة, التي تركها تعصب القرون الوسطى, في أعماق نفسه, ومن الأباطيل التي خلفها الكذب والتشويه في أم رأسه, رأي عام يفسح صدره لظهور القوة الإسلامية بجوار القوى العالمية الأخرى, مدركا أن من حق المسلمين أن يحكموا أنفسهم وفق عقيدتهم, باعتبارهم أغلبية في بلادهم, كما تنادي بذلك مبادئهم الديموقراطية الحية التي يتغنون بها, وأن من حقهم أن يدعوا إلى رسالتهم الإنسانية العالمية, باعتبارها إحدى الأيديولوجيات الكبرى في العالم التي لها ماض وحاضر ومستقبل, ويدين بها ما يقرب من ربع سكان دنيانا التي نعيش فيها .
أولويات الحركة الإسلامية
تعدد مجالات العمل:
إن مجالات العمل أمام الحركة الإسلامية في المرحلة القادمة, مجالات رحبة فسيحة، وعلى قادة الحركة العمليين، ومنظريها الفكريين, أن يدرسوا هذه المجالات بأناة دراسة علمية قائمة على الإحصاءات والبيانات الموثقة والمؤكدة .
هناك مجال العمل التربوي.
لتكوين (الإطارات ) البشرية، والطلائع الإسلامية, وتربية جيل النصر المنشود من الذين يفهمون الإسلام ويؤمنون به كله: علماً وعملاً ودعوة وجهاداً ويحملون دعوة الإسلام إلى أمتهم أولا، وإلى العالم بعد ذلك, بعد أن التزموا به: فكرة واضحة في رؤوسهم, وعقيدة راسخة في قلوبهم, وخلقًا يوجه كل حياتهم، وعبادة مع الله وتعاملاً مع الناس، ومنهاجاً حضارياً ينهض بالأمة، ويوحدها على كلمة الله, ويهدي الإنسانية الحائرة للتي هي أقوم.
وهناك العمل السياسي :
لاستخلاص الحكم من أيدي الضعفاء والخونة ليوضع في أيدي الأقوياء الأمناء الذين لا يريدون علوّاً في الأرض ولا فساداً, والذين إن مكنهم الله في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر.
وهناك العمل الاجتماعي:
للإسهام في علاج الفقر والجهل والمرض والرذيلة والتفسخ والفواحش, والوقوف في وجه المؤسسات المشبوهة التي تجعل من العمل الاجتماعي والخيري أداة لتغيير هوية الأمة وارتباطها بعقيدتها.
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم "مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها. وكان الذين في أسفلها اذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا! فان تركوهم وما أرادوا هلكوا، وهلكوا جميعا، وان أخذوا على أيديهم نجوا، ونجوا جميعا" رواه البخاري .
أين كنت ؟ : عندما بدأ الاختلاط , بدأ التعامل بالربا .. عندما سكت البعض عن تجاوزات الطغاة .. وتجاوزات السينما والتلفاز , وحذف ما هو إسلامي من مناهج الدراسة .... إلخ ؟ . ثم تتحدث اليوم عن غرق السفينة !! . ‘نها لم تغرق مرة واحدة إنها اهتزت , مالت , وتواصل ميلها قبل أن تغرق .
والتواصل مع المجتمع ومد الجسور مع قممه صار أمرًا تحتمه طبيعة المرحلة .
وهناك العمل الاقتصادي :
للمشاركة في تنمية المجتمع, وتخليصه من التبعية والغرق في الديون الربويّة والعمل لإيجاد مؤسسات اقتصادية إسلامية.
وهناك العمل الجهادي:
تحرير الأرض الإسلامية، ومقاومة القوى المعادية للدعوة الإسلامية والأمة الإسلامية والمحافظة على حرية الإرادة الإسلامية، واستقلال القرار الإسلامي .
وهناك العمل الدعوي والإعلامي:
لنشر الفكرة الإسلامية وشرح تعاليم الإسلام شرحاً يردها إلى وسطيتها وشمولها, وإزاحة الغموض, ورد الشبهات والمفتريات عنها, بالكلمة المقروءة والمسموعة والمرئية, وبكل الوسائل السمعية والبصرية المعينة.
وهناك العمل الفكري والعلمي:
لتصحيح التصوّر عن الإسلام عند المسلمين وغير المسلمين, وتصحيح المفاهيم المغلوطة والفتاوى القاصرة التي شاعت عند فصائل من الإسلاميين أنفسهم وإيجاد فقه ناضج بصير للحركة الإسلامية, قائم على تأصيل شرعي مستمد من نصوص الشريعة ومقاصدها, وخصوصاً لدى النخبة من المثقفين المسلمين الذين لم يتح لهم أن يعرفوا الإسلام معرفة صحيحة .
توزيع القوى على مجالات العمل:
وأرى أن هذه المجالات كلها مطلوبة , ولا ينبغي أن يهمل جانب منها, أو يؤجل، وإنما الواجب هو توزيع القوى والكفايات على كل منها, وفق حاجات هذه المجالات من ناحية, ووفق ما عندنا من قدرات من ناحية أخرى. والقرآن الكريم أنكر على المسلمين في عهد النبوة أن يتوجهوا جميعا إلى ساحة الجهاد- وما أقدسها من ساحة !- مغفلين ساحة أخرى لا تقل قداسة عن الجهاد, وربما زادت عليه في بعض الأحيان, لأنها هي التي تهيء له وتذكر به وتحذر من إضاعته وهي ساحة التفقه في الدين . يقول الله تعالى في سورة التوبة وهي السورة التي نددت بالمتخلفين عن الجهاد وأنذرت المتثاقلين بأبلغ النذر(وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين، ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ) (سورة التوبة : 22ا ) . فهذه دعوة قوية إلى التخصص، وتوزيع القوى على مجالات الحاجة .
النصر وطبيعة المرحلة : والأهم : ما المقصود بالنصر في هذه المرحلة ؟ .
.. . أن نثبت على طريقنا وعلى دعوتنا أمام هذه الضغوط الدولية والداخلية ونورّث الدعوة لهذه الأجيال حتي تمر المرحلة الحالية وطبعًا ستتحمل الجماعة تضحيات نسأل الله أن تكتب في ميزان حسناتنا
والإخوان لم يخدعوا أحدًا , ولم يعدوا الناس بنصر ٍ قريب ٍ من غير ثمن وتضحيات . وللعلم ليس هذا طريق الدعوات فقط وإنما هوطريق طريق أي إصلاح أو تغيير يريد الناس أن يقيموه في الأرض .
وقال الشيخ ياسين – رضي الله عنه – قال : ليس معني أننا لم نحصل علي حقنا أن نتنازل عنه .
ولسائل ٍ أن يسأل لماذا لم يدعُ النبي – صلي الله عليه وسلم – ربه أن ينصره نصرًا عاجلا ولا يطيل عليه و علي أصحابه الشدة والابتلاء ؟ . بل اختار طريق المجاهدة والصبر والدفع والنفس الطويل .
حتي لايأتي من أمته دعاة ينهجون طريقًا ورديًا مريحاً .
وقد جاء رجلٌ إلي النبي – صلي الله عليه وسلم – فقال يا رسول الله : لا أستطيع أن أجاهد ولا أنفق !! .
فقال له النبي – صلي الله عليه وسلم – بم تدخل الجنة إذن ؟ !! ثم عاد الرجل بعد ذلك فقال يا رسول الله أجاهد وأنفق .
لأن النصر السهل لايعيش لأن النصر الرخيص لا يبقي , إن أمته يجب أن تدرب , يجب أن تعد ولا بد من قدوة ٍ في جهاد ٍ شاق وصبر ٍ طويل ( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ) .
إن الدعوة الهينة يتنباها كل ضعيف أما الدعوة العفية الصعبة فلا يتبناها إلا الأقوياء ولا يقدر عليها إلا الأشداء .
لمن النصر :
( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتي يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ) البقرة 0 214 ) . إن نصر الله قريب و لكن ممن احتملوا البأساء والضراء , ممن جاهدوا وبذلوا ممن لم يبقوا في طاقتهم قوة ممن احتملوا مشاق الطريق .
عندما يبذل الإنسان أقصى ما في طوقه , عندما يصل إلي نهاية الشوط , عندما يلقي بهمه كله إلي الله بعد أن لم يبق في طوقه ذرة عندئذ يتحقق وعد الله ( ألا إن نصر الله قريب ) .
وليـكن شعارنـا :
والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه .
سبع يجري للعبد أجرهن
روى البزار في مسنده من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته : من عَلّم علماً, أو أجرى نهراً , أو حفر بئراً , أو غرس نخلاً , أو بنى مسجداً , أو ورّث مصحفاً , أو ترك ولداً يستغفر له بعد موته )) [ حسنه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع برقم :3596.
وقد ورد في الباب في معنى الحديث المتقدم مارواه ابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علمه ونشره , وولداً صالحاً تركه , ومصحفاً ورثه أو مسجداً بناه , أو بيتاً لابن السبيل بناه , أو نهراً أجراه , أو صدقةً أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته " [ حسنه الألباني رحمه الله في صحيح ابن ماجه برقم 198 ] وروى أحمد والطبراني عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم " أربعة تجري عليهم أجورهم بعد الموت : من مات مرابطاً في سبيل الله , ومن علّم علماً أجرى له عمله ما عمل به , ومن تصدق بصدقة فأجرها يجري له ما وجدت , ورجل ترك ولداً صالحاً فهو يدعو له " [ وانظر صحيح الجامع حديث رقم 890 ] . وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقةٍ جاريةٍ , أو علم ينتفع به أو ولدٍ صالح يدعو له " .
ما الهم الذي تحمله ؟
لا تفرق شملك , ولا تعكر صفوك . كن مع الله بكل قلبك .
الداعية الحي
إنه الداعية المتحرك في كل صوب ، المتقن لدعوته في كل ثوب ، إن كان في بيته فنعم العائل والمربي ، فإن نزل الشارع وخالط الناس ، وسعهم بدعوته إنه المبارك في حله وترحاله ، كالغيث أينما وقع نفع : فلا مزنه ودقت ودقها *** ولا أرضاً أبقلت أبقالهاقلب عامر وعقل يثابر ، تقي حفي ، نقي أبي ، نفعه متعد ، وخيره عام ، يتجذر هداه في كل أرض أقام فيها ، تنداح جحافل وعظه كالسيل العرم ، تذهب بكل سد منيع جاثم على قلوب الغافلين ، إذا قال أسمع ، وإذا وعظ أخضع ، دؤوب الخطو ، بدهي التصرف ، إذا اعترضته العوائق نظر إليها شزراً ، و لم تثنه عن طريفه أبدًا. إن مظهره متناسق مع وظيفته السرمدية ، هندام نظيف ومتواضع ، وهيئة تقية ، وإخبات غير متكلف ، إذا رآه الخلق ذكروا الله تعالى . وهو داعية متعال على السفاسف ، إنه لا يساوم الباعة ويلح في خفض الأسعار ، ولا يأنف من إماطة الأذى عن الطريق ، يبتسم في وجوه الناس أجمعين ، ويحفظ حشمته من نزق الطائشين ، وسمود العابثين .مستعد للدعوة في كل ميدان ، يحمل معه وسائل دعوية مختلفة يتواصل بها مع الناس . يعتمد الداعية الحيّ على كل الإمكانات المتاحة , ويستغل الظروف لصالحه . لا يلعن الظلام , ولكنه يشارك في إيقاد شمعة , إذا قصرت به وسيلة نزل إلى التي دونها , حتى لو لم يجد إلا لسانه أو الإشارة بيده متوكلاً على الله الهادي إلى صراطٍ مستقيم .زاده الإيماني :
- الربانية وضوابطها : التوحيد , الاتباع , الشمول , التنوع , اليسر والسعة , التوازن والاعتدال , الاستمرار
- القرآن- العمل الصالح ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ) . شرح الآية ...... فمن الناس من يحرز القرب والحب ومنهم المقل .
والناس مع الله تعالى أربعة عبيد : مكاتب, أو عبد للخدمة , أو تاجر , أو آبق . فلا تكن داعية آبقا يدخل الناس بك الجنة ولا تدخلها , والقاضي يكون آبقا والمعلم والمنفق . اللهم سلم سلم .
يفوت ضجيع الترهات طلابه ويدنو إلى الحاجات من بات ساعيًا
من كتاب مائة موقف من حياة المرشدين :
مواقف للإمام الصابر حسن الهضيبي
لا نعرف الغدر والخيانة :
أخلص الإخوان في نصحهم للثورة، ولكن رجالها خانوا الأمانة وغدروا وفجروا وبطشوا بالإخوان.
في هذه الظروف سارع أحد الإخوان المقربين من الأستاذ المرشد وفي الوقت ذاته يحظى بثقة رجال الثورة. سارع إلى الأستاذ المرشد، وأخبره أن رجال الثورة مجتمعون في مقر كذا، وأنه يريد الإجهاز عليهم والتخلص منهم، انتصاراً للدعوة، وكفاً للأذى عن الجماعة.
فاكفهر وجه المرشد غضباً، وقال له :
لأن يهلك الإخوان عن آخرهم – وللدعوة رب يحميها – خير من أن نبلغ قمة النصر عن طريق الغدر والخيانة.
إننا مسلمون قبل كل شيء، ولو ملكنا الدنيا بإهدار الخلق الإسلامي فنحن خاسرون.
وهذه الدماء من يتحملها يوم القيامة أمام الله ؟.
أكبر من الدنيا :
تقول الحاجة زينب الغزالي :
عندما اشتريت المنزل الذي أقيم فيه، ذهبت إلى الأستاذ الهضيبي لأخبره لأدخل السرور على قلبه.
فقال لي : نحن الآن يجب ألا نشتري بيتاً، ولا ننشغل بمثل هذه الأمور لأن آمالنا أكبر من هذا.
تقول الحاجة زينب الغزالي :
لقد كانت القضية الإسلامية هي شغله الشاغل ورجاءه وأمله، وكان يعتز بكل من يجد فيه عزماً وثباتاً...
معالم المنهج للصحوة الإسلامية : الغزالي : ( هموم داعية )
إن العالم الإسلامي لا يبيع دينه، ويؤثر أن يهلك دونه ولا يغض من موقفه نفر شذاذ من الخونة والجبناء، فقدوا الدين والشرف، ونشدوا العيش على أي حاجة وبأي ثمن!.
ولكي نحسن الوقوف أمام عدو الله وعدونا يجب أن تتوفر لجبهتنا العناصر الآتية :
أولاً: يعود الولاء للإسلام ويُستعلن الانتماء إليه، وفي حرب تعلن علينا باسم الدين لا مجال لإطفائها بالتنكر لديننا!.
لماذا يتقرر إبعاد الإسلام عن المعركة ؟ ولحساب من ؟ .
إن رفض الإسلام في هذه الساعة هو الانتحار، وطريق الدمار، بل هو قرة عين الاستعمار..
ثانيًا: الولاء الشكلي للإسلام مخادعة، ومن المستحيل أن نرتبط روحيًا ومنهجيًا بالماركسية أو بالصليبية أو بالعلمانية وفي الوقت نفسه ندّعي الإسلام..
يجب أن تعود الروح لعقائدنا وشعائرنا وشرائعنا، والمسلم الذي يستحي من الصلاة والدعوة إلى الله لا يمكن عده مسلمًا بينما يستعلن اليهودي بصلاته في أرقى العواصم!. ولن ننال ذرة من عناية الله إذا اتخذنا الدين لهوًا ولعبًا..
ثالثًا: يقصى من ميدان التدين العلماء الذين يوقدون البخور بين أيدي الساسة المنحرفين، ويزينون لهم مجونهم ونكوصهم..
والعلماء الذين يشغلون الناس بقضايا نظرية عفى عليها الزمن..أو خلافات فرعية لا يجوز أن تصدع الشمل أو تمزِّق الأهل..
إن المسلمين في المشارق والمغارب مهيأون ليقظة عامة تحمي كيانهم وتستبقي إسلامهم..
أطلب من عباد الله الصالحين أن يصيخوا السمع للنذير العريان..قبل أن يأخذنا الطوفان، فإن الأقدار تقتص من المستضعفين المفرطين، كما تقتص من المجرمين المعتدين.
وينبغي أن نزيد الأمر وضوحًا فيما يفعل اليهود، وفيما يراد منا فعله، فإن مسافة الخلف واسعة بين الموقفين، لقد تأملت في الأحداث المثيرة التي تقع فاليهود في فلسطين يقتلون فينا ويذبحون ويدوسون المقدسات وتجد أصولهم من أمريكا استراليا أو من أفريقيا أو آسيا !
إن الأخوة الدينية جمعت بين الأستراليين والأمريكيين لدعم "إسرائيل" وكذلك جمعت هذه الأخوة بين شرق أوروبا وغربها، وبين اليهود العرب في أفريقية وآسيا! وعد أولئك كلهم أولاد الأنبياء، ونسل يعقوب المبارك!.
والعالم المتحضر لا يرى في هذا الرباط شيئًا ينكر..الشيء الذي ينكر حقا هو الإخاء الديني بين المسلمين وحدهم وتحول هذا الإخاء إلى سياج يحمي عرب فلسطين من الهاجمين عليهم!!
ومن ثم يقولون إن قضية فلسطين عنصرية لا دينية، كما يصورها لنا الخادعون المخدوعون!
يبدو أن المراد هو تنويم الأمة المثخنة من الداخل والخارج حتى يتم الإجهاز الكامل عليها.. ..
إننا بحاجة إلى يقظة عامة تتناول أوضاعنا كلها حتى نحسن الدفاع عن وجودنا ورسالتنا في عالم لا يستمع إلا للأقوياء .
مهمة الحركة تجديد الإسلام ( القرضاوي : فقه االأولويات )
ماهي مهمة الحركة الإسلامية؟
إن الحركة الإسلامية إنما قامت لتجديد الإسلام والعودة به إلى قيادة الحياة من جديد، بعد إزالة العقبات من الطريق. و(تجديد الإسلام) ليس تعبيرا من عندي. إنه تعبير نبوي نطق به الحديث الذي رواه أبو داود والحاكم بإسناد صحيح عن أبي هريرة أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها دينها). ولقد كان اتجاه أغلب شرّاح هذا الحديث إلى أن كلمة "من" فيه تعني "فردا" واحدا معيناً يقوم بتجديد الدين, وحاولوا بالفعل تعيينه في الغالب من العلماء والأئمة الأعلام ممن تكون وفاته قريبة من رأس قرن مضى, مثل عمر بن عبد العزيز في القرن الأول (ت :105هـ) والشافعي في القرن الثاني (ت :204هـ) ثم اختلفوا كثيراً في مجدد المئة الثالثة وهكذا. بيد أن بعضهم نظر إلى أن "من" في الحديث تصلح للجمع كما تصلح للفرد، فيجوز أن يكون المجدد جماعة لا واحدا. وهذا ما رجحه ابن الأثير في كتابه «جامع الأصول » والحافظ الذهبي وغيرهما.. وأزيد على هذا أمراً أخر فأقول: ليس من الضروري أن يكون المجدد جماعة بمعنى عدد من الأفراد هم فلان وفلان وفلان … بل جماعة بمعنى مدرسة وحركة فكرية وعملية تقوم بتجديد الدين متضامنة. وهكذا ما أرجحه في فهم هذا الحديث الشريف, وتطبيقه على قرننا هذا الذي ودعناه لنسقبل قرناً جديداً, نسأل الله أن يجعل يومنا فيه خيراً من أمسنا, وغدنا خيراً من يومنا
بماذا يكون التجديد المنشود؟
والتجديد الذي يجب أن تقوم به الحركة الإسلامية ينبغي أن يتجسد في ثلاثة أمور: الأول: تكوين طليعة إسلامية, قادرة - بالتكامل والتعاون - على قيادة المجتمع المعاصر بالإسلام, دون تقوقع ولا تحلل, وقادرة على علاج أدواء المسلمين من صيدلية الإسلام نفسه، طليعة يجمع بين أفرادها: الإيمان العميق، والفقه الدقيق, والترابط الوثيق .
والثاني: تكوين رأي عام إسلامي يمثل القاعد ة الجماهيرية العريضة التي تقف وراء الدعاة إلى الإسلام, تحبهم وتساندهم، وتشد أزرهم, بعد أن وعت مجمل أهدافهم، ووثقت بإخلاصهم وقدرتهم، ونفضت عنها غبار التشويش والتشويه للإسلام ورجاله وحركاته.
والثالث: تهيئة مناخ عام عالمي كذلك يتقبل وجود الأمة الإسلامية، حين يفهم حقيقة الرسالة الإسلامية , والحضارة الإسلامية, ويحرر من العقد الخبيثة, التي تركها تعصب القرون الوسطى, في أعماق نفسه, ومن الأباطيل التي خلفها الكذب والتشويه في أم رأسه, رأي عام يفسح صدره لظهور القوة الإسلامية بجوار القوى العالمية الأخرى, مدركا أن من حق المسلمين أن يحكموا أنفسهم وفق عقيدتهم, باعتبارهم أغلبية في بلادهم, كما تنادي بذلك مبادئهم الديموقراطية الحية التي يتغنون بها, وأن من حقهم أن يدعوا إلى رسالتهم الإنسانية العالمية, باعتبارها إحدى الأيديولوجيات الكبرى في العالم التي لها ماض وحاضر ومستقبل, ويدين بها ما يقرب من ربع سكان دنيانا التي نعيش فيها .
أولويات الحركة الإسلامية
تعدد مجالات العمل:
إن مجالات العمل أمام الحركة الإسلامية في المرحلة القادمة, مجالات رحبة فسيحة، وعلى قادة الحركة العمليين، ومنظريها الفكريين, أن يدرسوا هذه المجالات بأناة دراسة علمية قائمة على الإحصاءات والبيانات الموثقة والمؤكدة .
هناك مجال العمل التربوي.
لتكوين (الإطارات ) البشرية، والطلائع الإسلامية, وتربية جيل النصر المنشود من الذين يفهمون الإسلام ويؤمنون به كله: علماً وعملاً ودعوة وجهاداً ويحملون دعوة الإسلام إلى أمتهم أولا، وإلى العالم بعد ذلك, بعد أن التزموا به: فكرة واضحة في رؤوسهم, وعقيدة راسخة في قلوبهم, وخلقًا يوجه كل حياتهم، وعبادة مع الله وتعاملاً مع الناس، ومنهاجاً حضارياً ينهض بالأمة، ويوحدها على كلمة الله, ويهدي الإنسانية الحائرة للتي هي أقوم.
وهناك العمل السياسي :
لاستخلاص الحكم من أيدي الضعفاء والخونة ليوضع في أيدي الأقوياء الأمناء الذين لا يريدون علوّاً في الأرض ولا فساداً, والذين إن مكنهم الله في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر.
وهناك العمل الاجتماعي:
للإسهام في علاج الفقر والجهل والمرض والرذيلة والتفسخ والفواحش, والوقوف في وجه المؤسسات المشبوهة التي تجعل من العمل الاجتماعي والخيري أداة لتغيير هوية الأمة وارتباطها بعقيدتها.
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم "مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها. وكان الذين في أسفلها اذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا! فان تركوهم وما أرادوا هلكوا، وهلكوا جميعا، وان أخذوا على أيديهم نجوا، ونجوا جميعا" رواه البخاري .
أين كنت ؟ : عندما بدأ الاختلاط , بدأ التعامل بالربا .. عندما سكت البعض عن تجاوزات الطغاة .. وتجاوزات السينما والتلفاز , وحذف ما هو إسلامي من مناهج الدراسة .... إلخ ؟ . ثم تتحدث اليوم عن غرق السفينة !! . ‘نها لم تغرق مرة واحدة إنها اهتزت , مالت , وتواصل ميلها قبل أن تغرق .
والتواصل مع المجتمع ومد الجسور مع قممه صار أمرًا تحتمه طبيعة المرحلة .
وهناك العمل الاقتصادي :
للمشاركة في تنمية المجتمع, وتخليصه من التبعية والغرق في الديون الربويّة والعمل لإيجاد مؤسسات اقتصادية إسلامية.
وهناك العمل الجهادي:
تحرير الأرض الإسلامية، ومقاومة القوى المعادية للدعوة الإسلامية والأمة الإسلامية والمحافظة على حرية الإرادة الإسلامية، واستقلال القرار الإسلامي .
وهناك العمل الدعوي والإعلامي:
لنشر الفكرة الإسلامية وشرح تعاليم الإسلام شرحاً يردها إلى وسطيتها وشمولها, وإزاحة الغموض, ورد الشبهات والمفتريات عنها, بالكلمة المقروءة والمسموعة والمرئية, وبكل الوسائل السمعية والبصرية المعينة.
وهناك العمل الفكري والعلمي:
لتصحيح التصوّر عن الإسلام عند المسلمين وغير المسلمين, وتصحيح المفاهيم المغلوطة والفتاوى القاصرة التي شاعت عند فصائل من الإسلاميين أنفسهم وإيجاد فقه ناضج بصير للحركة الإسلامية, قائم على تأصيل شرعي مستمد من نصوص الشريعة ومقاصدها, وخصوصاً لدى النخبة من المثقفين المسلمين الذين لم يتح لهم أن يعرفوا الإسلام معرفة صحيحة .
توزيع القوى على مجالات العمل:
وأرى أن هذه المجالات كلها مطلوبة , ولا ينبغي أن يهمل جانب منها, أو يؤجل، وإنما الواجب هو توزيع القوى والكفايات على كل منها, وفق حاجات هذه المجالات من ناحية, ووفق ما عندنا من قدرات من ناحية أخرى. والقرآن الكريم أنكر على المسلمين في عهد النبوة أن يتوجهوا جميعا إلى ساحة الجهاد- وما أقدسها من ساحة !- مغفلين ساحة أخرى لا تقل قداسة عن الجهاد, وربما زادت عليه في بعض الأحيان, لأنها هي التي تهيء له وتذكر به وتحذر من إضاعته وهي ساحة التفقه في الدين . يقول الله تعالى في سورة التوبة وهي السورة التي نددت بالمتخلفين عن الجهاد وأنذرت المتثاقلين بأبلغ النذر(وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين، ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ) (سورة التوبة : 22ا ) . فهذه دعوة قوية إلى التخصص، وتوزيع القوى على مجالات الحاجة .
النصر وطبيعة المرحلة : والأهم : ما المقصود بالنصر في هذه المرحلة ؟ .
.. . أن نثبت على طريقنا وعلى دعوتنا أمام هذه الضغوط الدولية والداخلية ونورّث الدعوة لهذه الأجيال حتي تمر المرحلة الحالية وطبعًا ستتحمل الجماعة تضحيات نسأل الله أن تكتب في ميزان حسناتنا
والإخوان لم يخدعوا أحدًا , ولم يعدوا الناس بنصر ٍ قريب ٍ من غير ثمن وتضحيات . وللعلم ليس هذا طريق الدعوات فقط وإنما هوطريق طريق أي إصلاح أو تغيير يريد الناس أن يقيموه في الأرض .
وقال الشيخ ياسين – رضي الله عنه – قال : ليس معني أننا لم نحصل علي حقنا أن نتنازل عنه .
ولسائل ٍ أن يسأل لماذا لم يدعُ النبي – صلي الله عليه وسلم – ربه أن ينصره نصرًا عاجلا ولا يطيل عليه و علي أصحابه الشدة والابتلاء ؟ . بل اختار طريق المجاهدة والصبر والدفع والنفس الطويل .
حتي لايأتي من أمته دعاة ينهجون طريقًا ورديًا مريحاً .
وقد جاء رجلٌ إلي النبي – صلي الله عليه وسلم – فقال يا رسول الله : لا أستطيع أن أجاهد ولا أنفق !! .
فقال له النبي – صلي الله عليه وسلم – بم تدخل الجنة إذن ؟ !! ثم عاد الرجل بعد ذلك فقال يا رسول الله أجاهد وأنفق .
لأن النصر السهل لايعيش لأن النصر الرخيص لا يبقي , إن أمته يجب أن تدرب , يجب أن تعد ولا بد من قدوة ٍ في جهاد ٍ شاق وصبر ٍ طويل ( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ) .
إن الدعوة الهينة يتنباها كل ضعيف أما الدعوة العفية الصعبة فلا يتبناها إلا الأقوياء ولا يقدر عليها إلا الأشداء .
لمن النصر :
( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتي يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ) البقرة 0 214 ) . إن نصر الله قريب و لكن ممن احتملوا البأساء والضراء , ممن جاهدوا وبذلوا ممن لم يبقوا في طاقتهم قوة ممن احتملوا مشاق الطريق .
عندما يبذل الإنسان أقصى ما في طوقه , عندما يصل إلي نهاية الشوط , عندما يلقي بهمه كله إلي الله بعد أن لم يبق في طوقه ذرة عندئذ يتحقق وعد الله ( ألا إن نصر الله قريب ) .
وليـكن شعارنـا :
والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه .
هناك تعليق واحد:
احزان قلبي لا تزول
حتى ابشر بالقبول
وارى كتابي باليمن
وتقر عيني بالرسول
كلمات واحاسيس رائعة نرجوا من الله ان ينفع بها الاسلام والمسلمين والى الامام دائما وجزاك الله عنا كل الخير
استاذي اخبرك والله اني احبك في الله
لا تنسى ان تدعو لي بظهر الغيب
إرسال تعليق