يابني اركب معنا
أبناؤنا
فلذات أكبادنا , ومستقبل أيامنا , ونور عيوننا , ومهجة قلوبنا , فراقهم يحزننا , ومرضهم يؤلمنا .
من أجلهم نكد ونسعى ؛ لنوفر لهم حياة كريمة , ومستقبلا مؤمونًا .
ونسعى لتأسيسهم على الأخلاق الفاضلة والتقوى والصلاح و العلم , فيكون منهم العالم والطبيب , والمعلم , والموظف الأمين , والحرفي ؛ ليكونوا بناة يساهمون في تقدم هذا المجتمع ورقيه , وليضع كل واحد منهم لبنة متينة في كيان هذا الوطن الكبير
لابد أن يكون أبناؤنا قدوة في زمن انحدرت فيه القيم وندرت فيه الأمثلة الصالحة , في عصر ضعفت فيه وسائل التوجيه الرسمية : كوسائل الإعلام , ومناهج التعليم وغيرها عن أداء دورها في بناء مواطن ٍ صالح ؛ وبذلك نكون قد قدمنا خدمة جليلة لبلادنا عندما نخرج من بيوتنا هذه النماذج التي تبني ولا تهدم , وتعطي ولا تسلب ,
عندما نرفع بهم راية خير ٍ ونفع ٍ , في الوقت الذي كثرت فيه رايات الفساد والشر .
وأريد أن أركز على ثلاثة أشياء :
الأخلاق
العلم
الحرفة
وأرى ألا نفصل بينها .
فالأولي ( الأخلاق ) تتمثل في حسن الصلة بالله بأداء الفرائض والسنن وحب النبي – صلى الله عليه وسلم – وحب الصحابة والصالحين والاقتداء بهم .
وأيضًا بر الوالدين , وصلة الأرحام والأقارب , واحترام الكبير والرحمة بالصغير , وإفشاء السلام , والمروءة , والشجاعة , والكرم , والصدق , وتعظيم الحرمات , وفعل الخيرات .
والثانية : العلم وأول مظاهره : الاهتمام بالدراسة , والانتظام في المذاكرة , واحترام المعلم , وحب الطموح والتفوق , وتحديد هدفه من الدراسة ( ماذا تحب أن تكون ؟ ) .
ويلحق به : الاهتمام بالحاسب الآلي وترشيد استخدامه .
أما الثالثة : فتعليم مهنة أو حرفة يستطيع أن يمارسها ويجيدها , وُتستغل فترة الصيف لهذا الهدف ؛ حتى لا يعتمد على الوظيفة ولايكون أسيرًا لها .
ولكن هذا لايكون إلا إذا كان الولدان قدوة ؛ فالأسلوب الأمثل لتربية الأبناء على الشجاعة هو أن يروا آباءهم شجعانًا , وقس على ذلك بقية الأخلاق والصفات .
عتاب : زرت صديقا لي , وسألته عن الوقت الذي يقضيه مع الأولاد , فكان الجواب :
أنا أعود من العمل يوميا متأخرا بالليل وغالبا أتعشى وأنام .
وقال عندي عطلة يومي الجمعة والسبت ويوم السبت عندي دورة علمية أيضًا .
المهم أنني فهمت من الحوار معه :أنهم ينبغي أن يذاكروا ويجتهدوا , أنا لا أؤخر عنهم شيئا , كل ولد يعرف مصلحته ......
وبالطبع نصحته , وبينت له المسؤولية والتبعة ؛ فسكت وكأنه راجع نفسه ؛ فحمدت الله على ذلك .
ولكني عدت وأنا أشد حرصًا على أولادي وعلى مسؤوليتي تجاههم ؛ لما رأيت أولاد صاحبي . وفي الحقيقة هم أولاد على خلق وعلم ؛ ولكن ما أحزنني هو طبيعة عمل أبيهم حيث يحرمون منه ومن توجيهه وقتًا طويلا .
وصديق آخر :
رجل فاضل يدعو إلى الله ويفعل الخيرات , ولا يجد بابًا من النفع يستطيع أن يسديه إلى الناس إلا ولجه .
ولكنه قليل الحضور في بيته وبين وأولاده . والنتيجة أن مستوى أولاده لا يعجبه من الناحية الخلقية .
فلماذا لايتمثل صديقي هذا وذاك وأنا قبلهم بموقف سيدنا نوح – عليه السلام – (يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ) (42) هود.
فإنه لم يترك دعوته لولده إلى آخر لحظة .
فلنأخذ بأيدي أبنائنا ليستقلوا قطار الطاعات , وينخرطوا في سلك الصالحين , ويكونوا من البارزين المرموقين ؛ وليرثوا منا رسالتنا , رسالة الدعوة , دعوة الناس إلى الله , وإرشادالمجتمع , حتى تقوم الخلافة المنشودة , وتستأنف الحياة الإسلامية المأمولة ,وتعود الكرامة للإنسان في ظل شرع الله الحنيف (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4)
ِبنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6) الروم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق