من أدب الدعاء
إن الله سبحانه وتعالى يتحبب إلى عباده , فيعطيهم حيث لم يسألوه , ويرزقهم و لم يطيعوه . ويوحي إليهم : (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ) غلفر60 . فهو ربنا الذي يربينا ويتولانا , يطعمنا ويسقينا ويكسونا ويهدينا , يعفو ويرحم , ويغفر ويصفح , يقبل توبة التائبين ويأخذ بيد العاصين , الكل يرفع البصر إليه , ويمد الأكف إليه , ويوجه القلوب نحوه ( كل له قانتون ) البقرة 116 .
وما أرق قول الحبيب ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب ) البقرة 186.
ومن باب حب الله لنا أنه يختار ما هو أصلح – وهو علام الغيوب .
فإن عجل لك الدعوة فاحذر أن تنسب القبول إلى نفسك , أو إلى عملك : فنفسك لم تزكُ إلا بفضل الله , وعملك لم توفق إليه إلا بعون الله ( ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء ) النور21 .
بل يجب عليك أن تعتذر بعد العمل الصالح لأنك لم تشكر من وفقك إليه حق الشكر , ولذلك كان الاستغفار بعد الصلاة وبعد قيام الليل وبعد الإفاضة .
بل تشكر من وفقك للدعاء , وحرك لسانك به .
وإن لم تجب دعوتك : فبمقتضى علمه وحكمته . فلا تتسخط ولا تعترض .
وما أحسن ما قاله ابن الجوزي في صيد الخاطر : ( فالمعترض عليه في سره خارج عن صفة عبد ، مزاحم بمرتبة مستحق .
فربما كان يسأل السائل أمرًا يضره , ولا ينفعه . ويقول ابن الجوزي أيضًا : (فربما سأل سيلاً سال به وفي الحديث : أن رجلاً كان يسأل الله عز وجل أن يرزقه الجهاد فهتف به هاتف : إنك إن غزوت أُسرت وإن أسرت تنصرت . ) .
وإما أن يدخرها له يوم القيامة : وما زلت أقتبس من ابن الجوزي – رحمه الله – (فإذا رأى يوم القيامة أن ما أجيب فيه قد ذهب وما لم يجب فيه قد بقي ثوابه، قال: ليتك لم تجب لي دعوة قط.فافهم هذه الأشياء وسلم قلبك من أن يختلج فيه ريب أو استعجال ) انتهى .
والمؤمن الذي يحب الله حقًا يرضى باختيار الله له ويطمئن إليه قلبه
ولا يرضى به بديلا .
بل إنه يرى في وقوفه بباب الله ومناجاته لمولاه , شرفًا لا يستأهله , وفضلا لا يستحقه.
إن المؤمن الذي يوفق للدعاء ويقترب من ربه , يبثه شكواه , ويطرح أحماله على مولاه , ويدمن الوقوف بالباب , سيذوق لذة تهون بجنبها الأرض بما حملت , وينسى الحاجات , ويهرع إلى المطلب الكبير , حب الله , والارتماء بين يديه , في صحبة سعيدة وسبحة جميلة , يتقلب خلالها في نور الله , بين مهابة ورجاء , بين إخبات وإجلال , ينال على إثرها المغفرة , والحب والرضا .
اللهم لا ينقطع عنا فيضك , أو ينحسر عنا حبك , أو نحرم الوقوف بين يديك .
فكفى لي فخرا أنك ربي وكفى لي عزا أني عبد لك .
اللهم لا تفضحني بذنبي , ولا تطردني من رحابك , ولا تخرجني من صفوف العابدين , ولا تحرمني من صحبة الصالحين . آمين . شعبان شحاته
إن الله سبحانه وتعالى يتحبب إلى عباده , فيعطيهم حيث لم يسألوه , ويرزقهم و لم يطيعوه . ويوحي إليهم : (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ) غلفر60 . فهو ربنا الذي يربينا ويتولانا , يطعمنا ويسقينا ويكسونا ويهدينا , يعفو ويرحم , ويغفر ويصفح , يقبل توبة التائبين ويأخذ بيد العاصين , الكل يرفع البصر إليه , ويمد الأكف إليه , ويوجه القلوب نحوه ( كل له قانتون ) البقرة 116 .
وما أرق قول الحبيب ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب ) البقرة 186.
ومن باب حب الله لنا أنه يختار ما هو أصلح – وهو علام الغيوب .
فإن عجل لك الدعوة فاحذر أن تنسب القبول إلى نفسك , أو إلى عملك : فنفسك لم تزكُ إلا بفضل الله , وعملك لم توفق إليه إلا بعون الله ( ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء ) النور21 .
بل يجب عليك أن تعتذر بعد العمل الصالح لأنك لم تشكر من وفقك إليه حق الشكر , ولذلك كان الاستغفار بعد الصلاة وبعد قيام الليل وبعد الإفاضة .
بل تشكر من وفقك للدعاء , وحرك لسانك به .
وإن لم تجب دعوتك : فبمقتضى علمه وحكمته . فلا تتسخط ولا تعترض .
وما أحسن ما قاله ابن الجوزي في صيد الخاطر : ( فالمعترض عليه في سره خارج عن صفة عبد ، مزاحم بمرتبة مستحق .
فربما كان يسأل السائل أمرًا يضره , ولا ينفعه . ويقول ابن الجوزي أيضًا : (فربما سأل سيلاً سال به وفي الحديث : أن رجلاً كان يسأل الله عز وجل أن يرزقه الجهاد فهتف به هاتف : إنك إن غزوت أُسرت وإن أسرت تنصرت . ) .
وإما أن يدخرها له يوم القيامة : وما زلت أقتبس من ابن الجوزي – رحمه الله – (فإذا رأى يوم القيامة أن ما أجيب فيه قد ذهب وما لم يجب فيه قد بقي ثوابه، قال: ليتك لم تجب لي دعوة قط.فافهم هذه الأشياء وسلم قلبك من أن يختلج فيه ريب أو استعجال ) انتهى .
والمؤمن الذي يحب الله حقًا يرضى باختيار الله له ويطمئن إليه قلبه
ولا يرضى به بديلا .
بل إنه يرى في وقوفه بباب الله ومناجاته لمولاه , شرفًا لا يستأهله , وفضلا لا يستحقه.
إن المؤمن الذي يوفق للدعاء ويقترب من ربه , يبثه شكواه , ويطرح أحماله على مولاه , ويدمن الوقوف بالباب , سيذوق لذة تهون بجنبها الأرض بما حملت , وينسى الحاجات , ويهرع إلى المطلب الكبير , حب الله , والارتماء بين يديه , في صحبة سعيدة وسبحة جميلة , يتقلب خلالها في نور الله , بين مهابة ورجاء , بين إخبات وإجلال , ينال على إثرها المغفرة , والحب والرضا .
اللهم لا ينقطع عنا فيضك , أو ينحسر عنا حبك , أو نحرم الوقوف بين يديك .
فكفى لي فخرا أنك ربي وكفى لي عزا أني عبد لك .
اللهم لا تفضحني بذنبي , ولا تطردني من رحابك , ولا تخرجني من صفوف العابدين , ولا تحرمني من صحبة الصالحين . آمين . شعبان شحاته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق