أين أمي ؟ .
عدت إلى البيت من رياض الجنة , من مجالس الدعوة الفيحاء , وإذا كانت الأوبة إلى المنزل من هكذا سياحة ؛ فإني أعود وقلبي مفعم ٌ بالشوق لأهلي وأبنائي لأؤدي دوري بينهم ؛ وقد جئت بما جئت من رياحين الدعوة الفياحة , ونسائمها الفياضة عدت بنفس ٍ صافية عن ربها راضية .
ونظرت فلم أجد أمامي شيئًا مهمًا فقلت علي الفور : أين أمي ؟ !! .
إن أمي قد لحقت بربها الكريم منذ سنوات عدة . إني قصدت أين زوجتي !! .
ولكن ما الذي حملني على وصفي لها بالأم ؟ .
إني قلتها من غير تفكير , ونطقتها بدون قصد .
ولكن هل زوجتي في قلبي بمنزلة الأم ؟ . سبحان الله !! .
ثم تأملت حالي , ونظرت في نفسي فقلت : نعم هكذا عندما نكون في حالة من صفاء القلب وهدوء الطبع وصلاح البال .
إنه الإنسان بما ركب الله فيه من عاطفة ووجدان ومشاعر وأحاسيس .
ومرت هذه اللحظة الجميلة , ومر عليها شهور .
وفي ذات ليلة كنت مريضًا , وقمت قبل الفجر أشرب شيئًا من هذه الأعشاب التي يتداوى الناس بها , وشعرت بالتعب فناديت عليها بصوت هادئ ليس عاليًا ولا مزعجًا : هل أنت تسمعينني ؟ . قلتها مرتين . فأجابت : نعم . فقلت : أريد مشروب كذا وكذا قالت : ( حاضر ) , وقامت على الفور .
فقلت لها وهي تناولني ما أشربه : لوكنت أنت ِ المريضة أكنت توقظينني ؟ . فسكتت ثم قالت بكلمات رقيقة و وأدب ٍ جم : ( هو أنت بتتأخر عنا في أي حاجة ) .
وتذكرت الموقف الذي قلت فيه أين أمي , فحكيته لها فبدت ابتسامتها المشرقة وتهلل وجهها كأنه القمر , فنظرتُ وكأني أهديتها الدنيا بأسرها .
ثم قالت : أتريد شيئا آخر ؟ . قلت : أيقظي الأولا د لصلاة الفجر .
شعبان شحاته
عدت إلى البيت من رياض الجنة , من مجالس الدعوة الفيحاء , وإذا كانت الأوبة إلى المنزل من هكذا سياحة ؛ فإني أعود وقلبي مفعم ٌ بالشوق لأهلي وأبنائي لأؤدي دوري بينهم ؛ وقد جئت بما جئت من رياحين الدعوة الفياحة , ونسائمها الفياضة عدت بنفس ٍ صافية عن ربها راضية .
ونظرت فلم أجد أمامي شيئًا مهمًا فقلت علي الفور : أين أمي ؟ !! .
إن أمي قد لحقت بربها الكريم منذ سنوات عدة . إني قصدت أين زوجتي !! .
ولكن ما الذي حملني على وصفي لها بالأم ؟ .
إني قلتها من غير تفكير , ونطقتها بدون قصد .
ولكن هل زوجتي في قلبي بمنزلة الأم ؟ . سبحان الله !! .
ثم تأملت حالي , ونظرت في نفسي فقلت : نعم هكذا عندما نكون في حالة من صفاء القلب وهدوء الطبع وصلاح البال .
إنه الإنسان بما ركب الله فيه من عاطفة ووجدان ومشاعر وأحاسيس .
ومرت هذه اللحظة الجميلة , ومر عليها شهور .
وفي ذات ليلة كنت مريضًا , وقمت قبل الفجر أشرب شيئًا من هذه الأعشاب التي يتداوى الناس بها , وشعرت بالتعب فناديت عليها بصوت هادئ ليس عاليًا ولا مزعجًا : هل أنت تسمعينني ؟ . قلتها مرتين . فأجابت : نعم . فقلت : أريد مشروب كذا وكذا قالت : ( حاضر ) , وقامت على الفور .
فقلت لها وهي تناولني ما أشربه : لوكنت أنت ِ المريضة أكنت توقظينني ؟ . فسكتت ثم قالت بكلمات رقيقة و وأدب ٍ جم : ( هو أنت بتتأخر عنا في أي حاجة ) .
وتذكرت الموقف الذي قلت فيه أين أمي , فحكيته لها فبدت ابتسامتها المشرقة وتهلل وجهها كأنه القمر , فنظرتُ وكأني أهديتها الدنيا بأسرها .
ثم قالت : أتريد شيئا آخر ؟ . قلت : أيقظي الأولا د لصلاة الفجر .
شعبان شحاته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق