يملأ قلبي شوق عارم إلى أرض الله الطاهرة مهد الدعوة , ومهبط الوحي على خاتم المرسلين , حيث نزّل القرآن الكريم , النور المبين , ( يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورًا مبينا ) النساء 174.
( ...قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم ) المائدة15 , 16.
ولست أدري هل مبعث هذا الشوق هوالفرار من :
تتابع مشاكل الدنيا , وكثرة متاعب الحياة ؟ .
أم ندرة الصديق , وشح الرفيق
أم كثرة الظلم الواقع على المسلمين في كل مكان , من أبناء جلدتنا , والمنتسبين إلى الإسلام , ومن الأعداء , أو من تعاون الاثنين معا ؟ .
أم من الشعوب الساذجة القانعة الخانعة ؛ فاستنعجت واستخف بها ؛ فضيعت كرامتها , ونهبت ثروتها ونحيت شرعتها ؟ .
أم من ضيق الرزق , وشظف العيش , وعجز المسؤولين عن توظيف القدرات العلمية , والأيدي المهنية ؟ .
أم بسبب ضعف الاستفادة بالمساجد , المقيدة بقوانين الداخلية , والتي يعلوأكثر منابرها غير المؤهلين دعويا وعلميا ؟ .
أم بسبب الديون التي يغرق فيها المصريون , والأقساط التي تثقل كواهلهم ؟.
أم بسبب ما ظهر من الطبقية , فهؤلاء مقربون أغنياء , وهؤلاء مبعدون أشقياء ؟ .
أم لأن تربية الأود صارت همًا ثقيلا وعبئا كبيرًا ؛ حيث أصابهم بعض ما أصاب المجتمع من الفساد ؟ .
أم بسبب الشعور بالظلم من تقييد الحريات , وتكميم الأفواه , وتزوير الانتخابات , والاستهانة بإرادة الأمة ؟ .
إني مشتاق إلى أرض الله الحبيبة ..
لأنني في حاجة إلى تنسم حياة الرسول وأصحابه الكرام , تلك الحياة الصافية , حياة العدل والمساواة , والرحمة والمؤاخاة , التي كان يحنو فيها القوي على الضعيف , والغني على الفقير , عندما كان الإمام خادما للرعية وأجيرا عندها .
عندما كان يقول الأمير بحق : وليت عليكم ولست بخيركم , إن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني !!
نعم أنا مشتاق للإسلام ولتطبيق تعاليمه السامية , ومبادئه العالية .
أريد أن أجد جوا صافيا أحسن فيه عبادة ربي , أدعوه وأناجيه , وأذكره و أشكره , بلا منغصات , ولا مكدرات .
أنا لست أهرب من واقعنا الذي نعيش فيه , وإنما أذهب لأتزود لقلبي وروحي , لأعود مشعلا مضيئا , ونسيما يسري في الناس فيحييهم بتعاليم القرآن , ومبادئ الإسلام .
نحن لن نضيع والله ولينا , ولن نهون ونحن الأعلون : منهجا ورسالة وكتابا .
والنصر مكتوب للمؤمنين , والعاقبة للمتقين .
والسلام عليكم .
شعبان شحاته / الطريق إلى محبة الله .
هناك تعليق واحد:
نحن لن نضيع والله ولينا , ولن نهون ونحن الأعلون : منهجا ورسالة وكتابا
اللهم ارزقه زيارة بيتك الحرام وزيارة النبي محمد خير الانام
إرسال تعليق