ومما ورد في حب الله
قال هرم بن حيان: المؤمن إذا عرف ربه عز وجل أحبه وإذا أحبه أقبل إليه، وإذا وجد حلاوة الإقبال إليه لم ينظر إلى الدنيا بعين الشهوة ولم ينظر إلى الآخرة بعين الفترة وهي تحسره في الدنيا وتروحه في الآخرة.
وقال يحيى بن معاذ: عفوه يستغرق الذنوب فكيف رضوانه؟ ورضوانه يستغرق الآمال فكيف حبه؟ وحبه يدهش العقول فكيف وده؟ ووده ينسى ما دونه فكيف لطفه؟.
وفي بعض الكتب: عبدي أنا -وحقك - لك محب فبحقي عليك كن لي محباً.وقال يحيى بن معاذ: مثقال خردلة من الحب أحب إلي من عبادة سبعين سنة بلا حب.
وقال يحيى بن معاذ:
إلهي إني مقيم بفنائك مشغول بثنائك، صغيراً أخذتني إليك وسربلتني بمعرفتك وأمكنتني من لطفك ونقلتني وقلبتني في الأعمال ستراً وتوبةً وزهداً وشوقاً ورضاً وحباً تسقيني من حياضك وتَهملني في رياضك ملازماً لأمرك ومشغوفاً بقولك، ولما طر شاربي ولاح طائري فكيف أنصرف اليوم عنك كبيراً وقد اعتدت هذا منك وأنا صغير، فلي ما بقيت حولك دندنة وبالضراعة إليك همهمة لأني محب وكل محب بحبيبه مشغوف وعن غير حبيبه مصروف.
وقد ورد في حب الله تعالى من الأخبار والآثار ما لا يدخل في حصر حاصر وذلك أمر ظاهر، وإنما الغموض في تحقيق معناه فلنشتغل به.
أحب الأعمال إلى الله
1 - أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل .
2- أحب الأعمال إلى الله الصلاة لوقتها ثم بر الوالدين ثم الجهاد في سبيل الله .
3 - أحب الأعمال إلى الله أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله .
4 - أحب الأعمال إلى الله إيمان بالله ثم صلة الرحم ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأبغض الأعمال إلى الله الإشراك بالله ثم قطيعة الرحم .
5- أحب الناس إلى الله أنفعهم وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور ٌ تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينًا أو تطرد عنه جوعًا ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلى من أن أعتكف في المسجد شهرًا ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظًا ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضيً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزول الأقدام وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل .
6- يا أيها الناس عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وإن أحب الأعمال إلى الله ما دووم عليه وإن قل .
{ هذه الأحاديث من تخريج السيوطي وتحقيق الألباني }
الجمعة، 31 ديسمبر 2010
يابني اركب معنا
فلذات أكبادنا , ومستقبل أيامنا , ونور عيوننا , ومهجة قلوبنا , فراقهم يحزننا , ومرضهم يؤلمنا .
من أجلهم نكد ونسعى ؛ لنوفر لهم حياة كريمة , ومستقبلا مؤمونًا .
ونسعى لتأسيسهم على الأخلاق الفاضلة والتقوى والصلاح و العلم , فيكون منهم العالم والطبيب , والمعلم , والموظف الأمين , والحرفي ؛ ليكونوا بناة يساهمون في تقدم هذا المجتمع ورقيه , وليضع كل واحد منهم لبنة متينة في كيان هذا الوطن الكبير
لابد أن يكون أبناؤنا قدوة في زمن انحدرت فيه القيم وندرت فيه الأمثلة الصالحة , في عصر ضعفت فيه وسائل التوجيه الرسمية : كوسائل الإعلام , ومناهج التعليم وغيرها عن أداء دورها في بناء مواطن ٍ صالح ؛ وبذلك نكون قد قدمنا خدمة جليلة لبلادنا عندما نخرج من بيوتنا هذه النماذج التي تبني ولا تهدم , وتعطي ولا تسلب ,
عندما نرفع بهم راية خير ٍ ونفع ٍ , في الوقت الذي كثرت فيه رايات الفساد والشر .
وأريد أن أركز على ثلاثة أشياء :
الأخلاق
العلم
الحرفة
وأرى ألا نفصل بينها .
فالأولي ( الأخلاق ) تتمثل في حسن الصلة بالله بأداء الفرائض والسنن وحب النبي – صلى الله عليه وسلم – وحب الصحابة والصالحين والاقتداء بهم .
وأيضًا بر الوالدين , وصلة الأرحام والأقارب , واحترام الكبير والرحمة بالصغير , وإفشاء السلام , والمروءة , والشجاعة , والكرم , والصدق , وتعظيم الحرمات , وفعل الخيرات .
والثانية : العلم وأول مظاهره : الاهتمام بالدراسة , والانتظام في المذاكرة , واحترام المعلم , وحب الطموح والتفوق , وتحديد هدفه من الدراسة ( ماذا تحب أن تكون ؟ ) .
ويلحق به : الاهتمام بالحاسب الآلي وترشيد استخدامه .
أما الثالثة : فتعليم مهنة أو حرفة يستطيع أن يمارسها ويجيدها , وُتستغل فترة الصيف لهذا الهدف ؛ حتى لا يعتمد على الوظيفة ولايكون أسيرًا لها وبذلك نساهم في بناء شخصيته وكمال رجولته .
وما نقوله في حق الذكور نقصده في حق الإناث .
ولكن هذا لايكون إلا إذا كان الولدان قدوة ؛ فالأسلوب الأمثل لتربية الأبناء على الشجاعة هو أن يروا آباءهم شجعانًا , وقس على ذلك بقية الأخلاق والصفات .
عتاب : زرت صديقا لي , وسألته عن الوقت الذي يقضيه مع الأولاد , فكان الجواب :
أنا أعود من العمل يوميا متأخرا بالليل وغالبا أتعشى وأنام .
وقال عندي عطلة يومي الجمعة والسبت ويوم السبت عندي دورة علمية أيضًا .
المهم أنني فهمت من الحوار معه :أنهم ينبغي أن يذاكروا ويجتهدوا , أنا لا أؤخر عنهم شيئا , كل ولد يعرف مصلحته ......
وبالطبع نصحته , وبينت له المسؤولية والتبعة ؛ فسكت وكأنه راجع نفسه ؛ فحمدت الله على ذلك .
ولكني عدت وأنا أشد حرصًا على أولادي وعلى مسؤوليتي تجاههم ؛ لما رأيت أولاد صاحبي . وفي الحقيقة هم أولاد على خلق وعلم ؛ ولكن ما أحزنني هو طبيعة عمل أبيهم حيث يحرمون منه ومن توجيهه وقتًا طويلا .
وصديق آخر :
رجل فاضل يدعو إلى الله ويفعل الخيرات , ولا يجد بابًا من النفع يستطيع أن يسديه إلى الناس إلا ولجه .
ولكنه قليل الحضور في بيته وبين وأولاده . والنتيجة أن مستوى أولاده لا يعجبه من الناحية الخلقية .
فلماذا لايتمثل صديقي هذا وذاك وأنا قبلهم بموقف سيدنا نوح – عليه السلام – (يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ) (42) هود.
فإنه لم يترك دعوته لولده إلى آخر لحظة .
فلنأخذ بأيدي أبنائنا ليستقلوا قطار الطاعات , وينخرطوا في سلك الصالحين , ويكونوا من المرموقين البارزين ؛ وليرثوا منا رسالتنا , رسالة الدعوة , دعوة الناس إلى الله , وإرشادالمجتمع , حتى تقوم الخلافة المنشودة , وتستأنف الحياة الإسلامية المأمولة ,وتعود الكرامة للإنسان في ظل شرع الله الحنيف (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4)
ِبنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6) الروم .
الأحد، 19 ديسمبر 2010
خبير تركي يحلل أسرار (ويكيليكس)
- تسريب الوثائق مصلحة صهيونية أمريكية مشتركة
- أمريكا تغطي على سرقة عالمية تخرجها من الأزمة
- هدف التسريب.. إرهاب مَن يخرج عن سياسة أمريكا
حاوره في أنقرة: أحمد صالح
بفعل فاعل.. باتت وثائق (ويكيليكس) هي حديث الساعة، والمداد الجاهز لأقلام السياسيين والصحفيين، وإذا صنف كثيرون الوثائق بين الفضائح المتوالية للإدارة الأمريكية، فإن ثمةَ آراء تحذر من مقاصدها، وتؤكد أن تسريبها كان لخدمة مصالح الاتحاد الصهيوأمريكي .
ومن أهم أصحاب تلك الآراء البروفيسور عارف أرسوي، أستاذ الاقتصاد السابق في عددٍ من الجامعات التركية، والعضو في مجلس الإدارات المحلية للمجلس الأوروبي، والرئيس الأسبق لبلدية جوروم في حكومة الرفاه بتسعينيات القرن المنصرم، والأمين العام لمركز البحوث الاجتماعية والاقتصادية.
وفي حوارنا مع د. عارف يبسط وجهة نظره في الدور المشبوه لتسريبات (ويكيليكس) في العالم كله، وفي تركيا كذلك التي نالها بعض من التسريبات، وسر خروجها في الوقت الحالي، كما يوضح كيف يمكن للمسلمين الاستفادة منها، والوقاية من خطورتها ومشاكلها، وغيرها من النقاط الأخرى فإلى نص الحوار..
* ما ملاحظاتك على تلك الوثائق؟
** هناك نقطتان مهمتان تتعلقان بهذه الوثائق؛ الأولى: أن وثائق (ويكيليكس) تعطي حتى الآن معلومات محدودة جدًّا؛ لذلك فإن تلك المعلومات التي خرجت تعد طرفًا من جبلٍ ضخمٍ من المعلومات فما خرجَ لا يصل حتى إلى نسبة 5%؛ مما يجب أن يخرج، فهذه المعلومات تظهر كيف أن أمريكا هي التي تدير العالم الآن، وأن الإمبريالية العنصرية تقوم منذ 300 عام بإدارة العالم عن طريق الدسائس والغش والخداع .
النقطة الثانية: هذه الوثائق أو المعلومات تخرج بشكلٍ محكم ودقيق، ولا أبالغ حين أقول إن هذه الوثائق خرجت مقصودة، ولذلك لا نرى الكثير من المعلومات التي تضر مطلقًا بالكيان الصهيوني أو بصورة فعلية بأمريكا.
* وكيف ترى الهدف من نشر تلك الوثائق؟
** الوثائق تعطي معلومات سرية عن بعض الحكام والمسئولين في البلاد الإسلامية، فهي تعتبر رسالةً لكل الدبلوماسيين أن احذروا في تصرفاتكم أو تصريحاتكم، وإلا هناك الكثير من المعلومات والوثائق ممكن أن تخرج عنكم.
وتحذر في ذلك أيضًا مَن يريد أن يخرج عن طوع الإدارة الأمريكية. فلا نغتر حين نرى شجب الأمريكان لهذه الوثائق أو أن أمريكا تضررت إستراتيجيًّا منها، فأمريكا تُخرج بعض المعلومات التي ليست سريةً جدًّا موصلة رسالة تحذير للمتعاونين معها .
نقطة مهمة أيضًا بخصوص الموضوع وهي أننا سنرى في الأيام القادمة خروج كثير من الوثائق والمعلومات سواء بشكلٍ محكم أو عشوائي ووثائق حتى غير (ويكيليكس)، وخصوصًا أننا في عصر الإنترنت وعصر تدفق المعلومات، وكلها تصبُّ في المصلحة الغربية وضد مصالحنا الإسلامية.
والوثائق التي خرجت حتى الآن ظهرت بشكلين الأول ما كتبه الدبلوماسيون بأيديهم وطبعًا هذه تجب إعادة النظر فيها، والثانية هي المعلومات والملاحظات التي أُخذت أثناء اللقاءات بين الدبلوماسيين، وهذه لا يشكك فيها كثيرًا.
وكما ذكرت فتلك الوثائق التي خرجت حتى الآن ليست الوثائق التي تهم العالم الإسلامي كثيرًا فما هي إلا نقطة في بحر، وهي تظهر الإدارة الأمريكية الفاشلة التي تقوم على الخدع والدسائس بين الدول .
وتظهر تلك الوثائق أن الولايات المتحدة الأمريكية طوال السنوات السابقة فشلت في إدارة العالم وحدها، ولم يكن عندها الحكمة حتى أثناء ذلك، وهذا يقودنا إلى نقطة أخرى وهي أنه يجب على العالم الإسلامي، وكل من يحب الحياة في عدل وسلام أن يتحدوا للقضاء على هذه الإمبريالية العنصرية، ولا يجب أن نترك لهم المجال مرةً أخرى ليزيدوا فسادًا وإفسادًا.
* وكيف تقيم خروج هذه الوثائق في ذلك الوقت بالتحديد؟
** هناك حدثان مهمان جدًّا بعيدان عن أعين العالم الآن؛ هما قيام الولايات المتحدة الأمريكية بتحريك أموال طائلة في الأسواق حتى تستطيع أن تخرج من الأزمة الاقتصادية التي مرت بها في السنتين الماضيتين، فيقوم البنك المركزي الأمريكي في هذه الفترات بإخراج نقود طائلة (ما يقرب من 400 مليار دولار) دون مقابل وهذه الأموال توزع في الأسواق العالمية، وليس في الأسواق الأمريكية فقط، وخطورة هذا الأمر تتمثل في التالي؛ لو قامت أمريكا بطبع هذه الأموال دون إخراجها إلى بلاد أخرى لحدث تضخم اقتصادي داخل أمريكا، لكن المشكلة أن هذه الأموال تجول العالم دون إحداث تضخم في أمريكا، فطبع أموال دون مقابل هو انتهاك لمصادر دخل للآخرين.
ومن ثَمَّ قامت بإخراج ما يُسمَّى خطة الدرع الصاروخي حتى تستطيع الحصول على هذه الأموال مرة أخرى، وبهذه الخطة تريد أن تحقق شيئين هما استنزاف أموال الدول التي ستؤسس فيها تلك الدروع بما ستقوم به من تسليح لهذه الدروع، لأنه سيأخذ تكنولوجيا تلك الدروع من أمريكا نفسها، والناتو طبعًا لا يقوم بتحمل التكاليف وحده، وحصوله أيضًا على أموال طائلة من خلال الطلبات على تلك الأسلحة.
ونقطة مؤلمة أخرى:
أن الدول المعادية لأمريكا ستحاول تسليح نفسها، وللأسف ستأخذ تلك الأسلحة من أمريكا لكن بطريقة غير مباشرة؛ لأنها بطبيعة الحال سوف تشتري الأسلحة من الدول المخالفة لأمريكا، فأمريكا ستحصل على أموال الدول المتعاونة معهم ومن ناحية أخرى ستقوم بطريقة غير مباشرة باستنزاف أموال الدول المواجهة لها عن طريق النقل التكنولوجي الذي سيحدث.
فهي تقوم الآن بذلك في ظلِّ غياب وعي العالم، ومن ناحيةٍ أخرى تخرج (ويكيليكس) لتغير مسار الاهتمام، فالكل الآن ليس له حديث إلا (ويكيليكس)، وما تخرجه من معلومات.
على سبيل المثال في تركيا قضية الدرع الصاروخي وقبول تركيا له، والجدل حول أنه يؤدي إلى نشوب الصراع بين تركيا وإيران وسلبياته.. إلخ، خرجت وثائق (ويكيليكس) ونُسي تحليل موضوع الدرع الصاروخي في تركيا.
* وفي رأيك من المسئول عن تسريب تلك الوثائق؟
** طبعًا، مسربو هذه الوثائق بالتأكيد هم الصهاينة، وهي لا تخرج بدون علم الإدارة الأمريكية، وكما ذكرت هذه الوثائق تخرج بشكلٍ محكم ومحدود.
ثانيًا هناك قوتان تحكمان هذه الإدارة الأمريكية: قوة نعرفها، وهي التي نراها في اللقاءات، والثانية هي التي نطلق عليها القوى الخفية البعيدة عن الأعين، حتى وزيرة الخارجية كلينتون نددت وقالت: إن هذا لا يصلح ولسنا راضين عما حدث.
فهذه القوى الخفية التي ذكرناها هي التي تقف وراء كل ما فيه العالم الآن من مصادماتٍ وحروبٍ، وتقوم بإثارة القضايا على الساحة؛ وذلك بهدف السيطرة على مجرى الأمور، وطبعًا هذه القوى في النهاية تصبُّ في مصلحة الصهيونية العالمية.
* ما مدى تأثر العلاقات التركية- الأمريكية من جرَّاء هذه التسريبات؟
** من المعروف أن تركيا والمنطقة كلها في العقود الأخيرة سارت- للأسف- في ظلِّ ما تريده الإدارة الأمريكية إلى حدٍّ كبير، لكن الحكومة الحالية في تركيا تتحرك بشكلٍ مختلف تمامًا، ومن وجهة نظري أن حزب العدالة والتنمية يريد أن يتحرك لكنه لا يستطيع أن يتحرك خارج ما وضعته أمريكا من حدود، لأن الأمريكان يرون أنه لو استمرت تركيا بهذا الشكل فسوف تخرج عن السيطرة.
ومهما يكن، فالحكومة التركية تتحرك بحذر شديد، لكن مقارنةً بما سبق نراه تحركًا كبيرًا وجيدًا، فوزير الخارجية داود أوغلو ذو عقلية كبيرة يتحرك بفكرٍ يريد أن يحتوي المنطقة كلها بسياسةٍ جديدة.
لكن بالنسبة للعلاقات الأمريكية- التركية لا أعتقد حدوث قطع للعلاقات أو حتى توترها، فحكومة العدالة والتنمية لا تريد ذلك، وأمريكا أيضًا توصل رسالة لتركيا مفادها أن لها أن توسع علاقتها مع الدول الأخرى لكن دون تكوين أحلاف تقف ضد إسرائيل، وإلا سترجع تركيا إلى عهود الظلام والانقلابات مرةً أخرى، وهذا واضح طبعًا من العلاقات الموجودة.
* لكن أردوغان كان واضحًا في تحذيره لأمريكا ومطالبته بمحاسبة المسئولين..
** أردوغان شخص شجاع ويريد العمل، لكن الظروف لا تسمح له بذلك، فهو يتحدث لكن بعد ذلك لا يستطيع أن يتحرك إلا في ظلِّ حدوده، وهذا يظهر أن الحكومة الموجودة الآن تتخذ أمريكا حليفًا إستراتيجيًّا، وهذا ما يذكره العدالة والتنمية دائمًا ولا يُنكره.
فخلال الفترة المقبلة لن تتأثر العلاقات لهذه الدرجة التي نُفكِّر فيها، فنحن نقول يجب أن نتحرَّك بشكلٍ عادل، فيجب على تركيا أن تتحرك بشكلٍ مستقل، ولا تكون مرتبطةً بأمريكا، أو حتى في تعاون مشترك معها، وتركيا بلد كبير وصاحب حضارة عظيمة، وأصل الموضوع أن أمريكا هي الحليف الأول للصهاينة فيما يقومون به من ظلمٍ على المسلمين.
وهنا لا أقول إننا نقوم بصنع العداوة مع الدول الأخرى لكن يجب أن نقف ضد كل مَن يظلم المسلمين، وهذا يتمثل في مساعدة الأمريكان للصهاينة، هذا هو الظلم بعينه، ويجب أن نستمر في الوقوف ضد هذا الظلم؛ فوظيفة المسلمين ليست تقسيم العالم وصنع العداوات.. قضيتنا هي إعمار وإصلاح هذه الأرض بالعدل والسلام، وهذه هي غاية الخلق، فإذا رفعت أمريكا ظلمها عن المسلمين فلن نذهب ونحاربها.. لماذا هم يأتون ويحتلون أرضنا وينهبون ثرواتنا، ويقومون بنشر هذه الأموال الطائلة المطبوعة بدون مقابل ويأخذون أملاكنا وأموالنا.
* ما الموقف المنتظر من العالم الإسلامي؟
** بطبيعة الحال في العالم الإسلامي توجد شعوب وحكومات، فأغلب الحكومات تحت التحكم الأمريكي أصلاً، وليس لهم شيء يفعلونه فهم سيسمعون ويحاولون تكذيبها تحسينًا لصورتهم أمام شعوبهم، ويجب إخراج تلك المعلومات وشرحها للشعوب كي تعرف هذه الإمبريالية العنصرية؛ لأن هؤلاء قاموا باحتلال العالم طوال 400 عام وتركوه فقيرًا وأخذوا مصادر رزقه ونهبوا ثرواته، وحتى تعرف الشعوب أيضًا أن كثيرًا من الحكام ما هم إلا أداة تستخدمها أمريكا والصهاينة فقام هؤلاء الحكام باستعبادهم.
والشعوب المسلمة لا تؤيد تلك الحكومات، ولكن ما يقع عليها من الظلم والاضطهاد يجعلها لا تستطيع التحرك وبمعرفة كثيرٍ من الحقائق قد يكون هناك يقظة، وتستطيع الشعوب أن تقف ضد هؤلاء الذين جاءوا بالغصب، فصاحب هذه الأرض هي الأمة، فنحن نحتاج إلى نظامٍ عادلٍ حتى نتمكن من إعمار وإصلاح هذه الأرض، وهذه هي القضية وهي الإصلاح، فإذا استيقظت الشعوب المظلومة لا يستطيع الظالم أن يقف على قدميه وأن يثبت؛ لهذا يجب على هذا العالم المظلوم أن يصحو ويستيقظ.
فواجبنا أن نوقظ هذه الشعوب وأن نوعيها. وكما نعلم أن المجتمع الذي لا يستطيع تغيير نفسه لا يستطيع أن يغير السلطة، فالمجتمع الذي يأخذ المدد من الظلمة هو مجتمع نصيبه الذل.
* هل يمكن إذن أن تفيد (ويكيليكس) المسلمين؟
** لن يستفيد كثير من المسلمين من هذه الوثائق، إلا في تركيا فهناك وضع خاص فمثلاً اتهام وزير الخارجية داود أوغلو، وكذلك حزب العدالة والتنمية في هذه الوثائق يجعل الشعب يتجه نحو العدالة والتنمية ويستمر في تعاطفه معه.
ولكن المستفيد الأول من هذه الأحداث أمريكا والصهاينة في تنفيذ وإتمام خططهم لتمرير حل الأزمة الاقتصادية على حساب الآخرين، وتكوين طلب عالمي على السلاح من خلال الدرع الصاروخي، وأيضًا التغطية على ما يقوم به الصهاينة، وإبعاد الأنظار عن الظلم الأمريكي في باكستان وأفغانستان فترة من الزمن.
* ما تقييمكم لتسمية هذه الوثائق بـ11 سبتمبر الدبلوماسي؟ .
** هنا نقطة يمكن ذكرها؛ هذه الوثائق تمثل ما يسمى إرهاب المعلومة، فهي معلومات تأتي فجأةً دون علم، فهي فعلاً إرهاب معلوماتي من نوعٍ جديد، وهي تؤدي إلى إحداث بلبلة بالتأكيد؛ لأن هؤلاء الفاشيين الصهاينة هم ممثلو الشيطان فهم يعملون ليل نهار لتطبيق وتنفيذ كل ما يمليه الشيطان عليهم، فبينما نحن نعمل كمسلمين على الإصلاح والتغيير.. إلخ، يعمل حزب الشيطان أيضًا ليل نهار للإفساد. كما أن هذه الوثائق سيكون لها تأثيرات أخرى نفسية قد لا نعلمها الآن.
وطبعًا سيكون هناك حذر أكثر في التعامل بين الدبلوماسيين، وسيقوم أيضًا الصهاينة وعبيدهم بالبحث عن طريق جديد للتعامل مع العالم، أو يستمر في خداعه، وما يمنيه للناس وهم يصدقونه.
الاثنين، 13 ديسمبر 2010
فضل صيام يوم عاشوراء
وفي الحديث: "إن عاشوراء من أيام الله.." (من حديث مسلم: 1126، وأبو داود: 2443)، وعن قوله صلى الله عليه وسلم في الآية ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾ قال: "بنعم الله تبارك وتعالى" (مسند أحمد: 5/122: 21027 حسن، ورواه غيره).
وفي الحديث: "هذا يوم عظيم يوم نجى الله فيه موسى وأغرق فرعون" (من حديث البخاري 3397، ومسلم 1130).. وفي رواية: "يوم صالح هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم" (حديث البخاري: 2004)، وفي رواية: "أظهر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون.." (مسلم: 1130 وأبو داود: 2444)، وعن ابن عباس "ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهر (يعني رمضان)" (البخاري: 2006م)، وهذا يقتضي أن يوم عاشوراء من أفضل الأيام بعد رمضان ويوم عرفة.
صوم عاشوراء يكفر سنة: ومن فضل الله على الإنسان الذي من شأنه الخطأ والتقصير، أن جعل له أسبابًا للتوبة ومغفرة الذنوب، ومنها يوم عاشوراء، فقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم عاشوراء: فقال: "يكفر السنة الماضية" (مسلم: 1162)، ورُوي بألفاظ أخرى، (راجع ابن ماجة: 1738 والترمذي 752 كلهم في الصوم وأحمد 5/295: 22416 صحيح).
صيام يوم قبله ويوم بعده:
أي صيام: 9، 10، 11 للحديث: "صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود: صوموا قبله يومًا أو بعده يومًا" (أحمد: 1/244 شاكر: 2154 حسن).. قال ابن حجر: كان صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب.. فلما فتحت مكة واشتهر أمر الإسلام أحب مخالفتهم، كما ثبت في الصحيح.. ثم أمر بأن يُضاف إليه يوم قبله ويوم بعده خلافًا لهم.. وهذا كان في آخر الأمر (راجع فتح الباري: 4/288).. وقال ابن القيم: إن رواية أحمد كانت عقب قوله صلى الله عليه وسلم "لأصومن التاسع" يبين مراده صلى الله عليه وسلم (راجع عون العبود: 7/111 في الهامش).
مقتبس من مقال للشيخ / أحمد أحمد جاد
الأحد، 12 ديسمبر 2010
خواطر بعد انتخابات 2010
وبعد ..
مرت بالأمة العربية والإسلامية حقب شداد ، وأزمنة عجاف ، وكان لمصر دور كبير في إصلاح أوضاعها لو استثمرت على الوجه الأمثل ، وكان ذلك سيتم لو وجدت قيادة رشيدة ، وقرارات سديدة .
ولكن النتائج كانت :
هزيمة يونية 67 ، واتفاقية الاستسلام في كامب ديفيدوما ترتب عليها، وهي لا تقل في الفداحة ، ولا تنقص في الخسارة عن هزيمة 67 .
وانتقال مصر إلى بيت الطاعة الأمريكي ، وبالتالي ترك الباب مفتوحا لبقية الدول العربية ، وبالتالي هيمنت أمريكا على المنطقة .
وبدأت الدول العربية - معظمها - تشارك في تنفيذ الأجندة الأمريكية بنجاح وبعضها تفانى في ذلك ، كما أظهرت وثائق ويكليكس .
ولخطورة دور مصر الإقليمي العربي والإسلامي يسعى المخلصون من أبناء هذا الوطن لتحرير مصر من ربقة هذه التبعية الذليلة ؛ لتتبوأ مصر مكانها الطبيعي ، لتقود هذه المنطقة إلى ما فيه خير البلاد والعباد .
وأصبح الخيار الوحيد المطروح هو السعي للتغيير السلمي الدستوري ؛ فليس أسلم منه من حيث الشرع والقانون والعرف والعقل .
وكان خوض غمار الانتخابات سبيلا إلى هذا التغيير وإن كان من وجهة نظر المشاركين تغييرا تدريجيا بالمشاركة لا المغالبة .
ولكن يأبى النظام المستبد أن يخضع لإرادة الأمة وخيار الجماهير ، فاستخدم العصا الغليظة لقمع الشعب وسلك طريق التزوير والبلطجة لإسكات صوت التغيير .
ولكن في هذه التجربة فوائد كثيرة ، وغنائم عديدة منها :
1 - بذل المستطاع وإفراغ ما في الطوق .
قد تعلمنا أن المصلح عليه بذل ما في وسعه ، وإفراغ ما في طوقه ويرفع يده إلى الله : ( ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ) البقرة127 .
وهذا ما تعلمناه من ديننا الحنيف ( فاتقوا الله ما استطعتم ) التغابن16.
وطالما لديناما يمكن أن يبذل ، وفي مخزوننا ما يمكن أن يقدم ، فلا يتحقق النصر حتى نقدم المال والجهد والصبر والنصح وكل ما نملك .
2 - قبول النتائج التي يرسمها قدر الله والتسليم بها .
كان الإخوان يرجون الفوز بمئة مقعد على أحسن تقدير والمعارضة بخمسين مقعدا ، وكان الابتهاج سيعم الجميع حينئذ .
فهل كان هذا هو الحل لأوضاع بلادنا ؟ .
هل كان سيغير من الأمر شيئا ؟ .
إني أظن أن هذا كان أفضل بألف مرة للنظام الحاكم .
لأنه كان سيتغنى بالدبمقراطية ليل نهار . ولا يستطيع أن يتهمه أحد بالدكتاتورية والتسلط وقمع المعارضة .
ومن جانب آخر فإنه كان سيمرر التوريث أو التمديد للرئيس بسهولة .
وحينها كانت المعارضة والإخوان منهم سينالون أعظم اللوم من الناس ، ويقاسون سياط التأنيب من النفس ، لأنهم أضفوا شرعية على النظام الحاكم ، ولم يستطيعوا أن يوقفوا الفساد ولا هم أقاموا الديمقراطية المنشودة .
فكان اختيار الله أفضل والحمد لله .
4 - تحريك الجماهير ودفعهم للمشاركة في الإصلاح ؛ لنفي السلبية عنهم .
وقد كان الناس يائسين من الانتخابات ومن نتائجها ، ولكن الله – تعالى – وفق الإخوان والمعارضة لإخراج الناس للمشاركة والتفاعل مع الحدث إلى حد معقول .
3 - تفعيل الصف وتحريكه بكل أنواعه .
فقد شارك الإخوة والأخوات والطلاب والشباب حتى الأشبال في هذا الحدث .
3 - ارتفاع درجة الوعي لدى المواطن .
فقد تأكدت الجماهير من تغول النظام الحاكم وتسلطه ، ومن فساد الحزب الوطني وبلطجته .
وعرف المواطن من يخدعه ومن يعمل على استرداد حقه ، وإرجاع كرامته .
4 - قياس مدى قدرة الصف على الاختلاط بالمجتمع وتفعيله .
فقد انتقل الإخوان من أماكنهم إلى الشوارع يحشدون الناس ، وإلى البيوت يحثون المجتمع على المشاركة والتفاعل مع الحدث الانتخابي .
المهمة أكبر منا :
إذا أمعنا النظر في المهمة المطلوب تحقيقها لوجدناها مهمة ثقيلة وأمانة عظيمة .
وهي تتمثل في إقامة نظام ديمقراطي فعلي ، وحكومة تقوم على العدل والمساواة واحترام الإنسان .
وإقامة نظام حكم يحاسب فيه الوزير الكبير قبل الموظف الصغير .
نظام حكم يحفظ كرامة الأمة في علاقاتها الخارجية بدول العالم ، علاقة تقوم على الندية والتعاون ، لا التبعية والتهاون .
نظام حكم يجمع شمل العرب والمسلمين ، يمد يده لإخواننا بالتعاون ولعدونا بالقوة .
وحيث إننا لا نملك إلا الإرادة القوية، والعزيمة الصلبة ، وإيمان بنصر الله أثبت من الجبال الرواسي ، وإخوة إيمانية شامخة ، أما الوسائل المادية فلا نكاد نملك منها شيئا يذكر ، إذا قيست بما تملك الدولة من وسائل .
نعلم إذن أن الله تعالى يستخدمنا – على قلة ما في أيدينا – لإقامة هدف كبير ومأرب عظيم .
إن الله – عز وجل - يستخدمنا لنصر دينه مع عجزنا وضعفنا .
وهذا شرف ضخم يوجب علينا الشكر الدائم .
وطالما أن الله – تعالى – هو الذي يقود المهمة ويدبر الأمور ؛ فإن وعد الله لا يتخلف ، وإن النصر لآت وكل آت قريب .فلتطمئن القلوب ولتهدأ النفوس ولنتذرع بالصبر الجميل {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }الروم6 .
شعبان شحاته
السبت، 4 ديسمبر 2010
معلومات عن موقع / ويكيليكس Wikileaks
ومعناها "تسريبات الويكي"يعتبر موقع ويكيليكس -كما يقول القائمون عليه- موقعا للخدمة العامة مخصصا لحماية الأشخاص الذين يكشفون الفضائح والأسرار التي تنال من المؤسسات أو الحكومات الفاسدة،
وتكشف كل الانتهاكات التي تمس حقوق الإنسان أينما وكيفما كانت.من أبرز القائمين على الموقع الناشط جوليان أسانغي.الاسم جاء من دمج كلمة "ويكي" والتي تعني الباص المتنقل مثل المكوك من وإلى مكان معين،
وكلمة "ليكس" وتعني بالإنجليزية "التسريبات".تم تأسيس الموقع في يوليو 2007 وبدأ منذ ذلك الحين بالعمل على نشر المعلومات، وخوض الصراعات والمعارك القضائية والسياسية من أجل حماية المبادئ التي قام عليها، وأولها "صدقية وشفافية المعلومات والوثائق التاريخية وحق الناس في خلق تاريخ جديد".
وانطلق الموقع بداية من خلال حوار بين مجموعة من الناشطين على الإنترنت من أنحاء متفرقة من العالم مدفوعين بحرصهم على احترام وحماية حقوق الإنسان ومعاناته، بدءا من قلة توفر الغذاء والرعاية الصحية والتعليم والقضايا الأساسية الأخرى.
ومن هذا المنطلق، رأى القائمون علي الموقع أن أفضل طريقة لوقف هذه الانتهاكات هو كشفها وتسليط الضوء عليها.أهمية الموقعوتعود أهمية الموقع في كشف الأسرار بالعديد من القضايا ذات البعد الإنساني، منها على سبيل المثال -كما تقول الصفحة الرئيسية للموقع- :
الأعداد الحقيقية للمصابين بمرض الملاريا الذي يقتل في أفريقيا على سبيل المثال مائة شخص كل ساعة.الأسترالي جوليان أسانغ يعد أحد مؤسسي موقع ويكيليكس (الفرنسية)
ويؤكد القائمون على الموقع أن أهمية ما يسربونه من معلومات تفيد في كشف سوء الإدارة والفساد بالدول التي تعاني من هذه الأزمات كالملاريا مثلا، لأن الدواء متوفر لمعالجة هذا المرض.ويعتمد الموقع في أغلبية مصادره على أشخاص يوفرون له المعلومات اللازمة من خلال الوثائق التي يكشفونها.
ومن أجل حماية مصادر المعلومات يتبع موقع ويكيليكس إجراءات معينة منها وسائل متطورة في التشفير تمنع أي طرف من الحصول على معلومات تكشف المصدر الذي وفر تلك التسريبات.
ويتم تلقي المعلومات إما شخصيا أو عبر البريد، كما يحظى ويكيليكس بشبكة من المحامين وناشطين آخرين للدفاع عن المواد المنشورة ومصادرها التي لا يمكن -متى نشرت على صفحة الموقع- مراقبتها أو منعها.وسبق لويكيليكس أن حصل على حكم قضائي من المحكمة العليا بالولايات المتحدة التي برأته من أي مخالفة، عندما نشر ما بات يعرف باسم أوراق البنتاغون التي كشفت العديد من الأسرار حول حرب فيتنام.
القضاء
بيد أن الموقع وفي الوقت ذاته لا يطرح على قرائه آمالا مبالغا فيها، إذ يعترف بأن ما يقوم من نشر لمعلومات هامة ودقيقة قد لا تؤدي في عدة مناسبات إلى تحويل المسؤولين إلى القضاء ومحاسبتهم على ما ارتكبوه من أخطاء، فضلا عن أن تقدير ذلك يعود نهاية المطاف للقضاء وليس الإعلام.لكن هذا لا يمنع -كما يقول القائمون على ويكيليكس -الصحفيين والناشطين والمعنيين من استخدام معلومات ينشرها الموقع للبحث والتقصي للوصول إلى حقيقة الأمر، وبالتالي يمكن لاحقا تحويل المسألة إلى قضية ينظر فيها القضاء.
وقد خلق هذا الواقع إشكاليات كبيرة بالنسبة لويكيليكس لجهة حجبه بالعديد من الدول وعلى رأسها الصين، لكنه نجح في وضع عناوين بديلة يمكن من خلالها الوصول إلى صفحته وقراءة محتوياتها بفضل إمكانيات التشفير التي يوظفها خبراء لصالح منع حجب الموقع.تدقيق الوثائق يتم التدقيق في الوثائق والمستندات باستخدام طرق علمية متطورة للتأكد من صحتها وعدم تزويرها، لكن القائمين على الموقع يقرون بأن هذا لا يعني أن التزوير قد لا يجد طريقه إلى بعض الوثائق.وانطلاقا من هذه المقولة، يرى أصحاب ويكيليكس أن أفضل طريقة للتمييز بين المزور والحقيقي لا يتمثل بالخبراء فقط بل بعرض المعلومات على الناس وتحديدا المعنيين مباشرة بالأمر.
وتتم عملية النشر بطريقة بسيطة حيث لا يحتاج الشخص سوى تحميل الوثيقة التي يريد عرضها وتحديد اللغة والبلد ومنشأ الوثيقة قبل أن تذهب هذه المعلومات لتقويم من قبل خبراء متخصصين، وتتوفر فيها شروط النشر المطلوبة. وعند حصولها على الضوء الأخضر، يتم توزيع الوثيقة على مزودات خدمة احتياطية داعمة
.المصدر : الجزيرة.
وفي فبراير 2008 قام مصرف سويسري برفع دعوى على ويكيليكس في أميركا بعد أن نشر ويكيليكس مزاعم عن أنشطة غير مشروعة للمصرف في جزر كيمان. وقد نتج عن هذه القضية حظر استخدام اسم النطاق wikileaks.org، لكن الموقع تحايل على هذا باستخدام أسماء نطاقات أخرى مثل : http://wikileaks.be
. هذا مع الإشارة إلى صعوبة منع الموقع من الصدور على الإنترنت نظرا لتوزعه في مناطق متفرقة .
المصدر (موقع ويكيبيديا)
الجمعة، 3 ديسمبر 2010
وثائق ويكيليكس والحقائق المخبوءة وراءها
من المعلوم – لكل مراقب ومتابع – أن سياسة أمريكا في العالم وخاصة في العالم الإسلامي تتسم بالإفساد في الأرض ، والعداء السافر للإنسان من قتل وتشريد وإهدار ثروات العالم المعتدى عليه ، واسأل عن باكستان والعراق ناهيك عن فلسطين والصومال وغيرها .
كما أنها عدو للعالم العربي بمساندتها للأنظمة المستبدة المتسلطة .
فهل تسريب مثل هذه الوثائق أمر مقصود من الأمريكان ؟ أم أنه أمر خارج عن إرادتهم ؟ .
وعندي بعض التساؤلات حول هذا الموضوع أطرحا بين يدي القارئ فيما يلي :
تسريب مثل هذه الوثائق من أي مؤسسة قد يكون مقبولا ، ولكن أن يكون من مؤسسة عسكرية فهو أمر يحتاج إلى وقفة .
أن يكون تسريب هذه المعلومات من أي مؤسسة عسكرية فشيء يحتاج إلى وقفة فكيف يكون إذا كان من المؤسسة العسكرية الأمريكية التي أنشأت الإنترنت ؟ !
وإذا كان عدد الوثائق بالعشرات أو بالمئات فأمر قد يكون مقبولا . ولكن إذا كان عدد الوثائق بمئات الآلاف ، فأمر يحتار فيه العقل .
هل الرد الأمريكي على نشر هذه الوثائق الخطيرة يتناسب مع الموضوع ؟ .
هل المطلوب من هذا التسريب إحداث شقاق أو توسيع الشقاق بين العرب وإيران ؛ حتى لا يحدث تقارب بينهما , ولكي يظل لأمريكا مكان بين الطرفين ؟ .
وقد ذكرت الوثائق أن السعوديين حثوا الأمريكان على ضرب إيران ، واتهام قريب من هذا لدولة قطر .
هل المطلوب من وراء هذه الوثائق تحميل باكستان عبء الفشل الأمريكي في أفغانستان ؛ بسبب ربط الوثائق بين المخابرات الباكستانية وطالبان ؟ .
هل يحمل نشر هذه الوثائق النيل من فلاديمير بتوتن رئيس الوزراء الروسي الذي ينتهج نهجا قويا ضد أمريكا دائما ؟ .
أذكر بأن الوثائق قد جاء فيها ( أن هناك ربطا بين المافيا والحكومة الروسية ) .
الرئيس التركي حذر مواطنيه من الوقوع في فخ وثائق ويكيليكس ( والخبر جاء على قناة الجزيرة ) فما السبب إذن ؟! .
سؤال أخير : هل لليهود دور في نشر هذه الوثائق ؟ .
وما حملني على طرح هذا السؤال ، أن اليهود مستفيدون مما حدث .
هل تستفيد أمريكا من الفوضى والقلق الذي يحدثه نشر هذه الوثائق ؟ .
فائدة :
إن النظام الأمريكي الاستعماري لا يحمي أصدقاءه ، ولا يحفظ لهم ودا : حيث جاء في التسريبات : أن الرئيس المصري وعباس حثا الصهاينة على حرب غزة .
كما جاء فيها التحفظ المصري على تأسيس ديمقراطية في العراق .
وجاء مثل هذا الكلام في كتاب بوش الأخير، وزاد عليه أيضا أن الرئيس المصري حث الرئيس الأمريكي بوش على حرب العراق لأن عندها أسلحة بيولوجية .
هؤلاء هم أعداؤنا وأعداء أمتنا فهيا بنا – حكاما ومحكومين - نتكاتف ضدهم ونرص صفوفنا في مواجهتهم ،
نسأل الله عز وجل أن يحفظنا من مكر أعدائنا ، وأن يهدي حكامنا لما فيه خير بلادنا .
مدونة الطريق إلى محبة الله / شعبان شحاته