الحمد لله رب العالمين ، نحمدك اللهم على نعمك التي لا تحصى ونشكرك على آلائك التي لا تستقصى ، ونصلي ونسلم على خاتم الأنبياء والمرسلين وإمام المجاهدين المبعوث رحمة للعالمين وعى آله وأصحابه اجمعين .
وبعد ..
مرت بالأمة العربية والإسلامية حقب شداد ، وأزمنة عجاف ، وكان لمصر دور كبير في إصلاح أوضاعها لو استثمرت على الوجه الأمثل ، وكان ذلك سيتم لو وجدت قيادة رشيدة ، وقرارات سديدة .
ولكن النتائج كانت :
هزيمة يونية 67 ، واتفاقية الاستسلام في كامب ديفيدوما ترتب عليها، وهي لا تقل في الفداحة ، ولا تنقص في الخسارة عن هزيمة 67 .
وانتقال مصر إلى بيت الطاعة الأمريكي ، وبالتالي ترك الباب مفتوحا لبقية الدول العربية ، وبالتالي هيمنت أمريكا على المنطقة .
وبدأت الدول العربية - معظمها - تشارك في تنفيذ الأجندة الأمريكية بنجاح وبعضها تفانى في ذلك ، كما أظهرت وثائق ويكليكس .
ولخطورة دور مصر الإقليمي العربي والإسلامي يسعى المخلصون من أبناء هذا الوطن لتحرير مصر من ربقة هذه التبعية الذليلة ؛ لتتبوأ مصر مكانها الطبيعي ، لتقود هذه المنطقة إلى ما فيه خير البلاد والعباد .
وأصبح الخيار الوحيد المطروح هو السعي للتغيير السلمي الدستوري ؛ فليس أسلم منه من حيث الشرع والقانون والعرف والعقل .
وكان خوض غمار الانتخابات سبيلا إلى هذا التغيير وإن كان من وجهة نظر المشاركين تغييرا تدريجيا بالمشاركة لا المغالبة .
ولكن يأبى النظام المستبد أن يخضع لإرادة الأمة وخيار الجماهير ، فاستخدم العصا الغليظة لقمع الشعب وسلك طريق التزوير والبلطجة لإسكات صوت التغيير .
ولكن في هذه التجربة فوائد كثيرة ، وغنائم عديدة منها :
1 - بذل المستطاع وإفراغ ما في الطوق .
قد تعلمنا أن المصلح عليه بذل ما في وسعه ، وإفراغ ما في طوقه ويرفع يده إلى الله : ( ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ) البقرة127 .
وهذا ما تعلمناه من ديننا الحنيف ( فاتقوا الله ما استطعتم ) التغابن16.
وطالما لديناما يمكن أن يبذل ، وفي مخزوننا ما يمكن أن يقدم ، فلا يتحقق النصر حتى نقدم المال والجهد والصبر والنصح وكل ما نملك .
2 - قبول النتائج التي يرسمها قدر الله والتسليم بها .
كان الإخوان يرجون الفوز بمئة مقعد على أحسن تقدير والمعارضة بخمسين مقعدا ، وكان الابتهاج سيعم الجميع حينئذ .
فهل كان هذا هو الحل لأوضاع بلادنا ؟ .
هل كان سيغير من الأمر شيئا ؟ .
إني أظن أن هذا كان أفضل بألف مرة للنظام الحاكم .
لأنه كان سيتغنى بالدبمقراطية ليل نهار . ولا يستطيع أن يتهمه أحد بالدكتاتورية والتسلط وقمع المعارضة .
ومن جانب آخر فإنه كان سيمرر التوريث أو التمديد للرئيس بسهولة .
وحينها كانت المعارضة والإخوان منهم سينالون أعظم اللوم من الناس ، ويقاسون سياط التأنيب من النفس ، لأنهم أضفوا شرعية على النظام الحاكم ، ولم يستطيعوا أن يوقفوا الفساد ولا هم أقاموا الديمقراطية المنشودة .
فكان اختيار الله أفضل والحمد لله .
4 - تحريك الجماهير ودفعهم للمشاركة في الإصلاح ؛ لنفي السلبية عنهم .
وقد كان الناس يائسين من الانتخابات ومن نتائجها ، ولكن الله – تعالى – وفق الإخوان والمعارضة لإخراج الناس للمشاركة والتفاعل مع الحدث إلى حد معقول .
3 - تفعيل الصف وتحريكه بكل أنواعه .
فقد شارك الإخوة والأخوات والطلاب والشباب حتى الأشبال في هذا الحدث .
3 - ارتفاع درجة الوعي لدى المواطن .
فقد تأكدت الجماهير من تغول النظام الحاكم وتسلطه ، ومن فساد الحزب الوطني وبلطجته .
وعرف المواطن من يخدعه ومن يعمل على استرداد حقه ، وإرجاع كرامته .
4 - قياس مدى قدرة الصف على الاختلاط بالمجتمع وتفعيله .
فقد انتقل الإخوان من أماكنهم إلى الشوارع يحشدون الناس ، وإلى البيوت يحثون المجتمع على المشاركة والتفاعل مع الحدث الانتخابي .
المهمة أكبر منا :
إذا أمعنا النظر في المهمة المطلوب تحقيقها لوجدناها مهمة ثقيلة وأمانة عظيمة .
وهي تتمثل في إقامة نظام ديمقراطي فعلي ، وحكومة تقوم على العدل والمساواة واحترام الإنسان .
وإقامة نظام حكم يحاسب فيه الوزير الكبير قبل الموظف الصغير .
نظام حكم يحفظ كرامة الأمة في علاقاتها الخارجية بدول العالم ، علاقة تقوم على الندية والتعاون ، لا التبعية والتهاون .
نظام حكم يجمع شمل العرب والمسلمين ، يمد يده لإخواننا بالتعاون ولعدونا بالقوة .
وحيث إننا لا نملك إلا الإرادة القوية، والعزيمة الصلبة ، وإيمان بنصر الله أثبت من الجبال الرواسي ، وإخوة إيمانية شامخة ، أما الوسائل المادية فلا نكاد نملك منها شيئا يذكر ، إذا قيست بما تملك الدولة من وسائل .
نعلم إذن أن الله تعالى يستخدمنا – على قلة ما في أيدينا – لإقامة هدف كبير ومأرب عظيم .
إن الله – عز وجل - يستخدمنا لنصر دينه مع عجزنا وضعفنا .
وهذا شرف ضخم يوجب علينا الشكر الدائم .
وطالما أن الله – تعالى – هو الذي يقود المهمة ويدبر الأمور ؛ فإن وعد الله لا يتخلف ، وإن النصر لآت وكل آت قريب .فلتطمئن القلوب ولتهدأ النفوس ولنتذرع بالصبر الجميل {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }الروم6 .
شعبان شحاته
وبعد ..
مرت بالأمة العربية والإسلامية حقب شداد ، وأزمنة عجاف ، وكان لمصر دور كبير في إصلاح أوضاعها لو استثمرت على الوجه الأمثل ، وكان ذلك سيتم لو وجدت قيادة رشيدة ، وقرارات سديدة .
ولكن النتائج كانت :
هزيمة يونية 67 ، واتفاقية الاستسلام في كامب ديفيدوما ترتب عليها، وهي لا تقل في الفداحة ، ولا تنقص في الخسارة عن هزيمة 67 .
وانتقال مصر إلى بيت الطاعة الأمريكي ، وبالتالي ترك الباب مفتوحا لبقية الدول العربية ، وبالتالي هيمنت أمريكا على المنطقة .
وبدأت الدول العربية - معظمها - تشارك في تنفيذ الأجندة الأمريكية بنجاح وبعضها تفانى في ذلك ، كما أظهرت وثائق ويكليكس .
ولخطورة دور مصر الإقليمي العربي والإسلامي يسعى المخلصون من أبناء هذا الوطن لتحرير مصر من ربقة هذه التبعية الذليلة ؛ لتتبوأ مصر مكانها الطبيعي ، لتقود هذه المنطقة إلى ما فيه خير البلاد والعباد .
وأصبح الخيار الوحيد المطروح هو السعي للتغيير السلمي الدستوري ؛ فليس أسلم منه من حيث الشرع والقانون والعرف والعقل .
وكان خوض غمار الانتخابات سبيلا إلى هذا التغيير وإن كان من وجهة نظر المشاركين تغييرا تدريجيا بالمشاركة لا المغالبة .
ولكن يأبى النظام المستبد أن يخضع لإرادة الأمة وخيار الجماهير ، فاستخدم العصا الغليظة لقمع الشعب وسلك طريق التزوير والبلطجة لإسكات صوت التغيير .
ولكن في هذه التجربة فوائد كثيرة ، وغنائم عديدة منها :
1 - بذل المستطاع وإفراغ ما في الطوق .
قد تعلمنا أن المصلح عليه بذل ما في وسعه ، وإفراغ ما في طوقه ويرفع يده إلى الله : ( ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ) البقرة127 .
وهذا ما تعلمناه من ديننا الحنيف ( فاتقوا الله ما استطعتم ) التغابن16.
وطالما لديناما يمكن أن يبذل ، وفي مخزوننا ما يمكن أن يقدم ، فلا يتحقق النصر حتى نقدم المال والجهد والصبر والنصح وكل ما نملك .
2 - قبول النتائج التي يرسمها قدر الله والتسليم بها .
كان الإخوان يرجون الفوز بمئة مقعد على أحسن تقدير والمعارضة بخمسين مقعدا ، وكان الابتهاج سيعم الجميع حينئذ .
فهل كان هذا هو الحل لأوضاع بلادنا ؟ .
هل كان سيغير من الأمر شيئا ؟ .
إني أظن أن هذا كان أفضل بألف مرة للنظام الحاكم .
لأنه كان سيتغنى بالدبمقراطية ليل نهار . ولا يستطيع أن يتهمه أحد بالدكتاتورية والتسلط وقمع المعارضة .
ومن جانب آخر فإنه كان سيمرر التوريث أو التمديد للرئيس بسهولة .
وحينها كانت المعارضة والإخوان منهم سينالون أعظم اللوم من الناس ، ويقاسون سياط التأنيب من النفس ، لأنهم أضفوا شرعية على النظام الحاكم ، ولم يستطيعوا أن يوقفوا الفساد ولا هم أقاموا الديمقراطية المنشودة .
فكان اختيار الله أفضل والحمد لله .
4 - تحريك الجماهير ودفعهم للمشاركة في الإصلاح ؛ لنفي السلبية عنهم .
وقد كان الناس يائسين من الانتخابات ومن نتائجها ، ولكن الله – تعالى – وفق الإخوان والمعارضة لإخراج الناس للمشاركة والتفاعل مع الحدث إلى حد معقول .
3 - تفعيل الصف وتحريكه بكل أنواعه .
فقد شارك الإخوة والأخوات والطلاب والشباب حتى الأشبال في هذا الحدث .
3 - ارتفاع درجة الوعي لدى المواطن .
فقد تأكدت الجماهير من تغول النظام الحاكم وتسلطه ، ومن فساد الحزب الوطني وبلطجته .
وعرف المواطن من يخدعه ومن يعمل على استرداد حقه ، وإرجاع كرامته .
4 - قياس مدى قدرة الصف على الاختلاط بالمجتمع وتفعيله .
فقد انتقل الإخوان من أماكنهم إلى الشوارع يحشدون الناس ، وإلى البيوت يحثون المجتمع على المشاركة والتفاعل مع الحدث الانتخابي .
المهمة أكبر منا :
إذا أمعنا النظر في المهمة المطلوب تحقيقها لوجدناها مهمة ثقيلة وأمانة عظيمة .
وهي تتمثل في إقامة نظام ديمقراطي فعلي ، وحكومة تقوم على العدل والمساواة واحترام الإنسان .
وإقامة نظام حكم يحاسب فيه الوزير الكبير قبل الموظف الصغير .
نظام حكم يحفظ كرامة الأمة في علاقاتها الخارجية بدول العالم ، علاقة تقوم على الندية والتعاون ، لا التبعية والتهاون .
نظام حكم يجمع شمل العرب والمسلمين ، يمد يده لإخواننا بالتعاون ولعدونا بالقوة .
وحيث إننا لا نملك إلا الإرادة القوية، والعزيمة الصلبة ، وإيمان بنصر الله أثبت من الجبال الرواسي ، وإخوة إيمانية شامخة ، أما الوسائل المادية فلا نكاد نملك منها شيئا يذكر ، إذا قيست بما تملك الدولة من وسائل .
نعلم إذن أن الله تعالى يستخدمنا – على قلة ما في أيدينا – لإقامة هدف كبير ومأرب عظيم .
إن الله – عز وجل - يستخدمنا لنصر دينه مع عجزنا وضعفنا .
وهذا شرف ضخم يوجب علينا الشكر الدائم .
وطالما أن الله – تعالى – هو الذي يقود المهمة ويدبر الأمور ؛ فإن وعد الله لا يتخلف ، وإن النصر لآت وكل آت قريب .فلتطمئن القلوب ولتهدأ النفوس ولنتذرع بالصبر الجميل {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }الروم6 .
شعبان شحاته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق