– الهدف منه :
1) بيان الطريق القويم للشباب لكي يستفتيدوا ويحصلوا الخير لوطنهم .
2) تذكير القائمين على تربية الشباب بدورهم تجاه هذه الشريحة الهامة .
– الشريحة المستهدفة : من سن اثنتي عشرة سنة حتى خمس وعشرين .
– يتناول البحث طريقة تنفيذالمشروع – ومظاهر النجاح التي يمكن قياسها .
عناصر الموضوع :
كلمة الشباب في اللغة .
نبذة عن دور الشباب في بناء الأمة ونهضتها قديما وحديثا .
تربية الشباب من منظور إسلامي : دينيا واجتماعيا ونفسيا .
كيفية تفعيل الشباب من خلال مشروعات عملية ( محو الأمية – البيئة – دورهم في العمل السياسي ) .
خصائص يتميز بها الشباب .
الموضوع :
· كلمة الشباب في اللغة :
ش ب ب الشَّباب جمَع شابٍّ وكذا الشُّبَّان. والشَّباب أيضاً الحَداثة وكذا الشَّبيبة وهو خلاف الشَّيْب. تقول شَبَّ الغلام يَشِب بالكسر شَباباً وشبيبة. وامرأةٌ شابّةٌ وشَبَّةٌ بمعنًى.
· دور الشباب في نهضة الأمة قديما وحديثا :
الشباب هم عصب الأمة ورجالها، الذين يحملون عبء الرسالة وإبلاغها إلى العالمين، وقد قامت نهضة الإسلام من قبل على أكتافهم وسواعدهم.
بل إن معظم أتباع الأنبياء كانوا من الشباب ، وكذلك العلماء الذين أسعدوا الدنيا بمدادهم وأضاءوها بعلمهم بدأوا مشوار علمهم شبابا .
ولقد سجل التاريخ بحروف من نور اسم ذلك القائد الفذ والخليفة الفريد / محمد الفاتح – رحمه الله – الذي فتح الله به أعظم مدينة وأكبر عاصمة في العالم وهي القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية والتي أصبحت عاصمة الخلافة الإسلامية وصار اسمها : إسلام بول أي مدينة الإسلام .
وكان سنه وقت ذاك إحدى وعشرين سنة !
ولا ننسى أن الرسول – صلى الله عليه وسلم - قد سلم قيادة الجيش الإسلامي في حرب الروم لأسامة بن زيد وكان عمره أقل من عشرين عاما .
( وقد تناول الدكتور راغب السرجاني موضوع دور الشباب في نهضة الأمة، وذلك ضمن فعاليات منتدى النهضة والتواصل الحضاري بدولة السودان الشقيق، والتي كانت في الفترة من 20 إلى 25 مايو 2010م. ) :
حيث عرض بعض نماذج من الشباب المتميز الذين ساهموا في إثراء التاريخ، وكان لهم أثر كبير في نهضة الأمة الإسلامية على مر العصور واختلاف المجالات، فحق لهم أن يكونوا نماذج حسنة وقدوة صالحة لشباب الأمة في كل العصور.
ولعل أبرز تلك النماذج هو ذلك الطفل الصغير الذي تربى تربية أبناء الأمراء، ولكن ما لبث إلا أن خطفه الأعداء وبِيع بَيع العبيد، يتناقله تجار الرقيق من بلدة إلى أخرى، حتى انتهى به المقام إلى العيش وسط العبيد، يأكل كما يأكلون ويشرب كما يشربون، ولكن الطفل كان ذا طموح جارف، وثقة بربه، وهدف جليل؛ مما قاده ليكون من أعظم القادة في التاريخ الإسلامي.
والنموذج الثاني مع طفل أحب العلم والعلماء، كم بحثت أمه له عن علماء يجلس تحت أرجلهم فيتربى بتربيتهم، وينهل من معينهم! فشاء الله وقدر أن يتحقق حلم الأم الحنون، فانتهى الأمر بكونه من أعظم فقهاء المسلمين في التاريخ، وإلى أن تقوم الساعة.
والنموذج الثالث لصبي فَقَد بصره في الخامسة من عمره، فظلت أمه تدعو الله أن يرد إليه بصره، ليس ليكون كبقية الصبيان والأطفال، وإنما ليكون عالمًا متعلمًا، فشاء الله وقدر واستجاب لدعوات أمه، فصار شيخًا للمحدثين في تاريخ الإسلام العظيم.
إن هذه اللقطات من حياة هؤلاء العظماء، لهي خير دليل على الهمة العالية التي تمتعوا بها، وذلك الإخلاص الذي تحلوا به، فسيف الدين قطز بطل النموذج الأول، توفاه الله وهو دون الأربعين، ولكنه استطاع بهمته وتقواه أن يحقق ما عجز عنه الكثيرون، حتى قال عنه العز بن عبد السلام: لو قلت ليس هناك من هو أفضل من قطز من زمان عمر بن عبد العزيز لكنت صادقًا. إنه سيف الدين قطز الذي قال قولته الشهيرة: (من للإسلام إن لم نكن نحن).
أمَّا عن الإمام الشافعي -رحمه الله- بطل النموذج الثاني، فقد كان يكتب على الألواح، ويتنقل بين العلماء بهمة عالية بحثًا عن العلم، وقد حباه الله بإمكانيات هائلة، حتى إنه حفظ الموطأ وهو في العاشرة من عمره، وليس ذلك فحسب بل إنه جلس على كرسي الفتيا وهو في الثانية عشرة من عمره، فانتشر مذهبه وذاع صيته في العالم الإسلامي أجمع، فهو أول من أصَّل علم أصول الفقه.
أما عن البطل صاحب النموذج الثالث، فهو جبل الحفظ وإمام وقته أمير أهل الحديث، الذي لم يشهد تاريخ الإسلام مثله في قوة الحفظ ودقة الرواية والصبر على البحث مع قلة الإمكانات، حتى أصبح منارة في الحديث، وفاق تلامذته وشيوخه على السواء، هو الإمام البخاري، صاحب أصح كتاب بعد القرآن الكريم، والذي صنفه في ست عشرة سنة، وجعله حجة فيما بينه وبين الله تعالى، فلا يكاد يستغني أحد عنه، لقد كان -رحمه الله- يحفظ أكثر من مائة ألف حديث، دوّن منها في صحيحه سبعة آلاف فقط، وكان ذا منهج متميز في تخيُّر أحاديثه وقبولها.
ولعلنا نقف وقفة ونتساءل: ما الذي جمع بين هذه النماذج؟ ما الذي جمع بين قطز والبخاري والشافعي؟ وما الذي يجمعهم مع غيرهم من أبناء أمتنا على مر التاريخ؟
ولعل الإجابة لا يختلف عليها اثنان.. فالذي جمعهم هو سمو الهدف وعظمته، فكلما عظم الهدف عظم العمل، وعظمت النتائج، جمعهم حب العلم، والقراءة المستمرة.
إن من أكبر آفات شباب أمتنا الآن أنهم لا يقرءون، ولو قمنا بالبحث عن الأوقات المهدرة في حياة شبابنا لوجدناها كثيرة .
فالأوقات تضيع أمام التلفاز، والمباريات، فيذهب العمر سُدى.
إن قضية بناء الأمة وعزتها لا بد أن تشغل محور اهتمام الشباب، فعلى أكتاف الشباب سادت الأمة العالم، فأول النجاح الذي ينتظر شباب الإسلام هو تعظيم الهدف وتحقيق الغاية والهدف الأسمى هو أن يعبد الله في الأرض والغاية من وراء ذلك هي الفوز برضا الله عز وجل .
والفوز لن يكون إلا بالتوجُّه إلى الله والاعتماد عليه، وطلب النصر منه سبحانه، فما النصر إلا رزقٌ ينزل من عند الله بقدر، وإلا لماذا انتصر خالد بن الوليد في جميع معاركه؟ الإجابة: لأنه متصل بالله، يقف خالد مع رجل من عامة جيشه، فيقول الرجل: ما أكثر الرومان! فيرد عليه خالد: "اصمت يا رجل، بل قُلْ: ما أقل الرومان وما أكثر المسلمين! إنما يُنصر المسلمون بنصر الله لهم، ويهزمون -أي الرومان- بخذلان الله لهم، والله وددت لو أن الأشقر (فرسه) براء من توجيه، وأنهم أضعفوا في العدد".
إن أهمية مرحلة الشباب تكمن في السؤال عنها مرتين يوم القيامة؛ فعن ابن عمر عن ابن مسعود رضي الله عنهما، عن النبي قال: ( لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس : عن عمره فيم أفناه ? و عن شبابه فيم أبلاه ? و عن ماله من أين اكتسبه ? و فيم أنفقه ? و ماذا عمل فيما علم ? ) .
تخريج السيوطي تحقيق الألباني
(حسن) انظر حديث رقم: 7299 في صحيح الجامع.
فليعمل الشباب وليجتهدوا، وليشحذوا هممهم؛ فنهضة الأمة لن تقوم إلا على أكتافهم.
تربية الشباب المراهق من منظور إسلامي
أولاً : التربية الدينية للمراهق
التربية الدينية هي الأساس الذي ينبغي للمسلم أن ينطلق منه باعتبار أن المخلوق مكلف بأداء العبادة ويتوجه إلى خالقه بالفطرة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { كل مولود يولد على الفطرة حتى يعرب عنه لسانه فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه } . تخريج السيوطي عن الأسود بن سريع.
تحقيق الألباني (صحيح) انظر حديث رقم: 4559 في صحيح الجامع.
والمراهق الذي بلغ سن التكليف شرعاً لا عذر له في التفلت من الأحكام الشرعية فخالقه أعلم بطاقته ومدى تحمله عندما كلفه , وقد أشارت دراسات عديدة نفسية وتربوية إلى ميول المراهقين والمراهقات نحو التدين وهذا الميول تؤيده الفطرة ويعززها النضج العقلي والمعرفي وتزكيها عواطفه الغزيرة وأحاسيسه المرهفة ولذلك لا بد من استثمار استعدادات المراهقين وطبيعتهم من أجل الإفادة منها خلال التعامل معهم , إن النضج العقلي للمراهق يدفعه للتفكير بجدية في العالم المحيط به : العالم المادي , العلاقات الأسرية , العواطف والاتجاهات النفسية , بقصد التأكد من صحة معلوماته التي تعرف عليها في مراحل عمره السابقة
التربية النفسية والجنسية للشباب :
يوجه الإسلام الشباب من الجنسين إلى العفة وغض البصر ومنع الاختلاط والحث على الزواج ومن لم يجد فعليه بالصيام فإنه له وجاء .
التربية الاجتماعية :
يتربى الشباب بداية من سن الطفولة في أحضان الوالدين علي الكرم والحنان والشجاعة والصدق وكذلك في المدرسة والمسجد ، وليكن التوجيه المستمر من الوالدين وشيخ المسجد والمعلم هو حادي الطريق لكل شاب .
- من أهداف التربية الاجتماعية عند المسلمين
يقول محمد حامد الناصر:1- بناء العلاقات الاجتماعية الحميمة بين أفراد الأسرة المسلمة على أساس تقوى الله من الحب والمودة والعطف والتضحية والتسامح والبر2- الحث على بر الوالدين والإحسان إليهما .3- الحث على العمل والإسهام في تطوير الفرد والمجتمع من خلال العمل الشريف
4- تنمية الإحساس بروح المسؤولية الفردية والجماعية والتأكيد عليهما في بناء الأمة .
5- العمل على إعداد الإنسان إعداداً متوازناً يشمل كل جوانب حياته العقلية والاجتماعية والخلقية والانفعالية دونما إفراط ولا تفريط . من كتاب ( تربية المراهق في رحاب الإسلام ) تأليف : محمد حامد الناصر .
كما يجب على الدولة ورجالها والمسؤولين أن :
· يعلموا أهمية دور الشباب في تنفيذ الخطط الاستراتيجة طويلة المدى . ( لأن أعمارهم مقبلة ومناسبة ، فهم من سيحمل عبء المستقبل المشرق لبلادنا ، بعكس كبار السن المدبرين عن الحياة ) .
· استغلال الطاقات والمواهب المتوفرة لدى الشاب .
· مستقبل البلاد يتوقف على استغلال طاقات الشباب .
· وجوب إعداد الشباب : إيمانيا – علميا – ثقافيا – سياسيا ( نعلمهم مبادئ الشورى والديمقراطية ، علما وممارسة وتعدد الأفكار وكيفية التعامل معها قبولا ورفضا ) .
· إعدادهم دعويا وبالوسائل المناسبة لعصرهم .
كما يجب أن تتعاون الدولة و الأسرة والمدرسة والمسجد والإعلام في تربيتهم على تحمل المسؤولية والمشاركة في البناء .
تفعيل الشباب :
دور الشباب في القضاء على الأمية .
دور الشباب في المحافظة على البيئة .
دور الشباب في المساهمة في العمل السياسي ورسم سياسة البلاد .
موضوع محو الأمية : وهي نقطة حرجة حيث إن نسبة الأمية عالية في بلادنا جدا وهذا عائق من عوائق التقدم . وأقترح لهذا الأمر ما يلي :
أن تحصر مجموعة الشباب المتعاونة المتآلفة عدد الأميين الذين يتوفر لديهم الاستعداد ، وليكن العدد عشرة فما فوق ومن خلال المساجد ، أو الجمعيات الخيرية المنتشرة في القرى والأحياء نستطيع أن نوفر المكان .
كما أن الهيئة القومية لتعليم الكبار تتمنى من كل متطوع أن يتقدم لها بأسماء طالبي التعلم وهي ستمده بالأدوات اللازمة من سبورة وكتب وراتب وامتحانات ومن ثم الشهادات .
ومعيار النجاح أن يتقدم للامتحان على الأقل سبعة ، والمتوسط يكون – على سبيل المثال – عشرة .
فلو قام خمسة من الشباب بهذا المشروع في أحياء القرية أو المدينة فسنمحو أمية خمسين أميا كل عام .
تفعيل الشباب في الحفاظ على البيئة :
- من خلال اشتراك مجموعة الشباب في اللجان الشعبية ، أو في جمعية خيرية يستطيعون أن يخاطبوا باسم الجمعية : رئيس الحي في المدينة ، أو رئيس الوحدة المحلية في القرية ويعرضوا عليه مشاكل النظافة ويقدموا اقتراحاتهم العملية ، فإن قام بها المجلس فبها ونعمت ، وإن أشرك الشباب في المشروع بأن أسند إليهم جمع الاشتراكات ، أو توعية أهل الحي ، وتوجيههم لوضع القمامة وتجميعها في المكان المناسب فهذا أفضل .
- على أن يستمر العمل والمتابعة مع المسؤولين ومع الحي حتى تنجح الفكرة تماما .
دور الشباب في المساهمة في العمل السياسي ورسم سياسة البلاد :
يستطيع الشباب اليوم أن يكونوا فاعلين ومؤثرين وأن يسهموا في رسم سياسة البلاد ، ولا يكونوا هملا لا تأثير لهم يقودهم غيرهم من أصحاب الأفكار الهدامة .
وذلك من خلال اشتراكهم في حزب ذي توجه إسلامي ديمقراطي ، فيكون لهم دور في اختيار المرشحين ومساندتهم في الانتخابات بحشد الناس وتوجيههم وتوعيتهم ، وبالتالي نستطيع أن نفرز أعضاء مخلصين يخطون بالبلاد إلى بر الأمان .
وعلى الشباب أن يعلموا أن لديهم خصائص عظيمة لا يحوز معظمها إلا الشباب وهي :
الإيمان القوي والحماس الفتي والإصرار والشجاعة وهي مقومات الرجال الذين يحملون أمانة النهوض بالأمة .
فلا تهونوا في أنفسكم ، ولا تحقروا قواكم ، فالأمل معقود عليكم ، وأنتم فرسان الميدان ، وأنتم يوسف الأحلام ، فاعملوا وتوكلوا على الله واصبروا واعلموا أن الله معكم ( ولن يتركم أعمالكم ) 35 سورة محمد .
"والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون " 21سورة يوسف .
والحمد لله رب العالمين .
المصادر :
القرآن الكريم – الحديث الشريف ( الموسوعة الحديثية المصغرة ) .
كتاب ( تربية المراهق في رحاب الإسلام ) تأليف : محمد حامد الناصر .
مختار الصحاح – محاضرة للدكتور راغب السرجاني . بعض المواقع الألكترونية المهتمة بشأن الشباب .
1) بيان الطريق القويم للشباب لكي يستفتيدوا ويحصلوا الخير لوطنهم .
2) تذكير القائمين على تربية الشباب بدورهم تجاه هذه الشريحة الهامة .
– الشريحة المستهدفة : من سن اثنتي عشرة سنة حتى خمس وعشرين .
– يتناول البحث طريقة تنفيذالمشروع – ومظاهر النجاح التي يمكن قياسها .
عناصر الموضوع :
كلمة الشباب في اللغة .
نبذة عن دور الشباب في بناء الأمة ونهضتها قديما وحديثا .
تربية الشباب من منظور إسلامي : دينيا واجتماعيا ونفسيا .
كيفية تفعيل الشباب من خلال مشروعات عملية ( محو الأمية – البيئة – دورهم في العمل السياسي ) .
خصائص يتميز بها الشباب .
الموضوع :
· كلمة الشباب في اللغة :
ش ب ب الشَّباب جمَع شابٍّ وكذا الشُّبَّان. والشَّباب أيضاً الحَداثة وكذا الشَّبيبة وهو خلاف الشَّيْب. تقول شَبَّ الغلام يَشِب بالكسر شَباباً وشبيبة. وامرأةٌ شابّةٌ وشَبَّةٌ بمعنًى.
· دور الشباب في نهضة الأمة قديما وحديثا :
الشباب هم عصب الأمة ورجالها، الذين يحملون عبء الرسالة وإبلاغها إلى العالمين، وقد قامت نهضة الإسلام من قبل على أكتافهم وسواعدهم.
بل إن معظم أتباع الأنبياء كانوا من الشباب ، وكذلك العلماء الذين أسعدوا الدنيا بمدادهم وأضاءوها بعلمهم بدأوا مشوار علمهم شبابا .
ولقد سجل التاريخ بحروف من نور اسم ذلك القائد الفذ والخليفة الفريد / محمد الفاتح – رحمه الله – الذي فتح الله به أعظم مدينة وأكبر عاصمة في العالم وهي القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية والتي أصبحت عاصمة الخلافة الإسلامية وصار اسمها : إسلام بول أي مدينة الإسلام .
وكان سنه وقت ذاك إحدى وعشرين سنة !
ولا ننسى أن الرسول – صلى الله عليه وسلم - قد سلم قيادة الجيش الإسلامي في حرب الروم لأسامة بن زيد وكان عمره أقل من عشرين عاما .
( وقد تناول الدكتور راغب السرجاني موضوع دور الشباب في نهضة الأمة، وذلك ضمن فعاليات منتدى النهضة والتواصل الحضاري بدولة السودان الشقيق، والتي كانت في الفترة من 20 إلى 25 مايو 2010م. ) :
حيث عرض بعض نماذج من الشباب المتميز الذين ساهموا في إثراء التاريخ، وكان لهم أثر كبير في نهضة الأمة الإسلامية على مر العصور واختلاف المجالات، فحق لهم أن يكونوا نماذج حسنة وقدوة صالحة لشباب الأمة في كل العصور.
ولعل أبرز تلك النماذج هو ذلك الطفل الصغير الذي تربى تربية أبناء الأمراء، ولكن ما لبث إلا أن خطفه الأعداء وبِيع بَيع العبيد، يتناقله تجار الرقيق من بلدة إلى أخرى، حتى انتهى به المقام إلى العيش وسط العبيد، يأكل كما يأكلون ويشرب كما يشربون، ولكن الطفل كان ذا طموح جارف، وثقة بربه، وهدف جليل؛ مما قاده ليكون من أعظم القادة في التاريخ الإسلامي.
والنموذج الثاني مع طفل أحب العلم والعلماء، كم بحثت أمه له عن علماء يجلس تحت أرجلهم فيتربى بتربيتهم، وينهل من معينهم! فشاء الله وقدر أن يتحقق حلم الأم الحنون، فانتهى الأمر بكونه من أعظم فقهاء المسلمين في التاريخ، وإلى أن تقوم الساعة.
والنموذج الثالث لصبي فَقَد بصره في الخامسة من عمره، فظلت أمه تدعو الله أن يرد إليه بصره، ليس ليكون كبقية الصبيان والأطفال، وإنما ليكون عالمًا متعلمًا، فشاء الله وقدر واستجاب لدعوات أمه، فصار شيخًا للمحدثين في تاريخ الإسلام العظيم.
إن هذه اللقطات من حياة هؤلاء العظماء، لهي خير دليل على الهمة العالية التي تمتعوا بها، وذلك الإخلاص الذي تحلوا به، فسيف الدين قطز بطل النموذج الأول، توفاه الله وهو دون الأربعين، ولكنه استطاع بهمته وتقواه أن يحقق ما عجز عنه الكثيرون، حتى قال عنه العز بن عبد السلام: لو قلت ليس هناك من هو أفضل من قطز من زمان عمر بن عبد العزيز لكنت صادقًا. إنه سيف الدين قطز الذي قال قولته الشهيرة: (من للإسلام إن لم نكن نحن).
أمَّا عن الإمام الشافعي -رحمه الله- بطل النموذج الثاني، فقد كان يكتب على الألواح، ويتنقل بين العلماء بهمة عالية بحثًا عن العلم، وقد حباه الله بإمكانيات هائلة، حتى إنه حفظ الموطأ وهو في العاشرة من عمره، وليس ذلك فحسب بل إنه جلس على كرسي الفتيا وهو في الثانية عشرة من عمره، فانتشر مذهبه وذاع صيته في العالم الإسلامي أجمع، فهو أول من أصَّل علم أصول الفقه.
أما عن البطل صاحب النموذج الثالث، فهو جبل الحفظ وإمام وقته أمير أهل الحديث، الذي لم يشهد تاريخ الإسلام مثله في قوة الحفظ ودقة الرواية والصبر على البحث مع قلة الإمكانات، حتى أصبح منارة في الحديث، وفاق تلامذته وشيوخه على السواء، هو الإمام البخاري، صاحب أصح كتاب بعد القرآن الكريم، والذي صنفه في ست عشرة سنة، وجعله حجة فيما بينه وبين الله تعالى، فلا يكاد يستغني أحد عنه، لقد كان -رحمه الله- يحفظ أكثر من مائة ألف حديث، دوّن منها في صحيحه سبعة آلاف فقط، وكان ذا منهج متميز في تخيُّر أحاديثه وقبولها.
ولعلنا نقف وقفة ونتساءل: ما الذي جمع بين هذه النماذج؟ ما الذي جمع بين قطز والبخاري والشافعي؟ وما الذي يجمعهم مع غيرهم من أبناء أمتنا على مر التاريخ؟
ولعل الإجابة لا يختلف عليها اثنان.. فالذي جمعهم هو سمو الهدف وعظمته، فكلما عظم الهدف عظم العمل، وعظمت النتائج، جمعهم حب العلم، والقراءة المستمرة.
إن من أكبر آفات شباب أمتنا الآن أنهم لا يقرءون، ولو قمنا بالبحث عن الأوقات المهدرة في حياة شبابنا لوجدناها كثيرة .
فالأوقات تضيع أمام التلفاز، والمباريات، فيذهب العمر سُدى.
إن قضية بناء الأمة وعزتها لا بد أن تشغل محور اهتمام الشباب، فعلى أكتاف الشباب سادت الأمة العالم، فأول النجاح الذي ينتظر شباب الإسلام هو تعظيم الهدف وتحقيق الغاية والهدف الأسمى هو أن يعبد الله في الأرض والغاية من وراء ذلك هي الفوز برضا الله عز وجل .
والفوز لن يكون إلا بالتوجُّه إلى الله والاعتماد عليه، وطلب النصر منه سبحانه، فما النصر إلا رزقٌ ينزل من عند الله بقدر، وإلا لماذا انتصر خالد بن الوليد في جميع معاركه؟ الإجابة: لأنه متصل بالله، يقف خالد مع رجل من عامة جيشه، فيقول الرجل: ما أكثر الرومان! فيرد عليه خالد: "اصمت يا رجل، بل قُلْ: ما أقل الرومان وما أكثر المسلمين! إنما يُنصر المسلمون بنصر الله لهم، ويهزمون -أي الرومان- بخذلان الله لهم، والله وددت لو أن الأشقر (فرسه) براء من توجيه، وأنهم أضعفوا في العدد".
إن أهمية مرحلة الشباب تكمن في السؤال عنها مرتين يوم القيامة؛ فعن ابن عمر عن ابن مسعود رضي الله عنهما، عن النبي قال: ( لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس : عن عمره فيم أفناه ? و عن شبابه فيم أبلاه ? و عن ماله من أين اكتسبه ? و فيم أنفقه ? و ماذا عمل فيما علم ? ) .
تخريج السيوطي تحقيق الألباني
(حسن) انظر حديث رقم: 7299 في صحيح الجامع.
فليعمل الشباب وليجتهدوا، وليشحذوا هممهم؛ فنهضة الأمة لن تقوم إلا على أكتافهم.
تربية الشباب المراهق من منظور إسلامي
أولاً : التربية الدينية للمراهق
التربية الدينية هي الأساس الذي ينبغي للمسلم أن ينطلق منه باعتبار أن المخلوق مكلف بأداء العبادة ويتوجه إلى خالقه بالفطرة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { كل مولود يولد على الفطرة حتى يعرب عنه لسانه فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه } . تخريج السيوطي عن الأسود بن سريع.
تحقيق الألباني (صحيح) انظر حديث رقم: 4559 في صحيح الجامع.
والمراهق الذي بلغ سن التكليف شرعاً لا عذر له في التفلت من الأحكام الشرعية فخالقه أعلم بطاقته ومدى تحمله عندما كلفه , وقد أشارت دراسات عديدة نفسية وتربوية إلى ميول المراهقين والمراهقات نحو التدين وهذا الميول تؤيده الفطرة ويعززها النضج العقلي والمعرفي وتزكيها عواطفه الغزيرة وأحاسيسه المرهفة ولذلك لا بد من استثمار استعدادات المراهقين وطبيعتهم من أجل الإفادة منها خلال التعامل معهم , إن النضج العقلي للمراهق يدفعه للتفكير بجدية في العالم المحيط به : العالم المادي , العلاقات الأسرية , العواطف والاتجاهات النفسية , بقصد التأكد من صحة معلوماته التي تعرف عليها في مراحل عمره السابقة
التربية النفسية والجنسية للشباب :
يوجه الإسلام الشباب من الجنسين إلى العفة وغض البصر ومنع الاختلاط والحث على الزواج ومن لم يجد فعليه بالصيام فإنه له وجاء .
التربية الاجتماعية :
يتربى الشباب بداية من سن الطفولة في أحضان الوالدين علي الكرم والحنان والشجاعة والصدق وكذلك في المدرسة والمسجد ، وليكن التوجيه المستمر من الوالدين وشيخ المسجد والمعلم هو حادي الطريق لكل شاب .
- من أهداف التربية الاجتماعية عند المسلمين
يقول محمد حامد الناصر:1- بناء العلاقات الاجتماعية الحميمة بين أفراد الأسرة المسلمة على أساس تقوى الله من الحب والمودة والعطف والتضحية والتسامح والبر2- الحث على بر الوالدين والإحسان إليهما .3- الحث على العمل والإسهام في تطوير الفرد والمجتمع من خلال العمل الشريف
4- تنمية الإحساس بروح المسؤولية الفردية والجماعية والتأكيد عليهما في بناء الأمة .
5- العمل على إعداد الإنسان إعداداً متوازناً يشمل كل جوانب حياته العقلية والاجتماعية والخلقية والانفعالية دونما إفراط ولا تفريط . من كتاب ( تربية المراهق في رحاب الإسلام ) تأليف : محمد حامد الناصر .
كما يجب على الدولة ورجالها والمسؤولين أن :
· يعلموا أهمية دور الشباب في تنفيذ الخطط الاستراتيجة طويلة المدى . ( لأن أعمارهم مقبلة ومناسبة ، فهم من سيحمل عبء المستقبل المشرق لبلادنا ، بعكس كبار السن المدبرين عن الحياة ) .
· استغلال الطاقات والمواهب المتوفرة لدى الشاب .
· مستقبل البلاد يتوقف على استغلال طاقات الشباب .
· وجوب إعداد الشباب : إيمانيا – علميا – ثقافيا – سياسيا ( نعلمهم مبادئ الشورى والديمقراطية ، علما وممارسة وتعدد الأفكار وكيفية التعامل معها قبولا ورفضا ) .
· إعدادهم دعويا وبالوسائل المناسبة لعصرهم .
كما يجب أن تتعاون الدولة و الأسرة والمدرسة والمسجد والإعلام في تربيتهم على تحمل المسؤولية والمشاركة في البناء .
تفعيل الشباب :
دور الشباب في القضاء على الأمية .
دور الشباب في المحافظة على البيئة .
دور الشباب في المساهمة في العمل السياسي ورسم سياسة البلاد .
موضوع محو الأمية : وهي نقطة حرجة حيث إن نسبة الأمية عالية في بلادنا جدا وهذا عائق من عوائق التقدم . وأقترح لهذا الأمر ما يلي :
أن تحصر مجموعة الشباب المتعاونة المتآلفة عدد الأميين الذين يتوفر لديهم الاستعداد ، وليكن العدد عشرة فما فوق ومن خلال المساجد ، أو الجمعيات الخيرية المنتشرة في القرى والأحياء نستطيع أن نوفر المكان .
كما أن الهيئة القومية لتعليم الكبار تتمنى من كل متطوع أن يتقدم لها بأسماء طالبي التعلم وهي ستمده بالأدوات اللازمة من سبورة وكتب وراتب وامتحانات ومن ثم الشهادات .
ومعيار النجاح أن يتقدم للامتحان على الأقل سبعة ، والمتوسط يكون – على سبيل المثال – عشرة .
فلو قام خمسة من الشباب بهذا المشروع في أحياء القرية أو المدينة فسنمحو أمية خمسين أميا كل عام .
تفعيل الشباب في الحفاظ على البيئة :
- من خلال اشتراك مجموعة الشباب في اللجان الشعبية ، أو في جمعية خيرية يستطيعون أن يخاطبوا باسم الجمعية : رئيس الحي في المدينة ، أو رئيس الوحدة المحلية في القرية ويعرضوا عليه مشاكل النظافة ويقدموا اقتراحاتهم العملية ، فإن قام بها المجلس فبها ونعمت ، وإن أشرك الشباب في المشروع بأن أسند إليهم جمع الاشتراكات ، أو توعية أهل الحي ، وتوجيههم لوضع القمامة وتجميعها في المكان المناسب فهذا أفضل .
- على أن يستمر العمل والمتابعة مع المسؤولين ومع الحي حتى تنجح الفكرة تماما .
دور الشباب في المساهمة في العمل السياسي ورسم سياسة البلاد :
يستطيع الشباب اليوم أن يكونوا فاعلين ومؤثرين وأن يسهموا في رسم سياسة البلاد ، ولا يكونوا هملا لا تأثير لهم يقودهم غيرهم من أصحاب الأفكار الهدامة .
وذلك من خلال اشتراكهم في حزب ذي توجه إسلامي ديمقراطي ، فيكون لهم دور في اختيار المرشحين ومساندتهم في الانتخابات بحشد الناس وتوجيههم وتوعيتهم ، وبالتالي نستطيع أن نفرز أعضاء مخلصين يخطون بالبلاد إلى بر الأمان .
وعلى الشباب أن يعلموا أن لديهم خصائص عظيمة لا يحوز معظمها إلا الشباب وهي :
الإيمان القوي والحماس الفتي والإصرار والشجاعة وهي مقومات الرجال الذين يحملون أمانة النهوض بالأمة .
فلا تهونوا في أنفسكم ، ولا تحقروا قواكم ، فالأمل معقود عليكم ، وأنتم فرسان الميدان ، وأنتم يوسف الأحلام ، فاعملوا وتوكلوا على الله واصبروا واعلموا أن الله معكم ( ولن يتركم أعمالكم ) 35 سورة محمد .
"والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون " 21سورة يوسف .
والحمد لله رب العالمين .
المصادر :
القرآن الكريم – الحديث الشريف ( الموسوعة الحديثية المصغرة ) .
كتاب ( تربية المراهق في رحاب الإسلام ) تأليف : محمد حامد الناصر .
مختار الصحاح – محاضرة للدكتور راغب السرجاني . بعض المواقع الألكترونية المهتمة بشأن الشباب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق