إشراق الروح في رمضان :
الحمد لله والصلاة والسلام على
رسول الله وبعد ..
عندما يكرمك الله – سبحانه –
ويعينك على قراءة ورد القرآن في رمضان ، فإن الروح تشرق عليها بعض المعاني العظيمة
وشيء من الأحاسيس اللطيفة التي لم تكن
خطرت بقلبك وأنت تقرأ هذه الآيات أو تلك
مع أنك ممررت بها من قبل .
ويحدث للروح من توارد المعاني ، كما يحدث للكون
عندما يسفر الصبح بضوئه الشفيق ونسيمه الرقيق ، فيصحو المرء من غفوته وينشط من
عقلته وتنطلق روحه سابحة في فضاء المعاني بين صفحات الهيبة والجلال تارة وبين
صفحات الإبداع والجمال تارة .
ويتمنى المرء على الله لو أمكنه
من صيد الخواطر وتقييد الأفكار حين تبرق بوميضها ، وتلمع بنورها !
ويكفي المرء أن يعيش تلك اللحظات
تغمره السعادة ويفرح ويبتهج ويحمد الله ، كما يفرح البرق و يسبح بحمد ربه أن خلقه
لحظات معدودة !
كما يتمنى العبد على ربه أن يخرج
من هذا الإيمان الرهباني إلى الإيمان العملي فيقيم بجنب مسجده مصنعًا ، ويحدث بجنب
مصلاه حرفة .
فالقرآن كما نزل للتعرف على الله
، وتهذيب العباد ، نزل أيضًا لعمارة هذا الكون بالحرث والصناعة ، وعمارتها بالذكر
والطاعة .
اللهم أعنا على شكر نعمة القرآن ،
واجعلنا من المتبعين لهديه .
وصل اللهم وسلم وبارك على نبي
الهدى وعلى آله وأصحابه أجمعين .
والحمد لله رب العالمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق