نحن نعلم مصدر القلق لديكم ألا وهو أن
كراسي الحكم وأماكن الصدارة بعد الثورة قد خطفها منكم الشعب وحرمتكم منها الجماهير
.
فإن أردتم الطريق الصحيح ، فانظروا ماذا
يريد الشعب وتجاوبوا مع مطالبه وتعايشوا مع أهدافه واعملوا على تحقيقها
واعلموا أن سبب إقصاء الشعوب لكم أنكم
تصطدمون مع هويته وتطرحون قيمه أرضا .
واعلموا أن وسائلكم الجديدة التي تلجأون
إليها : بعض وسائل الإعلام وبعض القضاة – حيث لم يعد لكم ظهير من الجماهير - ستكون
سببا في إقصائها وإقصائكم من جديد .
أقول هذا الكلام اليوم وسيكون حقيقة غدا ،
ننصحكم به اليوم وسيكون واقعا غدا بإذن الله تعالى ؛ لأن الشعوب لن تفرط في دينها
وقيمها وإرثها الحضاري ، هذا الإرث الذي اختلط بفطرتها وتشربت به أرضها فصارت شيئا
واحدا ، يشكل مزاجها وهويتها وصفتها وسمتها .
ولا تخالفوا نواميس الكون ؛ فأنها غلابة ،
ولن تصمدوا أبدا في وجه الشعوب لأنها تقف على أرض صلبة ومعها الحق القوي الذي
يستمد قوته من شريعة الإله خالق هذا الكون ، وهو سبحانه الذي يدبر الأمور ويصرفها
بحكمة فائقة وقدرة مطلقة ، وهو فعال لما يريد ، وهو يبدئ ويعيد .
فعودوا إلى رشدكم واصطفوا مع شعوبكم
لتحقيق أمانيه من أجل تقدمه وسعادته .
أو استمروا في غيكم .. حينئذ ستحصلون على
الخذلان المبين ، وتصبحون عبرة وأحاديث للأجيال القادمة على مدى التاريخ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق