شكل اغتيال القائد القسامي
أحمد الجعبري من قبل الطيران الحربي الصهيوني يوم الأربعاء (14/11) نهاية مسيرة
قائد فذ شجاع بدأها في العمل على انطلاق مسيرة العمل الجهادي في فلسطين، وتخللها
انتزاع صفقة وفاء الأحرار، ثم اختتمها بتأدية فريضة حج بيت الله الحرام لهذا العام
قبل أن يرتقى إلى العلياء.
وكان القائد الشهيد الجعبري الذي يشغل عضو المكتب السياسي لحركة
حماس، ومنصب قيادي بارز في كتائب القسام على رأس قائمة المطلوبين لـلكيان
الصهيوني، حيث اتهمه الاحتلال بـ"أنه المسؤول والمخطط لعدد كبير من العمليات
ضدها"، كما أطلقت عليه لقب اسم "رئيس أركان حركة حماس" في دلالة
منها إلى مكانته التي يحظى بها في الحركة.
القائد
الباني
"أحمد بن سعيد
الجعبري" المكنى بـ"أبي محمد" من مواليد عام 1960، ومن سكان حي
الشجاعية شرق مدينة غزة، حاصل على شهادة الماجستير تخصص تاريخ من الجامعة
الإسلامية بغزة، وله "بصمات قوية الارتقاء بأداء الجناح العسكري لحركة
حماس".
اعتقل الجعبري مع بداية عقد
الثمانينيات على يد قوات الاحتلال وأمضى 13 عاماً، بتهمة انخراطه في مجموعات
عسكرية خططت لعملية فدائية ضد الاحتلال عام 1982.
وعقب الإفراج عنه من سجون
الاحتلال عام 1995 تركز نشاطه على إدارة مؤسسة تابعة لحركة حماس تهتم بشؤون الأسرى
والمحررين، ثم عمل في العام 1997 في حزب الخلاص الإسلامي الذي أسسته الحركة في تلك
الفترة لمواجهة الملاحقة الأمنية المحمومة لها من جانب السلطة آنذاك.
ساهم القائد الجعبري عقب
الإفراج عنه إلى جانب الشيخ صلاح شحادة والقائد محمد الضيف في بناء كتائب القسام،
ما دفع جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة في العام 1998 إلى اعتقاله لمدة عامين
بتهمة علاقته بكتائب القسام، وتم الإفراج عنه مع بداية الانتفاضة إثر قصف الاحتلال
لمقرات الأجهزة الأمنية في القطاع.
وتعرض القائد الجعبري للعديد
من محاولات الاغتيال من قبل الصهاينة، كان أبرزها تلك التي نجا منها بعد إصابته
بجروح خفيفة عام 2004، بينما استشهد ابنه البكر محمد، وشقيقيه وثلاثة من أقاربه،
باستهداف طائرات الاحتلال الحربية منزله في حي الشجاعية.
وتميز الجعبري بقدرات كبيرة
جداً أهلته لهذا المنصب القيادي في أعلى الهرم القيادي لحركة حماس والجناح العسكري
لها، فبالرغم من حالة التهديد والاستهداف التي تعرض لها من قبل إلا أنه تحدى أجهزة الأمن الصهيونية واصل نشاطه
بكثافة تحت إجراءات أمنية معقدة أظهرت فشل العدو وهشاشة أجهزته لأكثر من عشر
أعوام.
مهندس
الصفقة
يعد الجعبري هو مهندس صفقة
وفاء الأحرار، فهو رئيس وفد الحركة في المفاوضات غير المباشرة التي خاضتها الحركة
لأكثر من خمس سنوات، انتزع من خلالها الحرية لأكثر من (1050) أسيرا، وتحرير كافة
الأسيرات من السجون حيث أظهر صلابة في الاصرار على المطالب العادلة أمام التعنت
الصهيوني، إلى ان اضطر العدو في النهاية للرضوخ للمطالب التي حملها.
اللافت أنه عندما جرى
التوقيع على اتفاق وفاء الأحرار رفض الجعبري التوقيع على الورقة ذاتها التي وقع
عليها الاحتلال، وعندها جرى التوقيع على ورقتين منفصلتين الأولى بين الوسيط المصري
ووفد كتائب القسام، والثانية بين الوسيط المصري وممثل الاحتلال الصهيوني.
في هذا العام أدى القائد
العام لكتائب القسام فريضة الحج، وعاد من الديار الحجازية قبل أسبوع من اغتياله
حيث أنه حياته بتأدية الركن الخامس من أركان الإسلام، رحل الجعبري بعد أن بنى وأسس
ووضع الخطط والاستراتيجيات وبنى جيشا لا يعرف الانكسار.
رحم الله الجعبري فقد كان شمسا إسلامية أنارت درب
العمل الجهادي على ارض فلسطين....اللهم تقبله في الصالحين وألحقنا به غير خزايا ولا مفتونين ولا مغيرين ولا مبدلين . آمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق